السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كيف يق الإنسان نفسه من الزائدة ( المسرانة الزايدة) و ما سبب الإصابة بها وما أعراضها وفقكم الله لما يحبه و يرضاه و جزاكم الله خيرا
الجواب:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيرا وأحسن إليكم أخي الفاضل، ومرحبا بك في منتداك، ومنتدى جميع الأعضاء الأفاضل.
بالنسبة لمرض التهاب الزائدة الدودية، المسمى بالفرنسية (Appendicite)، هي عبارة عن التهاب مفاجيء لجزء من المعي الغليظ، والذي يسمى بالزائدة الدودية، وهو المتواجد في بداية المعي الغليظ في الجهة اليمنى من البطن. هذا المرض يستلزم دائما تدخل جراحي عاجل لاستئصال الزائدة الملتهبة، ولا يمكن علاجها بعلاج طبي عادي كيفما كان، لأنها تسبب ألما قويا جدا، وإذا لم تستأصل تتطور إلى التعفن ثم إلى التنخر في مدة وجيزة جدا قد يصل إلى درجة التهاب الصفاق البطني (péritonite).
أسباب هذا المرض هو دخول وتعلق جزء من الأغذية إلى تجويف الزائدة الدودية التي تحتوي على أنسجة مناعتية لمفاوية، فيحصل تعفن في المنطقة كلها، ويسبب ألما مفاجئا قويا مع تصلب في أسفل ويمين البطن، مع ارتفاع طفيف لدرجة الحرارة، وقد تظهر علامات أخرى كالتقيء وفقدان الشهية أو إسهال وغير ذلك.
وفي حالات ناذرة يكون سبب هذا الإلتهاب وجود تورم قرب الزائدة الدودية، فيسبب ضغطا عليها، حتى يلحقها التفعن.
وفي مطلق الأحوال، الأمر لا يحتمل الإنتظار، ولا يمكن تجاوز هذه الأزمة إلا بإجراء عملية جراحية مستعجلة لاستئصال الزائدة، وتخليص المريض منها، حيث لا يمكن حل هذه المشكلة بأية وسيلة دوائية غير الجراحة، وفي حالة حدث إهمال لها، فقد تتنخر حتى يحصل ثقب في المعي الغليظ يؤدي إلى تفريغ محتواه داخل البطن، وفي هذه الحالة يصبح المشكل أكثر تعقيدا وخطورة، وقد يسبب الوفاة المفاجئة للمصاب.
أما بالنسبة للوقاية، فلم يثبت شيء في هذا الباب إلى حد الساعة، وهذا أمر قد يحصل لأي شخص كيفما كان، وبدون أسباب معينة، وإن كان غالبا ما يصيب الشباب بين سن 10 إلى 30 سنة، خصوصا الذكور منهم، وهناك بعض الجهات العلمية الطبية ترى بأن اتباع نظام غذائي سليم ومنوع ومتوازن يسهل عبور الأغذية للأمعاء قد يحمي من هذا المرض، ولكن لم يثبت في ذلك دليل علمي إحصائي، وهذا لا يمنع أن ننصح بالتوازن والتنوع في الأنظمة الغذائية، لأنه أمر مطلوب ومرغوب ومفيد في مطلق الأحوال.
وأشير إلى أنه لا توجد وسيلة مضمونة لتشخيص هذا المرض، وإنما يعتمد على غلبة الظن عند الطبيب من خلال الأعراض التي تميّز هذا المرض، ومادام الأمر يشكل خطورة في حالة تجاهله مما قد يسبب مفاسد عظيمة، فمن الناحية الطبية، نفضل أن نستأصل الزائدة الدودية حتى بورود احتمال ألا تكون ملتهبة، على أن نترك الأمر بسبب الشك ويحصل ما لا تحمد عقباه، وفعلا، أثبتت الإحصائيات أن 15% إلى 20% من الحالات التي أجريت لها الجراحة لاستئصال الزائدة الدودية، وُجدت في حالة غير ملتهبة. وفي حالة حصل تعفن وتكون صديد، نلجأ إلى العلاج بالمضادات الحيوية ومضادات الإلتهاب حتى يحصل الشفاء ثم يأتي دور الجراحة.
نسأل الله أن يحفظ جميع المسلمين من كل سوء، ويعافي كل مريض ومبتلى مسلم.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.