اللؤلؤ والمرجان
عدد المساهمات : 697 تاريخ التسجيل : 10/05/2011
| موضوع: هل رأيت الكعبةَ الجديدةَ في كربلاء الأحد يونيو 19, 2011 11:27 am | |
| بسم الله الرحمن الرحيم | هل رأيت الكعبةَ الجديدةَ في كربلاء |
الحمدُ للهِ وبعدُ ؛
يظنُ كثيرٌ ممن رأى الملفَ المرئي والصورَ أن هذا الأمر غيرُ معقولٍ ، وإليكم ما قالهُ الدكتورُ الشيخُ في كتابهِ الرائعِ " أصول مذهبِ الشيعةِ الإماميةِ الاثنى عشرية ... عرضٌ ونقدٌ " (2/462 - 466) ، وكتابُ الدكتورِ أقض مضاجعهم ، ولو كان الأمرُ لهم لأحرقوا جميعَ نسخِ الكتابِ ، ولكنهم يتورعون عن إحراقِ كتبهم التي ملئت بالكفرِ والزندقة .
قال الدكتورُ الشيخُ ناصرُ القفاري في الموضعِ المشار : قولهم : إن كربلاء أفضل من الكعبة : قبلة المسلمين، وأقدس مقدساتهم، وأفضل البقاع بيت الله الحرام، مهوى أفئدة المسلمين، الذي لا يشرع الطواف إلا به.. والذي جعله الله مثابة للناس وأمنًا.. ملتقى المسلمين العام، وقبلتهم التي يتجهون إليها جميعًا.. تقول روايات الاثني عشرية بأنها ليست إلا ذنبًا ذليلاً مهينًا لأرض كربلاء [ سيأتي بعد أسطر سياق النص بتمامه وتخريجه من كتبهم ] .
إن وراء الأكمة ما وراءها.. لقد أقضَّ مضاجع الأعداء اجتماع المسلمين في هذا الملتقى الطاهر، وأرَّق أجفانهم تلاقيهم وتوجيههم لهذا المكان الواحد..
فراموا الكيد لذلك بكل وسيلة.. وراحوا يبحثون عما يصرفون به قلوب المسلمين.. وكان المدخل الميسر لهم عن طريق التشيع، فقالوا: إن قبر الحسين أفضل من الكعبة البيت الحرام.. ووضعوا من الروايات ما يحتالون به لإثبات هذه المقالة، ونسبوها لبعض آل البيت زورًا وبهتانًا.. علها تجد طريقها لقلوب المغفلين، وعقول الجاهلين، ويميل إليها أهل الأهواء، والابتداع، وأصحاب الأحقاد المتوارثة، والثارات القديمة، ومن يبغي في الأمة الفرقة والشتات .
لقد اعتبر الشيعة كربلاء وغيرها من أماكن قبور أئمتهم المزعومة حرمًا مقدسًا؛ فالكوفة حرم، وقُمّ حرم، وغيرها، جاء في رواياتهم "إنّ الكوفة حرم الله وحرم رسول الله صلى الله عليه وسلم حرم أمير المؤمنين، وإنّ الصّلاة فيها بألف صلاة والدّرهم بألف درهم" [ الوافي/ باب فضل الكوفة ومساجدها، المجلّد الثّاني: 8/215] .
ويروون عن جعفرهم " إنّ لله حرمًا هو مكّة، ولرسوله حرمًا وهو المدينة، ولأمير المؤمنين حرمًا وهو الكوفة، ولنا حرمًا وهو قم [ قم : بالضّم والتّشديد كلمة فارسيّة ، وهي مدينة مقدّسة عند الشّيعة مشهورة في إيران ، وأهلها كلّهم شيعة إماميّة ( انظر: معجم البلدان: 4/397 ) ومن أسباب تقديسهم لقم وجود قبر فاطمة بنت موسى بن جعفر (إمامهم السّابع) فيها ، انظر : عبد الرّزّاق الحسيني / مشاهد العترة : ص 162 وما بعدها ] ، ستدفن فيه امرأة من ولدي تسمّى فاطمة، من زارها وجبت له الجنّة " [ بحار الأنوار: 102/267 ] .
وقال علي بن الحسن – كما يفترون علي -: "اتّخذ الله أرض كربلاء حرمًا آمنًا مباركًا قبل أن يخلق الله أرض الكعبة ويتّخذها حرمًا بأربعة وعشرين ألف عام، وقدّسها وبارك عليها، فما زالت قبل خلق الله الخلق مقدّسة مباركة ولا تزال كذلك حتى يجعلها الله أفضل أرض في الجنّة، وأفضل منزل ومسكن يسكن فيه أولياءه في الجنّة" [ بحار الأنوار: 101/107 ] .
وتقديسهم لأرض كربلاء لأنه ضمت جسد الحسين فاستمدت قداستها بوجوده فيها .
فهل كان الحسين مدفونًا فيها قبل خلق الكعبة بأربعة وعشرين ألف عام، أو هي معدة لاستقباله منذ غابر الأزمان ؟!
وإذا كان كل هذا الفضل بوجود جسد الحسين فلماذا لم تفضل المدينة وفيها جسد رسول الله ؟!
إن هذا تناقض في بنية المذهب.. وهو يكشف أنه ليس الهدف تقديس الحسين، ولكن الكيد للأمة ودينها. وقد جاءت روايات كثيرة عندهم تفضل كربلاء على بيت الله .
فتتحدث بعض هذه الأساطير عن محاورة جرت بين كربلاء والكعبة يتبين منها أن هؤلاء الوضاعين لا عقل عندهم فضلاً عن الدين، قال جعفرهم : " إن أرض الكعبة قالت: من مثلي وقد بني بيت الله على ظهري يأتيني الناس من كل فجر عميق وجعلت حرم الله وأمنه .
فأوحى الله إليها – كما يفترون – أن كفي وقرّي ما فضل ما فضّلت به فيما أعطيت أرض كربلاء إلا بمنزلة الإبرة غرست في البحر فحملت من ماء البحر، ولولا تربة كربلاء ما فضلتك، ولولا من تضمنه أرض كربلاء ما خلقتك ولا خلقت البيت الذي به افتخرت، فقرِّي واستقري وكوني ذنبًا متواضعًا ذليلاً مهينًا غير مستنكف ولا مستكبر لأرض كربلاء وإلا سخت بك وهويت بك في نار جهنم" [ كامل الزيارات : ص270، بحار الأنوار : 101/109 ] .
ولكن الكعبة لم تأخذ بالنصيحة كما تقول روايات الشيعة !! فلم تتواضع لأرض كربلاء ، وتصبح كالذنب الذليل المهين لها، فحلت بها العقوبة، بل إن العقوبة – كما يقولون – وقعت على كل ماء وأرض ما عدا كربلاء ، قالوا في رواياتهم :
".. فما من ماء ولا أرض إلا عوقبت لترك التواضع لله، حتى سلط الله على الكعبة المشركين، وأرسل إلى زمزم ماء مالحًا حتى أفسد طعمه.." [ كامل الزيارات: ص270، بحار الأنوار: 101/109 ] .
أما كربلاء فقد نجت من العقوبة على الرغم أنها افتخرت وقالت : " أنا أرض الله المقدسة المباركة، الشفاء في تربتي ومائي ولا فخر.." [ كامل الزيارات: ص270، بحار الأنوار: 101/109 ] .
هذا جزء مما يدعونه حول كربلاء، وجمعه كله وتحليله يستغرق مؤلفًا خاصًا، وهي كلمة لا يمكن أن تخضع للمناقشة بالعقل والمنطق؛ فهي من جنس هذيان المحمومين وكلمات المجانين، ولو لم أجدها في كتبهم المعتمدة، وبروايات عديدة لما أثبتها.. وهذه الدعاوى والمخاريق هي إساءة بالغة لأهل البيت الذين يزعمون محبتهم والتشيع لهم، ولكنهم كانوا عليهم أشد من أعدائهم، وهي فضيحة من فضائح دين الشيعة قد تنتهي بقارئها والمؤمن بها من مثقفي الشيعة وعقلائهم إلى درب الإلحاد والضلال .
ولقد خاب واضع هذه الأساطير وفشل في تحقيق أهدافه، فلم يتجه المسلمون إلى كربلاء، وظلت هذه الروايات لا تؤثر إلا بأولئك الذين أصمهم التعصب عن سماع الحق وأعمى قلوبهم، فهاموا في أودية من الضلال .
فما دام كتاب الله سبحانه بين المسلمين فلن يغتر بمثل هذه المؤامرات إلا من اتخذ كتاب الله مهجورًا، ولم ير الحق إلا فيما قاله الحجة والسيد والآية وما سارت عليه طائفته، وإن كان لا شاهد له من كتاب الله سبحانه .
والذي يروي هذه الأسطورة السالفة الذكر عن جعفر الصادق رجل يدعى صفوان الجمال ، وهو كما يزعم شيوخ الشيعة من رجال جعفر وهو ثقة عندهم [ معجم رجال الحديث: 9/121 ] ، فقد يكون هو الذي باء بإثم هذا الإفك ، إذا لم يكن السند مصنوعًا ، ولم أجد لهذا الرجل ذكرًا في الكتب التي رجعت إليها من كتب الرجال عند أهل السنة .ا.هـ.
الحمدُ للهِ وبعدُ ؛ الأخُ العيناوي الكبير .
بدايةً أشكرُ لك نقلَ الرسالةِ من بريدك ، ولو أنك تمهلت في نشرها لكان أولى ، ولكن بما أنك نشرتها ووضعتها هنا فقد وجب الردُ عليها ، وللردِ عليها نقاط :
النقطةُ الأولى : أخي الفاضل العيناوي أظنه لا يخفى عليك أن الأصلَ في الرافضةِ الكذب ، وقد نص على ذلك غيرُ واحدٍ من أهل العلمِ ، فمهما قال الرافضي ونمق في الكلامِ وزوق فلا يقبلُ منه ، لأنه يتقربُ إلى اللهِ بالكذبِ على أهلِ السنةِ .
النقطةُ الثانيةُ : بالله عليك هل يعقلُ كلامُ الرافضي عندما قال : " وإحقاقاً للحق فما ترونه من صور هو مجسم للكعبة تم عمله في مولد الإمام علي عليه السلام إشاره إلى مكان ولادته وهو الكعبة " ؟ من أين جاء بأن علياً رضي الله عنه ولد في الكعبةِ ؟
وهل من الدينِ عملُ مجسمٍ للكعبة من أجلِ مولدِ علي رضي الله عنه ؟
وهذا دليلٌ على أن دينَ الرافضةِ مبني على الخرافاتِ والخزعبلاتِ !!
النقطةُ الثالثةُ : نقلتُ نصوصا من كتبِ القومِ منزلةَ كربلاء بالنسبة لهم ، أرجو أن ترجعَ إليها ، وهي موجودة في الرد رقم ( 9 ، 11 ، 18 ) ، فهل يستغربُ من وضعِ الكعبةِ ؟؟؟؟؟ وأنا لا أقولُ أنهم لا يقرون بالكعبةِ التي في مكةَ ، ولكن التعظيم الذي عندهم لكربلاء لا يستغرب منهم صنع كعبة .
والحجُ عندهم ليس إلى مكة فقط ، بل يحجون إلى كربلاء ، والنجف ، والقبور ، والمشاهد .
قال الشيخ ناصر القفاري في " أصول الشيعة " (2/467) : زيارة الأضرحة فريضة من فرائض مذهبهم [انظر روايات ذلك في تهذيب الأحكام للطوسي: 2/14، وفي كامل الزيارات لابن قولويه ص194، ووسائل الشيعة للحر العاملي: 10/333-337.]، يكفر تاركها [ففي الوسائل "عن هارون بن خارجة عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سألته عمن ترك الزيارة زيارة قبر الحسين عليه السلام من غير علة، فقال: هذا رجل من أهل النار". (وسائل الشيعة: 10/336-337، كامل الزيارات : ص193) ] .
وقد عقد لذلك المجلسي بابًا بعنوان : "باب أن زيارته [ يعني: زيارة الحسين ] . واجبة مفترضة مأمور بها ، وما ورد من الذم والتأنيب والتوعد على تركها" وذكر فيه (40) حديثًا من أحاديثهم [انظر: بحار الأنوار: 101/ 1-11 ] .
ومن هنا وضعوا لها مناسك كماسك الحج إلى بيت الله الحرام .
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية: "وقد صنف شيخهم ابن النعمان المعروف عندهم بالمفيد كتابًا سماه "مناسك المشاهد" جعل قبور المخلوقين تحج كما تحج الكعبة البيت الحرام الذي جعله الله قيامًا للناس، وهو أول بيت وضع للناس، فلا يطاف إلا به ولا يصلى إلا إليه ولم يأمر إلا بحجه" [منهاج السنة: 1/175، مجموع فتاوى شيخ الإسلام : 17/498 ] .
ولكن كشف لنا اليوم شيخهم أغا بزرك الطهراني في كتابه "الذريعة" أن ما صنفه شيوخهم في المزار ومناسكه قد بلغ ستين كتابًا [انظر: الذريعة: 20/316-326.]، كلها ألفت لإرساء قواعد هذا الشرك وتشييد بنائه، وهذا عدا ما اشتملت عليه كتب الأخبار المعتمدة عندهم من أبواب خاصة بالمشاهد – كما سيأتي – ومن هذه المناسك ما يلي :
أ ـ الطواف بها :
اتفق المسلمون على أنه لا يشرع الطواف إلا بالبيت المعمور [مجموع فتاوى شيخ الإسلام: 4/521.]… ولكن شيوخ الشيعة شرعوا لأتباعهم الطواف بأضرحة الموتى من الأئمة، ووضعوا من الروايات على آل البيت ما يسندون به هذا الشرك، فقال المجلسي بأنه ورد في بعض زيارات الأئمة "إلا أن نطوف حول مشاهدكم"، وفي بعض الروايات "قبّل جوانب القبر"، كما قال بأن الرضا كان – على حد زعمه – يطوف بقبر رسول الله صلى الله عليه وسلم [بحار الأنوار: 100/126.] وأخذ من ذلك "شرعية" هذا "النسك الوثني" في مذهبهم، ولم يلتفت إلى نصوص القرآن الصريحة الواضحة في النهي عن الشرك والوعيد عليه بنار جهنم وبئس المصير، ولكن أشكل عليه روايات لهم تناقض – كالعادة – مذهبهم في المشاهد وهي مروية عن أئمتهم فرام التخلص منا بالتأويل .
فقد جاء في رواياتهم ما ينهى عن الطواف بالقبور كقول إمامهم: "لا تشرب وأنت قائم ولا تطف بقبر، ..فإن من فعل ذلك فلا يلومنّ إلا نفسه، ومن فعل شيئًا من ذلك لم يكن يفارقه إلا ما شاء الله" [ابن بابويه/ علل الشّرائع: ص 283، بحار الأنوار: 100/126.]. وقد أجهد المجلسي نفسه قال في تأويل هذه الرّواية فقال: "يحتمل أن يكون النّهي عن الطّواف بالعدد المخصوص الذي يُطاف بالبيت" [بحار الأنوار: 100/126 ] .
فأنت ترى أن المجلسي لم يحاول أن يسلك ما يتفق مع كتاب الله سبحانه وما عليه المسلمون، وما جاء عندهم أيضًا: "ولا تطف على قبر" فينصح لنفسه وطائفته بالنهي عن هذه البدعة فيقر بذلك، ويؤول ما يخالفه، لأنه شذوذ وانحراف وباب من أبواب الشرك بالله، لم يفعل ذلك بل تكلف في تأويل نصهم الذي يدل على المعنى الحق حتى قال: "يحتمل أن يكون المراد بالطواف المنفي هنا التغوط" [بحار الأنوار: 100/127 ] .
فدين الشيعة هو دين المجلسي لا دين الأئمة، وعمل الشيعة بما قاله شيوخهم لا ما قاله إمامهم.. فأعرضوا عن قول الإمام: "ولا تطف بقبر"، كما أعرضوا من قبل عن قول الله ورسوله وإجماع المسلمين، فضلّوا وأضلّوا قومهم سواء السّبيل .
ب ـ الصلاة عند الضريح :
من مناسك المشاهد والأضرحة أداء ركعتين أو أكثر عند قبور الأئمة، وربما يتخذونها قبلة – كما سيأتي – وكل ركعة تؤدى عند القبور تفضل على الحج إلى بيت الله الحرام مئات المرات، جاء في أخبارهم: "الصّلاة في حرم الحسين لك بكلّ ركعة تركعها عنده كثواب من حجّ ألف حجّة، واعتمر ألف عمرة، وأعتق ألف رقبة، وكأنّما وقف في سبيل الله ألف ألف مرّة مع نبي مرسل" [ الوافي/ المجلّد الثّاني: 8/234 ] .
وليس هذا خاصًا بقبر الحسين بل كل قبور أئمتهم كذلك، ففي البحار : "من زار الرضا [ يعد مرقد علي الرضا أهم الأماكن المقدسة في إيران، ومن أضخم الأماكن المقدسة لدى الشيعة، وعليه قبة ضخمة مكسوة بالذهب (عبد الله فياض/ مشاهداتي في إيران ص102) لأن الأضرحة والاهتمام بها وتقديم أنواع من العبادات لها من أصول دينهم.] أو واحدًا من الأئمة فصلى عنده.. فإنه يكتب له (ثم ذكر ما جاء في النص السابق وزاد) وله بكل خطة مائة حجة، ومائة عمرة، وعتق مائة رقبة في سبل الله، وكتب له مائة حسنة، وحط عنه مائة سيئة [ بحار الأنوار : 100/137-138 ] .
انظر كيف يفضلون الصلاة عند القبور على الحج إلى بيت الله الحرام، فيقدمون الشرك على التوحيد .
وقديمًا كان المشركون يقولون بأن دينهم أفضل من دين الله، وأنهم أهدى من الذين آمنوا سبيلاً .
واتخاذ القبور مساجد ملعون فاعلها على لسان رسول الهدى صلى الله عليه وسلم، حيث قال: "لعنة الله على اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد" [أخرجه البخاري في الصلاة، في باب 55: 1/532 (البخاري مع فتح الباري)، وفي الجنائز، باب ما يكره من اتخاذ المساجد على القبور: 3/200، وباب ما جاء في قبر النبي صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر: 3/255، وفي الأنبياء، باب ما ذكر عن بني إسرائيل 6/294، وفي المغازي، في باب مرض النبي صلى الله عليه وسلم ووفاته 8/140، وفي اللباس في باب الأكسية والخمائل: 10/277. والحديث بهذا المعنى في مسلم، كتاب المساجد، باب النهي عن بناء المساجد على القبور: 376-377، وأحمد: 1/218، 6/80، 84، 121، 146، 229، 252، 255، 275، والدارمي، كتاب الصلاة، باب النهي عن اتخاذ القبور مساجد: 1/326 وغيرها ] .
وفي الصحيحين أيضًا أنه ذكر له في مرض موته كنيسة بأرض الحبشة، وذكر له من حسنها وتصاوير فيها فقال: "إن أولئك إذا مات فيهم الرجل الصالح بنوا على قبره مسجدًا، وصوروا فيه تلك التصاوير، أولئك شرار الخلق عند الله" [أخرجه البخاري في الصلاة، باب هل تنبش قبور مشركي الجاهلية، ويتخذ مكانها مساجد: 1/523 (البخاري مع فتح الباري)، وباب الصلاة في البيعة: 1/531، وفي الجنائز في باب بناء المسجد على القبر : 3/208، ومسلم، كتاب المساجد، باب النهي عن بناء المساجد على القبور : 1/375-376، وأبو عوانة في مسنده: 1/400-410، وأحمد: 6/51، والبيهقي : 4/80 ] .
وقد ثبت أيضًا النهي عن اتخاذ القبور مساجد في كتب الاثني عشرية نفسها، ولكن شيوخهم يؤولونه – كما سيأتي - .ا.هـ.
وبعد ذلك هل يستغربُ من صنع كعبة من قبل هؤلاء ؟؟؟!!!
النقطةُ الرابعةُ : قولُ صاحبِ الرسالةِ : " لكن المحير في الأمر هو غض الطرف عن الكعبة التي تم صنعها في ماليزيا لتدريب الحجاج الماليزيون على الطواف والتي تجدها على الرابط التالي " . سبحان الله !!! انظروا كيف يقارنُ المرسل للرسالةِ بين الأمرين ؟
فالحجاجُ الماليزيون يتعلمون عبادةَ الحجِ الصحيحةِ لكي يعبدون الله على بصيرة وذلك من خلال مجسم يتخيلُ أنك تؤدي مناسك الحجِ على الحقيقةِ في تلك البقاعِ ، وهؤلاءِ يريدون أن يضعوا مجسمَ الكعبة " إشاره إلى مكان ولادته وهو الكعبة المشرفة " ، وفرق بين الأمرين !!!
وأزيدك من الشعر بيتا ؛ إننا لا نقرُ ما يقومُ به الحجاجُ الماليزيون من طريقة التعلمِ ، فالتعلمُ للمناسكِ قد يكون بطريقةٍ أخرى وهي عن طريق أفلام الفيديو التي تصور الحجاجَ ، مع التعليق عليها بلغتهم التي يفهمونها .
النقطةُ الخامسةُ : ما يتعلق بمصنعِ التربةِ الكربلائيةِ كلامه مضحكٌ جداً ، يعني الجماعة يعملون لها إعادة تصنيع Recycle ، وعلى فرضِ صدق كلامِ صاحبِ الرسالةِ فهل يقبلُ عاقلٌ بما يقومون به ؟ كلا والله . وهذه التربةُ الكربلائيةُ لها منزلةٌ عندهم لا يتصورها الإنسان ، فما هي عقيدتهم في التربة ؟
تعالوا وانظروا .
يقولُ الدكتور ناصر القفاري في " أصولِ الشيعةِ " : " قولهم : إن تراب قبر الحسين شفاء من كل داء . تقول الشيعة – مخالفة بذلك النقل والعقل ، والطب والحكمة بأن تربة الحسين هي الكفيلة لشفاء الأدواء والأسقام بشتى أنواعها وأشكالها، وكأنهم بهذا اعتقدوا فيما لا ينفع بالحس والمشاهدة، وبالطبع والعقل، اعتقدوا فيه النفع، وزعموا أن الشفاء يتحقق من تراب قبر لا من رب الأرباب، مخالفين بذلك قول الله: {وَإِن يَمْسَسْكَ اللّهُ بِضُرٍّ فَلاَ كَاشِفَ لَهُ إِلاَّ هُوَ} [ يونس، آية :107 ] ، وقوله : { أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ } [النمل، آية:62 ] ، وقوله: { وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ } [الشعراء، آية:80 ] .
فهم باعتقادهم بهذا التراب الدواء والشفاء قد شابهوا المشركين في اعتقادهم بأحجارهم النفع والضر.
ولقد ذكر صاحب البحار ما يصل إلى ثلاث وثمانين رواية عن تربة الحسين وفضلها وآدابها وأحكامها [انظر: ج 101/ص118-140 ] ، فجعلت هذه الرّوايات من هذه التّربة البلسم الشّافي من كلّ داء [ جاء في أخبارهم: ".. عن الحارث بن المغيرة قال: قلت لأبي عبد الله – عليه السّلام -: إنّ رجل كثير العلل والأمراض، وما تركت دواء إلا تداويت به، فقال لي: أين أنت عن طين قبر الحسين بن علي فإنّ فيه شفاء من كلّ داء وأمنًا نم كلّ خوف" ( أمالي الطّوسي : 1/326 ، وبحار الأنوار : 101/119، وانظر شواهد أخرى في هذا المعنى في: وسائل الشّيعة : 10/415، كامل الزّيارات ص278، 285 وغيرهما) ] ، والحصن الحصين من كلّ خوف، يشرب منها المريض فيتحوّل إلى صحيح، كأن لم يكن به بأس [ وقد اخترعا في ذلك حكايات وأساطير، كلّ واحد من أصحاب هذه الحكايات يسوق قصّة مرضه، وتعذّر شفائه، وما إن يأكل من طين الحسين حتى ينهض كأن لم يكن به علّة. يقول أحدهم في نهاية حكايته : " فلمّا استقر الشّراب في جوفي فكأنّما نشطت من عقال ". (بحار الأنوار: 101/ 120-121، كامل الزّيارات: ص275) ] . ويحنّك بها الطّفل فتكون مأمنه من الأخطار [ قال أبو عبد الله : "حنّكوا أولادكم بتربة الحسين فإنّه أمان ". ( كامل الزّيارات ص278، بحار الأنوار: 101/124) ] ، وتوضع مع الميّت في قبره لتقيه من العذاب [ انظر : مبحث اعتقادهم في اليوم الآخر: ص(631) ] ، ويمسك بها الرّجل يعبث بها ساهيًا يقلّبها فيكتب له أجر المسبّحين، لأنّها تسبّح بيد الرّجل من غير أن يسبّح [ جاء في تهذيب الأحكام للطّوسي "عن محمّد الحميري قال : كتبت إلى الفقيه (إمامهم المنتظر) أسأله هل يجوز أن يسبّح الرّجل بطين القبر؟ وهل فيه فضل؟ فأجاب، وقرأت التّوقيع ومنه نسخت : تسبّح به فما من شيء من التّسبيح أفضل منه، ومن فضله أنّ المُسبّح ينسى التّسبيح ويدير السّبحة تكتب له ذلك التّسبيح " ( تهذيب الأحكام/ 6/75، بحار الأنوار: 101/ 132-133) . وفي رواية أخرى عندهم: "إذا قلبها ذاكرًا الله كتب له بكلّ حبّة أربعون حسنة، وإذا قلّبها ساهيًا يعبث بها كتب الله له عشرين حسنة" ( تهذيب الأحكام 6/75، بحار الأنوار 101/ 132) ] .
إنّ الله جعل تربة جدّي الحسين رضي الله عنه شفاء من كلّ داء، وأمانًا من كلّ خوف، فإذا تناولها أحدكم فليقبّلها ويعضها على عينه وليمرّها على سائر جسده وليقل: "اللّهمّ بحقّ هذه التّربة وبحقّ من حلّ بها وثوى فيها.. إلخ " [ أمالي الطّوسي : 1/326، بحار الأنوار : 101/119 ] .
وما أن يحس الشيعي بألم المرض وشدته حتى يتجه إلى طينة الضريح وعليه أن يختار الوقت المناسب، فيتجه إليه – كما تقول أخبارهم – في جنح الليل البهيم وليكن في آخره، ويغتسل ويلبس أطهر ثيابه، وإذا وصل فليقف عند الرأس ويصلي، وإذا فرغ من صلاته سجد سجدة طويلة يكرر فيها كلمة واحدة ألف مرة، هذه الكلمة هي "شكرًا"، ثم يقوم ويتعلق بالضريح ويقول: "يا مولاي يا ابن رسول الله إني آخذ من تربتك بإذنك اللهم فاجعلها شفاء من كل داء، وعزًا من كل ذل، وأمنًا من كل خوف، وغنىً من كل فقر.." [بحار الأنوار: 101/37، وقد نقل ذلك عن مصباح الزائر ص136 ] .
ثم بعد ذلك يأخذ من الطينة "بثلاث أصابع ثلاث قبضات" وتوصيه الرواية بأن يجعل ذلك في خرقة نظيفة ويختمها بخاتم فصه عقيق.. ثم يستعمل منها وقت الحاجة مثل الحمصة فإنه يشفي [بحار الأنوار: 101/37، وقد نقل ذلك عن مصباح الزائر ص136 ] .
وتزيد رواية أخرى بأن عليه أن يتباكى ويقول: "بسم الله وبالله وبحق هذه التربة المباركة، وبحق الوصي الذي تواريه وبحق جده وأبيه، وأمه وأخيه، وبحق أولاده الصادقين، وبحق الملائكة المقيمين عند قبره ينتظرون نصرته، صلّ عليهم أجمعين، واجعل لي ولأهلي وولدي وإخوتي وأخواتي فيه الشفاء من كل داء.." [بحار الأنوار: 101/138 ] .
وتتحدث بعض الروايات عن طرق أخرى للاستشفاء بها فتقول: قال أبو عبد الله: إن الله جعل تربة جدي الحسين رضي الله عنه شفاء من كل داء، وأمانًا من كل خوف، فإذا تناولها أحدكم فليقبلها ويضعها على عنه وليمرها على سائر جسده وليقل: "اللهم بحق هذه التربة وبحق من حل بها وثوى فيها.. إلخ" [أمالي الطوسي: 1/326، بحار الأنوار: 101/119 ] .
وتذكر رواية أخرى طريقة تناولها ببيان المقدار والصفة، حيث قال جعفرهم – حينما سئل عن كيفية تناولها -: "إذا تناول التّربة أحدكم فليأخذ بأطراف أصابعه وقدره مثل الحمّصة فليقبّلها وليضعها على عينه.." [مكارم الأخلاق ص189 ( ط: إيران 1376ه) ، بحار الأنوار : 101/120 ] فهذا هو المستشفى المتنقل مع كل شيعي .
ويبدو أن هذه الطينة زادت مرضهم مرضًا، ومن تعلق بشيء وكل إليه، ولهذا شكا بعض الشيعة لإمامه ما يجده من ضعف القدرة، فعزاه إمامه بقوله: "كذلك جعل الله أولياءنا وأهل مودتنا وجعل البلاء إليهم سريعًا" [كامل الزيارات ص275، بحار الأنوار: 101/121 ] .
هذا وكما أن الشيعي يتجه حين نزول المرض به إلى صنمه والذي يسميه "بالطينة"، فإنه أيضًا يلجأ إلى هذا الصنم وقت الخوف ومداهمة العدو، فيصطحبه معه في ظروف الخوف. يقول إمامهم: "إذا خفت سلطانًا أو غير سلطان فلا تخرجنّ من منزلك إلا ومعك من طين قبر الحسين" [ أمالي الطّوسي: 1/325، بحار الأنوار: 101/118] وأمره أن يقول: "اللّهمّ إنّي أخذته من قبر وليّك وابن وليّك، فاجعله لي أمنًا وحرزًا لِمَا أخاف وما لا أخاف " [ أمالي الطّوسي : 1/325، بحار الأنوار : 101/118 ] .
ولا ينسى راوي هذه الأسطورة أن يذكر طائفته بأنه فعل ذلك فكانت له الأمان من كل ما خاف وما لم يخف ولم ير مكروهًا [ أمالي الطّوسي : 1/325، بحار الأنوار : 101/118 ] .
وهذه الطينة هي أمل الحور العين، ولذلك فالحور كما تقول أساطيرهم يطلبن من الملائكة حينما يهبطون إلى الأرض أن تكون هداياهن من طين قبر الحسين [ بحار الأنوار : 101/134، وقد نقل ذلك عن كتاب المزار الكبير لشيخهم محمد المهدي: ص119 ] .
كما تصف رواياتهم السّجود على هذه الطّينة بأنّها "تخرق الحُجُب السّبع" [ مصباح التّهجّد للطّوسي : ص511، بحار الأنوار : 101/135 ] .
هذا جزء من دعاواهم حول طينة الحسين ، وكأنهم في اعتقادهم بهذه الطينة فعلوا أكثر من المشركين الذين قالوا في أصنامهم بأنها تقربهم إلى الله زلفى ، فقد جعلوا لهذه الطينة خواص لا يقدر عليها إلا رب العزة جل علاه ، اتخذوها ربًا وإلهًا مع الله سبحانه .ا.هـ.
والحمدُ للهِ على نعمة العقل ، ونعمة السنة .
وأكتفي بهذه النقاط .
| كتبه عَـبْـد الـلَّـه بن محمد زُقَـيْـل |
| |
|