منتدي عباد الرحمن الاسلامي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 واقع السلف وواقعنا ..

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
اللؤلؤ والمرجان




عدد المساهمات : 697
تاريخ التسجيل : 10/05/2011

واقع السلف وواقعنا .. Empty
مُساهمةموضوع: واقع السلف وواقعنا ..   واقع السلف وواقعنا .. Emptyالثلاثاء نوفمبر 15, 2011 8:47 pm



قال
بعض السلف عندما زاره أخٌ له في الله فرأى بيته، ورثة حاله، وقلة متاعه،
فقال له: إن هذا حال من يتهيأ للرحيل، قال: أهو ارتحال؟! إنما أطرد طرداً،
أي ما هو بارتحال على هوانا، بل نُخرج وننُتزع ونُطرد من هذه الدنيا



إذاً هل يختار العاقل متاعاً قليلاً وضئيلاً ونكداً ومنغصاً لا تدوم نعمته
ولا لذته ويطرد منه وينزع منه بلا مقدمات فجأة؟ كما قال الله تعالى:

بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا * وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى
[الأعلى:16-17]


لا يفعل عاقل ذلك أبداً؛ لكن هذا حالنا قال تعالى:


إِنَّ هَؤُلاءِ يُحِبُّونَ الْعَاجِلَةَ وَيَذَرُونَ وَرَاءَهُمْ يَوْماً ثَقِيلاً
[الإنسان:27].



والواجب
على المؤمنين المتذكرين المعتبرين الذين أعطاهم الله سُبْحَانَهُ
وَتَعَالَى العقول والألباب ألا يكونوا كذلك، بل لابد أن يعلموا أن أعظم
نعمة أعطوها في هذه الحياة الدنيا أن يعطى من العمر ومن الصحة والفراغ ما
يعبد الله تبارك وتعالى فيه ويتقرب إليه، ولا يخسر من وقته شيئاً ولا كلمة


مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ
[ق:18].





بعض السلف جاءته ابنة له وهو بين إخوانه في الله قالت:

يا أبت أريد أن ألعب فأعرض عنها
فقال الآخر: قل لها تلعب
قال: لا أريد أن أجد في صحيفتي لعباً
وهذا جائز وليس فيه شيء أن يقال ذلك؛ لكن من شدة تحريهم -رضي الله تعالى
عنهم- يعلمون أن كل كلمة وكل دقيقة محسوبة عليهم، وكل لحظة في الحياة يجب
أن تستثمر في طاعة الله عز وجل.




ولهذا كان رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
وكان أصحابه من بعده والسلف الصالح كانت حياتهم كلها ما بين جهاد وعبادة،
ما بين قراءة قرآن وأداء حقوق للعباد، فأعطوا كل ذي حق حقه، وجاهدوا في
الله حق جهاده، حتى حصل لهم قول الله تعالى:
وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا [العنكبوت:69]

هذا من باب الصدقة، وهذا من باب الجهاد، وهذا من
باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وهذا من باب الصيام، وهكذا كل منهم
اجتهد في طريق أو أكثر من طرق الخير، فهو يذكر الله ويجاهد في سبيل الله.




وكان
بعض السلف في المعركة يجاهد ويقرأ القرآن أو يذكر الله حتى لا يضيع الوقت،
فله أجر الجهاد وله أجر الذكر، أناس عرفوا قيمة العمر، وعرفوا قيمة
الحياة، وعرفوا أن الجنة سلعة الله، وعلموا أن سلعة الله غالية.





واقع السلف وواقعنا .. 683446gl2sxyk6mz



مر
بعضهم بأناس في مقهى -وما أكثر من في المقاهي أو في الملاهي أو ما
يسمونها: شاليهات أو منتزهات- وهم جالسون يضيعون الأوقات في الحديث واللعب
واللهو، فتندم وتحسر

قالوا: مالك؟ قال: تمنيت والله
أن الأوقات تشترى! فقد تحسر أن لو كانت الأوقات تشترى لاشترى من هذا يوماً،
ومن هذا يومين، ومن هذا ساعة، ومن هذا شهراً، ويعمل فيها ويجتهد فيها
لطاعة الله، لكن الأوقات لا تشترى.



فمن لديه غفلة فإن أوقاته ضائعة، وتراه يقول: احترت اليوم ولم أدر أين
أذهب، أي: لا يدري كيف يضيع الوقت، والمؤمنون الذاكرون لا يستطيع الواحد
منهم أن يفي بالواجبات الملقاة عليه، ويتمنى أن يزيد اليوم ساعة أو نصف
ساعة أو دقائق ليغنمها في أداء واجب، أو في عمل طاعة تقربه من الله تبارك
وتعالى؛ أو في علم يستفيده ويعمله فيكون من ورثة الأنبياء، أو في ذكر لله
أن يقول:
(سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر) أو في آية يتلوها من كتاب الله وهو يعلم أن الحرف الواحد بعشر حسنات {لا أقول الم حرف ولكن ألف حرف، ولام حرف، وميم حرف } فهل يضيع هذا ممن يعرف قيمة ذلك؟.




واقع السلف وواقعنا .. 683446gl2sxyk6mz



وبعض
الناس يضيعون أوقاتهم في متابعة المسلسلات التلفزيونية، أو قراءة مجلات لا
فائدة من قراءتها وكم من كتاب لا خير فيه فإما مجون، وإما عبث، وإما عقائد
باطلة أو فلسفات يظل الإنسان يقرأ فيه ويحقق ويلخص بل يحصل شهادة
الدكتوراه، أو الماجستير قد يُمضي فيها الإنسان سنوات طويلة حتى يتخرج
وينال الشهادة فيها وهي كلام تافه لا قيمة له ولا منفعة منها، فهذا أفنى
زهرة عمره وريعان شبابه فيما لا خير فيه، والبعض يعشق فتاة فيظل يلاحقها،
وينتظر تخرجها، وبعد التخرج يتهيأ لزواجها ويبذل ما يبذل، فأضاع العمر كله
من أجلها

ولسنا نقول لأحد: لا تأخذ الشهادة، أو لا تتزوج، ولكن أن يضيع العمر في هذا، فهذا لا يليق بالمؤمن.



أما إن أضاع وقته في الحرام فهو عليه عقاب، وهو عليه حساب وحسرته مضاعفة، لأن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: {ما
جلس قوم مجلساً لم يذكروا الله تعالى فيه ولم يصلوا على رسول الله صَلَّى
اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلا كان عليهم ترة يوم القيامة }

أي: حسرة وندامة
ونقصاًُ هذا إذا كان مباحاً، لكن لو كان مجلس غيبة أو لهو فهذا لا شك أنه
إثم وندم، فكيف إذا لم يكن الندم على مجلس واحد بل على عمر، وعلى الشباب
الذي يقضيه كثير من الناس، هذا في تشجيع الكرة، وهذا في اللهو واللعب
والفنون الشعبية، وهذا في متابعة الأفلام والسهرات، وهذا في ضياع الأوقات
في التمشيات، وهذا في كذا من العلاقات.




فتضيع
الأعمار ويذهب الشباب ولا حصيلة من ذلك إلا الخسارة والإثم الذي يلاقي به
الله تبارك وتعالى يوم القيامة، ثم يستحي أن يعرض عليه هذه الأعمال وهو
قد عملها، إن كل عاقل في هذه الدنيا ليستحي أن يراه بعض الخلق على ما لا
يرضيه، فكيف بالوقوف بين يدي الله تبارك وتعالى وفي ذنوب مجتمعة، وهو الذي
يعلم السر وأخفى، وهو الذي يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور؟

ورحم الله من قال:


هبه تجاوز لي عما أسأت به
واحسرتى من حياء يوم ألقاه



واقع السلف وواقعنا .. 683446gl2sxyk6mz


الشيخ الدكتور سفر بن عبدالرحمن الحوالي
من محاضرة: قيمـة العمـر


اللهم اغفر وارحم وانت ارحم الراحمين ؛؛




واقع السلف وواقعنا .. 1223quraanabeermahmoud


__________________
واقع السلف وواقعنا .. 06ueqln21
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
واقع السلف وواقعنا ..
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» قصص من واقع الحياة عن الجذب
» حال السلف بعد انقضاء رمضان
» هل يوجد فرق بين السلف و السلفية

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدي عباد الرحمن الاسلامي :: »®[¤¦¤]™ المنتــــديات المتخصصة ™[¤¦¤]®« :: ~°™«*»منتــــــدى العــقيدة«*»™°~-
انتقل الى: