موضوع: علو الهـمـّة مـع الله الجمعة أغسطس 05, 2011 8:22 am
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
علو الهـمـّة مـع الله قال الله تعالى : { وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ أُولَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ }قال الشيخ السعدي رحمه الله : أي: السابقون في الدنيا إلى الخيرات، هم السابقون في الآخرة لدخول الجنات.أولئك الذين هذا وصفهم، المقربون عند الله، في جنات النعيم، في أعلى عليين، في المنازل العاليات، التي لا منزلة فوقها.قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: سبق المفردون قالوا: وما المفردون يا رسول الله ؟ قال: الذاكرون الله كثيراً والذاكرات رواه مسلم. • قال المناوي رحمه الله سبق المفردون) أي المنفردون المعتزلون عن الناس من فرد إذا اعتزل وتخلى للعبادة فكأنه أفرد نفسه بالتبتل إلى الله أي سبقوا بنيل الزلفى والعروج إلى الدرجات العلى ، روي بتشديد الراء وتخفيفها قال النووي في الأذكار : والمشهور الذي قاله الجمهور التشديد. • كثير من الناس عندما يسمع كلمة " علو الهمّة " أول ما يتبادر إلى ذهنه أن يكون صاحب مكانه مرموقة في المجتمع ، ومشهوراً يخرج في الفضائيات ، أو تكون عنده أعلى الشهادات ، وأن يملك المليارات ، وأن يوضع اسمه وصورته في كل مكان ، إلى غير ذلك من الألقاب الدنيوية التي لاتسمن ولاتغني من جوع. وما علم هذا المسكين - والله إنه لمسكين -! أنه بهذه العقلية تفكيره ناقص ، وأفُقُه ضيق ، وتطلعاته دنيئة . • إن الحقيقة الكبرى ، والهدف الأسمى الذي يرجوه المؤمن في هذه الحياة هو : " عبادة الله جلّ وعلا " لأنه المقصد الذي من أجله خُلِق الناس، قال تعالى : { وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون }. • إذاً لا بد أن تتوافر الجهود ، ويبذل المجهود ، في تحقيق هذه الغاية العظيمة الجليلة وهي عبادة الله سبحانه وتعالى . وإنه لا بد عندما نسمع هذه الكلمة " علو الهمّة " أن تنصرف الأذهان وتتوجه القلوب إلى " علو الهمّة في التقرب إلى الله " لا إله إلا الله .. • تنبيه : ولا يظن ظان أننا لذكرنا للشهادات ، والمناصب ، ندعو للانقطاع عن الدنيا ولكن المقصد كما أنك تتعب من أجل الدنيا الفانية الزائلة فاتعب نفسك من أجل الآخرة التي هي المستقبل الحقيقي للإنسان والحياة السرمدية الأبدية التي لا نهاية لها . • أخي المبارك : هل عندك علو همة مع الله ... ؟ بحيث تبذل الغالي، والنفيس من أجل مرضاته، ومحبته . • من هو الكبير الهمة ؟ قال الراغب : 1- الكبير الهمة على الإطلاق هو من لا يرضى بالهمم الحيوانية قدر وسعه فلا يصير عبد بطنه وفرجه بل يجتهد أن يتخصص بمكارم الأخلاق . والصغير الهمة .. من كان على العكس من ذلك . 2- وكذلك كبير الهمة من يتحرى الفضائل قاصداً فيها مرضاة الله . ( الذريعة الى مكارم الشريعة ) • مجالات علو الهمة : - ذكر صاحب كتاب (علو الهمة ) الشيخ محمد بن إسماعيل المقدم .. - أن لهذا العلو مجالات خمسة طلب العلم ، العبادة والاستقامة ، البحث عن الحق ، الدعوة إلى الله ، الجهاد في سبيل الله ) . • قال الله تعالى { فاستبقوا الخيرات } . - وعن الحسين بن علي رضي الله عنهم قال ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم [ إن الله تعالى يحب معالي الأمور وأشرافها ، ويكره سفاسفها ]رواه الطبراني – أي الحقير والرديء منها . • من علامة العقل : قال ابن الجوزي رحمه الله : من علامة العقل ، علو الهمة ، والراضي بالدون دنيء . ولم أرى في عيوب الناس عيبا كنقص القادرين لى التمام
• موازين لاكتشاف علو همتك مع الله .. 1- هل لسانك لا يفتر عن ذكر الله في كل وقت ؟ كما كان الرسول عليه الصلاة والسلام يذكر الله في كل أحيانه .. 2- هل أنت أول من يحضر إلى الصلاة في المسجد ولا يسبقك أحد إلى ذلك ، ولا يفوتك الصف الأول وتكبيرة الإحرام . • عن عدي بن حاتم رضي الله عنه قال : ما جاء وقت الصلاة إلا وأنا إليها بالأشواق ، وما دخل وقت صلاة قط ، إلا و أنا لها مستعد . • قال التابعي سعيد بن المسيب رحمه الله : منذ ثلاثين سنة ما أذن مؤذن إلا وأنا في المسجد . 3- هل جعلت قراءة القرآن جزء من حياتك اليومية .. ؟ كما جعلت قراءة الجريدة جزء من حياتك اليومية ، ولا تستطيع أن تستغني عنها ، وتجعلها من أهم الواجبات في حياتك ... ! 4- هل ابتعدت عن كل ما يغضب الله سبحانه وتعالى من " ترك الصلاة ، والزنا ، وشرب الخمر ،و أكل الربا ، والسحر ،و قطيعة الرحم ، وحلق اللحية ، والإسبال ، والنظر إلى المحرم ، والغيبة ، والنميمة ، والكذب ، والاستهزاء بالمسلمين ... " . 5- هل عندما تسمع عن سنة من سنن النبي صلى الله عليه وسلم سارعت في تطبيقها والمحافظة عليها . 6- هل حرصت على كل لحظة من لحظات حياتك أن تستثمرها في طاعة الله . 7- هل اجتهدت عندما تسمع محاضرة أو تقرأ كتاباًَ أن تطبق ما فيهما من الخير . 8- هل سألت نفسك " كم ساعة أقضيها في اليوم في طاعة الله وكم ساعة أقضيها في اللهو واللعب ، ومتابعة الفضائيات ، والقيل والقال ، وقراءة المجلات الساقطة ، وربما كانت الإجابة أن ما تقضيه في الباطل أضعاف أضعاف ما تقضيه في الحق ، نعوذ الله من الخذلان والبعد عن الرحمن . • الحقيقة .. المرّة : إن بعض الناس ( ولا حول ولا قوة إلا بالله ) سرعان ما يصيبه الملل والضيق عند قراءة القرآن أو حضور محاضرة ولا يمل ويكل في قراءة المجلات الهابطة أو متابعة الفضائيات .. فتجده يسهر ليله في متابعة فلم حيواني بهيمي وعندما تطلب منه أن يصلي في الليل عدة ركعات تعذر بأعذار واهية . • المنهزمون في المعركة . إنتبه: الشيطان لا يملك أي وسيلة من وسائل القوة المادية المحسوسة " فلا يستطيع قتلك بسلاح ، أو تدميرك بسلاح فتاك نوويا كان أو كيماويا ، أو ضربك بعصا " إذا لم تطعه ، فلا يملك إلا "الوسوسة" فهو ضعيف الكيد قال تعالى : { إن كيد الشيطان كان ضعيفاً } .. ولكن بعدك عن الرحمن وطاعته هو الذي سبب لك هذا التسلط قال تعالى : { إنه ليس له سلطان على الذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون ، إنما سلطانه على الذين يتولونه والذين هم به مشركون }فاحذر أن تنهزم في المعركة وتخسر الآخرة. • أعظم العقوبات : قال ابن القيم رحمه الله : ما ضرب عبد بعقوبة أقوى من قسوة القلب والبعد عن الله ، خُلِقت النار لإذابة القلوب القاسية ، أبعد القلوب من الله القلب القاسي ، إذا قسى القلب قحطت العين. وقسوة القلب من أربعة أشياء إذا جاوزت قدر الحاجة ( الأكل ، النوم ، الكلام ، المخالطة) أ.هـ - قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : لا تصغرَنَّ هممكم ، فإني لم أرَ أَقْعَد عن المكرمات من صغر الهمم . • انتبه : لا تصغرن همتك .. وتقول ليس عندي همّة .. حتى لا تفوتك الأمور العظيمة . قال سعيد بن العاص : ما شتمت رجلاً مذ كنت رجلاً لأني لم أشاتم إلا أحد رجلين إما كريم فأنا أحق أن أجلَّه ، وإما لئيم فأنا أولى أن أرفع نفسي عنه . الله أكبر ، الله أكبر .. علو الهمّة حتى في الترفع عن السباب والشتام ومقارعة اللئام . • علو الهمّة حتى في الدعاء : لقد كان رسولنا عليه الصلاة والسلام يربي الصحابة -رضي الله عنهم-ويغرس فيهم " علو الهمّة حتى في الدعاء " ولهذا قال [ إذا سألتم الله فسألوه الفردوس ... ] رواه البخاري . • هل للمؤمن راحة ؟ قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه : ليس للمؤمن راحة دون لقاء الله . فهل أنت من طاعة الى طاعة ومن فريضة الى نفل ومن ذكر الى ذكر آخر؟ وهل حياتك سلسلة من الحلقات المتتابعة في عبادة الله وطاعته ؟ • من صور علو الهمّة مع الله : 1- الهمّة بغير إخلاص شقاء ونصب في الدنيا والآخرة . 2- الدوام والاستمرار على عمل الخير . 3- عدم التسويف والتأخير والتكاسل في الطاعات . 4- أن يكون قلبك معلقاً بالله في كل شيء . • تنبيه : ضعف الهمّة مع الله من صفات المنافقين .. لأن الله وصف المنافقين ، أنهم لا يقومون إلى الصلاة إلا وهم كسالى ، ولا يذكرون الله إلا قليلا ، ولا ينفقون إلا وهم كارهون ... إلى غير ذلك من ماذكر الله من صفاتهم . • لا يستويان عند الله : قال الحسن البصري رحمه الله : لا يجعل الله عبدا أسرع إليه كعبد أبطأ عنه . • علامة الهمّة العالية : - قال ابن القيم رحمه الله : الهمّة العالية مَنِ استعد صاحبها للقاء الحبيب . - أخي الحبيب : هل تجهزت للقاء ملك الملوك والذي لا تخفى عليه خافية ؟! - عجباً لابن آدم : فهو يستعد للسفر ، ويستعد لقدوم الشتاء ، ويستعد إذا كانت هناك مناسبة فرح ، ويستعد استعداداً عظيماً للقاء أمير أو ملك .. !! ولكنه لا يلقي أي اهتمام وشأن للقاء الله العظيم الكبير ولا حول ولا قوة إلا بالله ..