منتدي عباد الرحمن الاسلامي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 مــــــــــــــــاء زمــــــــــــــــــزم

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
أميرة الورد
Admin
Admin



عدد المساهمات : 1191
تاريخ التسجيل : 11/03/2011

مــــــــــــــــاء زمــــــــــــــــــزم Empty
مُساهمةموضوع: مــــــــــــــــاء زمــــــــــــــــــزم   مــــــــــــــــاء زمــــــــــــــــــزم Emptyالسبت أكتوبر 15, 2011 12:21 pm

ماء زمزم





معجزة خالدة من معجزات النبوة، وشاهد عيان على صدق من لا ينطق عن الهوى، وها هي
أجيال أمته من بعده صلى الله عليه وسلم تتحدث عن أثرها، وبركة نفعها على من تضلع
منها، وارتوى من معينها؛ إنها زمزم وبئرها، العين المتدفقة، والمعين الذي لا ينضب.



قصة ظهوره:




أورد البخاري رحمه الله قصة ظهور ماء زمزم في كتاب الأنبياء من طريق سعيد بن جبير
عن ابن عباس قال: أول ما اتخذ النساء المنطق من قبل أم إسماعيل اتخذت منطقاً؛ لتعفي
أثرها على سارة، ثم جاء بها إبراهيم وبابنها إسماعيل وهي ترضعه حتى وضعها عند دوحة
فوق زمزم في أعلى المسجد، وليس بمكة يومئذ أحد، وليس بها ماء، فوضعهما هنالك، ووضع
عندهما جراباً فيه تمر، وسقاء فيه ماء، ثم قفى إبراهيم منطلقاً، فتبعته أم إسماعيل
فقالت: يا إبراهيم أين تذهب، وتتركنا بهذا الوادي الذي ليس فيه إنس ولا شيء؟ فقالت
له ذلك مراراً، وجعل لا يتلفت إليها، فقالت له: آلله الذي أمرك بهذا؟ قال:
نعم،....... وجعلت أم إسماعيل ترضع إسماعيل، وتشرب من ذلك الماء، حتى إذا نفذ ما في
السقاء عطشت وعطش ابنها، وجعلت تنظر إليه يتلوى، فانطلقت كراهية أن تنظر إليه،
فوجدت الصفا أقرب جبل في الأرض يليها فقامت عليه، ثم استقبلت الوادي تنظر هل ترى
أحداً فلم تر أحداً، فهبطت من الصفا حتى إذا بلغت الوادي رفعت طرف درعها، ثم سعت
سعي الإنسان المجهود حتى إذا جاوزت الوادي، ثم أتت المروة فقامت عليها ونظرت هل ترى
أحداً فلم تر أحداً، ففعلت ذلك سبع مرات، فلما أشرفت على المروة سمعت صوتاً فقالت:
صه (تريد نفسها)، ثم تسمعت فسمعت أيضاً، فقالت: قد أسمعت إن كان عندك غواث، فإذا هي
بالملك عند موضع زمزم، فبحث بعقبه أو قال بجناحه حتى ظهر الماء، فجعلت تحوضه وتقول
بيدها هكذا، وجعلت تغرف من الماء في سقائها وهو يفور بعد ما تغرف، فشربت وأرضعت
ولدها. (رواه البخاري برقم 3184).




فهذه أول قصة ظهور ماء زمزم مقتبسة من رواية البخاري، وهو ظهور ضارب في القدم يعود
لعهد هاجر عليها السلام، ثم كانت قبيلة جُرْهُم تشرب من ماء زمزم بعدما استوطنت مكة
في موقع قرب النبع, فمكثت بذلك ما شاء الله أن تمكث, لكنها مع تعافي الزمن استخفت
بالحرم، وتهاونت بحرمة البيت, وأكلت مال الكعبة الذي كان يهدى لها سراً وعلانية،
وارتكبت أموراً عظاماً كانت عاقبتها أن نضب ماء زمزم وانقطع، فلم يزل موضعه يدرس
ويتقادم، وتمر عليه السيول عصراً بعد عصر حتى غبي مكانه، إلى أن ألهم الله تعالى
عبد المطلب بن هاشم جد الرسول صلى الله عليه وسلم مكان البئر برؤيا منام رآها فأمر
بحفرها, فلم يحفر إلا يسيراً حتى بدا له الطي (طي البئر) بعدها نبع الماء, ومنذ ذلك
العهد الغابر وماء زمزم يتدفق من تلك العين العذبة يرتوي منه الملايين في اليوم
الواحد دون نضوب ولا انقطاع، فلا إله إلا الله أي سر أودعه الله في تلك العين دون
سائر عيون الأرض.



أصل التسمية:




قيل سميت زمزم: لكثرة مائها، يقال: ماء زمزوم، وزمزم وزمازم إذا كان كثيراً، وقيل:
لضم هاجر رضي الله عنها لمائها حين انفجرت، وزمها إياه، وقيل: لزمزمة جبريل عليه
السلام وكلامه عند فجره إياها، وقيل: أنها غير مشتق زمزم، كما قيل أيضاً: إنها سميت
بذلك لأن الفرس في زمن الأول كانت تأتي زمزم فتزمزم عنده. (شرح النووي على
مسلم:8/194).



أسماء زمزم:




تعددت أسماء زمزم، وهو ما يدل على علو شأنها: فقد روي الفاكهي عن أشياخ مكة فقال:
"إن لها أسماء كثيرة فمن أسمائها:




طيـبة: وسميت به لأنه للطيـبين والطيـبات من ولد إسماعيل عليه السلام. قاله السهيلي.




طعام طعم: لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديث إسلام
أبي ذر:
((أنها مباركة، أنها طعام طعم))
(رواه مسلم برقم 2473).



شفاء سقم: لأن الإنسان إذا أصيب بمرض بمكة المكرمة فدواءه ماء زمزم مع نيته
الصالحة.




سيدة: لأنها سيدة جميع المياه (تاريخ مكة المشرفة والمسجد للفاكهي).




وأوصل بعضهم أسماءها إلى ثلاثين اسماً لا يتسع المقام لسردها كلها.



معجزة زمزم:




وتتجلى في أمور عدة؛ لكن أوضحها ما أخبر به الصادق المصدوق
وجاء عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه
((ماء زمزم
لما شرب له))
(رواه ابن ماجه برقم 3062 وصححه
الألباني)، قال صاحب شرح سنن ابن ماجه: "لما شُرِبَ له: من مهمات الدنيا والآخرة".




ويا له من خبر دلَّ على يقين علمه، وصدق واقعه؛ أجيال أمته
من بعده، فهي تتحدث عن بركته، وصدق منفعته على من تضلع وشرب من معينه؛ يقول ابن
القيم معلقاً: "وقد جربت أنا وغيري من الاستشفاء بماء زمزم أمور عجيبة، واستشفيت به
من عدة أمراض فبرأت بإذن الله، وشاهدت من يتغذى به الأيام ذوات العدد قريباً من نصف
الشهر أو أكثر ولا يجد جوعاً، ويطوف مع الناس، كأحدهم أخبرني أنه ربما بقي عليه
أربعين يوماً، وكان له قوة يجامع بها أهله، ويصوم، ويطوف مراراً"، ويشهد له كذلك
حديث أبي ذر رضي الله عنه
((إنها طعام طعم، وشفاء
سقم))
وأصله في مسلم، وهذا اللفظ عند الطيالسي (كشف
الخفاء 2/230).




قال السيوطي: حكي عن شيخ الإسلام أبي الفضل ابن حجر أنه قال:
شربت ماء زمزم لأصل إلى مرتبة الذهبي في الحفظ, فبلغها وزاد عليها"، وقال أبو بكر
محمد بن جعفر: "سمعت ابن خزيمة وسئل من أين أوتيت هذا العلم؟ فقال: قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم:
((ماء زمزم لما شُرب له))،
وإني لما شربت ماء زمزم سألت الله علماً نافعاً"، وقال ابن عباس: "صلوا في مصلى
الأخيار، واشربوا من شراب الأبرار، قيل لابن عباس: ما مصلى الأخيار؟ قال: تحت
الميزاب، قيل: وما شراب الأبرار؟ قال: ماء زمزم، وأكرم به من شراب" (فيض
القدير4/64).



فضائل شرب زمزمم



-


أن ماءها لما شُرِبَ له كما ثبت في الأحاديث، وقد شربه جماعة من العلماء والصالحين
لمقاصد جليلة، وحوائج جزيلة؛ فنالوها.



-


أن الله تعالى يرفع المياه العذبة قبل يوم القيامة غير زمزم، وتغور المياه غير زمزم
قاله: الضحاك بن مزاحم.



-


ومنها: أنها طعام طُعْمٍ، وشفاء سقم، قال الثعالبي في ثمار القلوب: فكم من مبتلى قد
عوفي بالمقام عليه، والشرب منه، والاغتسال به؛ بعد أن لم يدع في الأرض ينبوعاً إلاّ
أتاه واستنفع فيه (ثمار القلوب 560).



-


ومنها: أنه خير ماء على وجه الأرض، كيف وقد اختص بأن غسل منه بطن رسول الله صلى
الله عليه وسلم على ما ثبت في الصحيحين في حديث المعراج بعد البعثة، وفي ذلك دليل
على فضيلة ماء زمزم على غيره من المياه، إذ غسل منه هذا المحل الجليل في هذا الموطن
الرفيع. (تاريخ مكة المشرفة والمسجد 67).



-


أنها مياهها لا تأسن.



ولا حصر لهذه الفضائل إلا أنها لا تخلو
من كلام فيها ونظر.



خصائص زمزم:



-


أنها لم تنضب من ذلك الوقت إلى يومنا هذا ولم تذم، فعن ابن
خثيم قال: قدم علينا وهب بن منبه مكة فاشتكى، فجئناه نعوده فإذا عنده من ماء زمزم،
قال: فقلنا له: لو استعذبت فإن هذا الماء فيه غلظ، قال: ما أريد أن أشرب حتى أخرج
منها غيره، والذي نفس وهب بيده إنها لفي كتاب الله زمزم لا تنزف ولا تذم
[1].


-


أن الله تعالى يرفع المياه العذبة قبل يوم القيامة غير زمزم، وتغور المياه غير زمزم
قاله: الضحاك بن مزاحم.



-


أنه يفضل مياه الأرض كلها طباً وشرعاً كما ذكره بدر الدين
الصاحب المصري في تأليفه "نقل الكرام وهديه دار السلام"
[2].



وقد أكد العلم الحديث، وأثبت نظرية اختلاف ماء زمزم عن جميع أنواع المياه في
العالم، وكيف أن فيه تركيبات ربانية خصَّه الله بها لم يتوصل أحد إلى سرها رغم
معرفة مكوناتها.




وختاماً: هذا غيض من فيض عن تلك المعجزة التي أخبر عنها قبل قرون مضت وانقضت؛ لتأتي
الحضارة الجديدة بما حملته لنا من اكتشافات وتقدم فتبرهن على صحة من

لا
{يَنطِقُ
عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى}
.



ولله الأمر من قبل ومن بعد، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.










[1]


نهاية الإرب في فنون الأدب (1/91).







[2]


تاريخ مكة المشرفة والمسجد (1/66).



الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
مــــــــــــــــاء زمــــــــــــــــــزم
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدي عباد الرحمن الاسلامي :: »®[¤¦¤]™ المنتــــديات المتخصصة ™[¤¦¤]®« :: ~°™«*»منتدى فقه الحج والعمرة «*»™°~-
انتقل الى: