بسم الله والصلاة والصلاة على أشرف خلق الله محمد بن عبدا لله وعلى آله وصحبه أجمعين ومن تبعه بإحسان إلى يوم الدين...
من المشاهد والملاحظ جداً في هذا الزمان وهذه الأيام التداخل بين
الأدوار بين الرجال والنساء وهذه بحد ذاتها طامة و غلبتها طامة كبرى ألا
وهي تنازل الرجال – إن صحت تسميتهم بالرجال – عن أدوارهم ومسؤولياتهم
وتغليف ذلك بإطار ذكوري إما مجتمعي أو قبلي أو لمرض نفسي.
فمن المشكلات التي ظهرت- بتنازل الرجال عن أدوارهم ليصبحوا بإطار الذكور لا الرجال بل حتى أن للذكر نخوة ولا أرى فيمن هذه أفعالهم نخوة – ترك الصلاة والاختلاط وكثرة الطلاق والظلم والعضل والتربية والزنا والمخدرات والانحلال والألبسة الفاضحة وشيوعها.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته، فالإمام راع ومسئول
عن رعيته، والرجل راع في أهل بيته ومسئول عن رعيته, والمرأة راعية في بيت
زوجها ومسئولة عن رعيتها، والخادم راع في مال سيده ومسئول عن رعيته، وكلكم
راع ومسئول عن رعيته». [صحيح البخاري]
ولنبين كل معضلة على حدة:
1) الصلاة: فإن قام كل رجل بحق قوامته
في بيته وأمر أولاده وأهله بالصلاة وعلمهم إياها لسبع وضربهم على تركها في
عشر لما رأينا هذا التفريط بالصلاة وتركها, وإن كان عود أولاده منذ
الصغر وأخذهم معه إلى المسجد – إن كان هو نفسه يذهب – لرأينا المساجد
مليئة فكل صلاة هي صلاة جمعة لا أن نجدها تمتلئ على آخرها في صلوات الجمع
لا غير.
قال تعالى:
{وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لَا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَّحْنُ نَرْزُقُكَ} [ سورة طـه: 132]
فلا حجج بتغيب عن المنزل لطلب الرزق والانشغال عن تعليم الأولاد فإنما بإمكانك تعليم أهلك وزوجك ليعلموا أولادك والله سبحانه متكفل برزقك ورزقهم.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع سنين، واضربوهم عليها وهم أبناء عشر سنين، وفرقوا بينهم في المضاجع» [رواه الإمام أحمد وأبو داود].
[الجامع الصغير" للسيوطي ج1، 462]2) الاختلاط: فإن قام كل رجل بحق
قوامته في تربية أسرته ونشأتها ورباها تربية إسلامية قويمة ونأى بها عن
الشرور والآثام لما سمح لأولاده بالاختلاط ولما أدخلهم مدارس وجامعات
مختلطة وإن كان لا بد لوضع لهم الضوابط ورباهم عليها فيحفظوها ويرقبوا الله
في أفعالهم ولكن إن كان الرجل في بيته مضيعاً فما حال رعيته خارج المنزل.
3) الطلاق: فإن عرف الزوج معنى القوامة وما تقتضيه لعلم أن الرجولة ليست في كلمة الطلاق التي يملكها ولكن الرجولة في صبره على امرأته إن رأى منها ما يكره ومناصحتها وتعليمها والرفق بها فقد روي عن المصطفى صلى الله عليه وسلم:
«استوصوا بالنساء، فإن المرأة خلقت من ضلع، وإن أعوج شيء في الضلع أعلاه، فإن ذهبت تقيمه كسرته، وإن تركته لم يزل أعوج، فاستوصوا بالنساء» الراوي: أبو هريرة - خلاصة الدرجة: [صحيح] - المحدث: البخاري -
المصدر: الجامع الصحيح - الصفحة أو الرقم: 33314) العضل: وإن علم وأدرك الأب والأخ والولي
الرجولة الحقة لما عضل ولي وليته ولأعطاها حقوقها ولم يأكل ميراثها ولزوجها
باختيارها لا عنوة وغصباً ولا حرمها الزواج لهوى في نفسه قبلي أو مادي
ولأيقن أن الرجولة في اتباع ما أمر الله ورسوله صلى الله عليه وسلم.
أن معقل بن يسار كانت أخته تحت رجل، فطلقها ثم خلى عنها، حتى انقضت عدتها، ثم خطبها، فحمي معقل من ذلك أنفاً، فقال: خلى عنها وهو يقدر عليها، ثم يخطبها، فحال بينه وبينها، فأنزل الله:
{وَإِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاء فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَلاَ تَعْضُلُوهُنَّ} [سورة البقرة: 232] . إلى آخر الآية، فدعاه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقرأ عليه، فترك الحمية واستقاد لأمر الله.
الراوي: الحسن - خلاصة الدرجة: [صحيح] - المحدث: البخاري -
المصدر: الجامع الصحيح - الصفحة أو الرقم: 5331و عن عائشة:
{وَمَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ فِي
الْكِتَابِ فِي يَتَامَى النِّسَاء الَّلاتِي لاَ تُؤْتُونَهُنَّ مَا
كُتِبَ لَهُنَّ وَتَرْغَبُونَ أَن تَنكِحُوهُنَّ} [سورة النساء:
127] . قالت: هذا في اليتيمة التي تكون عند الرجل، لعلها أن تكون شريكته في
ماله، وهو أولى بها، فيرغب عنها أن ينكحها، فيعضلها لمالها، ولا ينكحها
غيره، كراهية أن يشركه أحد في مالها.
الراوي: عروة بن الزبير - خلاصة الدرجة: [صحيح] - المحدث: البخاري -
المصدر: الجامع الصحيح - الصفحة أو الرقم: 51285) التبرج والسفور: فإن أدرك كل رب أسرة
مسئول أن الله رقيب عتيد وأنه – سبحانه – سيسأله عن رعيته لما ترك ابنته
وأمه وأخته وزوجته تجاهر بالمعصية وتفتن الخلائق بتبرجها وسفورها.
6) التطبيب: فما يضير الرجل أن يبحث لمحارمه عن طبيبات نساء ليعالجوهن بدلاً من التكشف لدى الأطباء الرجال بل أن بعض مرضى العقول يبحث خصيصاً عن طبيب رجل ليولد زوجته بحجة ماذا!؟ أنه مختص.
7) مشاغل الخياطة: من يترك
محارمه ليذهبن إلى خياط رجل ليطلع على قياسات وتفاصيل أجسامهن هل هذا يتصف
بالرجولة !!؟ وما أقول له إلا أن يتق الله في نفسه وأهله فإنه غداً سيسأل.
المصفف النسائي: في بعض من الدول
العربية – هداها الله – تجد أن هناك محلات لتصفيف شعور النساء العاملين
بها ذكور - ولا أقول رجال وأشك حتى أنهم ذكور- والأشد غرابة فيمن يترك زوجته تذهب هناك أو حتى يوصلها بنفسه وهو يعلم أن هناك من سيلمسها
ويتلاعب بشعرها ولا أرى ذلك إلا ديوث والديوث في الشرع :هو الذي يدخل
الرجال على حرمتهُ بحيث يراهم ولا يبالى, كأنه ليَّن نفسه على ذلك. ويقال
للرجل الذي لا يغار على أهله ونسائه ديوثٌ:لأنه ذَلَّل نفسه وروضها على ذلك
وقَتَلَ غَيْرَتَهُ, فأصبح بليداً لا يبالى بما تفعلُ نساؤه , ولا ينكرُ السوءَ على أهله ولا يُغيَّرُ المنكر
فذهب هَيبَتُهُ,وضاع وَقَارُه.
9) الدش والتلفاز والقنوات الماجنة: من يجلب
الدش ويدخله بيته لترى زوجته وبناته الرجال الأجانب أمام عينه ويمضين
الساعات في متابعة أغان ماجنة وأفلام هابطة فهل يندرج هذا تحت مسمى رجل!!؟
قال الله عز وجل:
{كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ} [ سورة آل عمران: 110]
فما بالك بمن يفعل المنكر !!؟
10) وأخيرا نداء لرجال هذه الأمة
ولذكورها أن يتذكروا أن لنا أخوات في بلاد المسلمين المغتصبة في فلسطين
والعراق والشيشان والصومال وكشمير وتيمور الشرقية وأفغانستان تنهك أعراضهن
وليس لهن من يدافع عنهن فلا نترك المروءة تموت في قلوبنا بل لنحيها في نفوسنا ونفوس أبنائنا من بعدنا.
فادعوا الله أن يعيد الله لرجال هذه الأمة رشدها و وأن يقيض لها من ينصرها وأن يعف بناتنا وأسرنا و وأن يحفظ أمة الإسلام من كيد الكائدين وأن يقطع دابر الكفار والمنافقين سبحانه هو ولي ذلك والقادر عليه...
فادي محمد ياسين