هل الدعوة الى الله امر عسير؟
قد يعتقد بعضنا ان الدعوة الى الله
تتطلب توفر صفات معينة في الداعية
او انها تقتصر على مجالات معينة
في حين ان معنى الدعوة الى الله يمتد ليشمل مجالات واسعة
فكل مسلم حمل صفة الاسلام يعد مسؤولا عنها
وفي المجال الذي يوجد فيه
فهو داعية في بيته وفي بيئته وفي مجال عمله،
في داخل بلده وخارجها
وقد يعتقد بعضنا ان من متطلبات الدعوة ان تكون خطيبا مفوها
والا سقطت عنا هذه المسئولية
لكن الدعوة الى الله يمكن ان تحدث دون ان ننطق بكلمة واحدة
وتكون في استيعابنا لمن حولنا وضبط النفس وتوجيهها
وفي سلوكنا وتعاملنا مع الاخرين
فنحن طالما حملنا صفة الاسلام نعد نماذجا تمثله
لذا ينبغي علينا ان نحسن من صورة هذا النموذج
وذلك بتمثل اخلاقيات الاسلام
والتي جاءت مفصلة في قراننا المجيد
وفي سنة الهادي الامين
والنمذجة الايجابية من متطلبات التربية الحديثة
فالابن يحتاج الى قدوة يحتذي بها والتي تتمثل في والده اغلب الاحيان،
وان فشل الاب في تغطية هذه الحاجة بسبب الغياب او ضعف الشخصية مثلا
او اية اسباب اخرى ترك فجوة تجعل الابن يبحث عن البديل ممن حوله لشغلها
حتى انه قد يختار احد النماذج السلبية من خلال التلفاز احيانا
وهنا تكمن الخطورة
لذا لا بد هنا من التاكيد على اهمية المسلم القدوة ..
الداعية ..
وما احوجنا اليه في ايامنا هذه.
وفي هذا السياق اسمحوا لي ان اسوق قصة المواطن الأمريكي جون نيلسون
الذي لم يدعه احد إلى الإسلام،
لكن الأخلاق الطيبة لصديقه المسلم دفعته لاعتناق دين الاسلام قبل 7 أشهر.
ويروي نيلسون - أو أمين كما يحب أن يدعى بعد إشهار إسلامه- قائلا:
"قصتي مع الإسلام بدأت بعد أن تأثرت بصديقي في العمل،
وكان تعامله طيبا معي ومع الجميع، فوجدت فيه الصدق والأمانة ومحاسبة الذات والخوف من الله،
وعلى الرغم أنه كان يتمنى إسلامي لكنه لم يكن يدعوني للإسلام؛
بل كانت تصرفاته تدعوني لأصبح مثله وأعتنق ديانته".
ويستطرد قائلا: "في تلك الفترة -أي عام 2010- جاء شهر رمضان الفضيل
ورأيت جميع الموظفين المسلمين صائمين، ففكرت لمَ لا أجرب الصيام وأصوم معهم،
وفعلاً صمت رمضان كاملاً دون أن أُسْلم، فوجدت أن الصيام علمني الصبر والتحمل،
وأن أفكر بالناس الذين لا يجدون قوت يومهم"،
بحسب صحيفة الاتحاد الإماراتية.
نداء القرآن
بعد ذلك سافرصديقه إلى العمرة وأحضر معه مصحفا مترجما باللغة الإنجليزية وأهداه له،
فاعتقد أنه كتاب كأي كتاب، فوضعه بجانب سريره، ليقرأ منه كل يوم صفحتين
ويتعرف على محتوياته.
"
وذات يوم – يتابع نيلسون- استيقظت ليلا وما بين الحلم والحقيقة
سمعت صوتا يناديني ويقول لي:
صلِّ، فقلت: لا أعرف.. ومن ثم نمت،
وعندما استيقظت صباحا تذكرت ما حصل معي في منامي،
واحترت هل كنت مستيقظا حينها أم نائما وما رأيته كان مجرد حلم".
بعدها بأربعة أيام راوده الصوت نفسه في المنام، وقال له اقرأ، فلم يستطع بعدها النوم
واتجهت عيناه نحو المصحف الموضوع على الطاولة بجانبه،
فأخذه وبدأ يقرأ فيه، فانتابه شعور بأن المقصود في المنام هو قراءة هذا الكتاب (القرآن)،
فقرر أن يتمعن في قراءته اليومية، وحاول فهم آياته حتى شعر
وكأنها تخاطبه وتدعوه للإسلام.
وعندما ذهب نيلسون إلى العمل ورأى صديقه أبلغه بأنه صارمستعداً ليسلم،
ففرح كثيراً، وعلمه كيف يتوضأ ويصلي،
ليذهبا معا في اليوم التالي لصلاة الجمعة
ليشهر إسلامه في المسجد.
وصار يلتزم بتعاليم الدين الإسلامي السمحة،
كما أنه أدى العمرة، ويحرص على تعلم قراءة القرآن،
ويصوم أول رمضان له بعد الإسلام.
ومضة:
والله لان يهدي بك الله رجلا واحدا خير لك من حمر النعم