وقد ابتلينا فيما ابتلينا به من لبس الشباب اليوم لألبسة فيها تشبه بالكفار فيما يظهرونه في الفيديو كليب, وفي الأغاني، وأنواع المسلسلات والأفلام، فيؤخذ من هؤلاء الكفرة الأنجاس الذين هم أحط عند الله من البهائم أنواع الألبسة فيلبسها شباب المسلمين!! فلو نظرت إلى بعضهم في لبسهم للمحفور, والضيق، وأنواع الغرائب الموجودة في كسوتهم!! لم تستطع أن تفرق بينه وبين أي شاب كافر يسير في أي شارع من شوارع الدول الغربية.
وهنا كلمة نهمسها في آذان الشباب وهي نصيحة من الأب لابنه وهي أن على الأب أن يصارح ولده لتربيته على هذه الأخلاق الفاضلة، ومنعه من التشبه بالفسقة، فإن التشبه بالفساق لا يجوز. ولما سرى فيهم تفصيل معين من الثوب اتبع بتفصيلات أخرى، فعليها يدرجون وبها يأخذون، فلو سرى فيهم تفصيل ضيق الصدر فصلوه، ولبسوه، وقبة عالية للثوب بثلاثة أزرار، أو أربعة فعلوا ذلك!! وأسفل الثوب كتنورة النساء فعلوا ذلك! والتشبه بأهل الفسق لا يجوز. ولباس الشهرة حرام كما تقدم.
ومن الألبسة وأنواع القمصان ما هو مكتوب عليه عبارات مخلة، وبذيئة، وسيئة، وبعضها كفري فهذا يكتب عليه صهيون زيون، وهذا يكتب عليه العارية، والعاهرة، والمرأة الوقحة، وراقصة الملاهي، والشذوذ!!! وكلمات: كقبلني، وخذني، واتبعني، بل تكتب أحياناً خنزير، وخنزيرة، ورذيلة، وساحر، وإله الحب، وكاس الخمر، وعيد المسيح، وأنا يهودية، وأنا نصرانية، وزاني، وزانية، ومغازل، ومستعد للعلاقات الجنسية، وعاهر، وعاهرة.. كل ذلك من أنواع الكلمات المكتوبة اليوم على بعض الثياب وغيرها مما يلبسه الناس، فأين تقوى الله عند من يلبس هذا؟!! وأين تقوى الله عند التجار الذين جلبوها واستوردوها؟!!.
عباد الله: إن تجار الألبسة يتحملون مسؤولية عظيمة جداً في هذه القضية الخطيرة عندما يبيعون، ويستوردون، ويروجون لمثل هذه الألبسة بين الناس؛ فتباع هذه الألبسة، وتنفق فيها الأموال الباهضة، وهذا يعد مصدر كسب لتجار الجملة، والتجزئة، والذين يستوردون! فلماذا نلبي ما يخالف عادات المسلمين؟ ولماذا نلبس ما يخرم المروءة ؟.
وبعض الألبسة تلبس بطريقة تخرم المروءة ولها منظر مقزز، ومناظر عجيبة!! يخرج بها أولئك القوم إلى الناس في الشوارع، وليست من ملابس المسلمين الفضيلة في شيء، وليست من ملابس أهل التقوى، ولذلك فإنه لابد للإنسان المسلم من الحذر من لبس ما حرم الله، أو ما يخرم المروءة، ويخالف العادة والعرف.
عباد الله:
إن اللباس نعمة فلا تكفروا نعمة الله، وإن من كفران النعمة أن يجعل في اللباس هذه المحذورات فإذا لبست الثوب المباح فتذكر أنه نعمة من الله عليك فابدأ بلبس الجهة اليمنى منه فقد كان النبي – صلى الله عليه وسلم– : (إذا لبس قميصاً بدأ بميامنه) (45). (وكان إذا انتعل كان يبدأ بيمينه، وإذا خلع يبدأ بشماله) (46). وعن معاذ بن جبل – رضي الله عنه- أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم- قال: (من لبس ثوباً جديداً فقال: الحمد لله الذي كساني هذا ورزقنيه من غير حول مني ولا قوة غفر الله ما تقدم من ذنبه) (47). فهل سمعت يا عبد الله! هذا الحديث عن النبي – صلى الله عليه وسلم –أسمعت الأجر الوارد فيه فلا يفوتنك إذا لبست ثوباً جديداً سواء أكان غطاءاً للرأس، أو طاقية، أو ثوباً من هذه الثياب التي تعارف الناس على تسميتها بالثوب، أو قميصاً، أو سراويل، أو أي نوع من اللباس جديد أن تقول : (الحمد لله الذي كساني هذا ورزقنيه من غير حول مني ..) .وعن أبي سعيد الخدري – رضي الله عنه- قال: (كان رسول الله – صلى الله عليه وسلم- إذا استجد ثوباً سماه باسمه عمامة، أو قميصاً، أو رداء ،ثم يقول: اللهم لك الحمد أنت كسوتنيه، أسألك خيره وخير ما صنع له، وأعوذ بك من شره وشر ما صنع له) (48).
أيها المسلم: لتعلم أن هذه الألبسة المحرمة في عالم المغازلات، والمعاكسات، والمحرمات في الأسواق، وغيرها تقود إلى الشر، وربما تعرف الفاسقة والفاسق من لباسهما ولذلك استعاذ النبي – صلى الله عليه وسلم من الألبسة فقال: (وأعوذ بك من شره وشر ما صنع له).
اللهم إنا نسألك فعل الخيرات، وترك المنكرات، وحب المساكين، وإذا أردت بعبادك فتنة فاقبضنا إليك غير مفتونين. اللهم اجلعنا من أهل التقوى والدين، وبحبلك متمسكين، وبسنة نبيك – صلى الله عليه وسلم – آخذين. اللهم! إنا نعوذ بك من الكفر، والنفاق، والشقاق، وسوء الأخلاق، ونعوذ بك من سوء المنقلب، ونعوذ بك أن يتخبطنا الشيطان عند الموت، اغفر لنا، ولوالدينا، وللمؤمنين والمؤمنات يوم يقوم الحساب، اللهم! هيئ لنا من أمرنا رشداً. اللهم! من أراد ديننا، وبلادنا بسوء فامكر به، واجعل كيده في نحره. اللهم! إنا نسألك أن تحفظنا في بلادنا، وأهلينا وأموالنا يا رب العالمين. اللهم! هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين، واجعلنا للمتقين إماما. سبحان ربك رب العزة عما يصفون، وسلام على المرسلين، والحمد لله رب العالمين(49).
1- الأعراف: 26.
2- النحل: 81.
3- الأعراف: 26.
4- الطلاق: 2-3.
5- الطلاق: 4.
6- الطلاق: 5.
7 - الأعراف: 32.
8 - البخاري مع الفتح (10/345) برقم (5885)، وأحمد (1/339)، والطبراني (11/252).
9 - أو داوود برقم (4098)، وأحمد (2/325)، وصححه الألباني في صحيح أبي داوود (2/773) برقم (4098).
10 - أي تتحرك وينزل مضطرباً.
11 - البخاري مع الفتح برقم (5789)، ورواه مسلم بلفظ (بينما رجل يمشين قد أعجبته جبته وبردته إذ خسف به....) ص (1653) برقم (2088)،.
12 - البخاري مع الفتح برقم (5789)، ومسلم (3/1653)، برقم (2088) بنحوه.
13 - أحمد (2/118)، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة برقم (543).
14 - رواه مسلم (1/93) برقم (147)، والترمذي برقم (1998- 1999)، وأبو داوود برقم (4091).
15 - مسلم (1/102) برقم (171).
16
- أحمد (2/92) بدون زيادة " ثم ألهب فيه النار"، وابن ماجة في سننه بزيادة
"ثم ألهب فيه النار" برقم (3067)، وأبو داوود (2/172)، وحسنه الألباني في
صحيح أبي داوود (2/284) برقم (2906).
17 - البخاري مع الفتح برقم (5952).
18 - البخاري مع الفتح برقم (3322) ورقم (4002).
19 - البخاري مع الفتح، برقم (2105) ورقم (5181)، ومسلم (3/1669).
20 - رواه مسلم (2/666) برقم (969)، والحاكم (1/524) برقم (1366)، وأحمد (1/96)، والترمذي (3/366) برقم (1049).
21 - رواه أبو داوود برقم (4158)، والترمذي برقم (2806)، وصححه الألباني في صحيح أبي داوود (2/783) برقم (4158).
22 - رواه ابن ماجة برقم (3595)، وصححه الألبني في صحيح ابن ماجة برقم (2896)، والإرواء (277).
23 - أحمد (2/209)، وقال الشيخ أحمد شاكر في شرحه للمسند إسناده حسن.
24 - مسلم (3/1642) برقم (11).
25 - البخاري مع الفتح برقم (6081)، ومسلم (3/1641)، والنسائي (8/201)، وأحمد (1/49).
26 - البخاري مع الفتح برقم (5887).
27 - رواه أبو داوود (4094)، وابن ماجة (3576)، وحسنه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب (2/458) برقم (2035).
28
- العضلة: كل عصبة معها لحم غليظ. عَضَلَ عضْلاً وعُضُلٌ إذا كان كثير
العضلات.قال الليت: العضلة: كل لحمة غليظة مثيرة مثل لحم الساق والعضد.
انظر لسان العرب (11/ 451) ط: دار صادر – بيروت-،والقاموس المحيط للفيروز
آبادي ص (1335) ط: مؤسسة الرسالة، والنهاية في غريب الحديث والأثر (3/253)
ط: دار الفكر.
29 - رواه الترمذي في السنن برقم (1783)،وابن ماجة برقم (3572)، وأحمد (5/372)، وصححه الألباني في صحيح ابن ماجة (2/277) برقم (3572).
30
- رواه أبو داوود باب (27)، والبيهقي (10/236)، وقال الألباني في الصحيحة
(3/100) برقم (1109) رجاله رجال البخاري غير أبي عقار وهو ثقة.
31 - البخاري مع الفتح برقم (5887).
32 - انظر فتح الباري (10/268) وما بعدها. ط: دار الريان للتراث.
33
- رواه النسائي برقم (5351)، والترمذي (4/ ) برقم (1731) وقال حديث حسن
صحيح، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة رقم (1864) بلفظ (ذيل المرأة
شبراً).
34 - رواه ابن ماجة (2/1181) برقم (3567)، وأحمد (5/23) برقم (20128).
35 - أخرجه مسلم (2/990) رقم (1358)، وأبو داوود رقم (4076)، وابن ماجة رقم (3585)، والترمذي رقم (1735).
36
- أخرجه ابن ماجة رقم (3584)، وزاد فيه "يخطب على المنبر"، وأبو داوود رقم
(4077)،ولفظه "رأيت رسول الله –صلى الله عليه وسلم- على المنبر وعليه
عمامة سوداء قد أرخى طرفيها بين كتفيه"، وأخرجه مسلم (2/990) برقم (1359).
37 - رواه البخاري ، انظر البخاري مع الفتح رقم (5827)، ومسلم (1/95) رقم (154).
38
- رواه الترمذي وقال حديث حسن غريب (5/ ) رقم (2812)، وأبو داوود رقم
(4065)، والنسائي رقم (1571) ورقم (5334) وصححه الألباني في صحيح أبي داوود
رقم (3430).
39 - رواه ابن ماجة (2601) ، وابن أبي شيبة في المصنف (8/182)، وصححه الألباني في صحيح الجامع الصغير (2/11663) برقم (2395).
40
- العصفر: هو الذي يصبغ به،ومنه ريفي ومنه بري، وكلاهما نبت بأرض
العرب،وقد عصفرت الثوب متعصفر. انظر لسان العرب (4/581) ط: دار صادر –
بيروت-.
41 - الأعراف:31.
42 - رواه مسلم (4/2192) برقم (2128).
43 - التحريم: 6.
44
- القبطية: الثوب من ثياب مصر رقيقة، بيضاء،كأنه منسوب إلى القبط وهم أهل
مصر، انظر النهاية في غريب الحديث لابن الأثير (4/6) ط: دار الفكر، ولسان
العرب (7/373) وما بعدها. ط: دار صادر – بيروت-.
45 - رواه الترمذي (4/209) برقم (1766).
46
- وجاء حديث عن أبي هريرة أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم- قال: (إذا
انتعل أحدكم فليبدأ باليمين، وإذا انتزع فليبدأ بالشمال، فليكن اليمين
أولهما ننتعل وأخرهما ننزع) البخاري مع الفتح برقم (5856)، ومسلم (3/1660)
برقم (2097).
47 - رواه الدارمي (2/292)، وأبو داوود برقم (4023)، والحاكم (1/507)، وحسنه الألباني في صحيح سنن أبي داوود (2/760) برقم (4023).
48
- رواه أبو داوود برقم (4020)، وأحمد (3/50)، والترمذي (4/210) برقم
(1768)، وقال عنه الألباني في تحقيقه للمشكاة صحيح. وجاء في حديث آخر عن
عائشة –رضي الله عنها قالت: أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم-: (كان يعجبه
التيمن في تنعله وترجله وفي طهوره كله) البخاري مع الفتح برقم (168).
49- المرجع: خطبة لفضيلة الشيخ محمد صالح المنجد.
إمام المسجد