السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بعض الصور والمنشورات الدعوية انتشر فيها تصوير النعيم أو العذاب ،
فيُصوَّر عذاب المسبل ، أو تُصوَّر النار ، أو يُصوّر عذاب القبر أو بعضه ،
أو تُصوّر القصور والنعيم .
ما حكم ذلك كله ؟
الجواب : هذا كله لا يجوز ، وذلك لأمور :
أولاً : هذه أمور غيبية ، ولا نعلم كيفيتها فبأي تصوّر سوف تُصوّر .
ثانياً : يرى العلماء أن أحاديث الوعيد تُـمَـرّ كما جاءت من غير تفسير
للوعيد الوارد فيها ؛ لأنه أغلب في الزجر والردع ، هذا مجرّد تفسير أحاديث
الوعيد ، فكيف بتصويرها ؟؟
ثالثاً : ما في هذا التصوير أحيانا من تهوين لهذا المصوَّر ، فالذي يُصوّر
بعض صور العذاب في القبر أو في النار هو في حقيقته قد هوّن شأن هذا
العذاب .
وقد رأيت صورة صوّر فيها عذاب المسبل ، فصوّر المصور قدمي مُسبِل والنار
تلتهب في أسفل ثوبه ، في حين أن القدمين في صورة أقادم غضة ناعمة كأنه لم
يمسّها عذاب ! وآخر أراد أن يُصوِّر رحلة المسلم من الولادة إلى النهاية ،
فرسم إطاراً ذهبيا وبداخله لهب نار !
هل علِم هذا أن نار الدنيا التي لو سُلّطت على أهل الدنيا لأحرقتهم ، هل علِم أنها جزء من سبعين جزءا من نار جهنم . كما في الصحيحين
والنبي صلى الله عليه وسلم لما قال لأصحابه : نَارُكُم جزء من سبعين جزءا
من نار جهنم . قيل : يا رسول الله إن كانت لكافية . قال : فضلت عليهن
بتسعة وستين جزءا كلهن مثل حرّها . رواه البخاري ومسلم .
رابعاً : إذا صوّر المصوّر نعيم الجنة فقد تجرأ وتجاوز حدوده ، فالنبي صلى
الله عليه وسلم قال : قال الله تعالى : أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين
رأت ، ولا أذن سمعت ، ولا خطر على قلب بشر ، فاقرؤوا إن شئتم : ( فَلا
تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا
كَانُوا يَعْمَلُونَ ) رواه البخاري ومسلم .
فهذا أمر أخفاه الله عن عباده تشويقا لهم ، فيأتي من يتجرأ على الله
ويُصوّر هذا الأمر ؟ والجنة فيها ما لا يخطر على قلب بشر ، فكيف يُتصوّر ؟
ومن ذلك ما ورد السؤال عنه في صورة قصر كُتب عليه : هل أنت من عشاق
القصور ؟
ولا أشك أن من فعل هذا أنه يُريد الخير . ولكن الأمر كما قال ابن مسعود رضي الله عنه : وكم من مريد للخير لن يصيبه .
والله تعالى أعلى وأعلم .
المجيب الشيخ/ عبدالرحمن السحيم
عضو مكتب الدعوة والإرشاد