الأدب والذوق القرآني :
{يا أيها
الذين أمنوا ليستأذنكم الذين ملكت أيمانكم والذين لم يبلغوا الحلم منكم
ثلاث مرات من قبل صلاة الفجر وحين تضعون ثيابكم من الظهيرة ومن بعد صلاة
العشاء ثلاث عورات لكم ليس عليكم ولا عليهم جناح بعدهن طوافون عليكم بعضكم
على بعض كذلك يبين الله لكم الآيات والله عليم حكيم}.
يتميز توجيه القرآن الكريم بالأدب العالي والذوق الرفيع الذي يتحرك به المسلم في كل المواقف وكل الحالات .
وقد أرشدنا
الله تعالى إلى هذا كمنهج سلوك حضاري يتميز به المجتمع المسلم ، وأرسى هذه
القواعد حتى يلتزم بها كل مسلم في سلوكه وأخلاقه .
والآية
الكريمة تضع هذه القواعد التي ترشد الأبناء ألا يدخلوا على آبائهم وأمهاتهم
في مخادعهم قبل الاستئذان . حددت الآية الكريمة ثلاث مواقيت يحظر فيها على
الابن الدخول على أمه أو أبيه في فراشهما إلا إذا أذنا له وهى الفترة التي
تقع قبل صلاة الفجر، والفترة التي نخلد فيها إلى الراحة بعد الظهيرة،
والفترة التي تلي صلاة العشاء وتستمر طوال الليل . وقد دهش أحد الصحابة
عندما نزلت هذه الآية الكريمة فقال للرسول عليه الصلاة والسلام: هل أستأذن
على أمي يا رسول الله؟ فقال: نعم .. فقال الصحابي : ولكنها أمي فكيف أستأذن عليها ؟ فقال له صلى الله عليه وسلم في سماحة: هل تحب أن ترى أمك عارية ؟ فأجاب: لا . فقال: إذن يجب أن تستأذن قبل الدخول عليها في هذه الأوقات.
اللهم صلى وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه الى يوم الدين