اللؤلؤ والمرجان
عدد المساهمات : 697 تاريخ التسجيل : 10/05/2011
| موضوع: هل التعجّل أفضل أمْ التأخر ؟ السبت أغسطس 06, 2011 3:45 pm | |
| السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
السؤال
بارك الله فيكم ونرحب بالشيخ عبد الرحمن السحيم
سؤالي : قال الله تعالى : ( وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَنْ تَأَخَّرَ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ لِمَنْ اتَّقَى وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ )
هل التعجّل أفضل أمْ التأخر ؟
وما هو مضمون ( لمن إتقى ) في الآية ؟
الجواب
وبارك الله فيك .
قال البغوي في تفسيره : قوله تعالى : (وَمَنْ تَأَخَّرَ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ) ، يعني : لا إثم على مَن تَعَجّل فَنَفَر في اليوم الثاني في تعجيله ، ومن تأخّر حتى ينفر في اليوم الثالث (فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ) في تأخّره . وقيل: معناه : (فَمَنْ تَعَجَّلَ) فقد تَرَخّص (فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ) بالترخّص ، (وَمَنْ تَأَخَّرَ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ) بِتَرْك الترخّص .
وقيل : معناه : رَجَع مَغفورًا له ، لا ذنب عليه تَعَجّل أو تأخّر .
وقال في قوله تعالى : ( لِمَنِ اتَّقَى) ، أي : لِمَن اتقى أن يُصيب في حجه شيئا نهاه الله عنه ، كما قال عليه الصلاة والسلام : "من حج فلم يرفث ولم يفسق" .
قال ابن مسعود : إنما جُعِلت مَغفرة الذنوب لمن اتقى الله تعالى في حَجّه .
وفي رواية الكلبي عن ابن عباس معناه : لِمَنِ اتَّقَى الصيد ، لا يَحِلّ له أن يقتل صيدا حتى تنقضي أيام التشريق .
وقال أبو العالية : ذَهب إثمه أن اتقى فيما بقي من عمره .
وقال الشنقيطي في تفسيره : معنى قوله تعالى : ( فَمَن تَعَجَّلَ فِى يَوْمَيْنِ فَلاَ إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَن تَأَخَّرَ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ) أن الحاج يرجع مغفورا له ، ولا يبقى عليه إثم ؛ سواء تعجل في يومين ، أو تأخّر إلى الثالث ، ولكن غفران ذنوبه هذا مشروط بِتَقْواه رَبّه في حَجّه ، كما صرح به في قوله تعالى : ( لِمَنِ اتَّقَى) : أي وهذا الغفران للذنوب ، وحط الآثام إنما هو لِخُصُوص مَن اتقى .
قال : ومعلوم أن هذه الآية الكريمة فيها أوجه من التفسير غير هذا .
والتأخّر أفضل ؛ لأنه مُتضمّن لِمزيد من الأعمال ، فالمتأخِّر يبيت ليلة الثالث عشر في منى ، ويرمي في اليوم الثالث عشر الجمرات الثلاث ، بالإضافة إلى كونه داخل حدود الْحَرَم حيث تُضاعف الحسنات ، خاصة في الصلاة حيث ورَد النصّ في الْحَرَم ، وهو عامّ لِجميع الْحَرَم ، وشامل لِما يكون داخل الأميال .
والله تعالى أعلم .
الشيخ عبد الرحمن السحيم
الشكات | |
|