أميرة الورد Admin
عدد المساهمات : 1191 تاريخ التسجيل : 11/03/2011
| موضوع: عرفات(ركن الحج الأكبر السبت أكتوبر 15, 2011 12:40 pm | |
| ركن الحج الأكبر
يوم عرفة هو أحد الأيام التي أقسم الله تعالى بها منوهاً إلى عظيم فضلها، وعلو قدرها وشرفها فقال الله تعالى: {وَالفَجْرِ * وَلَيَالٍ عَشْرٍ}(سورة الفجر:2) قال ابن كثير: المراد بها عشر ذي الحجة. كما قاله ابن عباس، وابن الزبير، ومجاهد، وغير واحد من السلف والخلف، وهذا اليوم أكمل الله فيه الدين، وأتم فيه النعمة على عباده قال تعالى: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا}(سورة المائدة:3).
وأقسم الله به، والعظيم لا يقسم إلا بعظيم فقال: {وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ}(سورة البروج:3) فاليوم المشهود هو يوم عرفة كما جاء عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((اليوم الموعود: يوم القيامة، واليوم المشهود: يوم عرفة، والشاهد: يوم الجمعة..))[1]، وهذا اليوم هو أكثر يوم يعتق الله فيه رقاب عباده من النار، ويباهي بهم ملائكته فعن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبداً من النار من يوم عرفة، وإنه ليدنو ثم يباهى بهم الملائكة فيقول: ما أراد هؤلاء)) رواه مسلم (3354).
وقد ورد فضل صيامه لغير الحاج حين سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن صيام يوم عرفة فقال: ((يكفر السنة الماضية والباقية)) رواه مسلم (2804)، وغيرها من فضائل هذا اليوم الكثيرة التي بينتها نصوص الكتاب والسنة.
الركن الأعظم:
وللحج أركان لا يصح إلا بها، وأعظمها الوقوف بعرفة، فإن من فاته هذا الركن فلا حج له كما جاء عن عبد الرحمن بن يعمر رضي الله عنه قال: "أتيت النبي صلى الله عليه وسلم بعرفة، وأتاه ناس من أهل نجد وهو بعرفة فسألوه فأمر منادياً فنادى: ((الحج عرفة الحج عرفة، ومن جاء ليلة جمع قبل طلوع الفجر فقد أدرك، أيام منى ثلاثة، من تعجل في يومين فلا إثم عليه، ومن تأخر فلا إثم عليه))، وأردف رجلاً فنادى"[2]، فقوله: "الحج عرفة" (أي معظم الحج أو ملاكه الوقوف بعرفة لفوت الحج بفواته، وقال الطيبي: تعريفه للجنس وخبره معرفة فيفيد الحصر نحو: ذلك الكتاب، وقال التوربشتي: أي معظم الحج وملاكه الوقوف بعرفة وذلك مثل قولهم: المال الإبل، وإنما كان ذلك ملاكه وأصله لأنه يفوت بفواته، ويفوت الوقوف لا إلى بدل.
وقيل: تقديره: إدراك الحج إدراك وقوف عرفة، والمقصود أن إدراك الحج يتوقف على إدراك الوقوف بعرفة، وأن من أدركه فقد أمن حجه من الفوات، الحج الصحيح حج من أدرك يوم عرفة، وقال المحب الطبري: معناه أن فوات الحج متعلق بفوات وقته، وغيره من الأركان وقته ممتد. انتهى"[3].
وقال الشوكاني رحمه الله تعالى: "أي الحج الصحيح حج من أدرك يوم عرفة قال الترمذي: قال سفيان الثوري: والعمل على حديث عبد الرحمن بن يعمر عند أهل العلم من أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم وغيرهم أن من لم يقف بعرفات قبل الفجر فقد فاته الحج، ولا يجزئ عنه أن جاء بعد طلوع الفجر، ويجعلها عمرة، وعليه الحج من قابل، وهو قول الشافعي وأحمد وغيرهما"[4].
وقت الوقوف:
يبدأ الوقوف بعرفة من حين زوال الشمس يوم عرفة (اليوم التاسع) إلى طلوع الفجر الثاني من يوم النحر لحديث جابر "أنه لما زاغت الشمس أتى بطن الوادي، فخطب بهم ثم صلى الظهر والعصر، ثم ركب حتى أتى الموقف" رواه مسلم (1218)، ولقوله صلى الله عليه وسلم لعروة بن مضرس وقد وقف بعرفة ليلاً:
((من شهد صلاتنا هذه (صلاة الفجر بمزدلفة)، ووقف معنا حتى ندفع، وقد وقف بعرفة قبل ليلاً أو نهاراً فقد أتم حجه، وقضى تفثه))[5].
ما هو يوم الحج الأكبر؟
اختلف في يوم الحج الأكبر هل هو يوم عرفة أم يوم النحر؟:
قال ابن عبد البر: "اختلف في تأويل قول الله عز وجل {يَوْمَ الْحَجِّ الأَكْبَرِ}(سورة التوبة:3) فقيل يوم عرفه، وقيل يوم النحر، قال بهذا جماعه وبهذا جماعه، روى من الحديث عمرو بن مرة عن مرة بن شراحيل عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمزدلفة غداة يوم النحر على ناقة حمراء فقال: هل تدرون أي يوم هذا؟ هذا يوم الحج الأكبر)) رواه شعبة وغيره عن عمرو بن مرة، ومن حديث أبي إسحاق عن الحرث عن علي قال: "سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن يوم الحج الأكبر فقال: يوم النحر"، وروى جعفر ابن أبي وحشية عن سعيد بن جبير: "الحج الأكبر يوم النحر"، وقال معمر عن الحسن: "إنما سمي الحج الأكبر لأنه حج فيه أبو بكر، ونبذت فيه العهود"، وقال ابن جريج عن ابن طاووس عن أبيه انه قيل له: ما الحج الأكبر؟ قال: يوم عرفه، وهو اليوم الأكبر عرفه"[6].
وقال: روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((يوم الحج الأكبر يوم عرفة)) وهو قول ابن عباس وطاووس، وروي عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((يوم الحج الأكبر يوم النحر)) من حديث علي وأبي هريرة وابن عمر ورجل من أصحاب النبي عليه الصلاة والسلام، ولا خلاف عن مالك وأصحابه أن يوم الحج الأكبر يوم النحر، واختلف أصحاب الشافعي في ذلك: فقالت طائفة منهم: يوم الحج الأكبر يوم عرفة، وقال بعضهم: يوم النحر، وكذلك اختلف أصحاب أبي حنيفة، وليس عنه شيء منصوص، وذكر الثوري في جامعه في يوم الحج الأكبر قال: حدثنا ليث عن مجاهد قال: الحج الأكبر يوم النحر، والحج الأصغر العمرة"[7]، ورجحت اللجنة الدائمة للإفتاء[8] أن يوم الحج الأكبر هو يوم عرفة[9].
نسأل الله عز وجل أن يوفقنا إلى كل خير، وأن يجعل أعمالنا خالصة لوجهه الكريم إنه ولي ذلك والقادر عليه، وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه، والحمد لله رب العالمين.
[1] رواه الترمذي (3339)، وحسنه الألباني في صحيح سنن الترمذي (7/339).
[2] المستدرك (1703)، وصححه الألباني في مشكاة المصابيح (2/113).
[3] مشكاة المصابيح مع شرحه مرعاة المفاتيح (9/938-939).
[4] نيل الأوطار (5/117).
[5] رواه الترمذي (891)، وصححه الألباني.
[6] التمهيد (1/125).
[7] التمهيد (1/126).
[8] بالمملكة العربية السعودية.
[9] فتاوى اللجنة الدائمة (11/221).
جاري إرسال رسالتك .. يرجى الانتظار | | | الاسم | | تأكيد البريد الالكتروني | | البريد الالكتروني | لإرسال ملاحظاتكم واقتراحاتكم: | | | | | | |
|
|
|
|
|