منتدي عباد الرحمن الاسلامي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 [ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا]

اذهب الى الأسفل 
انتقل الى الصفحة : 1, 2  الصفحة التالية
كاتب الموضوعرسالة
أميرة الورد
Admin
Admin



عدد المساهمات : 1191
تاريخ التسجيل : 11/03/2011

[ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا] Empty
مُساهمةموضوع: [ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا]   [ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا] Emptyالسبت مارس 12, 2011 7:45 am

[ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا]

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وآله وصحبه ومن والاه،
أما بعد ، فقد ذكر ابن كثير رحمه الله عند قوله تعالى في سورة البقرة : [يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقُولُوا رَاعِنَا] : قال ابن أبي حاتم : أخبرنا أبي أخبرنا نعيم بن حماد أخبرنا عبد الله بن المبارك أخبرنا مسعر عن معن وعون أو أحدهما أن رجلاً أتى عبد الله بن مسعود رضي الله عنه فقال : اعهد إلي ، فقال : "إذا سمعت الله يقول : [ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا] فأرعها سمعك فإنه خير يأمر به أو شر ينهى عنه".

أيها الأحبة في الله،
تعالوا بنا إلى رحاب نداءات رب العالمين لعباده المؤمنين، تلك النداءات التي ترفعنا إلى مرتبة العبودية لله تبارك وتعالى ، تلك النداءات التي تكررت تسعاً وثمانين مرة في القرآن العظيم ، لتوضح لنا الطريق المستقيم إلى مرضاته سبحانه ، وتبين لنا السبيل الأقوم للحياة الطيبة في الدنيا ، وعاقبة المتقين في الآخرة.
وهكذا فالخطاب الموجه للمؤمنين يكون تعليمات، تعليمات للأمة من خالقها عز وجل، فإما خير يأمر به، كحكم من الأحكام، أو أمر من الأوامر، وإما نهي وشر ينهى عنه.
فتصدير الحكم بالنداء دليل على الاهتمام به ، لأن النداء يوجب انتباه المنادى ، ثم النداء بوصف الإيمان دليل على أن تنفيذ هذا الحكم من مقتضيات الإيمان ، و على أن فواته نقص في الإيمان.

أيها الأحبة في الله،
كم مرة سمعنا نداءات ربنا ؟
هل حققنا بعدها معنى العبودية ؟
أما آن لأسماعنا أن تشفَّ لتصغى لنداء ربنا ؟
أما آن لقلوبنا أن ترق لتعي نداء ربنا ؟

تعالوا بنا إذا نقف وقفات لنتلقى الرسالة، ونفهم ما يتلى على مسامعنا من نداءات ربنا، و نتدبر تلكم الآيات بقلب حيّ ولبّ فطن، مكللين وقفاتنا إن شاء الله تعالى بالطاعة والامتثال.

مراجع الموضوع :

- تفسير السعدي
- تفسير ابن كثير
- برنامج مكتبة الشيخ الألباني رحمه الله.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أميرة الورد
Admin
Admin



عدد المساهمات : 1191
تاريخ التسجيل : 11/03/2011

[ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا] Empty
مُساهمةموضوع: رد: [ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا]   [ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا] Emptyالسبت مارس 12, 2011 7:45 am

قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه : "إذا سمعت الله يقول : [يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا] فأرعها سمعك فإنه خير يأمر به أو شر ينهى عنه"
___________________________________________

[يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَقُولُواْ رَاعِنَا وَقُولُواْ انظُرْنَا وَاسْمَعُوا ْوَلِلكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ] [البقرة : 104]


كان المسلمون يقولون حين خطابهم للرسول عند تعلمهم أمر الدين : [ رَاعِنَا ] أي : راع أحوالنا، فيقصدون بها معنى صحيحا، وكان اليهود يريدون بها معنى فاسدا، فانتهزوا الفرصة، فصاروا يخاطبون الرسول بذلك، ويقصدون المعنى الفاسد، فنهى الله المؤمنين عن هذه الكلمة سدا لهذا الباب، ففيه النهي عن الجائز، إذا كان وسيلة إلى محرَّم، وفيه الأدب، واستعمال الألفاظ، التي لا تحتمل إلا الحسن، وعدم الفحش، وترك الألفاظ القبيحة، أو التي فيها نوع تشويش أو احتمال لأمر غير لائق، فأمرهم بلفظة لا تحتمل إلا الحسن فقال : [ وَقُولُوا انْظُرْنَا ] فإنها كافية يحصل بها المقصود من غير محذور، [ وَاسْمَعُوا ] لم يذكر المسموع ليعم ما أمر باستماعه، فيدخل فيه سماع القرآن، وسماع السنة التي هي الحكمة، لفظا ومعنى واستجابة، وفيه الأدب والطاعة.
قال الحافظ ابن كثير رحمه الله (1/148) : " نهى الله تعالى عباده المؤمنين أن يتشبهوا بالكافرين في مقالهم وفعالهم، وذلك أن اليهود كانوا يعانون من الكلام ما فيه تورية لما يقصدونه من التنقيص، عليهم لعائن الله، فإذا أرادوا أن يقولوا : اسمع لنا، قالوا : راعنا ، ويورون بالرعونة كما قال تعالى : [مِّنَ الَّذِينَ هَادُواْ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ وَيَقُولُونَ سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَاسْمَعْ غَيْرَ مُسْمَعٍ وَرَاعِنَا لَيّاً بِأَلْسِنَتِهِمْ وَطَعْناً فِي الدِّينِ وَلَوْ أَنَّهُمْ قَالُواْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَاسْمَعْ وَانظُرْنَا لَكَانَ خَيْراً لَّهُمْ وَأَقْوَمَ وَلَكِن لَّعَنَهُمُ اللّهُ بِكُفْرِهِمْ فَلاَ يُؤْمِنُونَ إِلاَّ قَلِيلاً] [النساء : 46] .
وكذلك جاءت الأحاديث بالإخبار عنهم بأنهم كانوا إذا سلموا إنما يقولون : ( السام عليكم )، والسام هو الموت ولهذا أمرنا أن نرد عليهم ب ( وعليكم )، وإنما يستجاب لنا فيهم ولا يستجاب لهم علينا ، والغرض أن الله تعالى نهى المؤمنين عن مشابهة الكافرين قولا وفعلا ".
وقال شيخ الإسلام عند هذه الآية ما مختصره (ص 22 ) : "قال قتادة وغيره : كانت اليهود تقوله استهزاء، فكره الله للمؤمنين أن يقولوا مثل قولهم ، وقال أيضا : كانت اليهود تقول للنبي صلى الله عليه وسلم : راعنا سمعك، يستهزئون بذلك، وكانت في اليهود قبيحة" .

و هذه الآية من النهي : [لا تقولوا راعنا ]، يعني : لا تقولوا عند مخاطبة النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- : [راعنا] ، و [راعنا] من المراعاة ، و هي العناية بالشيء و المحافظة عليه .

و كان الصحابة إذا أرادوا أن يتكلموا مع الرسول -صلى الله عليه و على آله و سلم- قالوا : " يا رسول الله ، راعنا "، و كان اليهود يقولون : " يا محمد ، راعنا " ، لكن اليهود يريدون بها معنى سيئاً ، يريدون " راعنا " اسم فاعل من الرعونة ، يعني أن رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله و سلم- راعن ، و معنى الرعونة : الحمق ، و الهرج .

لكن لما كان اللفظ واحداً و هو محتمل للمعنيين نهى الله عز و جل المؤمنين أن يقولوه تأدباً و ابتعاداً عن سوء الظن ، و لأن من الناس من يتظاهر بالإيمان -مثل المنافقين- فربما يقول : " راعنا " و هو يريد ما أرادت اليهود ، فلهذا نٌُهي المسلمون عن ذلك .

قوله تعالى : [و قولوا انظرنا ] يعني : إذا أردتم من الرسول أن ينتظركم فلا تقولوا [راعنا ] ولكن قولوا : [انظرنا ] : فعل طلب ، و " النظر " هنا بمعنى الانتظار ، كما في قوله تعالى : [هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ أَن يَأْتِيَهُمُ اللّهُ فِي ظُلَلٍ مِّنَ الْغَمَامِ وَالْمَلآئِكَةُ وَقُضِيَ الأَمْرُ وَإِلَى اللّهِ تُرْجَعُ الأمُورُ] [البقرة : 210]، أي ما ينتظر هؤلاء.

قوله تعالى : [واسمعوا ] فعل أمر من السمع بمعنى الاستجابة ، أي اسمعوا سماع استجابة و قبول ، كما قال تعالى : [وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ قَالُوا سَمِعْنَا وَهُمْ لاَ يَسْمَعُونَ] [الأنفال : 21]، يعني اسمعوا ما تؤمرون به فافعلوه و ما تنهون عنه فاتركوه .

قوله تعالى : [وللكافرين عذابٌ أليم ] المراد بـ " الكافرين " هنا اليهود ، و "عذاب " بمعنى عقوبة و " أليم " بمعنى مؤلم.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أميرة الورد
Admin
Admin



عدد المساهمات : 1191
تاريخ التسجيل : 11/03/2011

[ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا] Empty
مُساهمةموضوع: رد: [ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا]   [ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا] Emptyالسبت مارس 12, 2011 7:46 am

قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه : "إذا سمعت الله يقول : [يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا] فأرعها سمعك فإنه خير يأمر به أو شر ينهى عنه"
___________________________________________

[ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ ] [البقرة : 153]

أمر الله تعالى المؤمنين، بالاستعانة على أمورهم الدينية والدنيوية [ بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ ] فالصبر هو : حبس النفس وكفها عما تكره، فهو ثلاثة أقسام :
الأول : صبرها على طاعة الله حتى تؤديها،
والثاني : صبرها عن معصية الله حتى تتركها،
والثالث : صبرها على أقدار الله المؤلمة فلا تتسخطها.
فالصبر هو المعونة العظيمة على كل أمر، فلا سبيل لغير الصابر أن يدرك مطلوبه، خصوصا الطاعات الشاقة المستمرة، فإنها مفتقرة أشد الافتقار إلى تحمل الصبر، وتجرع المرارة الشاقة، فإذا لازم صاحبها الصبر، فاز بالنجاح، وإن رده المكروه والمشقة عن الصبر والملازمة عليها، لم يدرك شيئا، وحصل على الحرمان.
وكذلك المعصية التي تشتد دواعي النفس ونوازعها إليها وهي في محل قدرة العبد، فهذه لا يمكن تركها إلا بصبر عظيم، وكف لدواعي قلبه ونوازعها لله تعالى، واستعانة بالله على العصمة منها، فإنها من الفتن الكبار.
وكذلك البلاء الشاق، خصوصا إن استمر، فهذا تضعف معه القوى النفسانية والجسدية، ويوجد مقتضاها، وهو التسخط، إن لم يقاومها صاحبها بالصبر لله، والتوكل عليه، واللجوء إليه، والافتقار على الدوام.
فعلمت أن الصبر محتاج إليه العبد، بل مضطر إليه في كل حالة من أحواله، فلهذا أمر الله تعالى به، وأخبر أنه [ مَعَ الصَّابِرِينَ ] أي : مع من كان الصبر لهم خلقا، وصفة، وملكة بمعونته وتوفيقه، وتسديده، فهانت عليهم بذلك المشاق والمكاره، وسهل عليهم كل عظيم، وزالت عنهم كل صعوبة، وهذه معية خاصة، تقتضي محبته ومعونته، ونصره وقربه، وهذه منقبة عظيمة للصابرين. فلو لم يكن للصابرين فضيلة إلا أنهم فازوا بهذه المعية من الله، لكفى بها فضلا وشرفا، وأما المعية العامة، فهي معية العلم والقدرة، كما في قوله تعالى: [ وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ ] وهذه عامة للخلق.
وأمر تعالى بالاستعانة بالصلاة لأن الصلاة هي عماد الدين، ونور المؤمنين، وهي الصلة بين العبد وبين ربه، فإذا كانت صلاة العبد صلاة كاملة، مجتمعا فيها ما يلزم فيها، وما يسن، وحصل فيها حضور القلب، الذي هو لبها فصار العبد إذا دخل فيها، استشعر دخوله على ربه، ووقوفه بين يديه، موقف العبد الخادم المتأدب، مستحضرا لكل ما يقوله وما يفعله، مستغرقا بمناجاة ربه ودعائه لا جرم أن هذه الصلاة، من أكبر المعونة على جميع الأمور فإن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر، ولأن هذا الحضور الذي يكون في الصلاة، يوجب للعبد في قلبه، وصفا، وداعيا يدعوه إلى امتثال أوامر ربه، واجتناب نواهيه، هذه هي الصلاة التي أمر الله أن نستعين بها على كل شيء
.



الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أميرة الورد
Admin
Admin



عدد المساهمات : 1191
تاريخ التسجيل : 11/03/2011

[ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا] Empty
مُساهمةموضوع: رد: [ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا]   [ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا] Emptyالسبت مارس 12, 2011 7:47 am

قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه : "إذا سمعت الله يقول : [يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا] فأرعها سمعك فإنه خير يأمر به أو شر ينهى عنه"
___________________________________________

[ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُلُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُواْ لِلّهِ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ ] [البقرة : 172]


عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "إن الله طيب لا يقبل إلا طيبا، وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين فقال [يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحاً] ، وقال [يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُلُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ] ، ثم ذكر الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء يا رب يا رب ومطعمه حرام ومشربه حرام وملبسه حرام وغذي بالحرام فأنى يستجاب لذلك ؟ " رواه مسلم.

هذا أمر للمؤمنين خاصة، بعد الأمر العام، وذلك أنهم هم المنتفعون على الحقيقة بالأوامر والنواهي، بسبب إيمانهم، فأمرهم بأكل الطيبات من الرزق، والشكر لله على إنعامه، باستعمالها بطاعته، والتقوي بها على ما يوصل إليه، فأمرهم بما أمر به المرسلين في قوله [ يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحاً ] [المؤمنون : 51]
فالشكر في هذه الآية هو العمل الصالح، وهنا لم يقل "حلالا" لأن المؤمن أباح الله له الطيبات من الرزق خالصة من التبعة، ولأن إيمانه يحجزه عن تناول ما ليس له.
وقوله [إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ] أي : فاشكروه، فدل على أن من لم يشكر الله لم يعبده وحده، كما أن من شكره فقد عبده، وأتى بما أمر به، ويدل أيضا على أن أكل الطيب سبب للعمل الصالح وقبوله، والأمر بالشكر عقيب النعم، لأن الشكر يحفظ النعم الموجودة، ويجلب النعم المفقودة ، كما أن الكفر ينفر النعم المفقودة ويزيل النعم الموجودة.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أميرة الورد
Admin
Admin



عدد المساهمات : 1191
تاريخ التسجيل : 11/03/2011

[ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا] Empty
مُساهمةموضوع: رد: [ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا]   [ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا] Emptyالسبت مارس 12, 2011 7:47 am

قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه : "إذا سمعت الله يقول : [يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا] فأرعها سمعك فإنه خير يأمر به أو شر ينهى عنه"
___________________________________________

[ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى الْحُرُّ بِالْحُرِّ وَالْعَبْدُ بِالْعَبْدِ وَالأُنثَى بِالأُنثَى فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ وَأَدَاء إِلَيْهِ بِإِحْسَانٍ ذَلِكَ تَخْفِيفٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَرَحْمَةٌ فَمَنِ اعْتَدَى بَعْدَ ذَلِكَ فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ ] [البقرة : 178]


روى الإمام البخاري في صحيحه (4138) عن مجاهد قال : سمعت ابن عباس رضي الله عنهما يقول : "كان في بني إسرائيل القصاص ولم تكن فيهم الدية ، فقال الله تعالى لهذه الأمة : [كُتِبَ عَلَيْكُمْ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى الْحُرُّ بِالْحُرِّ وَالْعَبْدُ بِالْعَبْدِ وَالْأُنْثَى بِالْأُنْثَى فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ] فالعفو أن يقبل الدِّيَةَ في الْعَمْدِ [فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ وَأَدَاءٌ إِلَيْهِ بِإِحْسَانٍ] يَتَّبِعُ بِالْمَعْرُوفِ وَيُؤَدِّي بِإِحْسَانٍ [ذَلِكَ تَخْفِيفٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَرَحْمَةٌ] مما كُتِبَ على من كان قَبْلَكُمْ [فَمَنْ اعْتَدَى بَعْدَ ذَلِكَ فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ] قَتَلَ بعد قَبُولِ الدية".

يمتنُّ الله تعالى على عباده المؤمنين بأنه فرض عليهم [الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى] أي : المساواة فيه، وأن يقتل القاتل على الصفة التي قتل عليها المقتول، إقامةً للعدل والقسط بين العباد.
وتوجيه الخطاب لعموم المؤمنين، فيه دليل على أنه يجب عليهم كلهم، حتى أولياء القاتل، حتى القاتل بنفسه، إعانة ولي المقتول إذا طلب القصاص وتمكينه من القاتل، وأنه لا يجوز لهم أن يحولوا بين هذا الحد، ويمنعوا الولي من الاقتصاص، كما عليه عادة الجاهلية، ومن أشبههم من إيواء المحدثين.
ثم بيَّن تفصيل ذلك فقال : [الْحُرُّ بِالْحُرِّ] يدخل بمنطوقها، الذكر بالذكر، [وَالْأُنْثَى بِالْأُنْثَى] والأنثى بالذكر، والذكر بالأنثى، فيكون منطوقها مقدما على مفهوم قوله : "الأنثى بالأنثى" مع دلالة السنة على أن الذكر يقتل بالأنثى، وخرج من عموم هذا الأبوان وإن علوا، فلا يقتلان بالولد، لورود السنة بذلك، مع أن في قوله تعالى : [الْقِصَاصُ] ما يدل على أنه ليس من العدل أن يقتل الوالد بولده، ولأن في قلب الوالد من الشفقة والرحمة ما يمنعه من القتل لولده إلا بسبب اختلال في عقله، أو أذية شديدة جدا من الولد له.
وخرج من العموم أيضا، الكافر بالسنة، مع أن الآية في خطاب المؤمنين خاصة.
وأيضا فليس من العدل أن يقتل ولي الله بعدوه، والعبد بالعبد، ذكرا كان أو أنثى، تساوت قيمتهما أو اختلفت، ودل بمفهومها على أن الحر لا يقتل بالعبد، لكونه غير مساو له، والأنثى بالأنثى، أخذ بمفهومها بعض أهل العلم فلم يجز قتل الرجل بالمرأة، وتقدم وجه ذلك.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أميرة الورد
Admin
Admin



عدد المساهمات : 1191
تاريخ التسجيل : 11/03/2011

[ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا] Empty
مُساهمةموضوع: رد: [ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا]   [ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا] Emptyالسبت مارس 12, 2011 7:48 am

قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه : "إذا سمعت الله يقول : [يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا] فأرعها سمعك فإنه خير يأمر به أو شر ينهى عنه"
__________________________________________

[يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ] [البقرة : 183]


عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : "يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم، فكان الناس على عهد النبي صلى الله عليه وسلم إذا صلوا العتمة حرم عليهم الطعام والشراب والنساء وصاموا إلى القابلة، فاختان رجل نفسه فجامع امرأته وقد صلى العشاء ولم يفطر، فأراد الله عز وجل أن يجعل ذلك يسرا لمن بقي ورخصة ومنفعة فقال سبحانه : علم الله أنكم كنتم تختانون أنفسكم ، وكان هذا مما نفع الله به الناس ورخص لهم ويسر" (رواه أبو داود وقال الشيخ الألباني حسن صحيح).

يخبر تعالى بما منَّ به على عباده، بأنه فرض عليهم الصيام، كما فرضه على الأمم السابقة، لأنه من الشرائع والأوامر التي هي مصلحة للخلق في كل زمان.
وفيه تنشيط لهذه الأمة، بأنه ينبغي لكم أن تنافسوا غيركم في تكميل الأعمال، والمسارعة إلى صالح الخصال، وأنه ليس من الأمور الثقيلة التي اختصيتم بها.
ثم ذكر تعالى حكمته في مشروعية الصيام فقال : [ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ] ، فإن الصيام من أكبر أسباب التقوى، لأن فيه امتثال أمر الله واجتناب نهيه.
فمما اشتمل عليه من التقوى :
- أن الصائم يترك ما حرم الله عليه من الأكل والشرب والجماع ونحوها، التي تميل إليها نفسه، متقربا بذلك إلى الله، راجيا بتركها ثوابه، فهذا من التقوى.
- ومنها : أن الصائم يدرب نفسه على مراقبة الله تعالى، فيترك ما تهوى نفسه، مع قدرته عليه، لعلمه باطلاع الله عليه،
- ومنها : أن الصيام يضيق مجاري الشيطان، فإنه يجري من ابن آدم مجرى الدم، فبالصيام يضعف نفوذه، وتقل منه المعاصي،
- ومنها : أن الصائم في الغالب، تكثر طاعته، والطاعات من خصال التقوى،
- ومنها : أن الغني إذا ذاق ألم الجوع، أوجب له ذلك مواساة الفقراء المعدمين، وهذا من خصال التقوى.


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أميرة الورد
Admin
Admin



عدد المساهمات : 1191
تاريخ التسجيل : 11/03/2011

[ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا] Empty
مُساهمةموضوع: رد: [ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا]   [ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا] Emptyالسبت مارس 12, 2011 7:48 am

قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه : "إذا سمعت الله يقول : [يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا] فأرعها سمعك فإنه خير يأمر به أو شر ينهى عنه"
_______________________________________________

[يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ ادْخُلُواْ فِي السِّلْمِ كَآفَّةً وَلاَ تَتَّبِعُواْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ] [البقرة : 208]


هذا أمر من الله تعالى للمؤمنين أن يدخلوا [فِي السِّلْمِ كَافَّة] أي : في جميع شرائع الدين ، ولا يتركوا منها شيئا، وأن لا يكونوا ممن اتخذ إلهه هواه ، إن وافق الأمر المشروع هواه فعله ، وإن خالفه تركه، بل الواجب أن يكون الهوى تبعا للدين ، وأن يفعل كل ما يقدر عليه من أفعال الخير، وما يعجزعنه يلتزمه وينويه، فيدركه بنيته.

ولما كان الدخول في السلم كافة ، لا يمكن ولا يتصور إلا بمخالفة طرق الشيطان قال : [وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ] أي : في العمل بمعاصي الله [إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ] والعدو المبين لا يأمر إلا بالسوء والفحشاء، وما به الضرر عليكم.


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أميرة الورد
Admin
Admin



عدد المساهمات : 1191
تاريخ التسجيل : 11/03/2011

[ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا] Empty
مُساهمةموضوع: رد: [ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا]   [ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا] Emptyالسبت مارس 12, 2011 7:49 am

قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه : "إذا سمعت الله يقول : [يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا] فأرعها سمعك فإنه خير يأمر به أو شر ينهى عنه"
_______________________________________________

[يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَنفِقُواْ مِمَّا رَزَقْنَاكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لاَّ بَيْعٌ فِيهِ وَلاَ خُلَّةٌ وَلاَ شَفَاعَةٌ وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ] [البقرة : 254]


هذا من لطف الله بعباده أن أمرهم بتقديم شيء مما رزقهم الله ، من صدقة واجبة ومستحبة ، ليكون لهم ذخرا وأجرا موفرا في يوم يحتاج فيه العاملون إلى مثقال ذرة من الخير، فلا بيع فيه ولو افتدى الإنسان نفسه بملء الأرض ذهبا ليفتدي به من عذاب يوم القيامة ما تقبل منه ، ولم ينفعه خليل ولا صديق لا بوجاهة ولا بشفاعة ، وهو اليوم الذي فيه يخسر المبطلون ويحصل الخزي على الظالمين ، وهم الذين وضعوا الشيء في غير موضعه ، فتركوا الواجب من حق الله وحق عباده وتعدوا الحلال إلى الحرام.
وأعظم أنواع الظلم الكفر بالله الذي هو وضع العبادة التي يتعين أن تكون لله فيصرفها الكافر إلى مخلوق مثله ، فلهذا قال تعالى : [والكافرون هم الظالمون] وهذا من باب الحصر ، أي : الذين ثبت لهم الظلم التام ، كما قال تعالى : [إن الشرك لظلم عظيم].
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أميرة الورد
Admin
Admin



عدد المساهمات : 1191
تاريخ التسجيل : 11/03/2011

[ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا] Empty
مُساهمةموضوع: رد: [ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا]   [ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا] Emptyالسبت مارس 12, 2011 7:49 am

قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه : "إذا سمعت الله يقول : [يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا] فأرعها سمعك فإنه خير يأمر به أو شر ينهى عنه"
_______________________________________________

[ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تُبْطِلُواْ صَدَقَاتِكُم بِالْمَنِّ وَالأذَى كَالَّذِي يُنفِقُ مَالَهُ رِئَاء النَّاسِ وَلاَ يُؤْمِنُ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ صَفْوَانٍ عَلَيْهِ تُرَابٌ فَأَصَابَهُ وَابِلٌ فَتَرَكَهُ صَلْداً لاَّ يَقْدِرُونَ عَلَى شَيْءٍ مِّمَّا كَسَبُواْ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ ] [البقرة : 264]


ينهى الله تعالى عباده لطفا بهم ورحمة عن إبطال صدقاتهم بالمن والأذى.
ففيه أن المن والأذى يبطل الصدقة، ويستدل بهذا على أن الأعمال السيئة تبطل الأعمال الحسنة، كما قال تعالى : [ولا تجهروا له بالقول كجهر بعضكم لبعض أن تحبط أعمالكم وأنتم لا تشعرون] ، فكما أن الحسنات يذهبن السيئات، فالسيئات تبطل ما قابلها من الحسنات، وفي هذه الآية مع قوله تعالى : [ولا تبطلوا أعمالكم] حث على تكميل الأعمال وحفظها من كل ما يفسدها لئلا يضيع العمل سدى.
وقوله : [كالذي ينفق ماله رئاء الناس ولا يؤمن بالله واليوم الآخر] ، أي : أنتم وإن قصدتم بذلك وجه الله في ابتداء الأمر، فإن المنة والأذى مبطلان لأعمالكم، فتصير أعمالكم بمنزلة الذي يعمل لمراءاة الناس ولا يريد به الله والدار الآخرة، فهذا لا شك أن عمله من أصله مردود، لأن شرط العمل أن يكون لله وحده، وهذا في الحقيقة عمل للناس لا لله، فأعماله باطلة وسعيه غير مشكور، فمثله المطابق لحاله [كمثل صفوان] وهو الحجر الأملس الشديد [عليه تراب فأصابه وابل] ، أي : مطر غزير [فتركه صلدا] ، أي : ليس عليه شيء من التراب.
فكذلك حال هذا المرائي، قلبه غليظ قاس بمنزلة الصفوان، وصدقته ونحوها من أعماله بمنزلة التراب الذي على الصفوان، إذا رآه الجاهل بحاله ظن أنه أرض زكية قابلة للنبات، فإذا انكشفت حقيقة حاله زال ذلك التراب وتبين أن عمله بمنزلة السراب، وأن قلبه غير صالح لنبات الزرع وزكائه عليه، بل الرياء الذي فيه والإرادات الخبيثة تمنع من انتفاعه بشيء من عمله، فلهذا [لا يقدرون على شيء] من أعمالهم التي اكتسبوها، لأنهم وضعوها في غير موضعها وجعلوها لمخلوق مثلهم، لا يملك لهم ضرا ولا نفعا، وانصرفوا عن عبادة من تنفعهم عبادته، فصرف الله قلوبهم عن الهداية، فلهذا قال : [والله لا يهدي القوم الكافرين]
.


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أميرة الورد
Admin
Admin



عدد المساهمات : 1191
تاريخ التسجيل : 11/03/2011

[ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا] Empty
مُساهمةموضوع: رد: [ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا]   [ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا] Emptyالسبت مارس 12, 2011 7:50 am

قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه : "إذا سمعت الله يقول : [يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا] فأرعها سمعك فإنه خير يأمر به أو شر ينهى عنه"
_______________________________________________

[ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَنفِقُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُم مِّنَ الأَرْضِ وَلاَ تَيَمَّمُواْ الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنفِقُونَ وَلَسْتُم بِآخِذِيهِ إِلاَّ أَن تُغْمِضُواْ فِيهِ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ ] [البقرة : 267]


جاء في سنن ابن ماجة عن البراء بن عازب في قوله سبحانه [ومما أخرجنا لكم من الأرض ولا تيمموا الخبيث منه تنفقون] قال : "نزلت في الأنصار كانت الأنصار تخرج إذا كان جداد النخل من حيطانها أقناء البسر فيعلقونه على حبل بين أسطوانتين في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فيأكل منه فقراء المهاجرين فيعمد أحدهم فيدخل قنوا فيه الحشف يظن أنه جائز في كثرة ما يوضع من الأقناء، فنزل فيمن فعل ذلك [ولا تيمموا الخبيث منه تنفقون] ، يقول لا تعمدوا للحشف منه تنفقون [ولستم بآخذيه إلا أن تغمضوا فيه] يقول لو أهدي لكم ما قبلتموه إلا على استحياء من صاحبه غيظا أنه بعث إليكم ما لم يكن لكم فيه حاجة واعلموا أن الله غني عن صدقاتكم". (قال الشيخ الألباني رحمه الله : صحيح)

يأمر تعالى عباده المؤمنين بالنفقة من طيبات ما يسر لهم من المكاسب، ومما أخرج لهم من الأرض فكما منَّ عليكم بتسهيل تحصيله فأنفقوا منه شكرا لله وأداء لبعض حقوق إخوانكم عليكم، وتطهيرا لأموالكم، واقصدوا في تلك النفقة الطيب الذي تحبونه لأنفسكم، ولا تيمموا الرديء الذي لا ترغبونه ولا تأخذونه إلا على وجه الإغماض والمسامحة [واعلموا أن الله غني حميد]، فهو غني عنكم ونفع صدقاتكم وأعمالكم عائد إليكم، ومع هذا فهو حميد على ما يأمركم به من الأوامر الحميدة والخصال السديدة، فعليكم أن تمتثلوا أوامره لأنها قوت القلوب وحياة النفوس ونعيم الأرواح، وإياكم أن تتبعوا عدوكم الشيطان الذي يأمركم بالإمساك، ويخوفكم بالفقر والحاجة إذا أنفقتم، وليس هذا نصحا لكم، بل هذا غاية الغش [إنما يدعو حزبه ليكونوا من أصحاب السعير]، بل أطيعوا ربكم الذي يأمركم بالنفقة على وجه يسهل عليكم ولا يضركم، ومع هذا فهو [يعدكم مغفرة] لذنوبكم وتطهيرا لعيوبكم [وفضلا] وإحسانا إليكم في الدنيا والآخرة، من الخلف العاجل، وانشراح الصدر ونعيم القلب والروح والقبر، وحصول ثوابها وتوفيتها يوم القيامة، وليس هذا عظيما عليه لأنه [واسع] الفضل عظيم الإحسان [عليم] بما يصدر منكم من النفقات قليلها وكثيرها، سرها وعلنها، فيجازيكم عليها من سعته وفضله وإحسانه.
فلينظر العبد نفسه إلى أي الداعيين يميل، فقد تضمنت هاتان الآيتان أمورا عظيمة :
- منها : الحث على الإنفاق،
- ومنها : بيان الأسباب الموجبة لذلك،
- ومنها : وجوب الزكاة من النقدين وعروض التجارة كلها، لأنها داخلة في قوله : [من طيبات ما كسبتم]،
- ومنها : وجوب الزكاة في الخارج من الأرض من الحبوب والثمار والمعادن،
- ومنها : أن الزكاة على من له الزرع والثمر لا على صاحب الأرض، لقوله [أخرجنا لكم]، فمن أخرجت له وجبت عليه،
- ومنها : أن الأموال المعدة للاقتناء من العقارات والأواني ونحوها ليس فيها زكاة، وكذلك الديون والغصوب ونحوهما إذا كانت مجهولة، أو عند من لا يقدر ربها على استخراجها منه، ليس فيها زكاة، لأن الله أوجب النفقة من الأموال التي يحصل فيها النماء الخارج من الأرض، وأموال التجارة مواساة من نمائها، وأما الأموال التي غير المعدة لذلك ولا مقدورا عليها فليس فيها هذا المعنى، ومنها : أن الرديء ينهى عن إخراجه ولا يجزئ في الزكاة
.


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أميرة الورد
Admin
Admin



عدد المساهمات : 1191
تاريخ التسجيل : 11/03/2011

[ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا] Empty
مُساهمةموضوع: رد: [ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا]   [ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا] Emptyالسبت مارس 12, 2011 7:50 am

قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه : "إذا سمعت الله يقول : [يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا] فأرعها سمعك فإنه خير يأمر به أو شر ينهى عنه"
_____________________________________________

[ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَذَرُواْ مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ ] [البقرة : 278]


لما ذكر الله تعالى قبل هذه الآية أكلة الربا وسوء مآلهم وشدة منقلبهم، وكان من المعلوم أنهم لو كانوا مؤمنين إيمانا ينفعهم لم يصدر منهم ما صدر، ذكر حالة المؤمنين وأجرهم، وخاطبهم بالإيمان، ونهاهم عن أكل الربا إن كانوا مؤمنين، وهؤلاء هم الذين يقبلون موعظة ربهم وينقادون لأمره، وأمرهم أن يتقوه، ومن جملة تقواه أن يذروا ما بقي من الربا، أي : المعاملات الحاضرة الموجودة، وأما ما سلف، فمن اتعظ عفا الله عنه ما سلف، وأما من لم ينزجر بموعظة الله، ولم يقبل نصيحته فإنه مشاق لربه محارب له، وهو عاجز ضعيف ليس له يدان في محاربة العزيز الحكيم الذي يمهل للظالم ولا يهمله حتى إذا أخذه، أخذه أخذ عزيز مقتدر.

وعلى ذكر "المعاملات الحاضرة الموجودة" ، أثير انتباه الأفاضل الكرام، إلى صورة بشعة من صور الربا استشرت في بعض بلاد المغرب، وهي ظاهرة رهن البيوت والمتاجر، بالتحايل على المحرمات، ومع انتشارها صار الإنكار على المخالفين من قبيل "الغرابة"، نسأل الله العفو والعافية.
أنقل في هذا الصدد فتوى لشيخنا أبي سهل محمد المغراوي حفظه الله، وهي كما يلي :
- عنوان الفتوى : حكم الرهن
- رقم الفتوى : 56
- تاريخ نشر الفتوى : السبت 05 محرم 1427 هـ / 04 فبراير 2006 م
• السؤال :
السلام عليكم ورحمة الله، نود معرفة حكم ما يعرف بالرهن، أو بالكلام المغربي الرهينة؛ جزاكم الله خيرا.
• الجواب :
الرهن شرعا هو ما يأخذه صاحب المال ليأخذ حقه عند إفلاس أو عند عدم استيفاء حقه، فإن كان حيوانا كالبقرة أو الناقة، فيجوز له استعماله مقابل الغذاء الذي يتغذى به الحيوان، وأما إذا كان غير ذلك كالبيوت والعقار فلا يجوز الاستفادة منه؛ لأنه لا يدفع فيه مقابلا، ولأن هذه الاستفادة من باب القرض الذي يجر نفعا وهو عين الربا، فواقع الناس اليوم في المنازل والمتاجر وغيرها هو من هذا الباب والربا فيه واضح والله أعلم.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أميرة الورد
Admin
Admin



عدد المساهمات : 1191
تاريخ التسجيل : 11/03/2011

[ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا] Empty
مُساهمةموضوع: رد: [ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا]   [ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا] Emptyالسبت مارس 12, 2011 7:51 am

قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه : "إذا سمعت الله يقول : [يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا] فأرعها سمعك فإنه خير يأمر به أو شر ينهى عنه"
_____________________________________________________

[ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا تَدَايَنتُم بِدَيْنٍ إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى فَاكْتُبُوهُ وَلْيَكْتُب بَّيْنَكُمْ كَاتِبٌ بِالْعَدْلِ وَلاَ يَأْبَ كَاتِبٌ أَنْ يَكْتُبَ كَمَا عَلَّمَهُ اللّهُ فَلْيَكْتُبْ وَلْيُمْلِلِ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ وَلْيَتَّقِ اللّهَ رَبَّهُ وَلاَ يَبْخَسْ مِنْهُ شَيْئاً فَإن كَانَ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ سَفِيهاً أَوْ ضَعِيفاً أَوْ لاَ يَسْتَطِيعُ أَن يُمِلَّ هُوَ فَلْيُمْلِلْ وَلِيُّهُ بِالْعَدْلِ وَاسْتَشْهِدُواْ شَهِيدَيْنِ من رِّجَالِكُمْ فَإِن لَّمْ يَكُونَا رَجُلَيْنِ فَرَجُلٌ وَامْرَأَتَانِ مِمَّن تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَدَاء أَن تَضِلَّ إْحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الأُخْرَى وَلاَ يَأْبَ الشُّهَدَاء إِذَا مَا دُعُواْ وَلاَ تَسْأَمُوْاْ أَن تَكْتُبُوْهُ صَغِيراً أَو كَبِيراً إِلَى أَجَلِهِ ذَلِكُمْ أَقْسَطُ عِندَ اللّهِ وَأَقْومُ لِلشَّهَادَةِ وَأَدْنَى أَلاَّ تَرْتَابُواْ إِلاَّ أَن تَكُونَ تِجَارَةً حَاضِرَةً تُدِيرُونَهَا بَيْنَكُمْ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَلاَّ تَكْتُبُوهَا وَأَشْهِدُوْاْ إِذَا تَبَايَعْتُمْ وَلاَ يُضَآرَّ كَاتِبٌ وَلاَ شَهِيدٌ وَإِن تَفْعَلُواْ فَإِنَّهُ فُسُوقٌ بِكُمْ وَاتَّقُواْ اللّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللّهُ وَاللّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ] [البقرة : 282]


هذه آية الدَّيِْن، وهي أطول آيات القرآن، وقد اشتملت على أحكام عظيمة ، جليلة المنفعة والمقدار :

- أحدها :
أنه تجوز جميع أنواع المداينات من سلم وغيره، لأن الله أخبر عن المداينة التي عليها المؤمنون إخبار مقرر لها ذاكرا أحكامها، وذلك يدل على الجواز،
- الثاني والثالث :
أنه لا بد للسلم من أجل، وأنه لا بد أن يكون معيَّنا معلوما، فلا يصح حالا ولا إلى أجل مجهول،
- الرابع :
الأمر بكتابة جميع عقود المداينات إما وجوبا وإما استحبابا لشدة الحاجة إلى كتابتها، لأنها بدون الكتابة يدخلها من الغلط والنسيان والمنازعة والمشاجرة شر عظيم،
- الخامس :
أمر الكاتب أن يكتب،
- السادس :
أن يكون عدلا في نفسه لأجل اعتبار كتابته، لأن الفاسق لا يعتبر قوله ولا كتابته،
- السابع :
أنه يجب عليه العدل بينهما، فلا يميل لأحدهما لقرابة أو صداقة أو غير ذلك،
- الثامن :
أن يكون الكاتب عارفا بكتابة الوثائق وما يلزم فيها كل واحد منهما، وما يحصل به التوثق، لأنه لا سبيل إلى العدل إلا بذلك، وهذا مأخوذ من قوله : [وليكتب بينكم كاتب بالعدل]
- التاسع :
أنه إذا وجدت وثيقة بخط المعروف بالعدالة المذكورة يعمل بها، ولو كان هو والشهود قد ماتوا،
- العاشر :
قوله : [ولا يأب كاتب أن يكتب] أي : لا يمتنع من منَّ الله عليه بتعليمه الكتابة أن يكتب بين المتداينين، فكما أحسن الله إليه بتعليمه، فليحسن إلى عباد الله المحتاجين إلى كتابته، ولا يمتنع من الكتابة لهم،
- الحادي عشر :
أمر الكاتب أن لا يكتب إلا ما أملاه من عليه الحق،
- الثاني عشر :
أن الذي يملي من المتعاقدين من عليه الدين،
- الثالث عشر :
أمره أن يبين جميع الحق الذي عليه ولا يبخس منه شيئا،
- الرابع عشر :
أن إقرار الإنسان على نفسه مقبول، لأن الله أمر من عليه الحق أن يمل على الكاتب، فإذا كتب إقراره بذلك ثبت موجبه ومضمونه، وهو ما أقر به على نفسه، ولو ادعى بعد ذلك غلطا أو سهوا،
- الخامس عشر :
أن من عليه حقا من الحقوق التي البينة على مقدارها وصفتها من كثرة وقلة وتعجيل وتأجيل، أن قوله هو المقبول دون قول من له الحق، لأنه تعالى لم ينهه عن بخس الحق الذي عليه، إلا أن قوله مقبول على ما يقوله من مقدار الحق وصفته،
- السادس عشر :
أنه يحرم على من عليه حق من الحقوق أن يبخس وينقص شيئا من مقداره، أو طيبه وحسنه، أو أجله أو غير ذلك من توابعه ولواحقه،
- السابع عشر :
أن من لا يقدر على إملاء الحق لصغره أو سفهه أو خرسه، أو نحو ذلك، فإنه ينوب وليه منابه في الإملاء والإقرار،
- الثامن عشر :
أنه يلزم الولي من العدل ما يلزم من عليه الحق من العدل، وعدم البخس لقوله [ بالعدل ]
- التاسع عشر :
أنه يشترط عدالة الولي، لأن الإملاء بالعدل المذكور لا يكون من فاسق،
- العشرون :
ثبوت الولاية في الأموال،
- الحادي والعشرون :
أن الحق يكون على الصغير والسفيه والمجنون والضعيف، لا على وليهم،
- الثاني والعشرون :
أن إقرار الصغير والسفيه والمجنون والمعتوه ونحوهم وتصرفهم غير صحيح، لأن الله جعل الإملاء لوليهم، ولم يجعل لهم منه شيئا لطفا بهم ورحمة، خوفا من تلاف أموالهم،
- الثالث والعشرون :
صحة تصرف الولي في مال من ذكر،
- الرابع والعشرون :
فيه مشروعية كون الإنسان يتعلم الأمور التي يتوثق بها المتداينون كل واحد من صاحبه، لأن المقصود من ذلك التوثق والعدل، وما لا يتم المشروع إلا به فهو مشروع،
- الخامس والعشرون :
أن تعلم الكتابة مشروع، بل هو فرض كفاية، لأن الله أمر بكتابة الديون وغيرها، ولا يحصل ذلك إلا بالتعلم.


........
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أميرة الورد
Admin
Admin



عدد المساهمات : 1191
تاريخ التسجيل : 11/03/2011

[ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا] Empty
مُساهمةموضوع: رد: [ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا]   [ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا] Emptyالسبت مارس 12, 2011 7:52 am

السادس والعشرون :
أنه مأمور بـ الإشهاد على العقود، وذلك على وجه الندب، لأن المقصود من ذلك الإرشاد إلى ما يحفظ الحقوق، فهو عائد لمصلحة المكلفين، نعم إن كان المتصرف ولي يتيم أو وقف ونحو ذلك مما يجب حفظه تعين أن يكون الإشهاد الذي به يحفظ الحق واجبا،
- السابع والعشرون :
أن نصاب الشهادة في الأموال ونحوها رجلان أو رجل وامرأتان، ودلت السنة أيضا أنه يقبل الشاهد مع يمين المدعي،
- الثامن والعشرون :
أن شهادة الصبيان غير مقبولة لمفهوم لفظ الرجل،
- التاسع والعشرون :
أن شهادة النساء منفردات في الأموال ونحوها لا تقبل، لأن الله لم يقبلهن إلا مع الرجل، وقد يقال إن الله أقام المرأتين مقام رجل للحكمة التي ذكرها وهي موجودة سواء كن مع رجل أو منفردات والله أعلم.
- الثلاثون :
أن شهادة العبد البالغ مقبولة كشهادة الحر لعموم قوله : [ فاستشهدوا شهيدين من رجالكم ] والعبد البالغ من رجالنا،
- الحادي والثلاثون :
أن شهادة الكفار ذكورا كانوا أو نساء غير مقبولة، لأنهم ليسوا منا، ولأن مبنى الشهادة على العدالة وهو غير عدل،
- الثاني والثلاثون :
فيه فضيلة الرجل على المرأة، وأن الواحد في مقابلة المرأتين لقوة حفظه ونقص حفظها،
- الثالث والثلاثون :
أن من نسي شهادته ثم ذكرها فذكر فشهادته مقبولة لقوله : [فتذكر إحداهما الأخرى]
- الرابع والثلاثون :
يؤخذ من المعنى أن الشاهد إذا خاف نسيان شهادته في الحقوق الواجبة وجب عليه كتابتها، لأن ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب،
- الخامس والثلاثون :
أنه يجب على الشاهد إذا دعي للشهادة وهو غير معذور، لا يجوز له أن يأبى لقوله : [ولا يأب الشهداء إذا ما دعوا]
- السادس والثلاثون :
أن من لم يتصف بصفة الشهداء المقبولة شهادتهم، لم يجب عليه الإجابة لعدم الفائدة بها ولأنه ليس من الشهداء،
- السابع والثلاثون :
النهي عن السآمة والضجر من كتابة الديون كلها من صغير وكبير وصفة الأجل وجميع ما احتوى عليه العقد من الشروط والقيود،
- الثامن والثلاثون :
بيان الحكمة في مشروعية الكتابة والإشهاد في العقود، وأنه [أقسط عند الله وأقوم للشهادة وأدنى ألا ترتابوا] فإنها متضمنة للعدل الذي به قوام العباد والبلاد، والشهادة المقترنة بالكتابة تكون أقوم وأكمل وأبعد من الشك والريب والتنازع والتشاجر،
- التاسع والثلاثون :
يؤخذ من ذلك أن من اشتبه وشك في شهادته لم يجز له الإقدام عليها بل لا بد من اليقين،
- الأربعون :
قوله : [إلا أن تكون تجارة حاضرة تديرونها بينكم فليس عليكم جناح ألا تكتبوها] فيه الرخصة في ترك الكتابة إذا كانت التجارة حاضرا بحاضر، لعدم شدة الحاجة إلى الكتابة،
- الحادي والأربعون :
أنه وإن رخص في ترك الكتابة في التجارة الحاضرة، فإنه يشرع الإشهاد لقوله : [وأشهدوا إذا تبايعتم]
- الثاني والأربعون :
النهي عن مضارة الكاتب بأن يدعى وقت اشتغال وحصول مشقة عليه،
- الثالث والأربعون :
النهي عن مضارة الشهيد أيضا بأن يدعى إلى تحمل الشهادة أو أدائها في مرض أو شغل يشق عليه، أو غير ذلك، هذا على جعل قوله : [ولا يضار كاتب ولا شهيد] مبنيا للمجهول، وأما على جعلها مبنيا للفاعل ففيه نهي الشاهد والكاتب أن يضارا صاحب الحق بالامتناع أو طلب أجرة شاقة ونحو ذلك، وهذان هما الرابع والأربعون والخامس والأربعون
- السادس والأربعون :
أن ارتكاب هذه المحرمات من خصال الفسق لقوله : [وإن تفعلوا فإنه فسوق بكم]
- السابع والأربعون :
أن الأوصاف كالفسق والإيمان والنفاق والعداوة والولاية ونحو ذلك تتجزأ في الإنسان، فتكون فيه مادة فسق وغيرها، وكذلك مادة إيمان وكفر لقوله : [فإنه فسوق بكم] ولم يقل فأنتم فاسقون أو فُسّاق.
- الثامن والأربعون :
-وحقه أن يتقدم على ما هنا لتقدم موضعه- اشتراط العدالة في الشاهد لقوله : [ممن ترضون من الشهداء]
- التاسع والأربعون :
أن العدالة يشترط فيها العرف في كل مكان وزمان، فكل من كان مرضيا معتبرا عند الناس قبلت شهادته،
- الخمسون :
يؤخذ منها عدم قبول شهادة المجهول حتى يزكى.

فهذه الأحكام مما يستنبط من هذه الآية الكريمة على حسب الحال الحاضرة والفهم القاصر، ولله في كلامه حكم وأسرار يخص بها من يشاء من عباده
.




الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أميرة الورد
Admin
Admin



عدد المساهمات : 1191
تاريخ التسجيل : 11/03/2011

[ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا] Empty
مُساهمةموضوع: رد: [ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا]   [ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا] Emptyالسبت مارس 12, 2011 7:53 am

قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه : "إذا سمعت الله يقول : [يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا] فأرعها سمعك فإنه خير يأمر به أو شر ينهى عنه"
______________________________________________

[ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوَاْ إِن تُطِيعُواْ فَرِيقاً مِّنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ يَرُدُّوكُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كَافِرِينَ ] [آل عمران : 100]


بعدما وبخ الله تعالى في الآيتين السابقتين أهل الكتاب من اليهود والنصارى على كفرهم بآيات الله التي أنزلها الله على رسله، والتي جعلها رحمة لعباده يهتدون بها إليه، ويستدلون بها على جميع المطالب المهمة والعلوم النافعة، وبعدما توعدهم أيضا بمجازاتهم بأشر الجزاء على ما فعلوه، وهو أعظم الكفر الموجب لأعظم العقوبة،
حذر الله تعالى عباده المؤمنين منهم لئلا يمكروا بهم من حيث لا يشعرون، فقال : [يا أيها الذين آمنوا إن تطيعوا فريقا من الذين أوتوا الكتاب يردوكم بعد إيمانكم كافرين] ، وذلك لحسدهم على ما آتاكم الله من فضله وما منحكم به من إرسال رسوله ، وبغيهم عليكم وشدة حرصهم على ردكم عن دينكم، كما قال تعالى : [ود كثير من أهل الكتاب لو يردونكم من بعد إيمانكم كفارا حسدا من عند أنفسهم من بعد ما تبين لهم الحق].

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أميرة الورد
Admin
Admin



عدد المساهمات : 1191
تاريخ التسجيل : 11/03/2011

[ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا] Empty
مُساهمةموضوع: رد: [ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا]   [ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا] Emptyالسبت مارس 12, 2011 7:53 am

قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه : "إذا سمعت الله يقول : [يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا] فأرعها سمعك فإنه خير يأمر به أو شر ينهى عنه"
______________________________________________

[ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ ] [آل عمران : 102]


عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ هذه الآية [اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون] ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" لو أن قطرة من الزقوم قطرات في دار الدنيا لأفسدت على أهل الأرض معايشهم فكيف بمن يكون طعامه ؟" (رواه الترمذي وقال هذا حديث حسن صحيح).
هذا أمر من الله لعباده المؤمنين أن يتقوه حق تقواه، وأن يستمروا على ذلك ويثبتوا عليه ويستقيموا إلى الممات، فإن من عاش على شيء مات عليه، فمن كان في حال صحته ونشاطه وإمكانه مداوما لتقوى ربه وطاعته، منيبا إليه على الدوام، ثبته الله عند موته ورزقه حسن الخاتمة.
وتقوى الله حق تقواه كما قال ابن مسعود : وهو أن يُطاع فلا يُعصى، ويُذكر فلا ينسى، ويشكر فلا يكفر، وهذه الآية بيان لما يستحقه تعالى من التقوى، وأما ما يجب على العبد منها، فكما قال تعالى : [فاتقوا الله ما استطعتم]، وتفاصيل التقوى المتعلقة بالقلب والجوارح كثيرة جدا، يجمعها فعل ما أمر الله به، وترك كل ما نهى الله عنه.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أميرة الورد
Admin
Admin



عدد المساهمات : 1191
تاريخ التسجيل : 11/03/2011

[ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا] Empty
مُساهمةموضوع: رد: [ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا]   [ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا] Emptyالسبت مارس 12, 2011 7:54 am

قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه : "إذا سمعت الله يقول : [يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا] فأرعها سمعك فإنه خير يأمر به أو شر ينهى عنه" ______________________________________________

[ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ بِطَانَةً مِّن دُونِكُمْ لاَ يَأْلُونَكُمْ خَبَالاً وَدُّواْ مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاء مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الآيَاتِ إِن كُنتُمْ تَعْقِلُونَ ] [آل عمران : 118]


ينهى تعالى عباده المؤمنين أن يتخذوا بطانة من المنافقين من أهل الكتاب وغيرهم يظهرونهم على سرائرهم وما يضمرونه لأعدائهم، أو يولونهم بعض الأعمال الإسلامية، وذلك أنهم هم الأعداء الذين امتلأت قلوبهم من العداوة والبغضاء، فظهرت على أفواههم [وما تخفي صدورهم أكبر] مما يسمع منهم، فلهذا [لا يألونكم خبالا] ، أي: لا يقصرون في حصول الضرر عليكم والمشقة وعمل الأسباب التي فيها ضرركم ومساعدة الأعداء عليكم.
وقوله تعالى : [لا تتخذوا بطانة من دونكم] ، أي من غيركم من أهل الأديان، وبطانة الرجل هم خاصة أهله الذين يطلعون على داخلة أمره. وقد روى البخاري والنسائي وغيرهما، من حديث جماعة منهم يونس ويحيى بن سعيد وموسى بن عقبة وابن أبي عتيق عن الزهري، عن أبي سلمة عن أبي سعيد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : «ما بعث الله من نبي ولا استخلف من خليفة إلا كانت له بطانتان : بطانة تأمره بالخير وتحضّه عليه، وبطانة تأمره بالسوء وتحضه عليه، والمعصوم من عصم الله».
وقال الله للمؤمنين [قد بينا لكم الآيات] أي : التي فيها مصالحكم الدينية والدنيوية [لعلكم تعقلون] ، فتعرفونها وتفرقون بين الصديق والعدو، فليس كل أحد يجعل بطانة، وإنما العاقل من إذا ابتلي بمخالطة العدو أن تكون مخالطة في ظاهره ولا يطلعه من باطنه على شيء، ولو تملق له وأقسم أنه من أوليائه.


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أميرة الورد
Admin
Admin



عدد المساهمات : 1191
تاريخ التسجيل : 11/03/2011

[ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا] Empty
مُساهمةموضوع: رد: [ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا]   [ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا] Emptyالسبت مارس 12, 2011 7:54 am

قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه : "إذا سمعت الله يقول : [يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا] فأرعها سمعك فإنه خير يأمر به أو شر ينهى عنه"
______________________________________________

[ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَأْكُلُواْ الرِّبَا أَضْعَافاً مُّضَاعَفَةً وَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ] [آل عمران : 130]


إن العبد ينبغي له مراعاة الأوامر والنواهي في نفسه وفي غيره، وإن الله تعالى إذا أمره بأمر وجب عليه -أولا- أن يعرف حده، وما هو الذي أمر به ليتمكن بذلك من امتثاله، فإذا عرف ذلك اجتهد واستعان بالله على امتثاله في نفسه وفي غيره، بحسب قدرته وإمكانه، وكذلك إذا نهي عن أمر عرف حده، وما يدخل فيه وما لا يدخل، ثم اجتهد واستعان بربه في تركه، وأن هذا ينبغي مراعاته في جميع الأوامر الإلهية والنواهي.
ولعل الحكمة -والله أعلم- في إدخال هذه الآيات أثناء قصة "أحد" أن الله تعالى وعد عباده المؤمنين أنهم إذا صبروا واتقوا نصرهم على أعدائهم، وخذل الأعداء عنهم، كما في قوله تعالى : [وإن تصبروا وتتقوا لا يضركم كيدهم شيئا] ، ثم قال : [بلى إن تصبروا وتتقوا ويأتوكم من فورهم هذا يمددكم ربكم] الآيات.
وقوله تعالى : [يا أيها الذين آمنوا] كل ما في القرآن من قوله تعالى : [يا أيها الذين آمنوا] افعلوا كذا، أو اتركوا كذا، يدل على أن الإيمان هو السبب الداعي والموجب لامتثال ذلك الأمر، واجتناب ذلك النهي؛ لأن الإيمان هو التصديق الكامل بما يجب التصديق به، المستلزم لأعمال الجوارح، فنهاهم عن أكل الربا أضعافا مضاعفة، وذلك هو ما اعتاده أهل الجاهلية، ومن لا يبالي بالأوامر الشرعية من أنه إذا حل الدين، على المعسر ولم يحصل منه شيء، قالوا له : إما أن تقضي ما عليك من الدين، وإما أن نزيد في المدة، ويزيد ما في ذمتك، فيضطر الفقير ويستدفع غريمه ويلتزم ذلك، اغتناما لراحته الحاضرة، ، فيزداد -بذلك- ما في ذمته أضعافا مضاعفة، من غير نفع وانتفاع.
ففي قوله : [أضعافًا مضاعفة] تنبيه على شدة شناعته بكثرته، وتنبيه لحكمة تحريمه، وأن تحريم الربا حكمته أن الله منع منه لما فيه من الظلم. وذلك أن الله أوجب إنظار المعسر، وبقاء ما في ذمته من غير زيادة، فإلزامه بما فوق ذلك ظلم متضاعف، فيتعين على المؤمن المتقي تركه وعدم قربانه، لأن تركه من موجبات التقوى.
والفلاح متوقف على التقوى، فلهذا قال : [واتقوا الله لعلكم تفلحون واتقوا النار التي أعدت للكافرين] بترك ما يوجب دخولها، من الكفر والمعاصي، على اختلاف درجاتها، فإن المعاصي كلها- وخصوصا المعاصي الكبار- تجر إلى الكفر، بل هي من خصال الكفر الذي أعد الله النار لأهله، فترك المعاصي ينجي من النار، ويقي من سخط الجبار، وأفعال الخير والطاعة توجب رضا الرحمن، ودخول الجنان، وحصول الرحمة.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أميرة الورد
Admin
Admin



عدد المساهمات : 1191
تاريخ التسجيل : 11/03/2011

[ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا] Empty
مُساهمةموضوع: رد: [ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا]   [ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا] Emptyالسبت مارس 12, 2011 7:55 am

قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه : "إذا سمعت الله يقول : [يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا] فأرعها سمعك فإنه خير يأمر به أو شر ينهى عنه"
______________________________________________

[ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوَاْ إِن تُطِيعُواْ الَّذِينَ كَفَرُواْ يَرُدُّوكُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ فَتَنقَلِبُواْ خَاسِرِينَ ] [آل عمران : 149]



هذا نهي وتحذير من الله سبحانه وتعالى لعباده المؤمنين أن يطيعوا الكافرين من المنافقين والمشركين، فإن طاعتهم تورث الردى في الدنيا والاَخرة، ولأنهم إن أطاعوهم لم يريدوا لهم إلا الشر، لأن قصدهم هو ردهم إلى الكفر الذي عاقبته الخيبة والخسران.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أميرة الورد
Admin
Admin



عدد المساهمات : 1191
تاريخ التسجيل : 11/03/2011

[ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا] Empty
مُساهمةموضوع: رد: [ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا]   [ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا] Emptyالسبت مارس 12, 2011 7:56 am

ققال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه : "إذا سمعت الله يقول : [يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا] فأرعها سمعك فإنه خير يأمر به أو شر ينهى عنه"
______________________________________________

[ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ كَفَرُواْ وَقَالُواْ لإِخْوَانِهِمْ إِذَا ضَرَبُواْ فِي الأَرْضِ أَوْ كَانُواْ غُزًّى لَّوْ كَانُواْ عِندَنَا مَا مَاتُواْ وَمَا قُتِلُواْ لِيَجْعَلَ اللّهُ ذَلِكَ حَسْرَةً فِي قُلُوبِهِمْ وَاللّهُ يُحْيِـي وَيُمِيتُ وَاللّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ] [آل عمران : 156]


ينهى الله سبحانه وتعالى عباده المؤمنين أن يشابهوا الكافرين، الذين لا يؤمنون بربهم، ولا بقضائه وقدره، من المنافقين وغيرهم.
ينهاهم عن مشابهتهم في كل شيء، وفي هذا الأمر الخاص وهو أنهم يقولون لإخوانهم في الدين أو في النسب : [ إذا ضربوا في الأرض ] ، أي : سافروا للتجارة [ أو كانوا غزى ] ، أي : غزاة، ثم جرى عليهم قتل أو موت، يعارضون القدر ويقولون : [ لو كانوا عندنا ما ماتوا وما قتلوا ] ، وهذا كذب منهم، فقد قال تعالى : [ قل لو كنتم في بيوتكم لبرز الذين كتب عليهم القتل إلى مضاجعهم ] ، ولكن هذا التكذيب لم يفدهم، إلا أن الله يجعل هذا القول، وهذه العقيدة حسرة في قلوبهم، فتزداد مصيبتهم.
وأما المؤمنون بالله فإنهم يعلمون أن ذلك بقدر الله، فيؤمنون ويسلمون، فيهدي الله قلوبهم ويثبتها، ويخفف بذلك عنهم المصيبة.
قال الله ردا عليهم : [ والله يحيي ويميت ] ، أي : هو المنفرد بذلك، فلا يغني حذر عن قدر.
[ والله بما تعملون بصير ] فيجازيكم بأعمالكم وتكذيبكم.

قال الشيخ الألباني رحمه الله في "الكلم الطيب" :

« فصل في التسليم للقضاء من غير عجز ولا تفريط :

قال الله تعالى : [ يا أيها الذين آمنوا لا تكونوا كالذين كفروا وقالوا لإخوانهم إذا ضربوا في الأرض أو كانوا غزى لو كانوا عندنا ما ماتوا وما قتلوا ليجعل الله ذلك حسرة في قلوبهم والله يحيي ويميت والله بما تعملون بصير ] [ آ 1 ل عمران : 156 ] .
وقال أبو هريرة رضي الله عنه : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف وفي كل خير . احرص على ما ينفعك واستعن بالله عز وجل ولا تعجز، وإن أصابك شيء فلا تقل : لو أني فعلت كان كذا وكذا ولكن قل : قدر الله وما شاء فعل فإن ( لو ) تفتح عمل الشيطان " ( صحيح ) ».

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أميرة الورد
Admin
Admin



عدد المساهمات : 1191
تاريخ التسجيل : 11/03/2011

[ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا] Empty
مُساهمةموضوع: رد: [ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا]   [ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا] Emptyالسبت مارس 12, 2011 7:57 am

قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه : "إذا سمعت الله يقول : [يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا] فأرعها سمعك فإنه خير يأمر به أو شر ينهى عنه" ______________________________________________

[يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اصْبِرُواْ وَصَابِرُواْ وَرَابِطُواْ وَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ] [آل عمران : 200]


حض الله تعالى المؤمنين على ما يوصلهم إلى الفلاح ، وهو : الفوز والسعادة والنجاح، وأن الطريق الموصل إلى ذلك لزوم الصبر،
والصبر : هو حبس النفس على ما تكرهه، من ترك المعاصي، ومن الصبر على المصائب، وعلى الأوامر الثقيلة على النفوس، فأمرهم بالصبر على جميع ذلك.
والمصابرة : هي الملازمة والاستمرار على ذلك على الدوام، ومقاومة الأعداء في جميع الأحوال،
والمرابطة : هي لزوم المحل الذي يخاف من وصول العدو منه، وأن يراقبوا أعداءهم، ويمنعوهم من الوصول إلى مقاصدهم،
لعلهم يفلحون : أي يفوزون بالمحبوب الديني والدنيوي والأخروي، وينجون من المكروه كذلك.

فعلم من هذا أنه لا سبيل إلى الفلاح بدون الصبر والمصابرة والمرابطة المذكورات، فلم يفلح من أفلح إلا بها، ولم يفت أحدا الفلاح إلا بالإخلال بها أو ببعضها.

ذكر الحافظ ابن كثير رحمه الله في تفسيره : « قال الحسن البصري رحمه الله في قوله تعالى : {يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا} : "أمروا أن يصبروا على دينهم الذي ارتضاه الله لهم وهو الإسلام، فلا يدعوه لسراء ولا لضراء، ولا لشدة ولا لرخاء، حتى يموتوا مسلمين، وأن يصابروا الأعداء الذين يكتمون دينهم" ».

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أميرة الورد
Admin
Admin



عدد المساهمات : 1191
تاريخ التسجيل : 11/03/2011

[ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا] Empty
مُساهمةموضوع: رد: [ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا]   [ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا] Emptyالسبت مارس 12, 2011 7:57 am

قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه : "إذا سمعت الله يقول : [يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا] فأرعها سمعك فإنه خير يأمر به أو شر ينهى عنه"
______________________________________________

[ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ يَحِلُّ لَكُمْ أَن تَرِثُواْ النِّسَاء كَرْهاً وَلاَ تَعْضُلُوهُنَّ لِتَذْهَبُواْ بِبَعْضِ مَا آتَيْتُمُوهُنَّ إِلاَّ أَن يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِن كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئاً وَيَجْعَلَ اللّهُ فِيهِ خَيْراً كَثِيراً ] [النساء : 19]


كانوا في الجاهلية إذا مات أحدهم عن زوجته، رأى قريبُه كأخيه وابن عمه ونحوهما أنه أحق بزوجته من كل أحد، وحماها عن غيره، أحبت أو كرهت.
فإن أحبها تزوجها على صداق يحبه دونها، وإن لم يرضها عضلها فلا يزوجها إلا من يختاره هو، وربما امتنع من تزويجها حتى تبذل له شيئًا من ميراث قريبه أو من صداقها.

وكان الرجل أيضا يعضل زوجته التي يكون يكرهها ليذهب ببعض ما آتاها، فنهى الله المؤمنين عن جميع هذه الأحوال إلا حالتين: إذا رضيت واختارت نكاح قريب زوجها الأول، كما هو مفهوم قوله: [ كَرْهًا ] وإذا أتين بفاحشة مبينة كالزنا والكلام الفاحش وأذيتها لزوجها، فإنه في هذه الحال يجوز له أن يعضلها، عقوبة لها على فعلها لتفتدي منه إذا كان عضلا بالعدل.
ثم قال: [ وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ ] وهذا يشمل المعاشرة القولية والفعلية، فعلى الزوج أن يعاشر زوجته بالمعروف، من الصحبة الجميلة، وكف الأذى وبذل الإحسان، وحسن المعاملة، ويدخل في ذلك النفقة والكسوة ونحوهما، فيجب على الزوج لزوجته المعروف من مثله لمثلها في ذلك الزمان والمكان، وهذا يتفاوت بتفاوت الأحوال.

[ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا ] أي: ينبغي لكم -أيها الأزواج- أن تمسكوا زوجاتكم مع الكراهة لهن، فإن في ذلك خيرًا كثيرًا. من ذلك امتثال أمر الله، وقبولُ وصيته التي فيها سعادة الدنيا والآخرة.
ومنها أن إجباره نفسَه -مع عدم محبته لها- فيه مجاهدة النفس، والتخلق بالأخلاق الجميلة. وربما أن الكراهة تزول وتخلفها المحبة، كما هو الواقع في ذلك. وربما رزق منها ولدا صالحا نفع والديه في الدنيا والآخرة. وهذا كله مع الإمكان في الإمساك وعدم المحذور.

فإن كان لا بد من الفراق، وليس للإمساك محل، فليس الإمساك بلازم.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أميرة الورد
Admin
Admin



عدد المساهمات : 1191
تاريخ التسجيل : 11/03/2011

[ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا] Empty
مُساهمةموضوع: رد: [ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا]   [ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا] Emptyالسبت مارس 12, 2011 7:58 am

قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه : "إذا سمعت الله يقول : [يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا] فأرعها سمعك فإنه خير يأمر به أو شر ينهى عنه"
______________________________________________

[ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَقْرَبُواْ الصَّلاَةَ وَأَنتُمْ سُكَارَى حَتَّىَ تَعْلَمُواْ مَا تَقُولُونَ وَلاَ جُنُباً إِلاَّ عَابِرِي سَبِيلٍ حَتَّىَ تَغْتَسِلُواْ وَإِن كُنتُم مَّرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاء أَحَدٌ مِّنكُم مِّن الْغَآئِطِ أَوْ لاَمَسْتُمُ النِّسَاء فَلَمْ تَجِدُواْ مَاء فَتَيَمَّمُواْ صَعِيداً طَيِّباً فَامْسَحُواْ بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَفُوّاً غَفُوراً ][النساء : 43]


ينهى الله تعالى عباده المؤمنين أن يقربوا الصلاة وهم سكارى، حتى يعلموا ما يقولون، وهذا شامل لقربان مواضع الصلاة، كالمسجد، فإنه لا يمكَّن السكران من دخوله. وشامل لنفس الصلاة، فإنه لا يجوز للسكران صلاة ولا عبادة، لاختلاط عقله وعدم علمه بما يقول.

ولهذا حدد تعالى ذلك وغياه إلى وجود العلم بما يقول السكران. وهذه الآية الكريمة منسوخة بتحريم الخمر مطلقا، فإن الخمر -في أول الأمر- كان غير محرم، ثم إن الله تعالى عرض لعباده بتحريمه بقوله: [ يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِنْ نَفْعِهِمَا ].

ثم إنه تعالى نهاهم عن الخمر عند حضور الصلاة كما في هذه الآية، ثم إنه تعالى حرمه على الإطلاق في جميع الأوقات في قوله: [ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ ] الآية.

ومع هذا فإنه يشتد تحريمه وقت حضور الصلاة لتضمنه هذه المفسدة العظيمة، بعد حصول مقصود الصلاة الذي هو روحها ولبها وهو الخشوع وحضور القلب، فإن الخمر يسكر القلب، ويصد عن ذكر الله وعن الصلاة، ويؤخذ من المعنى منع الدخول في الصلاة في حال النعاس المفرط، الذي لا يشعر صاحبه بما يقول ويفعل، بل لعل فيه إشارة إلى أنه ينبغي لمن أراد الصلاة أن يقطع عنه كل شاغل يشغل فكره، كمدافعة الأخبثين والتوق لطعام ونحوه كما ورد في ذلك الحديث الصحيح.

ثم قال: [ وَلَا جُنُبًا إِلَّا عَابِرِي سَبِيلٍ ] أي: لا تقربوا الصلاة حالة كون أحدكم جنبا، إلا في هذه الحال وهو عابر السبيل أي: تمرون في المسجد ولا تمكثون فيه، [ حَتَّى تَغْتَسِلُوا ] أي: فإذا اغتسلتم فهو غاية المنع من قربان الصلاة للجنب، فيحل للجنب المرور في المسجد فقط.
[ وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا ]، فأباح التيمم للمريض مطلقًا مع وجود الماء وعدمه، والعلة المرض الذي يشق معه استعمال الماء، وكذلك السفر فإنه مظنة فقد الماء، فإذا فقده المسافر أو وجد ما يتعلق بحاجته من شرب ونحوه، جاز له التيمم.

وكذلك إذا أحدث الإنسان ببول أو غائط أو ملامسة النساء، فإنه يباح له التيمم إذا لم يجد الماء، حضرًا وسفرًا كما يدل على ذلك عموم الآية.

والحاصل: أن الله تعالى أباح التيمم في حالتين:
حال عدم الماء، وهذا مطلقا في الحضر والسفر، وحال المشقة باستعماله بمرض ونحوه.
واختلف المفسرون في معنى قوله: [ أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ ] هل المراد بذلك: الجماع فتكون الآية نصا في جواز التيمم للجنب، كما تكاثرت بذلك الأحاديث الصحيحة؟ أو المراد بذلك مجرد اللمس باليد، ويقيد ذلك بما إذا كان مظنة خروج المذي، وهو المس الذي يكون لشهوة فتكون الآية دالة على نقض الوضوء بذلك؟
واستدل الفقهاء بقوله: [ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً ] بوجوب طلب الماء عند دخول الوقت، قالوا: لأنه لا يقال: "لم يجد" لمن لم يطلب، بل لا يكون ذلك إلا بعد الطلب، واستدل بذلك أيضا على أن الماء المتغير بشيء من الطاهرات يجوز بل يتعين التطهر به لدخوله في قوله: [ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً ] وهذا ماء، ونوزع في ذلك أنه ماء غير مطلق وفي ذلك نظر.

وفي هذه الآية الكريمة مشروعية هذا الحكم العظيم الذي امتن به الله على هذه الأمة، وهو مشروعية التيمم، وقد أجمع على ذلك العلماء ولله الحمد، وأن التيمم يكون بالصعيد الطيب، وهو كل ما تصاعد على وجه الأرض سواء كان له غبار أم لا، ويحتمل أن يختص ذلك بذي الغبار لأن الله قال: [ فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ مِنْهُ ] وما لا غبار له لا يمسح به.

وقوله: [ فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ ] هذا محل المسح في التيمم: الوجه جميعه واليدان إلى الكوعين، كما دلت على ذلك الأحاديث الصحيحة، ويستحب أن يكون ذلك بضربة واحدة، كما دل على ذلك حديث عمار، وفيه أن تيمم الجنب كتيمم غيره، بالوجه واليدين.

فائدة :
اعلم أن قواعد الطب تدور على ثلاث قواعد:
- حفظ الصحة عن المؤذيات،
- والاستفراغ منها،
- والحمية عنها.

وقد نبه تعالى عليها في كتابه العزيز.
أما حفظ الصحة والحمية عن المؤذي، فقد أمر بالأكل والشرب وعدم الإسراف في ذلك، وأباح للمسافر والمريض الفطر حفظا لصتحهما، باستعمال ما يصلح البدن على وجه العدل، وحماية للمريض عما يضره.
وأما استفراغ المؤذي، فقد أباح تعالى للمحرِم المتأذي برأسه أن يحلقه لإزالة الأبخرة المحتقنة فيه، ففيه تنبيه على استفراغ ما هو أولى منها من البول والغائط والقيء والمني والدم وغير ذلك، نبه على ذلك ابن القيم رحمه الله تعالى.
وفي الآية وجوب تعميم مسح الوجه واليدين، وأنه يجوز التيمم ولو لم يضق الوقت، وأنه لا يخاطب بطلب الماء إلا بعد وجود سبب الوجوب والله أعلم.

ثم ختم الآية بقوله: [ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَفُوًّا غَفُورًا ] أي: كثير العفو والمغفرة لعباده المؤمنين، بتيسير ما أمرهم به، وتسهيله غاية التسهيل، بحيث لا يشق على العبد امتثاله، فيحرج بذلك.

ومن عفوه ومغفرته أن رحم هذه الأمة بشرع طهارة التراب بدل الماء، عند تعذر استعماله.
ومن عفوه ومغفرته أن فتح للمذنبين باب التوبة والإنابة ودعاهم إليه ووعدهم بمغفرة ذنوبهم. ومن عفوه ومغفرته أن المؤمن لو أتاه بقراب الأرض خطايا ثم لقيه لا يشرك به شيئا، لأتاه بقرابها مغفرة.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أميرة الورد
Admin
Admin



عدد المساهمات : 1191
تاريخ التسجيل : 11/03/2011

[ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا] Empty
مُساهمةموضوع: رد: [ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا]   [ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا] Emptyالسبت مارس 12, 2011 7:58 am

قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه : "إذا سمعت الله يقول : [يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا] فأرعها سمعك فإنه خير يأمر به أو شر ينهى عنه"
______________________________________________

[ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً ][النساء : 59]


أمر الله تعالى عباده المؤمنين بطاعته وطاعة رسوله وذلك بامتثال أمرهما، الواجب والمستحب، واجتناب نهيهما.
وأمر بطاعة أولي الأمر وهم : الولاة على الناس، من الأمراء والحكام والمفتين، فإنه لا يستقيم للناس أمر دينهم ودنياهم إلا بطاعتهم والانقياد لهم، طاعة لله ورغبة فيما عنده، ولكن بشرط ألا يأمروا بمعصية الله، فإن أمروا بذلك فلا طاعة لمخلوق في معصية الخالق. ولعل هذا هو السر في حذف الفعل عند الأمر بطاعتهم وذكره مع طاعة الرسول، فإن الرسول لا يأمر إلا بطاعة الله، ومن يطعه فقد أطاع الله، وأما أولو الأمر فشرط الأمر بطاعتهم أن لا يكون معصية.

ثم أمر برد كل ما تنازع الناس فيه من أصول الدين وفروعه إلى الله وإلى الرسول أي : إلى كتاب الله وسنة رسوله؛ فإن فيهما الفصل في جميع المسائل الخلافية، إما بصريحهما أو عمومهما؛ أو إيماء، أو تنبيه، أو مفهوم، أو عموم معنى يقاس عليه ما أشبهه، لأن كتاب الله وسنة رسوله عليهما بناء الدين، ولا يستقيم الإيمان إلا بهما.
فالرد إليهما شرط في الإيمان فلهذا قال: [ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ] فدل ذلك على أن من لم يرد إليهما مسائل النزاع فليس بمؤمن حقيقة، بل مؤمن بالطاغوت، كما ذكر في الآية بعدها [ ذَلِكَ ] أي: الرد إلى الله ورسوله [ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا ] فإن حكم الله ورسوله أحسن الأحكام وأعدلها وأصلحها للناس في أمر دينهم ودنياهم وعاقبتهم.

قال ابن القيم رحمه الله (إعلام الموقعين - 1/54) : « فأمر تعالى بطاعته وطاعة رسوله، وأعاد الفعل إعلاما بأن طاعة الرسول تجب استقلالا من غير عرض ما أمر به على الكتاب، بل إذا أمر وجبت طاعته مطلقا سواء كان ما أمر به في الكتاب أو لم يكن فيه، فإنه أوتي الكتاب ومثله معه.
ولم يأمر بطاعة أولي الأمر استقلالا، بل حذف الفعل وجعل طاعتهم في ضمن طاعة الرسول إيذانا بأنهم إنما يطاعون تبعا لطاعة الرسول، فمن أمر منهم بطاعة الرسول وجبت طاعته ومن أمر بخلاف ما جاء به الرسول فلا سمع له ولا طاعة؛ كما صح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: "لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق"، وقال: "إنما الطاعة في المعروف"، وقال في ولاة الأمور: "من أمركم منهم بمعصية الله فلا سمع له ولا طاعة"، وقد أخبر صلى الله عليه وسلم عن الذين أرادوا دخول النار لما أمرهم أميرهم بدخولها: "إنهم لو دخلوا لما خرجوا منها"، مع أنهم إنما كانوا يدخلونها طاعة لأميرهم وظنا أن ذلك واجب عليهم، ولكن لما قصروا في الاجتهاد وبادروا إلى طاعة من أمر بمعصية الله وحملوا عموم الأمر بالطاعة بما لم يرده الآمر صلى الله عليه وسلم، وما قد علم من دينه إرادة خلافه فقصروا في الاجتهاد وأقدموا على تعذيب أنفسهم وإهلاكها من غير تثبت وتبين هل ذلك طاعة لله ورسوله أم لا، فما الظن بمن أطاع غيره في صريح مخالفة ما بعث الله به رسوله؟
ثم أمر تعالى برد ما تنازع فيه المؤمنون إلى الله ورسوله إن كانوا مؤمنين، وأخبرهم أن ذلك خير لهم في العاجل أو حسن تأويلا في العاقبة »
.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أميرة الورد
Admin
Admin



عدد المساهمات : 1191
تاريخ التسجيل : 11/03/2011

[ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا] Empty
مُساهمةموضوع: رد: [ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا]   [ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا] Emptyالسبت مارس 12, 2011 7:59 am

قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه : "إذا سمعت الله يقول : [يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا] فأرعها سمعك فإنه خير يأمر به أو شر ينهى عنه"
______________________________________________

[ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَأْكُلُواْ أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلاَّ أَن تَكُونَ تِجَارَةً عَن تَرَاضٍ مِّنكُمْ وَلاَ تَقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ إِنَّ اللّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيماً ] [النساء : 29]



ينهى تعالى عباده المؤمنين أن يأكلوا أموالهم بينهم بالباطل، وهذا يشمل أكلها بالغصوب والسرقات، وأخذها بالقمار والمكاسب الرديئة. بل لعله يدخل في ذلك أكل مال نفسك على وجه البطر والإسراف، لأن هذا من الباطل وليس من الحق.

ثم إنه -لما حرم أكلها بالباطل- أباح لهم أكلها بالتجارات والمكاسب الخالية من الموانع، المشتملة على الشروط من التراضي وغيره.

{ وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ } أي: لا يقتل بعضكم بعضًا، ولا يقتل الإنسان نفسه. ويدخل في ذلك الإلقاءُ بالنفس إلى التهلكة، وفعلُ الأخطار المفضية إلى التلف والهلاك { إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا } ومن رحمته أن صان نفوسكم وأموالكم، ونهاكم عن إضاعتها وإتلافها، ورتب على ذلك ما رتبه من الحدود.

وتأمل هذا الإيجاز والجمع في قوله: { لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ } { وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ } كيف شمل أموال غيرك ومال نفسك وقتل نفسك وقتل غيرك بعبارة أخصر من قوله: "لا يأكل بعضكم مال بعض" و "لا يقتل بعضكم بعضًا" مع قصور هذه العبارة على مال الغير ونفس الغير فقط.
مع أن إضافة الأموال والأنفس إلى عموم المؤمنين فيه دلالة على أن المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم ومصالحهم كالجسد الواحد، حيث كان الإيمان يجمعهم على مصالحهم الدينية والدنيوية.

ولما نهى عن أكل الأموال بالباطل التي فيها غاية الضرر عليهم، على الآكل، ومن أخذ ماله، أباح لهم ما فيه مصلحتهم من أنواع المكاسب والتجارات، وأنواع الحرف والإجارات، فقال: { إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً عَنْ تَرَاضٍ مِنْكُمْ } أي: فإنها مباحة لكم.
وشرط التراضي -مع كونها تجارة- لدلالة أنه يشترط أن يكون العقد غير عقد ربا لأن الربا ليس من التجارة، بل مخالف لمقصودها، وأنه لا بد أن يرضى كل من المتعاقدين ويأتي به اختيارًا.
ومن تمام الرضا أن يكون المعقود عليه معلوما، لأنه إذا لم يكن كذلك لا يتصور الرضا مقدورًا على تسليمه، لأن غير المقدور عليه شبيه ببيع القمار، فبيع الغرر بجميع أنواعه خال من الرضا فلا ينفذ عقده.
وفيها أنه تنعقد العقود بما دل عليها من قول أو فعل، لأن الله شرط الرضا فبأي طريق حصل الرضا انعقد به العقد. ثم ختم الآية بقوله: { إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا } ومن رحمته أن عصم دماءكم وأموالكم وصانها ونهاكم عن انتهاكها.

وفي سنن أبي داود عن عكرمة عن ابن عباس قال : "لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل إلا أن تكون تجارة عن تراض منكم، فكان الرجل يحرج أن يأكل عند أحد من الناس بعد ما نزلت هذه الآية، فنسخ ذلك الآية التي في النور، قال : "ليس عليكم جناح أن تأكلوا من بيوتكم" إلى قوله: "أشتاتا"، كان الرجل الغني يدعو الرجل من أهله إلى الطعام قال : إني لأجنح أن آكل منه، والتجنح: الحرج، ويقول المسكين أحق به مني، فأحل في ذلك أن يأكلوا مما ذكر اسم الله عليه، وأحل طعام أهل الكتاب". قال الشيخ الألباني رحمه الله: حسن الإسناد (سنن أبي داود – 3/343).

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أميرة الورد
Admin
Admin



عدد المساهمات : 1191
تاريخ التسجيل : 11/03/2011

[ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا] Empty
مُساهمةموضوع: رد: [ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا]   [ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا] Emptyالسبت مارس 12, 2011 7:59 am

قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه : "إذا سمعت الله يقول : [يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا] فأرعها سمعك فإنه خير يأمر به أو شر ينهى عنه"
______________________________________________

[ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ خُذُواْ حِذْرَكُمْ فَانفِرُواْ ثُبَاتٍ أَوِ انفِرُواْ جَمِيعا ] [النساء : 71]


يأمر تعالى عباده المؤمنين بأخذ حذرهم من أعدائهم الكافرين. وهذا يشمل الأخذ بجميع الأسباب، التي بها يستعان على قتالهم ويستدفع مكرهم وقوتهم، من إعداد الأسلحة والعدد، ومن استعمال الحصون والخنادق، وتعلم الرمي والركوب، وتعلم الصناعات التي تعين على ذلك، وما به يعرف مداخلهم، ومخارجهم، ومكرهم، والنفير في سبيل الله.

ولهذا قال: [ فَانْفِرُوا ثُبَاتٍ ] أي: متفرقين بأن تنفر سرية أو جيش، ويقيم غيرهم [ أَوِ انْفِرُوا جَمِيعًا ] وكل هذا تبع للمصلحة والنكاية، والراحة للمسلمين في دينهم، وهذه الآية نظير قوله تعالى: [ وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ ]
.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
[ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا]
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 2انتقل الى الصفحة : 1, 2  الصفحة التالية
 مواضيع مماثلة
-
» يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ)
» تأملات في قوله تعالى ﴿ إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا ﴾

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدي عباد الرحمن الاسلامي :: »®[¤¦¤]™ المنتــــديات المتخصصة ™[¤¦¤]®« :: ~°™«*»منتــــــدى القرءان الكريم«*»™°~-
انتقل الى: