أميرة الورد Admin
عدد المساهمات : 1191 تاريخ التسجيل : 11/03/2011
| موضوع: الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الأحد يوليو 24, 2011 2:10 pm | |
| الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وفي نهاية المطاف أقول لك يا أمل الأمة، أين الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؟ أين إنكارك على من فرَّطت في الصلاة؟ وعلى من عقَّت والديها وأضاعت وقتها؟ وعلى من هتكت حجابها وانساقت وراء شهواتها المحرمة باسم الإعجاب؟ أين إنكارك على هؤلاء جميعًا؟ أما سمعت قول الله تعالى: }لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ * كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ{. فيا أختي في الله الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فريضة عظيمة من فرائض الله على المؤمنين وواجب حتمي من واجبات الدين في حقِّ كلِّ أحدٍ من المسلمين بحسب قدرته وحاله. قواعد مهمة للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر: الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أصلٌ عظيمٌ من أصول الشريعة الإسلامية وركن من أركانها، فهو من آكد قواعد الدين، ولا صَلاح للعباد والبلاد في معاشهم ومعادهم إلا بالقيام به. ولهذا جعله الله من أعظم فرائض الدين وأوجبه على عموم المسلمين، كلٌّ حسب قدرته .. وفيما يلي يا أختاه ذِكر أهم تلك القواعد: 1- الإخلاص لله تعالى في الأمر والنهي: وذلك بأن تقصدي بها وجه الله تعالى ليحصل المقصود وتنالي عظيم الثواب قال تعالى: }لَا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا{ [النساء: 114]. 2- العلم: فلا يجوز للآمرة والناهية أن تأمر وتنهى إلا بعد العلم. فالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، لا يكون صالحًا إلا إذا كان بعلم وفقه صحيحين، وإلا كانت ما تفسده بأمرها ونهيها أكثر مما تصلحه. لهذا أوصى الله تعالى وأمر بالعلم قبل القول والعمل، فقال تعالى: }فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ{ [محمد: 19] وقال تعالى: }قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي{ [يوسف: 108]. 3- الرفق في الأمر والنهي: فإنَّ ذلك مدعاة لقبول الناس منك، وانتفاعهم بكلامك وهذا هو خُلق النبي r في دعوته وأمره ونهيه غالبًا. قال تعالى: }فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ{ [آل عمران: 159]. وقال تعالى: }لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ{ [التوبة: 128]. 4- الصبر على الأذى: والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مقام الرسل، وهو من أشقِّ ما يتحمَّله المؤمن لأنَّ القائم به يثقل على غالب الناس، وتُنفِّر منه نفوس ذوي الهوى والشهوات. قال تعالى: }يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ{ [لقمان: 17]. قال تعالى: }خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ{ [الأعراف: 199]. والصبر أعظم العطايا وأحبُّ الخلال إلى الله تعالى لأنَّ العبد يحتاج إليه في جميع عباداته. ومهما تواجه الآمرة والناهية من أذى الخلق القولية والفعلية فلا تترك الأمر والنهي من أجل ذلك، أو تقابل السيئة بمثلها بل تفعل ما أمرها الله تعالى به. قال تعالى: }وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ * وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ *{ [فصلت: 34، 35]. ثمار الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر 1- الاستجابة لله ورسوله r قال تعالى: }وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ{ [آل عمران: 104]. وقال r «من رأى منكم منكرًا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان»([1]) . 2- أنه آية على صدق الإيمان وبشارة بِحُسن الخاتمة. قال تعالى }لَيْسُوا سَوَاءً مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَائِمَةٌ يَتْلُونَ آَيَاتِ اللَّهِ آَنَاءَ اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ * يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَأُولَئِكَ مِنَ الصَّالِحِينَ{ [آل عمران: 113، 114]. وقال تعالى: }التَّائِبُونَ الْعَابِدُونَ الْحَامِدُونَ السَّائِحُونَ الرَّاكِعُونَ السَّاجِدُونَ الْآَمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّاهُونَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَالْحَافِظُونَ لِحُدُودِ اللَّهِ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ{ [التوبة: 112]. قال تعالى: }وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ{ [النور: 55]. 4- الأمان من الفتنة والهلاك العام: في الصحيحين عن أم المؤمنين زينب بنت جحش رضي الله عنها أنَّ النبي r دخل عليها فزعًا يقول: «لا إله إلا الله، ويل للعرب من شرٍّ قد اقترب؛ فُتح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج مثل هذه» وحلَّق بإصبعيه الإبهام والتي تليها فقلت: يا رسول الله! أنهلك وفينا الصالحون؟ قال: «نعم، إذا كثر الخبث» يعني الفسوق والفجور، وفيه أنَّ الخبث إذا كثر فقد يحصل الهلاك العام. 5- البشارة العظيمة بالخير والرحمة لأهل الأمر والنهي: قال تعالى: }كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَوْ آَمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ{ [آل عمران: 110]. وقال تعالى: }وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ{ [التوبة: 71]. أسباب عدم إنكار الفتاة للمنكر 1- الخجل. 2- الخشية من فقدان الصديقة. 3- مخافة الاستهزاء بها ووصفها بأنها معقدة. الأسباب المعينة على إنكار المنكر 1- مخافة الله وحده وتقديم رضا الله على رضا المخلوقين. 2- النظر إلى الفتاة العاصية نظرة شفقة ورحمة لإنقاذها مما هي فيه من الخطر. 3- الخوف من عقوبة الله في عدم الإنكار، وأن يجعلك مكان هذه الفتاة العاصية، فإنَّ قلوب الناس بين إصبعين من أصابع الله سبحانه وتعالى. 4- طلب العلم الشرعي حتى يزول الخجل عنك، فهو تحصين لك بالدليل والبرهان حيث إن الخجل سببه الجهل. وأخيرًا أقول لكي يا أمل الأمة مري بالمعروف بالمعروف وانهي عن المنكر بلا منكر. ([1])رواه مسلم.
| |
|