اللؤلؤ والمرجان
عدد المساهمات : 697 تاريخ التسجيل : 10/05/2011
| موضوع: جعفر الصادق في ميزان أهل السنة والجماعة الأحد يونيو 19, 2011 11:30 am | |
| بسم الله الرحمن الرحيم | جعفر الصادق في ميزان أهل السنة والجماعة | مقتطفاتٌ من سيرةِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الصَّادِقِ
ماذا يعتقدُ أهلُ السنةِ والجماعةِ في جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الصَّادِقِ ؟؟؟
قال الإمامُ الذهبي في " السير " (6/256) : ابْنِ الشَّهِيْدِ أَبِي عَبْدِ اللهِ رَيْحَانَةِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَسِبْطِهِ وَمَحْبُوبِهِ الحُسَيْنِ بنِ أَمِيْرِ المُؤْمِنِيْنَ أَبِي الحَسَنِ عَلِيِّ بنِ أَبِي طَالِبٍ عَبْدِ مَنَافٍ بنِ شَيْبَةَ ، وَهُوَ عَبْدُ المُطَّلِبِ بنُ هَاشِمٍ ، وَاسْمُهُ : عَمْرُو بنُ عَبْد مَنَافٍ بنِ قُصَيِّ .
الإِمَامُ ، الصَّادِقُ ، شَيْخُ بَنِي هَاشِمٍ ، أَبُو عَبْدِ اللهِ القُرَشِيُّ ، الهَاشِمِيُّ ، العَلَوِيُّ، النَّبَوِيُّ ، المَدَنِيُّ ، أَحَدُ الأَعْلاَمِ .
وَكَانَ يَغضَبُ مِنَ الرَّافِضَّةِ ، وَيَمقُتُهُم إِذَا عَلِمَ أَنَّهُم يَتَعَرَّضُوْنَ لِجَدِّهِ أَبِي بَكْرٍ ظَاهِراً وَبَاطِناً ، هَذَا لاَ رَيْبَ فِيْهِ ، وَلَكِنَّ الرَّافِضَّةَ قَوْمٌ جَهَلَةٌ ، قَدْ هَوَى بِهِمُ الهَوَى فِي الهَاوِيَةِ ، فَبُعداً لَهُم .
وُلدَ : سَنَةَ ثَمَانِيْنَ .
وَرَأَى بَعْضَ الصَّحَابَةِ ، أَحْسِبُهُ رَأَى : أَنَسَ بنَ مَالِكٍ ، وَسَهْلَ بنَ سَعْدٍ .
عَلِيُّ بنُ الجَعْدِ : عَنْ زُهَيْرِ بنِ مُعَاوِيَةَ ، قَالَ : قَالَ أَبِي لِجَعْفَرِ بنِ مُحَمَّدٍ : إِنَّ لِي جَاراً يَزْعُمُ أَنَّكَ تَبرَأُ مِنْ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ . فَقَالَ جَعْفَرٌ : بَرِئَ اللهُ مِنْ جَارِكَ ، وَاللهِ إِنِّي لأَرْجُو أَنْ يَنْفَعَنِي اللهُ بِقَرَابَتِي مِنْ أَبِي بَكْرٍ ، وَلَقَدِ اشْتكَيتُ شِكَايَةً ، فَأَوصَيتُ إِلَى خَالِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ القَاسِمِ .
قَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ : حَدَّثُونَا عَنْ جَعْفَرِ بنِ مُحَمَّدٍ ، وَلَمْ أَسْمَعْهُ مِنْهُ ، قَالَ : كَانَ آلُ أَبِي بَكْرٍ يُدْعَونَ عَلَى عَهْدِ رَسُوْلِ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - آلَ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - .
وَرَوَى : ابْنُ أَبِي عُمَرَ العَدَنِيُّ ، وَغَيْرُهُ ، عَنْ جَعْفَرِ بنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ أَبِيْهِ ، نَحْوَ ذَلِكَ .
مُحَمَّدُ بنُ فُضَيْلٍ : عَنْ سَالِمِ بنِ أَبِي حَفْصَةَ ، قَالَ : سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍ وَابْنَه جَعْفَراً عَنْ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ ، فَقَالَ : يَا سَالِمُ ! تَوَلَّهُمَا ، وَابْرَأْ مِنْ عَدُوِّهِمَا ، فَإِنَّهُمَا كَانَا إِمَامَيْ هُدَىً . ثُمَّ قَالَ جَعْفَرٌ : يَا سَالِمُ ! أَيَسُبُّ الرَّجُلُ جَدَّه ، أَبُو بَكْرٍ جَدِّي ، لاَ نَالَتْنِي شَفَاعَةُ مُحَمَّدٍ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ- يَوْمَ القِيَامَةِ إِنْ لَمْ أَكُنْ أَتَوَلاَّهُمَا ، وَأَبرَأُ مِنْ عَدوِّهِمَا.
وَقَالَ حَفْصُ بنُ غِيَاثٍ : سَمِعْتُ جَعْفَرَ بنَ مُحَمَّدٍ ، يَقُوْلُ : مَا أَرْجُو مِنْ شَفَاعَةٍ عَلَيَّ شَيْئاً ، إِلاَّ وَأَنَا أَرْجُو مِنْ شَفَاعَةِ أَبِي بَكْرٍ مِثْلَه ، لَقَدْ وَلَدَنِي مَرَّتَيْنِ . كَتَبَ إِلَيَّ عَبْدُ المُنْعِمِ بنُ يَحْيَى الزُّهْرِيُّ ، وَطَائِفَةٌ ، قَالُوا : أَنْبَأَنَا دَاوُدُ بنُ أَحْمَدَ ، أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بنُ عُمَرَ القَاضِي ، أَنْبَأَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بنُ عَلِيٍّ ، أَنْبَأَنَا أَبُو الحَسَنِ الدَّارَقُطْنِيُّ ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيْلَ الأَدَمِيُّ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ الحُسَيْنِ الحُنَيْنِيُّ ، حَدَّثَنَا مَخْلَدُ بنُ أَبِي قُرَيْشٍ الطَّحَّانُ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الجَبَّارِ بنُ العَبَّاسِ الهَمْدَانِيُّ : أَنَّ جَعْفَرَ بنَ مُحَمَّدٍ أَتَاهُم وَهُم يُرِيْدُوْنَ أَنْ يَرْتَحِلُوا مِنَ المَدِيْنَةِ ، فَقَالَ : إِنَّكُم - إِنْ شَاءَ اللهُ - مِنْ صَالِحِي أَهْلِ مِصرِكُم ، فَأَبلِغُوهُم عَنِّي : مَنْ زَعَمَ أَنِّي إِمَامٌ مَعصُومٌ ، مُفتَرَضُ الطَّاعَةِ ، فَأَنَا مِنْهُ بَرِيْءٌ ، وَمَنْ زَعَمَ أَنِّي أَبْرَأُ مِنْ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ، فَأَنَا مِنْهُ بَرِيْءٌ .
وَبِهِ : عَنِ الدَّارَقُطْنِيِّ ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيْلُ الصَّفَّارُ ، حَدَّثَنَا أَبُو يَحْيَى جَعْفَرُ بنُ مُحَمَّدٍ الرَّازِيُّ ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدٍ الطَّنَافِسِيُّ ، حَدَّثَنَا حَنَانُ بنُ سَدِيْرٍ ، سَمِعْتُ جَعْفَرَ بنَ مُحَمَّدٍ ، وَسُئِلَ عَنْ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ ، فَقَالَ : إِنَّكَ تَسْأَلُنِي عَنْ رَجُلَيْنِ قَدْ أَكَلاَ مِنْ ثِمَارِ الجَنَّةِ .
حَدَّثَنَا الحُسَيْنُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ ، حَدَّثَنَا مَحْمُوْدُ بنُ خِدَاشٍ ، حَدَّثَنَا أَسْبَاطُ بنُ مُحَمَّدٍ ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بنُ قَيْسٍ المُلاَئِيُّ ، سَمِعْتُ جَعْفَرَ بنَ مُحَمَّدٍ يَقُوْلُ : بَرِئَ اللهُ مِمَّنْ تَبَرَّأَ مِنْ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ .
قُلْتُ : هَذَا القَوْلُ مُتَوَاتِرٌ عَنْ جَعْفَرٍ الصَّادِقِ ، وَأَشْهَدُ بِاللهِ إِنَّهُ لَبَارٌّ فِي قَوْلِهِ ، غَيْرُ مُنَافِقٍ لأَحَدٍ ، فَقَبَّحَ اللهُ الرَّافِضَّةَ .
أَجَازَ لَنَا أَحْمَدُ بنُ سَلاَمَةَ ، عَنْ أَبِي المَكَارِمِ اللَّبَّانِ ، أَنْبَأَنَا أَبُو عَلِيٍّ الحَدَّادُ ، أَنْبَأَنَا أَبُو نُعَيْمٍ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ جَعْفَرٍ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ العَبَّاسِ ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ غَزْوَانَ ، حَدَّثَنَا مَالِكُ بنُ أَنَسٍ ، عَنْ جَعْفَرِ بنِ مُحَمَّدٍ، قَالَ : لَمَّا قَالَ لَهُ سُفْيَانُ : لاَ أَقُومُ حَتَّى تُحَدِّثَنِي ، قَالَ : أَمَا إِنِّي أُحَدِّثُكَ ، وَمَا كَثْرَةُ الحَدِيْثِ لَكَ بِخَيْرٍ ، يَا سُفْيَانُ ! إِذَا أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْكَ بِنِعْمَةٍ ، فَأَحْبَبْتَ بَقَاءهَا وَدوَامَهَا ، فَأَكْثِرْ مِنَ الحَمْدِ وَالشُّكرِ عَلَيْهَا ، فَإِنَّ اللهَ قَالَ فِي كِتَابِهِ : " لَئِنْ شَكَرْتُمْ لأَزِيْدَنَّكُمْ " [ إِبْرَاهِيْمُ : 7 ] . وَإِذَا اسْتَبْطَأْتَ الرِّزقَ ، فَأَكْثِرْ مِنَ الاسْتِغْفَارِ ، فَإِنَّ اللهَ قَالَ فِي كِتَابِهِ : " اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُم إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً ، يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُم مِدْرَاراً ، وَيُمْدِدْكُم بِأَمْوَالٍ... " [ نُوْحُ : 10 - 13 ] الآيَةَ . يَا سُفْيَانُ ! إِذَا حَزَبَكَ أَمرٌ مِنَ السُّلْطَانِ ، أَوْ غَيْرِه ، فَأَكْثِرْ مِنْ قَوْلِ : لاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاللهِ ، فَإِنَّهَا مِفْتَاحُ الفَرَجِ ، وَكَنْزٌ مِنْ كُنوزِ الجَنَّةِ . فَعَقدَ سُفْيَانُ بِيَدِهِ ، وَقَالَ : ثَلاَثٌ ، وَأَيُّ ثَلاَثٍ ! قَالَ جَعْفَرٌ : عَقَلَهَا - وَاللهِ - أَبُو عَبْدِ اللهِ ، وَلَيَنفَعَنَّه اللهُ بِهَا .
قُلْتُ : حِكَايَةٌ حَسَنَةٌ ، إِنْ لَمْ يَكُنِ ابْنُ غَزْوَانَ وَضَعَهَا ، فَإِنَّهُ كَذَّابٌ .
قَالَ المَدَائِنِيُّ ، وَشَبَابٌ العُصْفُرِيُّ ، وَعِدَّةٌ : مَاتَ جَعْفَرٌ الصَّادِقُ فِي سَنَةِ ثَمَانٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَمائَةٍ .
لَمْ يُخَرِّجْ لَهُ البُخَارِيُّ فِي ( الصَّحِيْحِ ) ، بَلْ فِي كِتَابِ ( الأَدَبِ ) ، وَغَيْرِه .ا.هـ. ماذا يعتقدُ أهلُ السنةِ في الأئمةِ الاثنى عشر الذين ادع الرافضةُ عصمتهم وغلوا فيهم ؟
يجيبُ الحافظُ الذهبي في " السير " (13/120) فيقولُ :
فَمَوْلاَنَا الإِمَامُ عَلِيٌّ : مِنَ الخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ ، المَشْهُوْدِ لَهُم بِالجَنَّةِ - رَضِيَ اللهُ عَنْهُ - نُحِبُّهُ أَشَدَّ الحُبِّ ، وَلاَ نَدَّعِي عِصْمَتَهُ ، وَلاَ عِصْمَةَ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ .
وَابْنَاهُ الحَسَنُ وَالحُسَيْنُ : فَسِبْطَا رَسُوْلِ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَسَيِّدَا شَبَابِ أَهْلِ الجَنَّةِ ، لَوْ اسْتُخْلِفَا لَكَانَا أَهْلاً لِذَلِكَ .
وزَيْنُ العَابِدِيْنَ : كَبِيْرُ القَدْرِ ، مِنْ سَادَةِ العُلَمَاءِ العَامِلِينَ ، يَصْلُحُ لِلإِمَامَةِ ، وَلَهُ نُظَرَاءُ ، وَغَيْرُهُ أَكْثَرُ فَتْوَىً مِنْهُ ، وَأَكْثَرُ رِوَايَةً .
وَكَذَلِكَ ابْنُهُ أَبُو جَعْفَرٍ البَاقِرُ : سَيِّدٌ، إِمَامٌ، فَقِيْهٌ ، يَصْلُحُ لِلْخِلاَفَةِ .
وَكَذَا وَلدُهُ جَعْفَرٌ الصَّادِقُ : كَبِيْرُ الشَّأْنِ ، مِنْ أَئِمَّةِ العِلْمِ ، كَانَ أَوْلَى بِالأَمْرِ مِنْ أَبِي جَعْفَرٍ المَنْصُوْرِ .
وَكَانَ وَلَدُهُ مُوْسَى : كَبِيْرَ القَدْرِ ، جَيِّدَ العِلْمِ ، أَوْلَى بِالخِلاَفَةِ مِنْ هَارُوْنَ ، وَلَهُ نُظَرَاءُ فِي الشَّرَفِ وَالفَضْلِ .
وَابْنُهُ عَلِيُّ بنُ مُوْسَى الرِّضَا : كَبِيْرُ الشَّأْنِ ، لَهُ عِلْمٌ وَبَيَانٌ ، وَوَقْعٌ فِي النُّفُوْسِ ، صَيَّرَهُ المَأْمُوْنُ وَلِيَّ عَهْدِهِ لِجَلاَلَتِهِ ، فَتُوُفِّيَ سَنَةَ ثَلاَثٍ وَمائَتَيْنِ .
وَابْنُهُ مُحَمَّدٌ الجَوَادُ : مِنْ سَادَةِ قَوْمِهِ ، لَمْ يَبْلُغْ رُتْبَةَ آبَائِهِ فِي العِلْمِ وَالفِقْهِ .
وَكَذَلِكَ وَلَدُهُ المُلَقَّبُ بِالهَادِي : شَرِيْفٌ جَلِيْلٌ .
وَكَذَلِكَ ابْنُهُ الحَسَنُ بنُ عَلِيٍّ العَسْكَرِيُّ - رَحِمَهُمُ اللهُ تَعَالَى - .ا.هـ.
وأما المنتظرُ الذي اختفى في السردابِ فقال عنه الإمامُ الذهبي في " السير " (13/119 - 122) : الشَّرِيْفُ ، أَبُو القَاسِمِ مُحَمَّدُ بنُ الحَسَنِ العَسْكَرِيُّ ابنِ عَلِيٍّ الهَادِي بنِ مُحَمَّدٍ الجَوَادِ بنِ عَلِيٍّ الرِّضَى بنِ مُوْسَى الكَاظِمِ بنِ جَعْفَرٍ الصَّادِقِ بنِ مُحَمَّدٍ البَاقِرِ بنِ زَيْنِ العَابِدِيْنَ بنِ عَلِيِّ بنِ الحُسَيْنِ الشَّهِيْدِ ابنِ الإِمَامِ عَلِيِّ بنِ أَبِي طَالِبٍ العَلَوِيُّ الحُسَيْنِيُّ .
خَاتِمَةُ الاثْنَي عَشَرَ سَيِّداً ، الَّذِيْنَ تَدَّعِي الإِمَامِيَّةُ عِصْمَتَهُم - وَلاَ عِصْمَةَ إِلاَّ لِنَبِيٍّ - وَمُحَمَّدٌ هَذَا هُوَ الَّذِي يَزْعُمُوْنَ أَنَّهُ الخَلَفُ الحُجَّةُ ، وَأَنَّهُ صَاحِبُ الزَّمَانِ ، وَأَنَّهُ صَاحِبُ السِّرْدَابِ بِسَامَرَّاءَ ، وَأَنَّهُ حَيٌّ لاَ يَمُوتُ حَتَّى يَخْرُجَ، فَيَمْلأَ الأَرْضَ عَدْلاً وَقِسْطاً، كَمَا مُلِئَتْ ظُلْماً وَجُوراً .
فَوَدِدْنَا ذَلِكَ - وَاللهِ - وَهُم فِي انْتِظَارِهِ مِنْ أَرْبَعِ مائَةٍ وَسَبْعِيْنَ سَنَةً ، وَمَنْ أَحَالَكَ عَلَى غَائِبٍ لَمْ يُنْصِفْكَ ، فَكَيْفَ بِمَنْ أَحَالَ عَلَى مُسْتَحِيلٍ ؟! وَالإِنْصَافُ عَزِيْزٌ - فَنَعُوذُ بِاللهِ مِنَ الجَهْلِ وَالهَوَى - .
فَأَمَّا مُحَمَّدُ بنُ الحَسَنِ هَذَا : فَنَقَلَ أَبُو مُحَمَّدٍ بنُ حَزْمٍ ، أَنَّ الحَسَنَ مَاتَ عَنْ غَيْرِ عَقِبٍ .
قَالَ : وَثَبَتَ جُمْهُورُ الرَّافِضَةِ عَلَى أَنَّ لِلْحَسَنِ ابْناً أَخْفَاهُ .
وَقِيْلَ : بَلْ وُلِدَ لَهُ بَعْدَ مَوْتِهِ ، مِنْ أَمَةٍ اسْمُهَا : نَرْجِسٌ ، أَوْ سَوْسَنٌ ، وَالأَظْهَرُ عِنْدَهُم أَنَّهَا صَقِيْلٌ ، وَادَّعَتِ الحَمْلَ بَعْدَ سَيِّدِهَا ، فَأُوْقِفَ مِيرَاثُهُ لِذَلِكَ سَبْعَ سِنِيْنَ ، وَنَازَعَهَا فِي ذَلِكَ أَخُوْهُ جَعْفَرُ بنُ عَلِيٍّ ، فَتَعَصَّبَ لَهَا جَمَاعَةٌ ، وَلَهُ آخَرُوْنَ ، ثُمَّ انْفَشَّ ذَلِكَ الحَمْلُ ، وَبَطَلَ ، فَأَخَذَ مِيرَاثَ الحَسَنِ أَخُوْهُ جَعْفَرٌ، وَأَخٌ لَهُ .
وَكَانَ مَوْتُ الحَسَنِ : سَنَةَ سِتِّيْنَ وَمائَتَيْنِ.... ، إِلَى أَنْ قَالَ : وَزَادَتْ فِتْنَةُ الرَّافِضَةِ بِصَقِيْلٍ وَبِدَعْوَاهَا ، إِلَى أَنْ حَبَسَهَا المُعْتَضِدُ بَعْدَ نَيِّفٍ وَعِشْرِيْنَ سَنَةً مِنْ مَوْتِ سَيِّدِهَا ، وَجُعِلَتْ فِي قَصْرِهِ إِلَى أَنْ مَاتَتْ فِي دَوْلَةِ المُقْتَدِرِ .
قُلْتُ: وَيَزْعُمُوْنَ أَنَّ مُحَمَّداً دَخَلَ سِرْدَاباً فِي بَيْتِ أَبِيْهِ ، وَأُمُّهُ تَنْظُرُ إِلَيْهِ ، فَلَمْ يَخْرُجْ إِلَى السَّاعَةِ مِنْهُ ، وَكَانَ ابْنَ تِسْعِ سِنِيْنَ . وَقِيْلَ دُوْنَ ذَلِكَ .
قَالَ ابْنُ خِلِّكَانَ : وَقِيْلَ : بَلْ دَخَلَ ، وَلَهُ سَبْعَ عَشْرَةَ سَنَةً ، فِي سَنَةِ خَمْسٍ وَسَبْعِيْنَ وَمائَتَيْنِ .
وَقِيْلَ : بَلْ فِي سَنَةِ خَمْسٍ وَسِتِّيْنَ ، وَأَنَّهُ حَيٌّ .
نَعُوْذُ بِاللهِ مِنْ زوَالِ العَقْلِ .
فَلَو فَرَضْنَا وُقُوعَ ذَلِكَ فِي سَالِفِ الدَّهْرِ ، فَمَنِ الَّذِي رَآهُ ؟ وَمَنِ الَّذِي نَعْتَمِدُ عَلَيْهِ فِي إِخْبَارِهِ بِحَيَاتِهِ ؟ وَمَنِ الَّذِي نَصَّ لَنَا عَلَى عِصْمَتِهِ ، وَأَنَّهُ يَعْلَمُ كُلَّ شَيْءٍ ؟
هَذَا هَوَسٌ بَيِّنٌ ، إِنْ سَلَّطْنَاهُ عَلَى العُقُولِ ضَلَّتْ وَتَحَيَّرَتْ ، بَلْ جَوَّزَتْ كُلَّ بَاطِلٍ .
أَعَاذَنَا اللهُ وَإيَّاكُم مِنَ الاحْتِجَاجِ بِالمُحَالِ وَالكَذِبِ ، أَوْ رَدِّ الحَقِّ الصَّحِيْحِ كَمَا هُوَ دَيْدَنُ الإِمَامِيَّةِ .
وَمِمَّنْ قَالَ : إِنَّ الحَسَنَ العَسْكرِيَّ لَمْ يُعْقِبْ : مُحَمَّدُ بنُ جَرِيْرٍ الطَّبرِيُّ ، وَيَحْيَى بنُ صَاعِدٍ ، وَنَاهِيْكَ بِهِمَا مَعْرِفَةً وثِقَةً .ا.هـ. آلُ البيتِ أهلُ سنةٍ وجماعةٍ ، وهم بريئون من عقائدِ الشيعةِ الغاليةِ والرافضةِ
جاء في ترجمةِ " علي بن الحسين زَيْنِ العَابِدِيْنَ الهَاشِمِيُّ " في " السير " (4/394) ما نصهُ : " قَالَ أَبُو حَازِمٍ المَدَنِيُّ : مَا رَأَيْتُ هَاشِمِيّاً أَفْقَهَ مِنْ عَلِيِّ بنِ الحُسَيْنِ ، سَمِعْتُهُ وَقَدْ سُئِلَ : كَيْفَ كَانَتْ مَنْزِلَةُ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ عِنْدَ رَسُوْلِ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ؟ فَأَشَارَ بِيَدِهِ إِلَى القَبْرِ ، ثُمَّ قَالَ : بِمَنْزِلَتِهِمَا مِنْهُ السَّاعَةَ .ا.هـ.
وجاء في ترجمةِ " أبي جعفر الباقر " في " السير " (4/403) : " قَالَ ابْنُ فُضَيْلٍ : عَنْ سَالِمِ بنِ أَبِي حَفْصَةَ : سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍ وَابْنَهُ جَعْفَراً عَنْ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ ، فَقَالاَ لِي : يَا سَالِمُ ، تَوَلَّهُمَا ، وَابْرَأْ مِنْ عَدُوِّهِمَا ، فَإِنَّهُمَا كَانَا إِمَامَيْ هُدَىً . علق الذهبي فقال : " كَانَ سَالِمٌ فِيْهِ تَشَيُّعٌ ظَاهِرٌ ، وَمعَ هَذَا فَيَبُثُّ هَذَا القَوْلَ الحَقَّ ، وَإِنَّمَا يَعْرِفُ الفَضْلَ لأَهْلِ الفَضْلِ ذُوْ الفَضْلِ ، وَكَذَلِكَ نَاقِلُهَا ابْنُ فُضَيْلٍ شِيْعِيٌّ ، ثِقَةٌ ، فَعَثَّرَ اللهُ شِيْعَةَ زَمَانِنَا ، مَا أَغْرَقَهُمْ فِي الجَهْلِ وَالكَذِبِ ! فَيَنَالُوْنَ مِنْ الشَّيْخَيْنِ ، وَزِيْرَيِ المُصْطَفَى - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَيَحْمِلُوْنَ هَذَا القَوْلَ مِنَ البَاقِرِ وَالصَّادِقِ عَلَى التَّقِيَّةِ " .ا.هـ.
وجاء أيضاً (4/406) : " عِيْسَى بنُ يُوْنُسَ : عَنْ عَبْدِ المَلِكِ بنِ أَبِي سُلَيْمَانَ : قُلْتُ لِمُحَمَّدِ بنِ عَلِيٍّ : " إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُوْلُهُ وَالَّذِيْنَ آمَنُوا " [ المَائِدَةُ : 58 ] . قَالَ : هُمْ أَصْحَابُ النَّبِيِّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - . قُلْتُ : إِنَّهُم يَقُوْلُوْنَ هُوَ عَلِيٌّ . قَالَ : عَلِيٌّ مِنْهُم " .ا.هـ.
وجاء أيضاً (4/408) : " وَبِهِ : حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ حُبَيْشٍ ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيْمُ بنُ شَرِيْكٍ ، حَدَّثَنَا عُقْبَةُ بنُ مُكْرَمٍ ، حَدَّثَنَا يُوْنُسُ بنُ بُكَيْرٍ ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ الجُعْفِيِّ ، عَنْ عُرْوَةَ بنِ عَبْدِ اللهِ ، قَالَ : سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍ مُحَمَّدَ بنَ عَلِيٍّ عَنْ حِلْيَةِ السُّيُوْفِ ، فَقَالَ : لاَ بَأْسَ بِهِ ، قَدْ حَلَّى أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيْقُ سَيْفَهُ . قُلْتُ : وَتَقُوْلُ الصِّدِّيْقُ ؟ فَوَثَبَ وَثْبَةً ، وَاسْتَقْبَلَ القِبْلَةَ ، ثُمَّ قَالَ : نَعَمْ الصِّدِّيْقُ ، نَعَمْ الصِّدِّيْقُ ، فَمَنْ لَمْ يَقُلِ الصِّدِّيْقَ ، فَلاَ صَدَّقَ اللهُ لَهُ قَوْلاً فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ " .ا.هـ.
وجاء في ترجمةِ " الحسن ابن سبطِ رسولِ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلم " (4/486) : " فُضَيْلُ بنُ مَرْزُوْقٍ : سَمِعْتُ الحَسَنَ بنَ الحَسَنِ يَقُوْلُ لِرَجُلٍ مِنَ الرَّافِضَّةِ : إِنَّ قَتْلَكَ قُرْبَةٌ إِلَى اللهِ . فَقَالَ: إِنَّكَ تَمْزَحُ ! فَقَالَ : وَاللهِ مَا هُوَ مِنِّي بِمُزَاحٍ . قَالَ مُصْعَبٌ الزُّبَيْرِيُّ : كَانَ فُضَيْلُ بنُ مَرْزُوْقٍ يَقُوْل : سَمِعْتُ الحَسَنَ بنَ الحَسَنِ يَقُوْلُ لِرَجُلٍ مِنَ الرَّافِضَّةِ : أَحِبُّوْنَا ، فَإِنْ عَصَيْنَا اللهَ ، فَأَبْغِضُوْنَا ، فَلَوْ كَانَ اللهُ نَافِعاً أَحَداً بِقَرَابَتِهِ مِنْ رَسُوْلِ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِغَيْرِ طَاعَةٍ ، لَنَفَعَ أَبَاهُ وَأُمَّهُ .
وَرَوَى : فُضَيْلُ بنُ مَرْزُوْقٍ ، قَالَ : سَمِعْتُ الحَسَنَ يَقُوْلُ : دَخَلَ عَلَيَّ المُغِيْرَةُ بنُ سَعِيْدٍ - يَعْنِي : الَّذِي أُحْرِقَ فِي الزَّنْدَقَةِ - فَذَكَرَ مِنْ قَرَابَتِي وَشَبَهِي بِرَسُوْلِ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَكُنْتُ أُشَبَّهُ وَأَنَا شَابٌّ بِرَسُوْلِ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ثُمَّ لَعَنَ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ . فَقُلْتُ : يَا عَدُوَّ اللهِ ، أَعِنْدِي ! ثُمَّ خَنَقْتُهُ - وَاللهِ - حَتَّى دَلعَ لِسَانُهُ .
وَقِيْلَ : كَانَتْ شِيْعَةُ العِرَاقِ يُمَنُّوْنَ الحَسَنَ الإِمَارَةَ ، مَعَ أَنَّهُ كَانَ يُبْغِضُهُم دِيَانَةً .
وَلَهُ أَخْبَارٌ طَوِيْلَةٌ فِي تَارِيْخِ ابْنِ عَسَاكِرَ ، وَكَانَ يَصْلُحُ لِلْخِلاَفَةِ .ا.هـ.
وجاء في ترجمةِ " زيدِ بن علي " (5/390) : " قَالَ عِيْسَى بنُ يُوْنُسَ : جَاءتِ الرَّافِضَّةُ زَيْداً ، فَقَالُوا : تَبَرَّأْ مِنْ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ حَتَّى نَنْصُرَكَ . قَالَ: بَلْ أَتَوَلاَّهُمَا . قَالُوا : إِذاً نَرفُضُكَ ، فَمِنْ ثَمَّ قِيْلَ لَهُمُ : الرَّافِضَّةُ . وَأَمَّا الزَّيْدِيَّةُ ، فَقَالُوا بِقَوْلِه ، وَحَارَبُوا مَعَهُ . وَذَكَرَ : إِسْمَاعِيْلُ السُّدِّيُّ، عَنْهُ ، قَالَ : الرَّافِضَّةُ حِزبُنَا مَرَقُوا عَلَيْنَا .
وَرَوَى : هَاشِمُ بنُ البَرِيْدِ ، عَنْ زَيْدِ بنِ عَلِيٍّ ، قَالَ : كَانَ أَبُو بَكْرٍ - رَضِيَ اللهُ عَنْهُ - إِمَامَ الشَّاكرِيْنَ ، ثُمَّ تَلاَ : " وَسَيَجْزِي اللهُ الشَّاكرِيْنَ " ، ثُمَّ قَالَ : البَرَاءةُ مِنْ أَبِي بَكْرٍ هِيَ البَرَاءةُ مِنْ عَلِيٍّ .ا.هـ. تعليقاتُ الإمامِ الذهبي في " سيرِ أعلامِ النبلاءِ " على الرافضةِ
قال في " السيرِ " (1/140) عند ترجمةِ الصحابي الجليلِ سَعِيْدِ بنِ زَيْدِ بنِ عَمْرٍو أحدِ العشرةِ المبشرين بالجنةِ : " فَهَذَا مَا تَيَسَّرَ مِنْ سِيْرَةِ العَشَرَةِ، وَهُمْ أَفْضَلُ قُرَيْشٍ ، وَأَفْضَلُ السَّابِقِيْنَ المُهَاجِرِيْنَ ، وَأَفْضَلُ البَدْرِيِّيْنَ ، وَأَفْضَلُ أَصْحَابِ الشَّجَرَةِ ، وَسَادَةُ هَذِهِ الأُمَّةِ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ .
فَأَبْعَدَ اللهُ الرَّافِضَةَ مَا أَغْوَاهُمْ ، وَأَشَدَّ هَوَاهُمْ ، كَيْفَ اعْتَرَفُوا بِفَضْلِ وَاحِدٍ مِنْهُم ، وَبَخَسُوا التِّسْعَةَ حَقَّهُمْ ، وَافْتَرَوْا عَلَيْهِمْ بِأنَّهُمْ كَتَمُوا النَّصَّ فِي عَلِيٍّ أَنَّهُ الخَلِيْفَةُ ؟
فَوَاللهِ مَا جَرَى مِنْ ذَلِكَ شَيْءٌ ، وَأَنَّهُمْ زَوَّرُوا الأَمْرَ عَنْهُ بِزَعْمِهِمْ ، وَخَالَفُوا نَبِيَّهُمْ ، وَبَادَرُوا إِلَى بَيْعَةِ رَجُلٍ مِنْ بَنِي تَيْمً ، يَتَّجِرُ وَيَتَكَسَّبُ ، لاَ لِرَغْبَةٍ فِي أَمْوَالِهِ ، وَلاَ لِرَهْبَةٍ مِنْ عَشِيْرَتِهِ وَرِجَالِهِ ، وَيْحَكَ أَيَفْعَلُ هَذَا مَنْ لَهُ مسْكَةُ عَقْلٍ ؟
وَلَوْ جَازَ هَذَا عَلَى وَاحِدٍ لَمَا جَازَ عَلَى جَمَاعَةٍ ، وَلَوْ جَازَ وُقُوْعُهُ مِنْ جَمَاعَةٍ ، لاَسْتَحَالَ وُقُوْعُهُ وَالحَالَةُ هَذِهِ مِنْ أُلُوْفٍ مِنْ سَادَةِ المُهَاجِرِيْنَ وَالأَنْصَارِ ، وَفُرْسَانِ الأُمَّةِ ، وَأَبْطَالِ الإِسْلاَمِ ، لَكِنْ لاَ حِيْلَةَ فِي بُرْء الرَّفْضِ ، فَإِنَّهُ دَاءٌ مُزْمِنٌ ، وَالهُدَى نُوْرٌ يَقْذِفُهُ اللهُ فِي قَلْبِ مَنْ يَشَاءُ ، فَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاللهِ .ا.هـ.
وقال في " السيرِ " (9/393) عند ترجمةِ أَبِي الحَسَنِ عَلِيٌّ الرِّضَى ابْنُ مُوْسَى الكَاظِمِ : " وَقَدْ كَانَ عَلِيٌّ الرِّضَى كَبِيْرَ الشَّأْنِ ، أَهْلاً لِلْخِلاَفَةِ ، وَلَكِنْ كَذَبَتْ عَلَيْهِ وَفِيْهِ الرَّافِضَّةُ ، وَأَطْرَوْهُ بِمَا لاَ يَجُوْزُ ، وَادَّعَوْا فِيْهِ العِصْمَةَ ، وَغَلَتْ فِيْهِ ، وَقَدْ جَعَلَ اللهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً . وَهُوَ بَرِيْءٌ مِنْ عُهْدَةِ تِلْكَ النُّسَخِ المَوْضُوْعَةِ عَلَيْهِ .ا.هـ.
وقال (14/512) عند ترجمةِ أَبِي عَرُوْبَةَ الحُسَيْنُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مَوْدُوْدِ : " قُلْتُ : كُلُّ مَنْ أَحَبَّ الشَّيْخَيْنِ فَلَيْسَ بِغَالٍ ، بَلْ مَنْ تَعَرَّضَ لَهُمَا بِشَيْءٍ مِنْ تَنَقُّصٍ فَإِنَّهُ رَافِضِيٌّ غَالٍ ، فَإِنْ سَبَّ ، فَهُوَ مِنْ شِرَارِ الرَّافِضَةِ ، فَإِنْ كَفَّرَ فَقَدْ بَاءَ بِالكُفْرِ ، وَاسْتَحَقَّ الخِزْيَ .ا.هـ.
وقال (16/457 - 458) عند ترجمةِ الإمامِ الدَّارَقُطْنِيّ : " وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ : اختلفَ قَوْمٌ مِنْ أَهْلِ بَغْدَادَ ، فَقَالَ قَوْمٌ : عُثْمَانُ أَفضلُ ، وَقَالَ قَوْمٌ : عليٌّ أَفضلُ . فَتَحَاكَمُوا إِليَّ ، فَأَمسكتُ ، وَقُلْتُ : الإِمْسَاكُ خَيْرٌ . ثُمَّ لَمْ أَرَ لِدِيْنِي السُّكُوتَ ، وَقُلْتُ لِلَّذِي اسْتَفْتَانِي : ارْجِعْ إِلَيْهِم ، وَقُلْ لَهُم : أَبُو الحَسَنِ يَقُوْلُ : عُثْمَانُ أَفضَلُ مِنْ عَلِيٍّ بِاتِّفَاقِ جَمَاعَةِ أَصْحَابِ رَسُوْلِ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ، هَذَا قَولُ أَهْلِ السُّنَّةَ ، وَهُوَ أَوَّلُ عَقْدٍ يَحلُّ فِي الرَّفْضِ .
قُلْتُ : لَيْسَ تَفْضِيْلُ عَلِيٍّ بِرَفضٍ ، وَلاَ هُوَ ببدعَةٌ ، بَلْ قَدْ ذَهبَ إِلَيْهِ خَلقٌ مِنَ الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِيْنَ ، فَكُلٌّ مِنْ عُثْمَانَ وَعلِيٍّ ذُو فضلٍ وَسَابِقَةٍ وَجِهَادٍ ، وَهُمَا مُتَقَارِبَانِ فِي العِلْمِ وَالجَلاَلَة ، وَلعلَّهُمَا فِي الآخِرَةِ مُتسَاويَانِ فِي الدَّرَجَةِ ، وَهُمَا مِنْ سَادَةِ الشُّهَدَاءِ - رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا - ، وَلَكِنَّ جُمُهورَ الأُمَّةِ عَلَى تَرَجيْحِ عُثْمَانَ عَلَى الإِمَامِ عَلِيٍّ ، وَإِلَيْهِ نَذْهَبُ .
وَالخَطْبُ فِي ذَلِكَ يسيرٌ ، وَالأَفضَلُ مِنْهُمَا - بِلاَ شكٍّ - أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ ، مَنْ خَالفَ فِي ذَا فَهُوَ شِيعِيٌّ جَلدٌ ، وَمَنْ أَبغضَ الشَّيْخَيْنِ وَاعتقدَ صِحَّةَ إِمَامَتِهِمَا فَهُوَ رَافضيٌّ مَقِيتٌ ، وَمَنْ سَبَّهُمَا وَاعتقدَ أَنَّهُمَا لَيْسَا بِإِمَامَيْ هُدَى فَهُوَ مِنْ غُلاَةِ الرَّافِضَةِ - أَبعدَهُم اللهُ - .ا.هـ. الشيعةُ في زمنِ الذهبي كما يصورهم
قال الإمامُ الذهبي في " السير " (5/375) : " وَكَانَ النَّاسُ فِي الصَّدْرِ الأَوَّلِ بَعْدَ وَقْعَةِ صِفِّيْنَ عَلَى أَقسَامٍ : أَهْلُ سُنَّةٍ : وَهُم أُوْلُو العِلْمِ ، وَهُم مُحِبُّوْنَ لِلصَّحَابَةِ ، كَافُّوْنَ عَنِ الخَوضِ فِيْمَا شَجَرَ بَيْنَهُم ؛ كسَعْدٍ، وَابْنِ عُمَرَ ، وَمُحَمَّدِ بنِ سَلَمَةَ ، وَأُمَمٍ . ثُمَّ شِيْعَةٌ: يَتَوَالَوْنَ ، وَيَنَالُوْنَ مِمَّنْ حَارَبُوا عَلِيّاً ، وَيَقُوْلُوْنَ : إِنَّهُم مُسْلِمُوْنَ بُغَاةٌ ظَلَمَةٌ .
ثُمَّ نَوَاصِبُ : وَهُمُ الَّذِيْنَ حَارَبُوا عَلِيّاً يَوْمَ صِفِّيْنَ ، وَيُقِرُّوْنَ بِإِسْلاَمِ عَلِيٍّ وَسَابِقِيْه ، وَيَقُوْلُوْنَ : خَذَلَ الخَلِيْفَةَ عُثْمَانَ .
فَمَا عَلِمتُ فِي ذَلِكَ الزَّمَانِ شِيْعِيّاً كَفَّرَ مُعَاوِيَةَ وَحِزْبَهُ ، وَلاَ نَاصِبِيّاً كَفَّرَ عَلِيّاً وَحِزْبَهُ ، بَلْ دَخَلُوا فِي سَبٍّ وَبُغْضٍ ، ثُمَّ صَارَ اليَوْمَ شِيْعَةُ زَمَانِنَا يُكَفِّرُوْنَ الصَّحَابَةَ ، وَيَبْرَؤُوْنَ مِنْهُم جَهلاً وَعُدوَاناً، وَيَتَعَدُّوْنَ إِلَى الصِّدِّيْقِ - قَاتَلَهُمُ اللهُ - .
وَأَمَّا نَوَاصِبُ وَقْتِنَا فَقَلِيْلٌ ، وَمَا عَلِمتُ فِيْهِم مَنْ يُكفِّرُ عَلِيّاً وَلاَ صَحَابِيّاً " . ا.هـ.
وقال أيضاً في " السير " (7/370 - 371) : " قَالَ وَكِيْعٌ : حَسَنُ بنُ صَالِحٍ عِنْدِي إِمَامٌ . فَقِيْلَ لَهُ : إِنَّهُ لاَ يَتَرحَّمُ عَلَى عُثْمَانَ . فَقَالَ : أَفَتَتَرحَّمُ أَنْتَ عَلَى الحَجَّاجِ ؟ قُلْتُ : لاَ بَارَكَ اللهُ فِي هَذَا المِثَالِ .
وَمُرَادُهُ : أَنْ تَرْكَ التَّرَحُّمِ سُكُوْتٌ ، وَالسَّاكتُ لاَ يُنْسَبُ إِلَيْهِ قَوْلٌ ، وَلَكِنْ مَنْ سَكَتَ عَنْ تَرحُّمِ مِثْلِ الشَّهِيْدِ أَمِيْرِ المُؤْمِنِيْنَ عُثْمَانَ ، فَإِنَّ فِيْهِ شَيْئاً مِنْ تَشَيُّعٍ ، فَمَنْ نَطَقَ فِيْهِ بِغَضٍّ وَتَنَقُّصٍ وَهُوَ شِيْعِيٌّ جَلْدٌ يُؤَدَّبُ ، وَإِنْ تَرَقَّى إِلَى الشَّيْخَيْنِ بِذَمٍّ ، فَهُوَ رَافِضِيٌّ خَبِيْثٌ ، وَكَذَا مَنْ تَعرَّضَ لِلإِمَامِ عَلِيٍّ بِذَمٍّ ، فَهُوَ نَاصِبِيٌّ يُعَزَّرُ ، فَإِنْ كَفَّرَهُ ، فَهُوَ خَارِجِيٌّ مَارِقٌ ، بَلْ سَبِيْلُنَا أَنْ نَستغفِرَ لِلْكُلِّ ، وَنُحِبُّهُم ، وَنَكَفَّ عَمَّا شَجَرَ بَيْنَهُم " .ا.هـ.
وقال أيضاً (11/538) : " وَقَالَ ابْنُ جَرِيْرٍ : سَمِعْتُهُ يَقُوْلُ : مَنْ لَمْ يَبْرَأْ فِي صَلاَتِهِ كُلَّ يَوْمٍ مِنْ أَعْدَاءِ آلِ مُحَمَّدٍ ، حُشِرَ مَعَهُم . قُلْتُ : هَذَا الكَلاَمُ مَبْدَأُ الرَّفْضِ ، بَلْ نَكُفُّ ، وَنَسْتَغْفِرُ لِلأُمَّةِ ، فَإِنَّ آلَ مُحَمَّدٍ فِي إِيَّاهُم قَدْ عَادَى بَعْضهُم بَعْضاً ، وَاقْتَتَلُوا عَلَى المُلْكِ ، وَتَمَّتْ عَظَائِمُ، فَمِنْ أَيِّهِم نَبْرَأُ ؟! " .ا.هـ.
وقال أيضاً (17/591) : " قَالَ ابْنُ حَزْم : الإِمَامِيَّةُ كُلُّهُم عَلَى أَنَّ القُرْآن مُبَدَّلٌ ، وَفِيْهِ زيَادَةٌ وَنقصٌ سِوَى المُرْتَضَى ، فَإِنَّهُ كَفَّر مَنْ قَالَ ذَلِكَ ، وَكَذَلِكَ صَاحِباهُ أَبُو يَعْلَى الطُّوْسِيّ ، وَأَبُو القَاسِمِ الرَّازِيّ . قُلْتُ : وَفِي توَالِيفه سَبُّ أَصْحَابِ رَسُوْل اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَنَعُوْذُ بِاللهِ مِنْ علمٍ لاَ ينفع " .ا.هـ.من هو هِشَامُ بنُ الحَكَمِ الذي ورد ذكره في حلقةِ الليلة ؟
قال الإمامُ الذهبي في " السير " (10/545) في ترجمةِ " هِشَامِ بنِ الحَكَمِ " :
هِشَامُ بنُ الحَكَمِ الكُوْفِيُّ الرَّافِضِيُّ
وَكَانَ فِي هَذَا الحِيْنِ المُتَكَلِّمُ البَارِعُ هِشَامُ بنُ الحَكَمِ الكُوْفِيُّ ، الرَّافِضِيُّ ، المُشَبِّهُ ، المُعثرُ ، وَلَهُ نَظَرٌ ، وَجَدَلٌ ، وَتَوَالِيْفُ كَثِيْرَةٌ .
قَالَ ابْنُ حَزْمٍ : جُمْهُوْرُ مُتَكَلِّمِي الرَّافِضَةِ كَهِشَامِ بنِ الحَكَمِ، وَتِلْمِيْذِهِ ؛ أَبِي عَلِيٍّ الصَّكَّاكِ ، وَغَيْرِهِمَا يَقُوْلُوْنَ : بِأَنَّ عِلْمَ اللهِ مُحْدَثٌ ، وَأَنَّهُ لَمْ يَعْلَمْ شَيْئاً فِي الأَزَلِ ، فَأَحْدَثَ لِنَفْسِهِ عِلْماً .
قَالَ : وَقَالَ هِشَامُ بنُ الحَكَمِ فِي مُنَاظَرَتِهِ لأَبِي الهُذَيْلِ : إِنَّ رَبَّهُ طُوْلُهُ سَبْعَةُ أَشْبَارٍ بِشِبْرِ نَفْسِهِ .
قَالَ : وَكَانَ دَاوُدُ الجَوَارِبِيُّ مِنْ كِبَارِ مُتَكَلِّمِيْهِم ، يَزْعُمُ أَنَّ رَبَّهُ لَحْمٌ وَدَمٌ عَلَى صُوْرَةِ الآدَمِيِّ . قَالَ : وَلاَ يَخْتَلِفُوْنَ فِي رَدِّ الشَّمْسِ لِعَلِيٍّ مَرَّتَيْنِ .
وَمِنْ قَوْلِ كُلِّهِمِ : إِنَّ القُرْآنَ مُبَدَّلٌ ، زِيْدَ فِيْهِ ، وَنُقِصَ مِنْهُ ، إِلاَّ الشَّرِيْفَ المُرْتَضَى وَصَاحِبَيْهِ .
قَالَ النَّدِيْمُ : هُوَ مِنْ أَصْحَابِ جَعْفَرٍ الصَّادِقِ ، هَذَّبَ المَذْهَبَ ، وَفَتَقَ الكَلاَمَ فِي الإِمَامَةِ ، وَكَانَ حَاذِقاً ، حَاضِرَ الجَوَابِ " .ا.هـ. أقوالُ شيحِ الإسلامِ ابنِ تيميةَ في الإمامِ جعفر الصادق
قال شيخُ الإسلامِ في " الفتاوى " : " وَنَحْنُ نَعْلَمُ مِنْ أَحْوَالِ أَئِمَّتِنَا أَنَّهُ قَدْ أُضِيفَ إلَى جَعْفَرٍ الصَّادِقِ - وَلَيْسَ هُوَ بِنَبِيِّ مِنْ الْأَنْبِيَاءِ - مِنْ جِنْسِ هَذِهِ الْأُمُورِ مَا يَعْلَمُ كُلُّ عَالِمٍ بِحَالِ جَعْفَرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ ذَلِكَ كَذِبٌ عَلَيْهِ ؛ فَإِنَّ الْكَذِبَ عَلَيْهِ مِنْ أَعْظَمِ الْكَذِبِ حَتَّى نُسِبَ إلَيْهِ أَحْكَامُ " الْحَرَكَاتِ السُّفْلِيَّةِ " كَاخْتِلَاجِ الْأَعْضَاءِ وَحَوَادِثِ الْجَوِّ مِنْ الرَّعْدِ وَالْبَرْقِ وَالْهَالَةِ وَقَوْسِ اللَّهِ الَّذِي يُقَالُ لَهُ : " قَوْسُ قُزَحٍ " وَأَمْثَالُ ذَلِكَ وَالْعُلَمَاءُ يَعْلَمُونَ أَنَّهُ بَرِيءٌ مِنْ ذَلِكَ كُلِّهِ . وَكَذَلِكَ نُسِبَ إلَيْهِ " الْجَدْوَلُ " الَّذِي بَنَى عَلَيْهِ الضَّلَالَ طَائِفَةٌ مِنْ الرَّافِضَةِ وَهُوَ كَذِبٌ مُفْتَعَلٌ عَلَيْهِ افْتَعَلَهُ عَلَيْهِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُعَاوِيَةَ أَحَدُ الْمَشْهُورِينَ بِالْكَذِبِ ؛ مَعَ رِيَاسَتِهِ وَعَظَمَتِهِ عِنْدَ أَتْبَاعِهِ .
وَكَذَلِكَ أُضِيفَ إلَيْهِ كِتَابُ " الْجَفْرُ وَالْبِطَاقَةُ والهفت " وَكُلُّ ذَلِكَ كَذِبٌ عَلَيْهِ بِاتِّفَاقِ أَهْلِ الْعِلْمِ بِهِ حَتَّى أُضِيفَ إلَيْهِ " رَسَائِلُ إخْوَانِ الصَّفَا " وَهَذَا فِي غَايَةِ الْجَهْلِ ؛ فَإِنَّ هَذِهِ الرَّسَائِلَ إنَّمَا وُضِعَتْ بَعْدَ مَوْتِهِ بِأَكْثَرَ مِنْ مِائَتَيْ سَنَةٍ ؛ فَإِنَّهُ تُوُفِّيَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ وَهَذِهِ الرَّسَائِلُ وُضِعَتْ فِي دَوْلَةِ بَنِي بويه فِي أَثْنَاءِ الْمِائَةِ الرَّابِعَةِ فِي أَوَائِلِ دَوْلَةِ بَنِي عُبَيْدٍ الَّذِينَ بَنَوْا الْقَاهِرَةَ وَضَعَهَا جَمَاعَةٌ ؛ وَزَعَمُوا أَنَّهُمْ جَمَعُوا بِهَا بَيْنَ الشَّرِيعَةِ وَالْفَلْسَفَةِ ؛ فَضَلُّوا وَأَضَلُّوا .
وَأَصْحَابُ " جَعْفَرٍ الصَّادِقِ " الَّذِينَ أَخَذُوا عَنْهُ الْعِلْمَ ؛ كَمَالِكِ بْنِ أَنَسٍ وَسُفْيَانَ بْنِ عيينة وَأَمْثَالِهِمَا مِنْ الْأَئِمَّةِ أَئِمَّةِ الْإِسْلَامِ بَرَاءٌ مِنْ هَذِهِ الْأَكَاذِيبِ .
وَكَذَلِكَ كَثِيرٌ مَا يَذْكُرُهُ الشَّيْخُ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السلمي فِي " كِتَابِ حَقَائِقِ التَّفْسِيرِ " عَنْ جَعْفَرٍ مِنْ الْكَذِبِ الَّذِي لَا يَشُكُّ فِي كَذِبِهِ أَحَدٌ مِنْ أَهْلِ الْمَعْرِفَةِ بِذَلِكَ . وَكَذَلِكَ كَثِيرٌ مِنْ الْمَذَاهِبِ الْبَاطِلَةِ الَّتِي يَحْكِيهَا عَنْهُ الرَّافِضَةُ .
وَهِيَ مِنْ أَبْيَنِ الْكَذِبِ عَلَيْهِ .
وَلَيْسَ فِي فِرَقِ الْأُمَّةِ أَكْثَرُ كَذِبًا وَاخْتِلَافًا مِنْ " الرَّافِضَةِ " مِنْ حِينِ نَبَغُوا .ا.هـ.
وقال أيضاً : " و " كِتَابُ حَقَائِقِ التَّفْسِيرِ " لِأَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السلمي يَتَضَمَّنُ ثَلَاثَةَ أَنْوَاعٍ : " أَحَدُهَا " نُقُولٌ ضَعِيفَةٌ عَمَّنْ نُقِلَتْ عَنْهُ مِثْلُ أَكْثَرِ مَا نَقَلَهُ عَنْ جَعْفَرٍ الصَّادِقِ فَإِنَّ أَكْثَرَهُ بَاطِلٌ عَنْهُ وَعَامَّتُهَا فِيهِ مِنْ مَوْقُوفِ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَقَدْ تَكَلَّمَ أَهْلُ الْمَعْرِفَةِ فِي نَفْسِ رِوَايَةِ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ حَتَّى كَانَ البيهقي إذَا حَدَّثَ عَنْهُ يَقُولُ حَدَّثَنَا مِنْ أَصْلِ سَمَاعِهِ ... وَلَكِنْ يَنْبَغِي أَنْ يَعْرِفَ أَنَّهُ قَدْ كَذَبَ عَلَى عَلِيٍّ وَأَهْلِ بَيْتِهِ ؛ لَا سِيَّمَا عَلَى جَعْفَرٍ الصَّادِقِ مَا لَمْ يَكْذِبْ عَلَى غَيْرِهِ مِنْ الصَّحَابَةِ حَتَّى إنَّ الإسماعيلية والنصيرية يُضِيفُونَ مَذْهَبَهُمْ إلَيْهِ وَكَذَلِكَ الْمُعْتَزِلَةُ .ا.هـ.
وقال أيضاً : " وَأَمَّا الْكَذِبُ وَالْأَسْرَارُ الَّتِي يَدْعُونَهَا عَنْ جَعْفَرٍ الصَّادِقِ : فَمِنْ أَكْبَرِ الْأَشْيَاءِ كَذِبًا حَتَّى يُقَالَ : مَا كُذِبَ عَلَى أَحَدٍ مَا كُذِبَ عَلَى جَعْفَرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ . وَمِنْ هَذِهِ الْأُمُورِ الْمُضَافَةِ كِتَابُ " الْجَفْرِ " الَّذِي يَدَّعُونَ أَنَّهُ كَتَبَ فِيهِ الْحَوَادِثَ وَالْجَفْرُ : وَلَدُ الْمَاعِزِ .
يَزْعُمُونَ أَنَّهُ كَتَبَ ذَلِكَ فِي جِلْدِهِ وَكَذَلِكَ كِتَابُ " الْبِطَاقَةِ " الَّذِي يَدَّعِيهِ ابْنُ الحلي وَنَحْوُهُ مِنْ الْمَغَارِبَةِ وَمِثْلُ كِتَابِ : " الْجَدْوَلِ " فِي الْهِلَالِ وَ " الْهَفْتِ " عَنْ جَعْفَرٍ وَكَثِيرٍ مِنْ تَفْسِيرِ الْقُرْآنِ وَغَيْرِهِ .
وَمِثْلُ كِتَابِ " رَسَائِلِ إخْوَانِ الصَّفَا " الَّذِي صَنَّفَهُ جَمَاعَةٌ فِي دَوْلَةِ بَنِي بويه بِبَغْدَادَ وَكَانُوا مِنْ الصَّابِئَةِ الْمُتَفَلْسِفَةِ الْمُتَحَنِّفَةِ جَمَعُوا بِزَعْمِهِمْ بَيْنَ دِينِ الصَّابِئَةِ الْمُبَدِّلِينَ وَبَيْنَ الْحَنِيفِيَّةِ وَأَتَوْا بِكَلَامِ الْمُتَفَلْسِفَةِ وَبِأَشْيَاءَ مِنْ الشَّرِيعَةِ وَفِيهِ مِنْ الْكُفْرِ وَالْجَهْلِ شَيْءٌ كَثِيرٌ وَمَعَ هَذَا فَإِنَّ طَائِفَةً مِنْ النَّاسِ - مِنْ بَعْضِ أَكَابِرِ قُضَاةِ النَّوَاحِي - يَزْعُمُ أَنَّهُ مِنْ كَلَامِ جَعْفَرٍ الصَّادِقِ .ا.هـ.
وقال أيضاً : " وَقَدْ يُقَارِبُ هَذَا قَوْلَ مَنْ يَقُولُ مِنْ الإسماعيلية بِالْعَدَدِ دُونَ الْهِلَالِ وَبَعْضُهُمْ يَرْوِي عَنْ جَعْفَرٍ الصَّادِقِ جَدْوَلًا يُعْمَلُ عَلَيْهِ وَهُوَ الَّذِي افْتَرَاهُ عَلَيْهِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُعَاوِيَةَ . وَهَذِهِ الْأَقْوَالُ خَارِجَةٌ عَنْ دِينِ الْإِسْلَامِ وَقَدْ بَرَّأَ اللَّهُ مِنْهَا جَعْفَرًا وَغَيْرَهُ .ا.هـ.
وقال أيضاً : " وَهَذَا كَمَا فِي الصَّحِيحِ أَنَّهُ : " قِيلَ لِعَلِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ هَلْ تَرَكَ عِنْدَكُمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَيْئًا ؟ وَفِي لَفْظٍ : هَلْ عَهِدَ إلَيْكُمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَيْئًا لِمَا يَعْهَدُهُ إلَى النَّاسِ ؟ فَقَالَ : لَا وَاَلَّذِي فَلَقَ الْحَبَّةَ وَبَرَأَ النَّسَمَةَ إلَّا فَهْمًا يُؤْتِيهِ اللَّهُ عَبْدًا فِي كِتَابِهِ وَمَا فِي هَذِهِ الصَّحِيفَةِ : وَفِيهَا الْعَقْلُ وَفِكَاكُ الْأَسِيرِ وَأَنْ لَا يُقْتَلَ مُسْلِمٌ بِكَافِرِ " . وَبِهَذَا الْحَدِيثِ وَنَحْوِهِ مِنْ الْأَحَادِيثِ الصَّحِيحَةِ : اسْتَدَلَّ الْعُلَمَاءُ عَلَى أَنَّ كُلَّ مَا يُذْكَرُ عَنْ عَلِيٍّ وَأَهْلِ الْبَيْتِ ؛ مِنْ أَنَّهُمْ اُخْتُصُّوا بِعِلْمِ خَصَّهُمْ بِهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دُونَ غَيْرِهِمْ كَذِبٌ عَلَيْهِمْ مِثْلُ مَا يُذْكَرُ مِنْهُ الْجَفْرُ وَالْبِطَاقَةُ وَالْجَدْوَلُ وَغَيْرُ ذَلِكَ وَمَا يَأْثُرُهُ الْقَرَامِطَةُ الْبَاطِنِيَّةُ عَنْهُمْ فَإِنَّهُ قَدْ كُذِبَ عَلَى جَعْفَرٍ الصَّادِقِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ مَا لَمْ يُكْذَبْ عَلَى غَيْرِهِ .
وَكَذَلِكَ كُذِبَ عَلَى عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَغَيْرِهِ مِنْ أَئِمَّةِ أَهْلِ الْبَيْتِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ كَمَا قَدْ بُيِّنَ هَذَا وَبُسِطَ فِي غَيْرِ هَذَا الْمَوْضِعِ " .ا.هـ.
وقال أيضاً : " وَكَذَلِكَ مَا يُذْكَرُ فِي مِصْرَ مِنْ قَبْرِ " عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ " أَوْ " جَعْفَرٍ الصَّادِقِ " أَوْ نَحْوِ ذَلِكَ هُوَ كَذِبٌ بِاتِّفَاقِ أَهْلِ الْعِلْمِ فَإِنَّ عَلِيَّ بْنَ الْحُسَيْنِ وَجَعْفَرًا الصَّادِقَ إنَّمَا تُوُفِّيَا بِالْمَدِينَةِ " .ا.هـ.الإمامُ ابنُ كثيرٍ ينفي ما ينسب إلى الإمامِ جعفرِ الصادق
الحمدُ للهِ وبعدُ ؛
رأينا في ندوةِ قناةِ المستقلةِ عن الإمامِ جعفرِ الصادق ما نسبهُ الرافضةُ إلى أهلِ السنةِ والجماعةِ من بغضٍ لآلِ بيتِ النبي صلى اللهُ عليه وسلم ومنهم جعفرُ الصادق ، وقد رأيتم في النقولِ السابقةِ لعلماءِ أهلِ السنةِ ما دافعوا به عن الإمام جعفرِ الصادق .
وهذا إمامُ آخر من أئمةِ أهلِ السنةِ وهو الحافظُ ابنُ كثيرٍ يسطرُ في كتابِ " البدايةِ والنهايةِ " دفاعاً عن الإمامِ جعفر الصادق .
قال ابنُ كثيرٍ في " البدايةِ والنهايةِ " (10/108) : " ثم دخلت سنة ثمان وأربعين ومائة ... وفيها كانت وفاةُ جماعةٍ من الأعيانِ ، منهم ؛ جعفرُ بنُ محمدٍ الصادق ، المنسوبُ إليه كتابِ " اختلاج الأعضاء " وهو مكذوبٌ عليه " .ا.هـ.
وقال أيضاً (11/54) عند ترجمةِ " جعفر بن محمد بن عمر البلخي " : " والظاهر أن الذي نُسب إلى جعفرِ بنِ محمدٍ الصادق من علمِ الرجزِ ، والطرفِ ، واختلاجِ الأعضاءِ إنما هو منسوبٌ إلى جعفرِ بنِ أبي معشر هذا ، وليس بالصادقِ ، وإنما يغلطون " .ا.هـ. ولي وقفاتٌ مع بعضِ الكتبِ التي نسبت إلى جعفرِ الصادق ، سأضعهُا لا حقاً . الإمام جعفر الصادق رحمه الله بين الرافضة وشيخ الإسلام بن تيمية رحمه الله
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده .. وبعد :
فهذه نتف من كلام شيخ الإسلام وشامة الشام الإمام أحمد بن عبد الحليم بن تيمية الحراني الدمشقي - رحمه الله - في الإمام جعفر بن محمد المعروف بجعفر الصادق - رحمه الله - وذلك ليعلم الحق و ينصف العالم ، والله الهادي إلى سواء السبيل .
وسأذكر كلام شيخ الإسلام - رحمه الله - في هذه القضية ليتبين من خلاله محبة شيخ الإسلام - رحمه الله - ، لجعفر الصادق - رحمه الله - ، وذلك خلافا لما ينسبه إليه الرافضة من أنه يبغضه ، ويبغض آل البيت - رحمهم الله جميعا ورضي عنهم - .
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية الحراني رحمه الله تعالى : " والإسماعيلية والقرامطة والباطنية الثنوية والحاكمية وغيرهم من الضلالات المخالفة لدين الإسلام ، وما ينسبونه إلى علي بن أبى طالب ، أو جعفر الصادق ، أو غيرهما من أهل البيت ، كالبطاقة والهفت والجدول والجفر وملحمة بن عنضب وغير ذلك من الأكاذيب المفتراة باتفاق جميع أهل المعرفة ، وكل هذا باطل فإنه لما كان لآل رسول الله صلى الله عليه وسلم به اتصال النسب والقرابة ، وللأولياء الصالحين منهم ومن غيرهم به اتصال الموالاة والمتابعة ، وصار كثير ممن يخالف دينه وشريعته وسنته يموه باطله ويزخرفه بما يفتريه على أهل بيته وأهل موالاته ومتابعته ، وصار كثير من الناس يغلو إما في قوم من هؤلاء أو من هؤلاء ، حتى يتخذهم آلهة أو يقدم ما يضاف إليهم على شريعة النبي وسنته ، وحتى يخالف كتاب الله وسنة رسوله وما اتفق عليه السلف الطيب من أهل بيته ومن أهل الموالاة له والمتابعة وهذا كثير في أهل الضلال " . كتاب مجموع الفتاوى ، الجزء 11 ، صفحة 55
وقال أيضا رحمه الله : فإنه قد كذب على جعفر الصادق - رضى الله عنه - ما لم يكذب على غيره ، وكذلك كذب على علي رضى الله عنه وغيره من أئمة أهل البيت رضى الله عنهم " . كتاب مجموع الفتاوى ، الجزء 2 ، صفحة 217 .
وقال أيضا : " وأما الكذب والأسرار التي يدعونها عن جعفر الصادق فمن أكبر الأشياء كذبا ، حتى يقال ما كذب على أحد ما كذب على جعفر - رضي الله عنه - ومن هذه الأمور المضافة كتاب الجفر الذي يدعون أنه كتب فيه " . كتاب مجموع الفتاوى ، الجزء 4 ، صفحة 78 .
وقال أيضا : " ومثل كتاب رسائل إخوان الصفا الذي صنفه جماعة في دولة بني بويه ببغداد وكانوا من الصابئة المتفلسفة المتحنفة ، جمعوا بزعمهم بين دين الصابئة المبدلين وبين الحنيفية ، وأتوا بكلام المتفلسفة وبأشياء من الشريعة ، وفيه من الكفر والجهل شيء كثير ، ومع هذا فإن طائفة من الناس من بعض أكابر قضاة النواحي يزعم أنه من كلام جعفر الصادق وهذا قول زنديق وتشنيع جاهل " . كتاب مجموع الفتاوى ، الجزء 4 ، صفحة 79 .
فتأمل يا رعاك الله أن شيخ الإسلام رحمه الله في كلامه السابق يدافع عن جعفر الصادق ، وكذا عن علي رضي الله عنهما ، وينفي عنهما الكذب الذي نسب إليهما مما فيه مخالفة صريحة لكتاب الله سبحانه وتعالى ولسنة رسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ، وقد بين الشيخ أن من ينسب تلك الأقوال إليهم كذبا وزورا إنما هو صاحب باطل يريد أن يزخرف لباطله بما ينسبه إليهم ، أو أنه لم يوفق للصواب ، فصدق تلك الأكاذيب فبنى مذهبه عليها ظانا أنه على الحق ، وزعم أنه على مذهب آل البيت رضوان الله عليهم .
وصنيع شيخ الإسلام هذا هو الحب الحقيقي لآل البيت ، وليس الحب الحقيقي بأن ينسب لآل البيت عقائد مخالفة للقرآن والسنة كالقول بتحريف القرآن ، ثم يقول إنني أحب آل البيت ، ولذا فأنا الذي أتبع مذهبهم ... ، وهو إنما يتبع ما نسب إليهم من كذب ... ، فمن الصادق في المحبة ؟ .
وقال أيضا رحمه الله : " وكذلك ما يذكر في دمشق من قبور أزواج النبي - صلى الله عليه سلم - وإنما توفين بالمدينة النبوية ، وكذلك ما يذكر في مصر من قبر علي بن الحسين أو جعفر الصادق أو نحو ذلك ، هو كذب باتفاق أهل العلم ، فإن علي بن الحسين وجعفر الصادق إنما توفيا بالمدينة ، وقد قال عبد العزيز الكناني الحديث المعروف : ليس في قبور الأنبياء ما ثبت إلا قبر نبينا ، قال غيره : وقبر الخليل أيضا ، وسبب اضطراب أهل العلم بأمر القبور أن ضبط ذلك ليس من الدين فإن النبي قد نهى أن تتخذ القبور مساجد فلما لم يكن معرفة ذلك من الدين لم يجب ضبطه " . كتاب مجموع الفتاوى ، الجزء 4 ، صفحة 516 .
فلاحظ أن ضرورة ضبط القبور ، وما يتبعه من أمور كجعلها مساجد وتعظيمها ، والبناء عليها وتجصيصها ، والذبح لها وتقديم القرابين ونحو ذلك ليس من دين الإسلام ، وإنما نهى الإسلام عن البناء عليها وتجصيصها ونحو ذلك ، وهو الموافق لمعتقد آل البيت ، كما جاء في الكافي وغيره أن النبي - صلى الله عليه وسلم - بعث عليا - رضي الله عنه - : أن لا يدع صورة إلا طمسها ولا قبرا مشرفا إلا سواه ... الحديث [ الكافي 6/528 ] .
وأنت ترى في كلام شيخ الإسلام الإشارة إلى هذا ، وأن جملة من القبور المنسوبة إلى بعض الصالحين غير صحيح ، فلو كان أمرا مشروعا لكان أمرا بينا لا يختلف فيه اثنان ، فتأمل .
وقال أيضا رحمه الله : " وكذلك ما يأثره أبو عبد الرحمن عن بعض المتكلمين فى الطريق أو ينتصر له من الأقوال والأفعال والأحوال ، فيه من الهدى والعلم شيء كثير ، وفيه أحيانا من الخطأ أشياء ، وبعض ذلك يكون عن اجتهاد سائغ ، وبعضه باطل قطعا ، مثل ما ذكر في حقائق التفسير قطعة كبيرة عن جعفر الصادق وغيره ، من الآثار الموضوعة ، وذكر عن بعض طائفة أنواعا من الإشارات التي بعضها أمثال حسنة واستدلالات مناسبة وبعضها من نوع الباطل واللغو " كتاب مجموع الفتاوى ، الجزء 11 ، صفحة 42 .
فبالله عليك أليس هذا من الإنصاف ، وأن ما ينسب إلى جعفر الصادق - رحمه الله - منه ماهو صحيح ، ومنه ماهو كذب وهو الكثير ، فمن الذي أنصف آل البيت ؟ ..
وقال أيضا : " ولهذا كان أعظم الأبواب التى يدخلون منها : باب التشيع والرفض ، لأن الرافضة هم أجهل الطوائف وأكذبها وأبعدها عن معرف
| |
| | | | جعفر الصادق في ميزان أهل السنة والجماعة | |
|
مواضيع مماثلة | |
|
| صلاحيات هذا المنتدى: | لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
| |
| |
| |