موضوع: شرح لمعة الاعتقاد لابن قدامة المقدسي رحمه الله السبت مارس 12, 2011 10:20 am
السلام عليكم ورحنة الله وبركاته
ان الحمد لله نحمده و نستعينه و نستغفره و نعوذ بالله من شرور انفسنا و سيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له و من يضلل فلا هادي له و أشهد ان لا الاه الا الله وحده لا شريك له و أشهد ان محمدا عبده و رسوله اما بعد : فان عامة الانبياء و الرسل بنوا دعوتهم على الأمر بتوحيد الله عز و جل بالعبادة وتقرير العقيدة الصحيحة في قلوب الناس,قال الله تعالىوما أرسلنا من قبلك من رسول الا نوحي اليه انه لا الاه الا انا فاعبدون ) و قد بذل علماء المسلمين جهودا كبيرة لنشر المعتقد الصحيح الخالي من شوائب الشرك و البدع فألفوا المؤلفات و سطروا المصنفات و من بينهم الامام العلامة موفق الدين ابن قدامة المقدسي رحمه الله الذي ألف من بين ما ألف كتاب (لمعة الاعتقاد الهادي الى سبيل الرشاد) و هو رسالة صغيرة في حجمها كبيرة في نفعها بين فيها رحمه الله عقيدة المسلمين بالأدلة و البراهين و لأهمية هذه الرسالة رأيت أن أضع بين يدي اخواني جمعا بين بعض شروحها (1) ليس لي فيه الا التأليف بين عبارات اصحاب هذه الشروح و الله نسأل ان يرزقنا و اياكم العلم النافع و العمل الصالح.و افتتح هذا الجمع ان شاء الله بمقدمة اذكر فيها ترجمة مختصرة لصاحب اللمعة وفائدتين مهمتين و أختمها بذكر قواعد مهمة في باب الأسماء و الصفات. مقدمة: -ترجمة مختصرة للامام ابن قدامة : هو الامام عبد الله ابن محمد ابن قدامة المقدسي ثم الدمشقي كنيته أبو محمد و لقبه موفق الدين ولد رحمه الله في جماعيل و هي فرية من قرى فلسطين السليبة سنة 541 من هجرة المصطفى صلى الله عليه و سلم,وبعد ان حفظ في صغره ما تيسر له رحل مع ابن خالته عبد الغني المقدسي (2)الى بغداد للسماع من مشايخها ثم لا زال يثابر في تحصيل العلم الى أن صار اماما .والى جانب مكانته العلمية ذكر اهل التراجم للشيخ الموفق كلمات طيبات تدل على ما كان عليه من زهد و ورع,وأما شيوخه فكثر و كذلك تلامذته و من بينهم الامام ابن المنذر رحمه الله. و مما يدل على رفيع مرتبة ابن قدامة ما وصلنا من ثناء العلماء عليه,قال الامام ابن القيم رحمه الله وهو يتحدث عن بعض اقواله :قول شيخ الاسلام موفق الدين ابي محمد عبد الله ابن احمد المقدسي الذي اتفقت الطوائف على قوله و تعظيمه و امامته خلا جهمي او معطل. و قال عنه ابن تيمية :ما دخل الشام بعد الأوزاعي أفقه من الشيخ الموفق.و أما مصنفات ابن قدامة ففائقة رائقة , قال ابن رجب :صنف الشيخ الموفق رحمه الله التصانيف الكثيرة الحسنة في المذهب فروعا و أصولا و في الحديث و اللغة ... الى اخر ما قال رحمه الله .توفي ابن قدامة يوم عيد الفطر سنة 620 للهجرة فرحمه الله و جزاه عن الأمة خيرا. -فائدتان : الأولى: مباحث الاعتقاد عند أهل السنة و الجماعة مبنية على بيان أصول الايمان الستة الواردة في حديث جبريل عليه السلام وبعد ذلك يذكرون أمورا ليست في أصلها من مسائل العقيدة لكنهم ينصون عليها لأن أهل البدع خالفوا فيها اما انكارا أو غلوا ,مثل الكلام في الصحابة و أمهات المومنين و الكلام في الامامة و البيعة و المسح على الخفين و كرامات الأولياء; و غير ذلك. الثانية: في القرون الأولى لم تكن الحاجة تدعو الى طرق موضوع توحيد الألوهية على سبيل التفصيل لعدم ظهور الشرك وقتئذ, فكانت جل مباحث الاعتقاد تدور حول موضوع الأسماء و الصفات الذي خالف فيه أهل البدع ,لأجل ذلك لن نجد في (لمعة الاعتقاد) الكلام على موضوع توحيد الألوهية بتفصيل انما التفصيل سنجده أكثر في موضوع الأسماء و الصفات. (1):من بينها شرح للشيخ ابن عثيمين رحمه الله . (2):و هو كذلك امام كبير صاحب (عمدة الفقه ) وغيره.
أميرة الورد Admin
عدد المساهمات : 1191 تاريخ التسجيل : 11/03/2011
موضوع: رد: شرح لمعة الاعتقاد لابن قدامة المقدسي رحمه الله السبت مارس 12, 2011 10:21 am
القاعدة الأولى:(1) الواجب تجاه نصوص القران و السنة ابقاءها على ظاهرها ,وصرفها عن الظاهر قول على الله بغير علم و هو حرام فلو قيل مثلا في قول الله تعالى الرحمان على العرش استوى) استوى هنا بمعنى استولى لكان هذا صرفا للفظ عن ظاهره و هو حرام كما سبق اذ لا دليل عليه فالواجب اذن ابقاء هذا اللفظ على ظاهره في اللغة العربية و هو علا و ارتفع كما سيأتي. القاعدة الثانية: أسماء الله كلها حسنى لأنها متضمنة لصفات الكمال التي لا نقص فيها بوجه من الوجوه القاعدة الثالثة : أسماء الله غير محصورة بعدد معين لما ورد في الحديث ...أو استأثرت به في علم الغيب عندك) و أما قول النبي صلى الله عليه و سلم ان لله تسعة و تسعين اسما من أحصاها دخل الجنة ) فمعناه ان من أسماء الله تسعة و تسعين اسما من أحصاها دخل الجنة. القاعدة الرابعة: لا يثبت اسم من أسماء الله تعالى الا بالشرع و لا مجال للعقل في ذلك لأن أسماء الله توقيفية,وكل اسم من أسماءه سبحانه يدل على ذاته و على الصفة التي تضمنها و على الأثر المترتب عليه ان كان متعديا ولا يتم الايمان بالاسم الا باعتبار ذلك.مثاله:الايمان باسم الرحمان لا يتم الا باثباته اسما لله دالا ذاته سبحانه و على ما تضمنه من صفة و هي الرحمة و على الأثرالمترتب عليه و هو أنه يرحم عباده. القاعدة الخامسة: صفات الله كلها صفات كمال لا نقص فيها بوجه من الوجوه كالسمع و البصر و غير ذلك و كل صفة تتضمن نقصا ما لا يجوز وصف الله تعالى بها مثال ذلك الموت و الجهل . القاعدة السادسة: . كل صفة تكون كمالا من وجه و نقصا من وجه لايوصف الله بها ولا تنفى عنه على سبيل الاطلاق بل بتفصيل .فيوصف الله بها في حال الكمال و تنفى عنه في حال النقص. مثال ذلك صفة المكر لا يو صف الله بها الا في حالة الكمال أي أن الله يمكر بأعداءه الذين يحاربون دينه. القاعدة الثامنة: صفات الله على قسمين:ثبوتية و هي التي أثبتها الله لنفسه كالعلم و سلبية وهي التي نفاها الله عن نفسه كالظلم.كما أن الثبوتية تنقسم الى قسمين :ذاتية و فعلية , فالذاتية هي التي لا تنفك عن ذات الله تعالى كالحياة و القدرة و غير ذلك .والفعلية هي التي تقترن بمشيءته سبحانه ان شاء فعلها و ان شاء لم يفعلها كالمجيء.وقد تكون الصفة ذاتية باعتبار و فعلية باعتبار كالكلام قال الشيخ الموفق رحمه الله : باسم الله الرحمان الرحيم الحمد لله المحمود بكل لسان المعبود في كل زمان الذي لايخلو من علمه مكان و لا يشغله شان عن شان جل عن الأشباه و الأنداد و تنزه عن الصاحبة و الأولاد و نفذ حكمه في جميع العباد لا تمثله العقول بالتفكير و لا تتوهمه القلوب بالتصوير (ليس كمثله شيء و هو السميع البصير) له الأسماء الحسنى و الصفات العلى (الرحمان على العرش استوى له ما في السماوات و ما في الأرض و ما بينهما وما تحت الثرى و ان تجهر بالقول فانه يعلم السر و أخفى) أحاط بكل شيء علما وقهر كل مخلوق عزة و حكما و وسع كل شيء رحمة و علما (يعلم ما بين أيديهم و ما خلفهم و لا يحيطون به علما) موصوف بما وصف به نفسه في كتابه العظيم و على لسان نبيه الكريم. هذه هي مقدمة ابن قدامة لرسالته (لمعة الاعتقاد) و اللمعة هي النبذة و هي البلغة من الشيء و الاعتقاد هو حكم الذهن الجازم فان وافق الشرع فصحيح و الا فباطل.و متن اللمعة من متون العقيدة المختصرة.و الملاحظ أن ابن قدامة رحمه الله استعمل في المقدمة أسلوب براعة الاستهلال و معناه تضمين خطبة الكتاب الاشارة الى موضوعه . فلما كان موضوع (اللمعة) هو العقيدة و تنزيه الله سبحانه و اثبات الأسماء و الصفات له أشار ابن قدامة الى ذلك في المقدمة. (1):كل هذه القواعد ملخصة من شرح الشيخ ابن عثيمين رحمه الله على اللمعة.
أميرة الورد Admin
عدد المساهمات : 1191 تاريخ التسجيل : 11/03/2011
موضوع: رد: شرح لمعة الاعتقاد لابن قدامة المقدسي رحمه الله السبت مارس 12, 2011 10:21 am
الحمد لله قال ابن قدامة رحمه الله : (باسم الله الرحمان الرحيم ) بدأ المؤلف رحمه الله بذكر البسملة اقتداء بكتاب الله فانه مفتتح بها و اقتداء برسول الله الذي كان من سنته تصدير كتبه الى عظماء أقوامهم بذكر البسملة.و أما ما يروى في كثير من الكتب (كل كلام لا يبدئ فيه باسم الله فهو أبتر ) فلا يصح عن رسول الله صلى الله عليه و سلم. (الحمد لله المحمود بكل لسان المعبود في كل زمان ) الحمد هو الثناء على الله بصفات الكمال و بأفعاله الداءرة بين الفضل و العدل(1) فالله تعالىمستحق أن يحمد بكل لغة و أن يعبد في كل بقعة قال الله تعالىهو أهل التقوى و أهل المغفرة) (الذي لا يخلو من علمه مكان) هذا الكلام من المؤلف يدل على سعة علم الله و كمال قدرته و في ذلك رد على من يعتقد أن الله في كل مكان بل هو سبحانه كما قال الرحمان على العرش استوى) فهو على عرشه و معنا بعلمه و قدرتة. (و لا يشغله شان عن شان) لا يلهيه أمر عن أمر فلا يشغله اطلاعه على أهل الطاعة و تيسير ذلك لهم عن الاطلاع على أهل المعصية و احصاء ذلك عليهم. (جل عن الأشباه و الأنداد و تنزه عن الصاحبة و الأولاد) في كلام المؤلف هذا تنزيه لله سبحانه عن أن يكون له مشابه أو ند و كيف يكون له ند و هو الخالق و غيره مخلوق و هو الالاه الحق و غيره مألوه .و هو سبحانه له الغنى المطلق فكيف يكون له صاحبة أو ولد قال الله قل هو الله أحد الله الصمد لم يلد و لم يولد و لم يكن له كفؤا أحد). (ونفذ حكمه في جميع العباد) أي أن حكم الله سار في جميع عباده واصل اليهم لا يسع أحدا رده و هذا الكلام يدل على كمال ارادة الله و سلطانه فلا يمنعه من نفوذ قضاءه قوة ملك و لا كثرة عدد و لا مال, قال الله و هو القاهر فوق عباده). (لا تمثله العقول بالتفكير و لا تتوهمه القلوب بالتصوير) لا يستطيع العبد مهما فكر و تصور أن يمثل الله تعالى بعقله و لا أن يتوهمه بقلبه لأن عظمة الله فوق ما يتصور قال الله تعالى ليس كمثله شيئ و هو السميع البصير) و هذه الاية التي استدل بها المؤلف رحمه الله أصل في باب الأسماء و الصفات .قال الشيخ السعدي في تيسير الكريم الرحمانليس كمثله شيء :أي ليس يشبهه تعالى و لا يماثله شيء من مخلوقاته لا في ذاته و لا في أسماءه و لا في صفاته و لا في أفعاله ...و هو السميع لجميع الأصوات باختلاف اللغات على تفنن الحاجات البصير يرى دبيب النملة السوداء في الليلة الظلماء على الصخرة الصماء...و هذه الاية و نحوها دليل لمذاهب أهل السنة و الجماعة من اثبات الصفات و نفي مماثلة المخلوقات و فيها رد على المشبهة في قوله (ليس كمثله شيء ) و على المعطلة في قوله (و هو السميع البصير). (له الأسماء الحسنى و الصفات العلى) في كلا م المؤلف دليل على اختصاص الله تعالى بالأسماء الحسنى و الصفات العلى.وبمناسبة ذكر الأسماء و الصفات يذكر أهل العلم فرقا مهما بينهما و هو أن كل اسم يجوز أن نشتق منه صفة لكن لا يجوز أن نشتق من كل صفة اسما فمثلا اذا أثبتنا صفة النزول فلا يجوز أن نقول أن من أسماء الله تعالى النازل اذ لا دليل على ذلك.فهذا فرق مهم في باب الأسماء و الصفات فاحفظه. (الرحمان على العرش استوى له ما في السماوات و ما في الأرض و ما بينهما و ما تحت الثرى و ان تجهر بالقول فانه يعلم السر و أخفى) هذه الأية من سورة طه و فيها اثبات صفة العلو لله تعالى و عموم ملكه لخلقه فهو سبحانه لا يعزب عنه مثقال ذرة في السماوات و لا في الأرض و لا يغيب عنه السرو لا ما هوأخفى منه, قالت أم المؤمنين عاءشة رضي الله عنها فيما رواه أحمد و البخاري تعليقا الحمد لله الذي وسع سمعه الأصوات لقد جاءت المجادلة الى النبي صلى الله عليه و سلم و أنا في ناحية البيت ما أسمع ما تقول فأنزل الله عز و جل :قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها)الى أخر الأية . (و قهر كل مخلوق عزة و حكما و وسع كل شيء رحمة و علما (يعلم ما بين أيديهم و ما خلفهم و لا يحيطون به علما) استدل المؤلف بالأية على كلامه الذي سبقها و في ذلك بيان ل: كمال علم الله تعالى و قوة قهره و نفوذ حكمه و أن عباده لا يحيطون به علما و ذلك لفصورهم و ضعفهم و كيف لهم أن يحيطوا به علما و هو الذي أخبرهم عن نفسه و لذلك قال (موصوف بما وصف به نفسه في كتابه العظيم و على لسان نبيه الكريم) فلا سبيل للعباد لمعرفة ربهم بذاته و أسماءه و صفاته و أفعاله الا القرأن العظيم و سنة النبي الكريم عليه أفضل الصلوات و أزكى التسليم. (1):انظر تفسير الشيخ السعدي لسو رة الفاتحة.
أميرة الورد Admin
عدد المساهمات : 1191 تاريخ التسجيل : 11/03/2011
موضوع: رد: شرح لمعة الاعتقاد لابن قدامة المقدسي رحمه الله السبت مارس 12, 2011 10:25 am
الحمد لله قال ابن قدامة رحمه الله : (باسم الله الرحمان الرحيم ) بدأ المؤلف رحمه الله بذكر البسملة اقتداء بكتاب الله فانه مفتتح بها و اقتداء برسول الله الذي كان من سنته تصدير كتبه الى عظماء أقوامهم بذكر البسملة.و أما ما يروى في كثير من الكتب (كل كلام لا يبدئ فيه باسم الله فهو أبتر ) فلا يصح عن رسول الله صلى الله عليه و سلم. (الحمد لله المحمود بكل لسان المعبود في كل زمان ) الحمد هو الثناء على الله بصفات الكمال و بأفعاله الداءرة بين الفضل و العدل(1) فالله تعالىمستحق أن يحمد بكل لغة و أن يعبد في كل بقعة قال الله تعالىهو أهل التقوى و أهل المغفرة) (الذي لا يخلو من علمه مكان) هذا الكلام من المؤلف يدل على سعة علم الله و كمال قدرته و في ذلك رد على من يعتقد أن الله في كل مكان بل هو سبحانه كما قال الرحمان على العرش استوى) فهو على عرشه و معنا بعلمه و قدرتة. (و لا يشغله شان عن شان) لا يلهيه أمر عن أمر فلا يشغله اطلاعه على أهل الطاعة و تيسير ذلك لهم عن الاطلاع على أهل المعصية و احصاء ذلك عليهم. (جل عن الأشباه و الأنداد و تنزه عن الصاحبة و الأولاد) في كلام المؤلف هذا تنزيه لله سبحانه عن أن يكون له مشابه أو ند و كيف يكون له ند و هو الخالق و غيره مخلوق و هو الالاه الحق و غيره مألوه .و هو سبحانه له الغنى المطلق فكيف يكون له صاحبة أو ولد قال الله قل هو الله أحد الله الصمد لم يلد و لم يولد و لم يكن له كفؤا أحد). (ونفذ حكمه في جميع العباد) أي أن حكم الله سار في جميع عباده واصل اليهم لا يسع أحدا رده و هذا الكلام يدل على كمال ارادة الله و سلطانه فلا يمنعه من نفوذ قضاءه قوة ملك و لا كثرة عدد و لا مال, قال الله و هو القاهر فوق عباده). (لا تمثله العقول بالتفكير و لا تتوهمه القلوب بالتصوير) لا يستطيع العبد مهما فكر و تصور أن يمثل الله تعالى بعقله و لا أن يتوهمه بقلبه لأن عظمة الله فوق ما يتصور قال الله تعالى ليس كمثله شيئ و هو السميع البصير) و هذه الاية التي استدل بها المؤلف رحمه الله أصل في باب الأسماء و الصفات .قال الشيخ السعدي في تيسير الكريم الرحمانليس كمثله شيء :أي ليس يشبهه تعالى و لا يماثله شيء من مخلوقاته لا في ذاته و لا في أسماءه و لا في صفاته و لا في أفعاله ...و هو السميع لجميع الأصوات باختلاف اللغات على تفنن الحاجات البصير يرى دبيب النملة السوداء في الليلة الظلماء على الصخرة الصماء...و هذه الاية و نحوها دليل لمذاهب أهل السنة و الجماعة من اثبات الصفات و نفي مماثلة المخلوقات و فيها رد على المشبهة في قوله (ليس كمثله شيء ) و على المعطلة في قوله (و هو السميع البصير). (له الأسماء الحسنى و الصفات العلى) في كلا م المؤلف دليل على اختصاص الله تعالى بالأسماء الحسنى و الصفات العلى.وبمناسبة ذكر الأسماء و الصفات يذكر أهل العلم فرقا مهما بينهما و هو أن كل اسم يجوز أن نشتق منه صفة لكن لا يجوز أن نشتق من كل صفة اسما فمثلا اذا أثبتنا صفة النزول فلا يجوز أن نقول أن من أسماء الله تعالى النازل اذ لا دليل على ذلك.فهذا فرق مهم في باب الأسماء و الصفات فاحفظه. (الرحمان على العرش استوى له ما في السماوات و ما في الأرض و ما بينهما و ما تحت الثرى و ان تجهر بالقول فانه يعلم السر و أخفى) هذه الأية من سورة طه و فيها اثبات صفة العلو لله تعالى و عموم ملكه لخلقه فهو سبحانه لا يعزب عنه مثقال ذرة في السماوات و لا في الأرض و لا يغيب عنه السرو لا ما هوأخفى منه, قالت أم المؤمنين عاءشة رضي الله عنها فيما رواه أحمد و البخاري تعليقا الحمد لله الذي وسع سمعه الأصوات لقد جاءت المجادلة الى النبي صلى الله عليه و سلم و أنا في ناحية البيت ما أسمع ما تقول فأنزل الله عز و جل :قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها)الى أخر الأية . (و قهر كل مخلوق عزة و حكما و وسع كل شيء رحمة و علما (يعلم ما بين أيديهم و ما خلفهم و لا يحيطون به علما) استدل المؤلف بالأية على كلامه الذي سبقها و في ذلك بيان ل: كمال علم الله تعالى و قوة قهره و نفوذ حكمه و أن عباده لا يحيطون به علما و ذلك لفصورهم و ضعفهم و كيف لهم أن يحيطوا به علما و هو الذي أخبرهم عن نفسه و لذلك قال (موصوف بما وصف به نفسه في كتابه العظيم و على لسان نبيه الكريم) فلا سبيل للعباد لمعرفة ربهم بذاته و أسماءه و صفاته و أفعاله الا القرأن العظيم و سنة النبي الكريم عليه أفضل الصلوات و أزكى التسليم. (1):انظر تفسير الشيخ السعدي لسو رة الفاتح فال الشيخ الموفق رحمه الله : و كل ما جاء في الفران أو صح عن المصطفى عليه السلام من صفات الرحمان وجب الايمان به و تلقيه بالتسليم والقبول و ترك التعرض له بالرد و التأويل و التشبيه و التمثيل و ما أشكل من ذلك وجب اثباته لفظا و ترك التعرض لمعناه و نرد علمه الى قاءله و نجعل عهدته على ناقله اتباعا لطريق الراسخين في العلم الذين أثنى الله عليهم في كتابه المبين بقوله سبحانه و تعالى و الراسخون في العلم يقولون امنا به كل من عند وبنا). بيان بعض الألفاظ الواردة في كلام ابن قدامة: الرد :عدم القبول و هو كذلك التكذيب و الانكار. التأويل : هذا اللفظ يأتي على معنيين فتارة يأتى بمعنى التفسير كما في قوله تعالى أنا أنبئكم بتأويله ) , و تارة يأتي بمعنى العاقبة كما في قوله تعالى : (هل ينظرون الا تأويله ) أي عاقبته .و هناك استعمال ثالث لهذا اللفظ و هو استعماله بمعنى صرف اللفظ عن ظاهره و هذا الاستعمال على قسمين : مقبول و مردود , فان دل دليل على صرف اللفظ عن ظاهره فمقبول و الا فمردود . التشبيه : اثبات مشابه لله فيما يختص به . التمثيل : اثبات مماثل لله فيما يختص به و الفرق بينه و بين التشبيه هو أن التشبيه لا يقتضي المساواة من كل وجه بخلاف التمثيل والله أعلم . بيان كلام ابن قدامة : كلام ابن قدامة هنا تقرير لمعتقد أهل السنة و الجماعة في باب الأسماء و الصفات . و هذا المعتقد كما بين شيخ الاسلام ابن تيمية و غيره من أهل العلم مبناه على اثبات كل الأسماء و الصفات الواردة في القران و السنة الصحيحة من غير تحريف و لا تعطيل و من غير تكييف و لا تمثيل . و التحريف معناه التغيير و يكون اما لفظا و اما معنى الا أن الغالب هو التحريف المعنوي. و المعطلة ومن ذهب مذهبهم يسمون هذا التحريف تأويلا .و التعبير بالتحربف أولى و ذلك لسببين : الأول : أن استعمال لفظ التحريف موافقة لما جاء في القران قال الله تعالى : (يحرفون الكلم عن مواضعه ). و السبب الثاني : أنه أدل على الحال و الواقع . و التعطيل معناه لغة الترك و التخلية و منه قول الله تعالى و بير معطلة ) و معناه اصطلاحا انكار ما أثبت الله لنفسه من الأسماء و الصفات اما كليا أو جزءيا و اما تحريفا أو جحودا. و التكييف معناه ذكر كيفية الصفة .و أما التمثيل فقد سبق معناه . (و ما أشكل من ذلك وجب اثباته لفظا و ترك التعرض لمعناه ) هذا الكلام مما انتقد على الشيخ الموفق رحمه الله قال الامام محمد ابن ابراهيم ال الشيخ :رحمه الله :هذه الكلمة مما لوحظ على الشيخ في هذه الرسالة اذ لا يخفى أن مذهب أهل السنة و الجماعة هو الايمان بما ثبت في الكتاب و السنة من أسماء الله و صفاته لفظا و معنى . فقوله :وترك التعرض لمعناه ,هذا اللفظ أليس لفظا عربيا ? و اللغة عندنا تستوعبه فلماذا اذن لا نتعرض لمعناه.ا.ه.بتصرف. (و نرد علمه الى قاءله) أي علمه المتعلق بحقيقة معناه الموصول بالله تعالى فالله وصف نفسه مثلا بكونه سميعا بصيرا فهل نعرف حقيقة سمع الله و بصره? لا فالكيف مجهول . و لهذا قال الامام مالك ابن أنس رحمه الله لما سأله رجل فقال :يا امام الله يقول الرحمان على العرش استوى ) كيف استوى? فقال الامام : الاستواء معلوم ( أي في لغة العرب أنه هو العلو و الارتفاع) و الايمان به واجب و السؤال عنه بدعة و لا أراك الا مبتدعا أخرج من مجلسنا . ( و نجعل عهدته على ناقله ) أي أن أهل السنة و الجماعة يثبتون الصفات الواردة في القران وفي الاحاديث التي ظهرت لهم صحتها ويلقون العهدة على رواة تلك الاحاديث و نقلتها
أميرة الورد Admin
عدد المساهمات : 1191 تاريخ التسجيل : 11/03/2011
موضوع: رد: شرح لمعة الاعتقاد لابن قدامة المقدسي رحمه الله السبت مارس 12, 2011 10:26 am
الحمد لله قال الشيخ الموفق رحمه الله : و نجعل عهدته على ناقله اتباعا لطريقة الراسخين في العلم الذين أثنى الله عليهم في كتابه المبين بقوله سبحانه و تعالى والراسخون في العلم يقولون امنا به كل من عند ربنا )و قال في ذم مبتغي التأويل لمتشابه تنزيله : (فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة و ابتغاء تأويله و ما يعلم تأويله الا الله ) فجعل ابتغاء التأويل علامة على الزيغ و قرنه بابتغاء الفتنة في الذم ثم حجبهم عما أملوه و قطع أطماعهم عما قصدوه بقوله سبحانه : (و ما يعلم تأويله الا الله ) (اتباعا لطريقة الراسخين في العلم الذين أثنى الله عليهم في كتابه المبين ) بين ابن قدامة رحمه الله أن اثبات الأسماء و الصفات و فق المنهج السابق هو طريقة الراسخين في العلم الذين مدحهم الله في كتابه المبين و الراسخون في العلم هم ذوو الأقدام الراسخة فيه المتضلعون. ( بقوله سبحانه : و الراسخون في العلم يقولون امنا به كل من عند ربنا ) هذه الاية يبين الله تعالى فيها أن طريقة الراسخين في العلم هي الايمان بكل ما جاء عن الله سواء كان محكما أو متشابها و اذا أشكل عليهم المتشابه ردوه الى المحكم ليعود كله محكما من غير أن يؤولوه ليحملوه على معنى يوافق أهواءهم و ذلك تعظيما منهم لله و رسوله و تأدبا مع النصوص الشرعية. -بيان المحكم و المتشابه : المحكم هو ما اتضح معناه و المتشابه هو ما لم يتضح معناه و الواجب كما سبق رد المتشابه للمحكم اذا علم هذا فلنعلم أن الله تعالى وصف كتابه تارة بكونه محكما كما في قوله سبحانه الر كتاب أحكمت اياته ثم فصلت من لدن حكيم خبير ) فجعله كله محكما أي بينا واضحا لا غموض فيه و تارة وصف كلامه بكونه متشابه كما في قوله تعالى الله نزل أحسن الحديث كتابا متشابها ) فجعله كله متشابها أي يشبه بعضه بعضا و في ال عمران بين الله تعالى أن بعض كتابه متشابه و بعضه محكم و الجمع بين ذلك أن نقول : أن القران محكم كله و متشابه كله و منه محكم و متشابه فهو محكم كله بمعنى أنه واضح بين على جنس الأمة أي قد لا يكون واضحا لكل أحد و معنى كونه كله متشابها أن القران يشبه بعضه بعضا فهذا أمر و ذاك أمر و هذا نهي و ذاك نهي و هذا وصف للجنة و ذاك وصف للجنة و هذه قصة لنبي و تلك قصة لنبي اخر و هكذا أما وصف القران بكون بعضه محكما و بعضه متشابها فمعناه أن بعضه بين الدلالة و بعضه ليس كذلك لكن التشابه هنا ليس مطلقا بحيث لا يوجد في الأمة من يعرف معناه و هذا هو الذي عليه أهل السنة و لهذا لما تلا ابن عباس اية ال عمران قال : أنا ممن يعلم تأويله فلهذا عد القول بوجود نص من النصوص يخفى معناه على جميع الأمة قول أهل البدع و الله أعلم. نقطة مهمة : بعض الناس قد يعتقد أن ايات الأسماء و الصفات من باب المتشابه والأمر ليس كذلك لأن نصوص الايات و الصفات نزلت بلسان عربي مبين فمعانيها معلومة و دلالتها مفهومة فكيف تكون من باب المتشابه فتنبه . قوله : وقال في ذم مبتغي التأويل لمتشابه تنزيله : (فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة و ابتغاء تأويله و ما يعلم تأويله الا الله ): معنى كلامه رحمه الله أن الله تعالى ذم من ابتغى أي أراد تأويل المتشابه من القران ليستدل به على مقالاته الباطلة و اراءه الزاءفة طلبا للفتنة .و لهذا وصف الله هؤلاء بكونهم أهل زيغ أي أهل مرض و انحراف و ذلك لسوء قصدهم و فساد طويتهم .فدل ذلك على أن طلب التأويل للمتشابه دون رده للمحكم علامة على الزيغ. قوله : ثم حجبهم عما أملوه وقطع أطماعهم عما قصدوه بقوله سبحانه : (و ما يعلم تأويله الا الله ) أي منعهم مما أرادوه بقوله سبحانه و ما يعلم تأويله الا الله) قال الشيخ السعدي في تفسير كلام الله هذا :ان أريد بالتأويل معرفة عاقبة الأمورو ما تنتهي اليه و تؤول تعين الوقوف على (الا الله ) حيث هو تعالى المتفرد بالتأويل بهذا المعنى و ان أريد بالتأويل معنى التفسير و معرفة معنى الكلام كان العطف أولى فيكون هذا مدحا للراسخين في العلم أنهم يعلمون كيف ينزلون نصوص الكتاب و السنة محكمها و متشابهها . (1) : روى الشيخان و غيرهما عن أمنا عاءشة رضي الله عنها قالت :تلا رسول الله صلى الله عليه و سلم هذه الاية هو الذي أنزل الكتاب منه ايات محكمات) الى قوله و ما يذكر الا اولو الألباب) قالت قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :فاذا رأيت الذين يتبعون ما تشابه منه فاولاءك الذين سمى الله فاحذروهم.
أميرة الورد Admin
عدد المساهمات : 1191 تاريخ التسجيل : 11/03/2011
موضوع: رد: شرح لمعة الاعتقاد لابن قدامة المقدسي رحمه الله السبت مارس 12, 2011 10:26 am
الحمد لله قال الشيخ الموفق رحمه الله تعالى : فصل في كلام أئمة السلف في الصفات : قال الامام أبو عبد الله أحمد ابن محمد ابن حنبل رضي الله عنه في قول النبي صلى الله عليه و سلم : (ان الله ينزل الى سماء الدنيا ) و ان الله يرى في القيامة... و ما أشبه هذه الأحاديث : (نؤمن بها و نصدق بها لا كيف و لا معنى و لا نرد شيءا منها و نعلم أن ما جاء به الرسول حق و لا نرد على رسول الله صلى الله عليه و سلم و لا نصف الله بأكثر مما وصف به نفسه بلا حد و لا غاية : (ليس كمثله شيء و هو السميع البصير ) و نقول كما قال و نصفه بما وصف به نفسه لا نتعدى ذلك و لا يبلغه وصف الواصفين نؤمن بالقران كله محكمه و متشابهه و لا نزيل عنه صفة من صفاته لشناعة شنعت و لا نتعدى القران و الحديث و لا نعلم كيف كنه ذلك الا بتصديق الرسول صلى الله عليه و سلم و تثبيت القران ) عقد الامام ابن قدامة رحمه الله لهذا الفصل والذي أورد فيه أقوال بعض أئمة السلف المتعلقة بالأسماء و الصفات يدلنا على فاءدتين مهمتين و هما : -وجوب اتباع مذهب السلف الصالح في باب العلم و العمل و في فهمهم و تطبيقهم لدين الله كما نطقت بذلك نصوص الكتاب و السنة . -علم الكتاب و السنة علم موروث يتلقاه الخلف عن السلف و ليس في ديننا مجال للمحدثات و في هذا رد على من يزعم أن المسلمين اليوم عليهم أن يتبعوا اسلاما منفتحا مواكبا للعصر يريدون بذلك افراغ دين الله من اصوله و أركانه و قطع العرى بين أجيال المسلمين و أسلافهم الصالحين الذين أمروا باتباعهم . كلام الامام أحمد رحمه الله الذي أورده الشيخ الموفق رحمه الله هنا تأكيد لما مرمعنا من وجوب اثبات الأسماء و الصفات الواردة في الكتاب و السنة.و ايراد الامام ابن قدامة لكلام الامام أحمد هنا دون بيان قوله نؤمن بها و نصدق بها بلا كيف و لا معنى ) و توضيح القصد منه مما انتقد عليه , اذ ظاهرعبارة الامام أحمد هذه هو حقيقة مذهب المفوضة الذين يفوضون كيفية و معاني الصفات و هذا على خلاف مذهب أهل ا لسنة كما سبق(1). فقول الامام أحمد رحمه الله (بلا كيف ) واضح أي لا نكيف صفات الله تعالى لأن كيفية الصفة غيب لا يعلمه الا الله لكن قوله (و لا معنى ) مردود كما سبق.الا أن أهل العلم بينوا أن أحمد رحمه الله لم يرد ظاهركلامه لأنه لا يظن بالامام أحمد الذي جعله الله ميزانا يوزن به الناس و الذي بدع المفوضة أن يقصد هذا المعنى الباطل فقالوا كلامه رحمه الله فيه رد على طاءفتي المعطلة و المشبهة فقوله (بلا كيف ) فيه رد على المشبهة أي لا نكيف صفات الله عز و جل على ما تتوهمه العقول بل نقول لا يحيط بكيفية الصفة الا الله سبحانه و قوله (و لا معنى ) فيه رد على المعطلة فكأنه قصد (لا معنى باطل ) لأن المعطلة جعلوا معاني النصوص على خلاف الظاهر فقالوا مثلا معنى النزول الرحمة و معنى الاستواء الاستيلاء(2) و معنى الغضب ارادة الانتقام الى غير ذلك. تنبيه : انظر الى أهل العلم كيف حملوا كلام الامام أحمد على معنى مستقيم و هذا يدل على أن طالب العلم لا بد له أن يفهم اعتقاد السلف فهما جيدا فاذا فهمه و وردت بعد ذلك ألفاظ مشكلة و جهها بفهمه الجيد على معنى صحيح كما أن طالب العلم بفهمه الجيد لأصول اعتقاد السلف يستطيع الرد على الشبه التي يلقي بها من لم يفهم هذه الأصول. (1) : مذهب المفوضة يقوم على تفويض كيفية و معاني الصفات و هم بذلك يوافقون أهل السنة في تفويض الكيفية و يخالفونهم في تفويض المعنى و لذلك بدع أهل العلم مذهبهم . (2) : مر معنا كلام الامام مالك رحمه الله الذي يبين فيه أن الاستواء معلوم أي معلوم معناه في لغة العرب و هو العلو الا أن المعطلة أبوا الا أن يحرفوا كلام الله و يصرفوه عن ظاهره بتفسير الاستواء بالاستيلاء بل زعموا أن تفسير الاستواء بالاستيلاء له وجه في اللغة العربية و استدلوا على ذلك ببيت شعر دخيل باطل ألا و هو: قد استوى بشر على العراق من غير سيف أو دم مهراق و هذا الشعر مصنوع موضوع على العرب قال الامام أبو سليمان الخطابي رحمه الله : (و زعم بعضهم أن معنى الاستواء ها هنا الاستيلاء و نزع فيه ببيت مجهول لم يقله شاعر معروف يصح الاحتجاج به ) ا.ه.كلامه رحمه الله .و هذا البيت نسبوه للشاعر الكافرالأخطل النصراني و مثله لا يحتج بشعره كما يشير الى ذلك كلام الامام الخطابي بالاضافة الى أن هذا البيت لايوجد في ديوانه و لذلك أبعد بعضهم النجعة و نسبه لعلي رضي الله عنه !!!.فانظر رحمك الله كيف حرفت المعطلة النصوص الصريحة التي تثبت صفة الاستواء لله جل وعلا و أنه هو العلو لتوافق أهواءها , و رحم الله الامام ابن أبي العز الذي قال : و قال بعض أئمة العلم ان في القران ألف دليل على علو الله على خلقه .
أميرة الورد Admin
عدد المساهمات : 1191 تاريخ التسجيل : 11/03/2011
موضوع: رد: شرح لمعة الاعتقاد لابن قدامة المقدسي رحمه الله السبت مارس 12, 2011 10:27 am
الحمد لله (و لا نرد شيئا منها و نعلم أن ما جاء به الرسول صلى الله عليه و سلم حق و لا نرد على رسول الله صلى الله عليه و سلم و لا نصف الله بأكثر مما وصف به نفسه بلا حد و لا غاية ) هذا الكلام من احمد رحمه الله و الذي نقله عنه ابن قدامة يؤكد صحة ما أشرنا اليه من أن أهل العلم حملوا كلام الامام أحمد على معنى صحيح و أنه رحمه الله لم يرد ظاهره فكلامه هنا رحمه الله تقرير لمنهج أهل السنة و الجماعة في باب الأسماء و الصفات. قوله : و لا نصف الله بأكثر مما و صف به نفسه بلا حد و لا غاية . الحد و الغاية هو ما ينتهي اليه المخلوق اذ أن لكل مخلوق مبتدى و منتهى . و هذا الكلام من الامام أحمد رحمه الله فيه رد على شبهة من شبه المأولة و هي قولهم : اذا أثبتنا مثلا صفة العلو لله نعالى و قلنا بأن الله في السماء فقد جعلنا له حدودا و هذا تشبيه له بخلقه فيرد عليهم أحمد بأننا حينما نصف الله بما وصف به نفسه و بما وصفه به رسوله صلى الله عليه و سلم فلا يعني ذلك أننا نشبهه بخلقه بل هذا معنى توهمتموه أنتم و أردتم أن تلزموا به غيركم . و لهذا يذكربعض أهل العلم أن مثل المأولة كمثل من سجن نفسه في سجن ثم ألقى بالمفتاح خارج السجن , فهم وضعوا لأنفسهم قوانين توهموها ثم سجنوا أنفسهم في اطارها و صاروا يردون نصوص الوحي بها. (ليس كمثله شيء و هو السميع البصير ) تقدم الكلام على هذه الاية . (و نقول كما قال و نصفه بما وصف به نفسه لا نتعدى ذلك و لا يبلغه وصف الواصفين نؤمن بالقران كله محكمه و متشابهه ) كلام أحمد هنا تأكيد لكلامه السابق و لكلام ابن قدامة رحمه الله و هو أن الواجب الايمان بالقران كله محكمه و متشابهه على طريقة الراسخين في العلم الذين أثنى الله عليهم و قد مر معنا الكلام على المحكم و المتشابه و نزيد هنا أن المحكم هوما لم يحتمل الا قولا واحدا و ذلك كقول الله : (الله لا الاه الا هو ) فهذا سيد المحكمات كما سبق و المتشابه هو ما احتمل أكثر من قول كقول الله تعالى و المطلقات يتربصن بأنفسهن ثلاثة قروء ) فالقرء معنى مشترك بين الحيض و الطهر. (ولا نزيل عنه صفة من صفاته لشناعة شنعت ) أي أن أهل السنة لا يدفعهم تشنيع المشنعين لترك منهج الله الحق فيسقطون فيما نهوا عنه فينفون عن الله صفاته التي جاءت في كتابه أو في سنة نبيه صلى الله عليه و سلم . و من أمثلة هذه التشنيعات ما تنشره المعطلة من أن أهل السنة مشبهة لا لشيء الا لأنهم يثبتون الأسماء و الصفات لله تعالى و من أمثلتها ما مر معنا من اتهام أهل السنة بجعل الحدود و الغايات لله تعالى حين وصفه بالعلو و من أمثلتها كذلك الشبه التي يلقونها لصد الناس عن منهج الله الحق كقولهم : ان السلف وقعوا في التأويل فلماذا تنكروه علينا و يستدلون على ذلك بقول ابن عباس في قول الله تعالى يوم يكشف عن ساق و يدعون الى السجود فلا يستطيعون ) قال : يكشف عن ساق أي عن شدة كما يقال كشفت الحرب عن ساقها يعني كشفت عن شدة و بأس فقالوا هذا يثبت أن ابن عباس رضي الله عنه نفى عن الله جل و علا صفة الساق و الرد على هذه الشبهة أن نقول : لا دليل في كلام ابن عباس على نفي صفة الساق عن الله جل و علا و ان كان رضي الله عنه معذورا في تفسيره هذا لأن الساق لم ترد هنا مضافة فكلامه هنا رضي الله عنه مما تحتمله لغة العرب لكن قد ورد في صحيح البخاري و مسلم من حديث ابي سعيد رضي الله عنه قول النبي صلى الله عليه و سلم ثم يكشف ربنا عن ساقه ) وفيه اضافة الساق لله تعالى فتبين أن الحديث مفسر للاية و بالتالي لا مناص من اثبات الساق لله جل و علا وعلى هذا عامة الصحابة و التابعين فتبين اذن أن السلف ما وقع منهم التأويل أبدا لا من ابن عباس و لا من غيره . فهذا هو الحق ليس به خفاء فدعني من بنيات الطريق. (ولا نتعدى القران و الحديث و لا نعلم كيف كنه ذلك الا بتصديق الرسول صلى الله عليه و سلم و تثبيت القران ) هذا تمام كلام الامام أحمد رحمه الله وفيه أن الكلام على الأسماء و الصفات حكر على كتاب الله و سنة رسوله صلى الله عليه و سلم الصحيحة و أن لا دخل للتوهمات و التصورات و التخيلات البشرية في ذلك و أن كنه صفات الله أي حقيقتها لا علم لنا به و ان كنا على علم بمعانيها.
أميرة الورد Admin
عدد المساهمات : 1191 تاريخ التسجيل : 11/03/2011
موضوع: رد: شرح لمعة الاعتقاد لابن قدامة المقدسي رحمه الله السبت مارس 12, 2011 10:28 am
الحمد لله قال الشيخ الموفق رحمه الله : (قال الامام أبو عبد الله محمد ابن ادريس الشافعي رضي الله عنه :اامنت بالله و بما جاء عن الله على مراد الله و اامنت برسول الله و بما جاء عن رسول الله على مراد رسول الله ) كلام الامام الشافعي و الذي نقله عنه ابن قدامة رحمه الله يمثل مجمل الايمان الذي يجب على كل مسلم أن يعتقده و لهذا قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله :اما ما قال الشافعي فانه حق يجب على كل مسلم اعتقاده و من اعتقد و لم يات بقول يناقضه فانه سلك سبيل السلامة في الدنيا و الأخرة ا.ه.و هذا الكلام من الامام الشافعي رحمه الله فيه رد على أهل التأويل و أهل التمثيل لأن كل واحد منهم لم يؤمن بما جاء عن الله و رسوله على مراد الله و رسوله فان أهل التأويل نقصوا و أهل التمثيل زادوا. قال الشيخ الموفق رحمه الله : (و على هذا درج السلف و أءمة الخلف رضي الله عنهم كلهم متفقون على الاقرار و الامرار و الاثبات لما ورد من الصفات في كتاب الله و سنة رسوله من غير تعرض لتأويله ) يبين ابن قدامة رحمه الله في هذا الكلام أن منهج أهل السنة و الذي سبق أن ذكرناه و الذي مبناه على اثبات الأسماء و الصفات الواردة في كتاب الله و سنة رسول الله صلى الله عليه و سلم من غير تحريف و لا تمثيل و من غير تكييف و لا تعطيل هو منهج السلف الصالح الذين أمرنا باتباعهم و اقتفاء أثرهم في عامة أبواب الدين و منها باب الأسماء و الصفات كما قال الله و السابقون الأولون من المهاجرين و الأنصار و الذين اتبعوهم باحسان رضي الله عنهم و رضوا عنه) و كما قال النبي صلى الله عليه و سلم عليكم بسنتي و سنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي عضوا عليها بالنواجذ)(1) فقد كان السلف الصالح اذا ذكرت عندهم ايات الأسماء و الصفات قالوا : امروها كما جاءت اي خذوا نصوص الصفات على ظاهرها و اطرحوا عنكم أهواءكم و تحريفاتكم.و حال السلف الصالح و على رأسهم صحابة رسول الله صلى الله عليه و سلم مع ايات الصفات هو ما حذا ببعض كبار الأشاعرة و هو الجويني الى الرجوع عن منهج التأويل المحدث الى منهج أهل السنة و الجماعة حيث قال في بعض رساءله : وجدت أن النبي صلى الله عليه و سلم يأتيه الأعرابي و غير الأعرابي و الذكي و البليد و الفطن و غير الفطن فيسمعون منه الايات المشتملة على الصفات التي يقتضي ظاهرها التشبيه و التمثيل(2) ويسمعهم الايات التي تشتمل على الأمور الغيبية ثم انه لا يتبع ذلك ببيان يقول فيه و لو مرة واحدة : لا تعتقدوا ظواهر هذه النصوص فان لها معان تخفى. ( و قد أمرنا بالاقتفاء لاثارهم و الاهتداء بمنارهم و حذرنا المحدثات و أخبرنا أنها من الضلالات فقال النبي صلى الله عليه و سلم : (عليكم بسنتي و سنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي عضوا عليها بالنواجذ و اياكم و محدثات الأمور فان كل محدثة بدعة و كل بدعة ضلالة) البدعة :طريقة في الدين مخترعة تضاهي الشرعية يقصد بالسلوك عليها المبالغة في التعبد.هذا هو تفسيرالامام الشاطبي رحمه الله تعالى للبدعة و قد أورده في كتابه العظيم الاعتصام و كلام ابن قدامة هنا اشارة منه رحمه الله الى بطلان منهج المؤولة المعطلة و منهج المشبهة من جهة كونه منهجا محدثا لم يكن عليه أصحاب رسول الله و لا أهل القرون المفضلة الذين شهد لهم رسول الله صلى الله عليه و سلم بالخيرية(3) (1):رواه أحمد و صححه الألباني رحمه الله . (2):يعني عند المؤولة. (3):لم يظهر الاختلاف في الاعتقاد في عهد الصحابة رضي الله عنهم حتى ظهر في أواخر عهد التابعين مع ظهور طواءف من أهل البدع كالخوارج و المعتزلة وغيرهم و هذا يدلك على أن التأويل لصفات الباري عز و جل أمر محدث كما بين ذلك الشيخ الموفق رحمه الله تعالى .
أميرة الورد Admin
عدد المساهمات : 1191 تاريخ التسجيل : 11/03/2011
موضوع: رد: شرح لمعة الاعتقاد لابن قدامة المقدسي رحمه الله السبت مارس 12, 2011 10:28 am
الحمد لله قال الشيخ الموفق رحمه الله : (و قال عبد الله ابن مسعود: اتبعوا و لا تبتدعوا فقد كفيتم ) عبد الله ابن مسعود(1) من أشهر الصحابة الكرام و قد عرف رضي الله عنه بشدة انكاره على أهل البدع و عظيم حرصه على اتباع النبي صلى الله عليه و سلم و ما نبأه مع أصحاب الحلق عنا ببعيد كما روى ذلك الدارمي في سننه و كلمته هنا التي أوردها الشيخ الموفق تأكيد لما قلناه فقوله رحمه الله اتبعوا اي التزموا طريق النبي صلى الله عليه و سلم من غير زيادة و لا نقص و قوله و لا تبتدعوا تحذير منه رحمه الله من سلوك نهج الاحداث في الدين و اما قوله فقد كفيتم فمعناه أن الله تعالى كفانا مهمة الدين ببعثة رسول الله صلى الله عليه و سلم و كأن كلامه رضي الله عنه هذا (فقد كفيتم ) تعليل لأول كلامه (اتبعوا و لاتبتدعوا) أي احرصوا على الاتباع و اياكم و الابتداع لأن النبي صلى الله عليه و سلم ما ترك طريقا للخير الا و بينه و ما ترك طريقا للشر الا و حذرنا منه . (و قال عمر ابن عبد العزيز رضي الله عنه كلاما معناه : قف حيث وقف القوم فانهم عن علم و قفوا و ببصر نافذ كفوا و هم على كشفها كانوا أقوى و بالفضل لو كان فيها أحرى فلءن قلتم حدث بعدهم فما أحدثه الا من خالف هديهم و رغب عن سنتهم و لقد وصفوا منه ما يشفي وتكلموامنه بما يكفي فما فوقهم محسر و ما دونهم مقصر لقد قصر عنهم قوم فجفوا و تجاوزهم اخرون فغلوا و انهم فيما بين ذلك لعلى هدى مستقيم ) كلام الامام عمر ابن عبد العزيز رحمه الله تعالى(2) هنا كلام نفيس فهو يدل على أن السلف رحمهم الله ما أحجموا عن التأويل و التشبيه و غيره من المحدثات الا من باب التعظيم لدين الله لأنهم علموا أن الله كفاهم مهمة الدين فما عليهم الا الاتباع كما سبق في كلام عبد الله ابن مسعود رضي الله عنه و أنهم رحمهم الله ما أمسكوا عن الخوض فيما خاض فيه من بعدهم من أهل الأهواء من نقص في العلم أو قصور في الفهم و من هنا نعلم بطلان قول القاءل : منهج السلف أسلم و منهج الخلف أعلم و أحكم بل نقول منهج السلف أسلم و أعلم وأحكم لأن طريق السلامة لا يدرك الا من باب العلم و الحكمة و قد سبق أن السلف أغزر الناس علما و حكمة و الله أعلى و أعلم. (و قال الامام أبو عمرو الأوزاعي رضي الله عنه : عليك بااثار من سلف و ان رفضك الناس و اياك و ااراء الرجال و ان زخرفوه لك بالقول) كلام الامام الأوزاعي رحمه الله (3) يدل على أن الواجب على المسلم لزوم طريق السلف الصالح و البعد عن ااراء الرجال التي لا دليل عليها من الشرع و فيه اشارة الى أن أقوال المخالفين لمنهج السلف ليس عليها أثارة من علم و اذ هي كذلك فقد لجءوا الى زخرفتها ليقبلها كل جاهل و يفرح بها كل صاحب هوى و الله الموفق. (و قال محمد ابن عبد الرحمان الأدرمي لرجل تكلم ببدعة و دعا الناس اليها هل علمها رسول الله صلى الله عليه و سلم و أبو بكر و عمر و عثمان و علي أو لم يعلموها قال لم يعلموها قال فشيء لم يعلمه هؤلاء أ علمته أنت?! قال الرجل : فاني أقول قد علموها قال : أ فوسعهم أن لا يتكلموا به و لا يدعوا الناس اليه أم لم يسعهم ? قال : بلى وسعهم قال : فشيء وسع رسول الله صلى الله عليه و سلم و خلفاءه لا يسعك أنت ?! فانقطع الرجل فقال الخليفة - و كان حاضرا - لا وسع الله على من لم يسعه ما وسعهم) كلام الأدرمي رحمه الله (4) هنا يتضمن الزاما منه للرجل المتكلم ببدعة الداعي الناس اليها فقد بين له أن الدعوة الى أمر مبتدع يلزم منه اتهام النبي صلى الله عليه و سلم و أصحابه بالجهل بل بالتقصير في ابلاغ الدين و حاشاهم فما كان من الرجل الا أن تراجع ثم انتفل معه الأدرمي رحمه الله الى الزام ااخر و هو : اذا كان النبي صلى الله عليه و سلم و أصحابه علموا ذلك و سكتوا عنه فلما لا يسعنا ما و سعهم ? فما استطاع الرجل أن يرد و أنى له ذلك.و مناظرة الأدرمي لهذا الرجل تذكرنا بكلام شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله الذي مفاده أن كل مخالف للسنة لا بد أن نجد في كلامه ما يكون حجة عليه. (1) : توفي سنة 32 للهجرة. (2) : توفي سنة 101 للهجرة. (3) :توفي سنة 157 للهجرة. (4) : قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله : لم أطلع على ترجمة للأدرمي و من معه و لا أعلم نوع البدعة المذكورة .
أميرة الورد Admin
عدد المساهمات : 1191 تاريخ التسجيل : 11/03/2011
موضوع: رد: شرح لمعة الاعتقاد لابن قدامة المقدسي رحمه الله السبت مارس 12, 2011 10:29 am
الحمد لله فال الشيخ الموفق رحمه الله: (و هكذا من لم يسعه ما وسع رسول الله صلى الله عليه و سلم و أصحابه و التابعين لهم باحسان و الأءمة من بعدهم و الراسخين في العلم من تلاوة اايات الصفات و قراءة أخبارها و امرارها كما جاءت فلا وسع الله عليه ) هذا تمام كلام ابن قدامة رحمه الله و فيه كما سبق أن الواجب على المسلم في دين الله اتباع ما كان عليه السلف الصالح و البعد عن البدع و المحدثات و أنه يسعنا ما وسع السلف فان أقدموا أقدمنا و ان أحجموا أحجمنا ومن منهجهم و مما وسعهم امرار اايات الصفات كما جاءت و اثبات ما فيها دون تأويل و الله الموفق . تنبيه : علم من كلام ابن قدامة الأخير أن المسلم منهي عن اتباع طريق البدع و المحدثات الا أن للمحسنين للبدع المفتونين بها (1) شبه يبثونها في الطريق ليصدوا الناس عن هدي نبيهم وطريق سلفهم الصالح و قد ذكر أهل العلم هذه الشبه و بينوا بطلانها بالأدلة الشرعية المتينة و القواعد العلمية الرصينة وسنذكر ان شاء الله بعض هذه الشبه مع رد أهل العلم عليها(2) تتميما للفاءدة و الله الموفق . شبهة أولى : قول عمر رضي الله عنه : ( نعمت البدعة هذه ) الاحتجاج بقول عمر رضي الله عنه هذا على تحسين البدع مردود لأن صلاة القيام مشروعة أصلا وكذلك الجماعة فيها و انما تركها النبي صلى الله عليه و سلم رحمة بالمسلمين مخافة أن تفرض عليهم فلما انقطع الوحي أمن ما خافه نبينا عليه الصلاة و السلام لذلك جاء عمر رضي الله عنه وأحيا سنة القيام فلذلك مفهوم البدعة الشرعية لا ينطبق على قول عمراصلا و انما أراد رضي الله عنه البدعة اللغوية كما بين ذلك ابن تيمية و غيره من أهل العلم شبهة ثانية : ما رااه المسلمون حسنا فهو عند الله حسن و ما رااه المسلمون سيءا فهو عند الله سيء هذا الكلام الصحيح أنه من قول عبد الله ابن مسعود رضي الله عنه و لا يصح مرفوعا كما بين ذلك السخاوي في المقاصد الحسنة و الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة و غيرهما و على فرض صحة رفعه فان (ال) في قوله المسلمون للعهد و عليه فالمراد بهذا الأثر اجماع الصحابة كما يدل على ذلك سياقه . و لو كان في هذا الأثر تسويغ للبدع لكان عبد الله ابن مسعود أولى الناس بالعمل به لما عرف عنه رضي الله عنه من الحرص على اتباع السنة لكن الواقع خلاف ذلك فعبد الله ابن مسعود من أشد الصحابة انكارا للبدع و هجرا لأصحابها فعلم أن هذا الكلام انما يصح الاحتجاج به على حجية اجماع الصحابة لا على تحسين البدع و المحدثات و الله أعلى و أعلم لا موفق سواه . و ثالثة : من سن في الاسلام سنة حسنة فله أجرها و أجر من عمل بها بعده من غير أن ينقص من أجورهم شيء. لا حجة في هذا الحديث الصحيح على تحسين البدع لأن سياقه يأبى ذلك . فالنبي صلى الله عليه و سلم قال هذا الكلام بعد استجابة بعض الصحابة لأمره بالصدقة و اقتداء الناس به و الصدقة سنة من سنن الشرع و ليست بدعة من البدع . فلذلك يكون معنى (من سن في الاسلام سنة حسنة ...) الحديث هو: من أحيا سنة مهجورة ترك الناس العمل بها فله أجرها و أجر من عمل بها من بعده أو من فتح بابا للمسلمين أدى بهم الى أن يفعلوا أمرا مشروعا في الدين كان متروكا فله أجره و أجر من عمل به من بعده لا ينقص ذلك من أجورهم شيء . (1) :انما أتي المبتدع من باب التحسين و التقبيح العقليين و العقل غير مستقل البتة بادراك الأمور الشرعية دون الوحي أضف الى ذلك أن تحكيم العقل في الأمور الشرعية منهج اعتزالي بغيض حذر منه أهل العلم سلفا و خلفا و الله الموفق . (2) : و من أراد البسط في رد هذه الشبه الثلاثة و غيرها فعليه بالمطولات كالاعتصام لأبي اسحاق الشاطبي و البدع و الحوادث لأبي بكر الطرطوشي و اقتضاء الصراط المستقيم لابن تيمية و البدع و النهي عنها لابن وضاح و غيرها .