أميرة الورد Admin
عدد المساهمات : 1191 تاريخ التسجيل : 11/03/2011
| موضوع: عرفات(أعمال يوم عرفة السبت أكتوبر 15, 2011 12:39 pm | |
| أعمال يوم عرفة
يوم عرفة هو اليوم التاسع من ذي الحجة، وهو الركن الأعظم: ((الحج عرفة))، وفضائله كثيرة، ففيه يعتق الله الرقاب من نار جهنم، ويباهي بعباده الملائكة، وهذا اليوم هو الذي ينتظره الحجاج لأن فيه الرحمة والمغفرة، والعفو والصفح من رب العالمين يقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبداً من النار من يوم عرفة، وإنه ليدنو ثم يباهي بهم الملائكة، فيقول: ما أراد هؤلاء)) رواه مسلم (2402).
ولهذا اليوم المبارك أعمال فاضلة يقوم بها الحاج يمكن أن نجملها في الآتي:
- الذهاب من منى إلى عرفات بعد طلوع الشمس مكبراً أو ملبياً لأن النبي صلى الله عليه وسلم لما كان يوم التروية توجه إلى منى فأهل بالحج، وركب رسول الله صلى الله عليه وسلم فصلى بها الظهر والعصر، والمغرب والعشاء والفجر، ثم مكث قليلاً حتى طلعت الشمس، وأمر بقبة من شعر تضرب له بنمرة فسار رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا تشك قريش إلا أنه واقف عند المشعر الحرام كما كانت قريش تصنع في الجاهلية، فأجاز رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أتى عرفة، فوجد القبة قد ضربت له بنمرة، فنزل بها" رواه مسلم (2137).
وعن محمد بن أبي بكر الثقفي أنه سأل أنس بن مالك - وهما غاديان من منى إلى عرفة -: كيف كنتم تصنعون في هذا اليوم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقال: "كان يهل منا المهل فلا ينكر عليه، ويكبر منا المكبر فلا ينكر عليه" رواه البخاري (1549) واللفظ له، ومسلم (2254).
- يسن للحجاج يوم عرفة النزول بنمرة في بطن الوادي إلى الزوال إن تيسَّر ذلك لفعل النبي صلى الله عليه وسلم، فإذا زالت الشمس سُنَّ للإمام أو نائبه أن يخطب الناس خطبة تناسب الحال، يبين فيها ما شرع للحاج في هذا اليوم وبعده، ويأمرهم فيها بتقوى الله، وتوحيده، والإخلاص له في كل الأعمال، ويحذرهم من محارمه وغير ذلك.
- وبعد الخطبة يصلي الحجاج الظهر والعصر قصراً وجمعاً في وقت الأولى بأذان واحد وإقامتين لفعله صلى الله عليه وسلم.
- بعد صلاة الظهر والعصر قصراً وجمعاً يرتفع الحجاج من بطن عرنة إلى عرفات، ويتفرغون للدعاء والتضرع والابتهال إلى الله تعالى وهم في منازلهم من عرفة، ولا يلزمهم أن يذهبوا إلى جبل الرحمة، ولا يلزمهم أن يروه، ولا أن يستقبلونه حال الدعاء، وإنما يستقبلون الكعبة المشرفة لأن عرفة كلها موقف لقوله صلى الله عليه وسلم: ((وقفت هاهنا وعرفة كلها موقف)) رواه مسلم (2138)، ففي أي مكان وقف الحاج منها أجزأه، ما عدا ما استثناه النبي صلى الله عليه وسلم وهو بطن عرنة[1].
وينبغي أن يجتهد الحاج بالدعاء والتضرع والتوبة في هذا الموقف العظيم، وأن يستمر في ذلك سواء دعا راكباً أو ماشياً، أو واقفاً أو جالساً، أو مضطجعاً على أي حال كان، ويختار الأدعية الواردة والجوامع منها، ويسن أن يكثر من قول: "لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير"؛ لما صحَّ عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((خير الدعاء دعاء يوم عرفة، وخير ما قلت أنا والنبيون من قبلي: لا إله إلا الله وحده لا شريك له, له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير))[2]، ويقف خاشعاً خاضعاً متضرعاً، مستكيناً لربه، مظهراً الفقر والفاقة، وشدة الحاجة إليه، رافعاً إليه أكف الضراعة، طالباً منه حاجته الحاضرة والمستقبلية، راجياً رحمته.
- ويستمر في البقاء بعرفة والدعاء إلى غروب الشمس، ولا يجوز له أن ينصرف منها قبل غروب الشمس، فإن انصرف منها قبل الغروب وجب عليه الرجوع ليبقى فيها إلى الغروب, فإن لم يرجع وجب عليه دم؛ لتركه الواجب, والدم ذبح شاة يوزعها على المساكين في الحرم, أو سُبع بقرة، أو سُبع بدنة.
ووقت الوقوف يبدأ بزوال الشمس يوم عرفة على الصحيح، ويستمر إلى طلوع الفجر ليلة العاشر، فمن وقف نهاراً وجب عليه البقاء إلى الغروب، ومن وقف ليلاً أجزأه ولو لحظة لقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((من أدرك عرفة قبل أن يطلع الفجر فقد أدرك الحج))[3].
والوقوف بعرفة ركن من أركان الحج، وهو أعظمها لقوله صلى الله عليه وسلم: ((الحج عرفة))[4]، ومكان الوقوف هو عرفة بكامل مساحتها المحددة، ومن وقف خارجها لم يصح وقوفه.
- فإذا غربت الشمس أفاض من عرفة إلى مزدلفة، "والسنَّة إذا أفاض من عرفات ذهب إلى المشعر الحرام على طريق المأزمين، وهو طريق الناس اليوم، فلعرفة طريق أخرى تسمى طريق ضب، ومنها دخل النبي صلى الله عليه وسلم إلى عرفات، وخرج على طريق المأزمين، وكان صلى الله عليه وسلم في المناسك والأعياد يذهب من طريق ويرجع من أخرى، ولا يزاحم الناس، بل إن وجد خلوة أسرع"[5]، ملبياً، فعن ابن عباس رضي الله عنهما: أن أسامة بن زيد رضي الله عنهما كان ردف النبي صلى الله عليه وسلم من عرفة إلى المزدلفة، ثم أردف الفضل من المزدلفة إلى منى، قال: فكلاهما قالا: "لم يزل النبي صلى الله عليه وسلم يلبي حتى رمى جمرة العقبة" رواه البخاري (1574).
- إذا وصلوا إلى مزدلفة صلوا بها المغرب ثلاث ركعات، والعشاء ركعتين جمعاً بأذان وإقامتين من حين وصولهم إليها لفعل النبي صلى الله عليه وسلم[6]، وإذا خشي ألا يصل مزدلفة إلا بعد نصف الليل فإنه يصلي ولو قبل الوصول إلى مزدلفة، ولا يجوز له أن يؤخر الصلاة إلى ما بعد نصف الليل.
والله أعلم، وصلى اللهم على نبيا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم، والحمد لله رب العالمين.
[1] رواه أحمد في المسند برقم (16151)، وصححه الألباني برقم (903) في صحيح الجامع.
[2] رواه الترمذي (3509)، وصححه الألباني في مشكاة المصابيح (2598).
[3] رواه الترمذي (2901)، وصححه الألباني برقم (5995) في صحيح الجامع.
[4] رواه الترمذي (814)، والنسائي (2966)، وابن ماجة (3006)، وصححه الألباني برقم (3172) في صحيح الجامع.
[5] مختصر منسك شيخ الإسلام ابن تيمية (1/28).
[6] التحقيق والإيضاح لكثير من مسائل الحج والعمرة والزيارة على ضوء الكتاب والسنة (1/56).
| |
|