أميرة الورد Admin
عدد المساهمات : 1191 تاريخ التسجيل : 11/03/2011
| موضوع: عرفات (بدع يوم عرفة السبت أكتوبر 15, 2011 12:42 pm | |
| الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، ولا عدوان إلا على الظالمين، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين محمد بن عبد الله الصادق الأمين وعلى آله وصحبه الغر الميامين، وعلى التابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد:
فإن الله سبحانه يصطفي ما يشاء من خلقه ويختار، فقد اصطفى من البشرية الأنبياء والرسل، واصطفى محمداً منهم بمزيد من الاصطفاء، واصطفى من الأماكن المساجد، واختص ثلاثة مساجد بمزيد من الفضائل، وفضَّل المسجد الحرام على المسجد النبوي والمسجد الأقصى، واصطفى من الأزمنة شهر رمضان، ومن الساعات ساعة في يوم الجمعة، وهذا له سبحانه لأنه هو الذي قال في كتابه الكريم: {وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاء وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ سُبْحَانَ اللَّهِ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ} (سورة القصص:68).
ومن هذه الأزمنة التي اختصها الله بمزيد من الفضائل دون بقية الأيام يوم عرفة، فقد قال عنه النبي صلى الله عليه وسلم: ((الحج عرفة))[1]، فكان الوقوف بعرفة لهذا السبب ركن من أركان الحج، وفيه ينزل الله تعالى نزولاً يليق بجلاله سبحانه إلى السماء الدنيا، ويباهي بأهل الموقف ملائكته.
ومع هذا الفضل كله نرى كثيراً من الناس يتساهلون في شأن هذا اليوم فلا يعرفون له قدره، بل ربما ارتكبوا فيه مخالفات تغضب الله، وربما افتعلوا فيه بعض العبادات التي ما أنزل الله بها من سلطان، وتعبدوا لله بذلك، ولا شك أن التعبد لله بما لم يأذن الله به أمر لا يجوز، بل هو منكر عظيم، وصاحبه في ضلال مبين، وعمله غير مقبول قال عليه الصلاة والسلام: ((من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد))[2].
بل إن الله سبحانه قد حجب التوبة عن كل صاحب بدعة حتى يدع بدعته فعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن الله حجب التوبة عن صاحب كل بدعة))[3] .
وفيما يلي بعض المخالفات والبدع التي يفعلها بعض الناس في يوم عرفة سواء كانوا حجاجاً أو غير ذلك؛ وذلك لنحذرها، ونحذِّر من نراه من يقع فيها من المسلمين، وهذه المخالفات والبدع قد أشار إليها ونبه عليها كثير من علماء الكتاب والسنة، ومن هؤلاء العلماء العلامة محمد ناصر الدين الألباني الذي ذكر هذه البدع في كتابه "مناسك الحج والعمرة" وخلاصتها كالتالي:
· الوقوف على جبل عرفة في اليوم الثامن ساعة من الزمن احتياطاً خشية الغلط في الهلال.
· إيقاد الشمع الكثير ليلة عرفة بمنى.
· الدعاء ليلة عرفة بعشر كلمات ألف مرة: سبحان الذي في السماء عرشه، سبحان الذي في الأرض موطئه، سبحان الذي في البحر سبيله... إلخ.
· رحيلهم في اليوم الثامن من مكة إلى عرفة رحلة واحدة.
· الرحيل من منى إلى عرفة ليلاً.
· إيقاد النيران والشموع على جبل عرفات ليلة عرفة.
· الاغتسال ليوم عرفة.
· قوله إذا قرب من عرفات، ووقع بصره على جبل الرحمة: "سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر".
· قصد الرواح إلى عرفات قبل دخول وقت الوقوف بانتصاف يوم عرفة.
· التهليل على عرفات مئة مرة، ثم قراءة سورة الإخلاص مئة مرة، ثم الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم يزيد في آخرها: "وعلينا معهم" مئة مرة.
· السكوت على عرفات، وترك الدعاء.
· الصعود إلى جبل الرحمة في عرفات.
· دخول القبة التي على جبل الرحمة ويسمونها "قبة آدم"، والصلاة فيها، والطواف بها كطوافهم بالبيت.
· اعتقاد أن الله تعالى ينزل عشية عرفة على جمل أورق يصافح الركبان، ويعانق المشاة.
· خطبة الإمام في عرفة خطبتين يفصل بينهما بجلسة كما في الجمعة.
· صلاة الظهر والعصر قبل الخطبة.
· الأذان للظهر والعصر في عرفة قبل أن ينتهي الخطيب من خطبته.
· قول الإمام لأهل مكة بعد فراغه من الصلاة في عرفة: "أتموا صلاتكم فإنا قوم سفر".
· التطوع بين صلاة الظهر والعصر في عرفة.
· تعيين ذكر أو دعاء خاص بعرفة كدعاء الخضر عليه السلام الذي أورده صاحب الإحياء، وأوله: "يا من لا يشغله شأن عن شأن، ولا سمع عن سمع..." وغيره من الأدعية، وبعضها طويل جداً بمقدار خمس صفحات!.
· إفاضة البعض قبل غروب الشمس.
· ما استفاض على ألسنة العوام أن وقفة عرفة يوم الجمعة تعدل اثنتين وسبعين حجة.
· التعريف الذي يفعله بعض الناس من قصد الاجتماع عشية يوم عرفة في الجوامع، أو في مكان خارج البلد؛ فيدعون ويذكرون، مع رفع الصوت الشديد، والخطب والأشعار، ويتشبهون بأهل عرفة[4].
وغير ذلك من المخالفات والبدع التي تكون من بعض الناس في ذلك اليوم العظيم، والله المستعان، فنسأل الله أن يوفقنا لما يحبه ويرضاه، والحمد لله رب العالمين.
[1] الترمذي (889)، والنسائي (3016)، وابن ماجة (3015)، وصححه الألباني.
[2] البخاري (2675)، ومسلم (1718).
[3] شعب الإيمان (7/59)، وحسنه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب.
[4] انظر: مناسك الحج والعمرة (ص53) وما بعدها. بتصرف.
| |
|