احياء سُنن المصطفى صلّىَ الله علية وسلم
سُنة اليوم
الجلوس أثناء الشرب
عن أبى هريرة رضى الله عنه قال ( قال رسول الله صلّىَ الله عليه وسلّم لا يشربن أحد منكم قائما )
صححة الألبانى فى صحيح الجامع برقم 7718
تعليق الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله
فالأفضل في الأكل والشرب أن يكون الإنسان قاعدا ؛ لأن هذا هو هدي النبي -
صلى الله عليه وسلم - ، ولا يأكل وهو قائم ولا يشرب وهو قائم .
أما الشرب وهو قائم فإنه صح عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه نهى عن
ذلك . وسئل أنس بن مالك عن الأكل قال : ذاك أشر وأخبث ، يعني معناه أنه
إذا نهى عن الشرب قائما فالأكل قائما من باب أولي .
لكن في حديث ابن عمر الذي أخرجه الترمذي وصححه قال : (( كنا في عهد النبي -
صلى الله عليه وسلم - نأكل ونحن نمشي ، ونشرب ونحن قيام )) . فهذا يدل
على أن النهي ليس للتحريم ولكنه لترك الأولى ، بمعنى أن الأحسن والأكمل أن
يشرب الإنسان وهو قاعد وأن يأكل وهو قاعد ولكن لا بأس أن يشرب وهو قائم
وأن يأكل وهو قائم ، والدليل على ذلك حديث عبد الله بن عباس - رضي الله
عنهما - قال : (( سقيت النبي - صلى الله عليه وعلى أله وسلم - من زمزم
فشرب وهو قائم )) .
فالحاصل أن الأكمل والأفضل أن يشرب الإنسان وهو قاعد ويجوز الشرب قائما ،
وقد شرب علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - قائما ، وقال : (( إن النبي -
صلى الله عليه وسلم - فعل كما رأيتموني فعلت )) ، فدل ذلك على أن الشرب
قائما لا بأس به ، لكن الأفضل أن يشرب قاعدا .
بقي أن يقال : إذا كانت البرادة في المسجد ودخل الإنسان المسجد ، فهل يجلس
ويشرب أو يشرب قائما ؟ لأنه إن جلس خالف قول النبي - صلى الله عليه وسلم -
: (( إذا دخل أحدكم المسجد فلا يجلس حتى يصلي ركعتين )) ، وإن شرب قائما
ترك الأفضل . فنقول الأفضل أن يشرب قائما ؛ لأن الجلوس قبل صلاة الركعتين
حرام عند بعض العلماء ، بخلاف الشرب قائما فهو أهون ، وعلى هذا فيشرب
قائما ثم يذهب ويصلي تحية المسجد )) انتهى .
المصدر : (( شرح رياض الصالحين من كلام سيد المرسلين لفضيلة الشيخ : محمد بن صالح العثيمين / ج : 2 / ص 606 - 610 )) ..
هذا والله تعالى أعلى وأعلم