اللؤلؤ والمرجان
عدد المساهمات : 697 تاريخ التسجيل : 10/05/2011
| موضوع: من تعظيم شعائر الله السبت أغسطس 06, 2011 3:47 pm | |
| بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين.
الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على نبينا وقرة أعيننا محمد. وعلى آلــــه وصحبه أجمعين.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وأحسن الله إليكم. سؤال السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وحياك الله يا شيخ وبارك فيك وفي علمك ووقتك .. سؤالي : بخصوص الأماكن الخاصة ببعض مشاعر الحج كـ مزدلفة ومنى وعرفة وبعض المشاعر كـ الجمرات ..
هل هذه الأماكن لها قيمة من الناحية الشرعية في غير موسم الحج ؟
يعني هل تُشرع زيارتها في غير ذلك ..
وما هي القيمة الملموسة من هذه الأماكن حتى في موسم الحج ...
الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته آمين ، ولك بمثل ما دعوت .
هذه الأماكن هي من المشاعر المقدسة الْمُعظَّمَة ، وتعظيم شعائر الله مطلوب شرعا . قال تعالى : (ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ) .
قال القرطبي : الشعائر جمع شعيرة، وهو كل شيء لله تعالى فيه أمْر أشْعَر به وأعْلَم ... فشعائر الله أعْلام دِينه ، لا سيما ما يتعلق بالمناسك . اهـ .
وهذه الأماكن المذكورة هي من المواطن التي عظّمها الله ، وأمَر بتعظيمها ، ومن ذلك : الوقوف بعرفة ، ومُباهاة الله للملائكة بِخلقه في ذلك الصعيد ، كما قال عليه الصلاة والسلام : إن الله عز وجل يُباهي ملائكته عشية عرفة بأهل عرفة ، فيقول : انظروا إلى عبادي ، أتوني شُعثًا غبرًا . رواه الإمام أحمد ، وهو حديث صحيح .
والمبيت بِمزدلفة ، وفيها المشعر الحرام .
والمبيت بِمنى ، وما فيها من الشعائر في تلك الأيام ، من رمي الجمرات ، ومن إراقة الدماء تقرّبًا إلى الله .. بالإضافة إلى كون مزدلفة ومنى داخل حدود الحرم ، الذي عظّمه الله تبارك وتعالى وأمَر بتعظيمه ، وضُوعفت فيه الأجور ، وعُظِّمت فيه السيئات .
ومن ذلك التعظيم : أمَان كل مخلوق من إنسان وحيوان وطير ونبات .
ولذلك : يَحْرُم تنفير صيد الْحَرَم ، والمقصود به : ما كان داخل حدود الْحَرَم . تحريم قطع الأشجار التي نبتت بنفسها . وتحريم الاحتشاش وتحريم لُقطة الحرم إلاّ لِمعرِّفها تحريم القتال في مكة .
وغير ذلك مما سبق في شرح العمدة ، وذلك هنا : http://saaid.net/Doat/assuhaim/omdah/217.htm
وهنا : http://saaid.net/Doat/assuhaim/omdah/218.htm
وأما زيارة هذه الأماكن في غير الحج ، فإن كان للتعرّف عليها ومعرفة تلك الأماكن على حقيقتها ، ورؤيتها دون زِحام أو ضوضاء ؛ فلا بأس به ، أما إن كان بقصد التبرّك ، فلا يُشرع التبرّك إلاّ بِما شرعه الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ، وليس في سُنة النبي صلى الله عليه وسلم مشروعية إتيان المشاعر في غير الحج بقصد التعظيم والتبرّك .
والله تعالى أعلم .
الشيخ عبد الرحمن السحيم
مشكات | |
|