اللؤلؤ والمرجان
عدد المساهمات : 697 تاريخ التسجيل : 10/05/2011
| موضوع: واحة الراحة : الإثنين يونيو 06, 2011 10:11 pm | |
| واحة الراحة :
العمل الصالح ، وهو الزاد ليومِ المعاد ، فالطاعات حدائقٌ مثمرة ، يتزوَّد منها المسافر ، وأنهارٌ سائرة يرتوي بمائها العابر، ومحطَّات مسافرة يستريح فيها المهاجر إلى اليوم الآخر . قال تعالى : ( ومن يتق الله يجعل له من أمره يسراً )(الطلاق :4) وقال تعالى : (من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحاً فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون ((المائدة : 69) وللطاعة أثرٌ ملموس ، وواقعٌ محسوس على استجلاب السعادة ودفع الأحزان ، فإنَّ الطاعة ترضي الرَّب وتبعث الرضا في القلب ، وتشغل العبد عما يجلب له التكدير ، وليس من ذاق كمن سمع ! فمن كان من الله أقرب ، وله أطوع ، كان من السعادة أقرب ، وبها أمتع . كان شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله ـ يقول : "من أراد السعادة الأبدية فليلزم عتبة العبودية " (مدارج السالكين ـ ابن قيم الجوزية (1/464) )
ولستُ أرى السعادةَ جمع مالٍ....ولكن التقي هو السعيدُ
وتقوى الله خير الزادِ ذخراً....وعند الله للأتقى مزيدُ
وما لا بُدَّ أن يأتي ، قريبٌ....ولكنَّ الذي يمضي بعيدُ (الحطيئة )
قال بعضهم :مساكين أهل الدنيا ! خرجوا منها وما ذاقوا أطيب شيءٍ فيها .قيل : وما هو ؟ قال :معرفةُ الله عزَّ وجلَّ ، فمن عاش في الدنيا لا يعرف ربَّه ولا ينعم بخدمته ، فعيشُه عيش البهائم .
نهارُك يا مغرورُ سهوٌ وغفلةٌ....وليلك نومٌ والردى لك لازم
وتتعب فيما سوف تكره غِبَّه....كذلك في الدنيا تعيش البهائم (شرح حديث ( لبيك اللهم لبيك ) ابن رجب الحنبلي ـ ص 68)
أكل إبراهيم بن أدهم ـ رحمه الله ـ مع أصحابه كِسراً يابسة ، ثم قام إلى نهرٍ فشرب منه بكفه ، ثم حمد الله ، وقال :لو يعلم الملوك وأبناء الملوك ما نحن فيه من النعيم والسرور لجالدونا بالسيوف أيام الحياة ، على ما نحن فيه من لذيذ العيش وقلَّة التعب(شرح حديث ( لبيك اللهم لبيك ) ابن رجب الحنبلي ـ ص 61) .
و قال شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله :"إنَّ في الدنيا جنة من لم يدخلها لا يدخل جنَّة الآخرة " (الوابل الصيب من الكلم الطيب ـ ابن قيم الجوزية ـ ص 66)
| |
|