موضوع: شمــــوع نشعلها في ردهـــــات الغربة السبت أغسطس 06, 2011 3:19 pm
هـــــا هو الليل اقبــــل يلف وجــــهة بمعطفة الأســــــــــود خطواته ... خطــــــــوته تقتفي خطـــوات الـــزمن... خطوة بخطــــوة ينفض غبــــار السنين عن يمنيه وشمـــــــاله... وهــــــــــو مارآ بدربه الطــــويل...... ... هــــا هي الذكريــــــــــات قد لاحــــــت طيوفها لذلك الســـــــــــاري الذي يحتســــــي فنجان الحزن على رصيــــــــف العمر.. أنه عجـــــــــوز اعيته الدروب وجلــــس مســــــتأنسآ لصــــــــوت السنـــــــــابل في هذا المكـــــان وكأنه علــــــــــى موعــــــــد مع ذلك الليل ...
الذكـــــــــريات التي يـــــــتلذذ بتصفح صفحات كتابهــــــــا العتيق قد تكـــــــــون جميلة (بل حتما ســــــــتكون جميلة)..! مهما كانـــــــــــت مرة وبائســـــــــــة في وقت من الأوقات وحيـــــــــن من الزمــــــــــان فهي نعمــــــــة من نعم الله على قلـــــــــوب البشر كي تنســــــــــيهم عناء الحياة وبؤســــــــــها ويرون الأمــــــــس جميل ولا يتنــــدمون على العيــــش فيه... ويأمــــــــــلون في الغد عطـــــــــر الأمس الراحـــــــل ...!! فلعله يكفــــــــي لعيش ذلك اليــــــــــــوم القادم المجهــــــــــول....!!!
لحــــــظات من العمر غالبــــآ تأخذنا لعالم الحــــــزن والألم فنحــــــفظ تلك اللحـــــــظات... في ســـــجل الذكــــــريات ونتذـــــكرها حينما نقلب تلك الصفحات .. من هــــــــذه اللحظـــات لحظات لا زلنــــــــــا نعيشها ونتجــــــرع مرارتها وهــــي (ليالي الغـــربة)؟؟!! تلك الليــــــــــــالي التي لا يســــــــــتطيع أي مخلوق أن يعرف قســــــــــوتها ألا مـــــــــن عايشها واغترب عــــــــــن بلده ولفه ليــــــــــل البعد وسامرته طيـــــــــــوف الحرمان واحتســــــــــلى قهوة الحزن على ذلك الــــــــــرصيف...!!
عنــــــــــدما تودع أحبــــــــــابك وتفيض عيــــــــــونك بدمـــــعها وانــــــــت تقبل صغــــــــــااارك !!! تلك الدمـــــــــوع التي لكم حــــــــــافظت على كبريائها هــــــــــاهي لا تســـــــــــتشيرك وتمضي في طــــــــــريقها على خدودك... وخــــــــدود ااقـــــــــــــاربك واحبابك.. وتتمثل بقول المتــــــــــنبي :
قد كُنت أشـــفقُ من دمعي على بصـــــري * * * فاليــــــــوم كُل عزيـــــــــــزٍ بعدكم هــــــــــانا
ماذا تحــــــــدثك السنون والذكريــــــــــات وتهمس الظـــــــــنون في آذنيك.. (هـــــــل ستراهم مرة أخـــــــرى)؟؟ وتقـــــــــــول لك دموعــــــــــك وايديهم وهــــــــــي تلوح لك وأنت توشــــــــــك على المغيب... (هل ســــــــــتعود)؟؟ ومتى؟؟ ولمـــــــــاذا ترحل؟؟!! اسئــــــــــلة يجيـــــــــب عنها الحزن بـــــــــــــدلآ عنك... والحنيــــــــــن رغمآ عنـــــــــــــك.. والشــــــــــــوق غصبآ عنــــــــــــــــك...!! والحـــــــــرمان رأفة بـــــــــــــــــك...! والآمـــــــــــل رحمة بــــــــــــــك...
ويقـــــــــولون لك : يجــــــــب ان تفكر مــــــــن اليوم في طــــــــريق العودة .... وطـــــــــلاق الغربة ولملمــــــــــة الجراااح ... وألا سيــــــــــــكون مصيرك مثل ذلك العجـــــــــــــوز الذي يجلــــــس أمــــــــــــامك على الرصيـــــــــف ويحتسي فنجــــــــــــان الحزن ...!!! !!!!