اللؤلؤ والمرجان
عدد المساهمات : 697 تاريخ التسجيل : 10/05/2011
| موضوع: تفسير معنى قوله تعالى : " بل هو آيات بينات في صدور الذين أوتوا العلم " الأحد يونيو 19, 2011 11:44 am | |
| بسم الله الرحمن الرحيم | تفسير معنى قوله تعالى : " بل هو آيات بينات في صدور الذين أوتوا العلم " |
ما تفسير هذه الآية ؟ قال الله تعالى في سورة العنكبوت (وما كنت تتلو من قبله من كتاب ولا تخطه بيمينك إذا لارتاب المبطلون. بل هو آيات بينات في صدور الذين أوتوا العلم...) الأيتان من سورة العنكبوت 48 و 49 قرأت تفسير معنى قوله تعالى (بل هو آيات بينات في صدور الذين أوتوا العلم..) ولم أستطع فهم ما رجحه الإمام ابن كثير رحمه الله في تفسيره.. هل المقصود بـ(أوتوا العلم) هم علماء المسلمين الذين وفقهم الله لحفظ كتابه العزيز في صدورهم أم علماء أهل الكتاب
الجواب : الأخ عبدالله القرشي حفظه الله بداية أقول جزاك الله خيرا على حسن ظنك بي وأسأل الله أن يجعلنا خيرا مما يظنون وليتك عممت ولم تخصص فإن في المنبر من طلبة العلم الذين تجد عندهم الجواب الشافي إن شاء الله تعالى . أما جواب السؤال فأقول وبالله التوقيق : قال القرطبي في تفسيره (13/354) : قوله تعالى " بل هو آيات بينات " يعني القرآن قاله الحسن وزعم الفراء في قراءة عبدالله بل هي آيات بينات المعنى بل آيات القرآن آيات بينات قال الحسن ومثله هذا بصائر ولو كانت هذه لجاز نظيره هذه رحمة من ربي قال الحسن أعطيت هذه الأمة الحفظ وكان من قبلها لا يقرءون كتابهم إلا نظرا فإذا أطبقوه لم يحفظوا ما فيه إلا النبيون فقال كعب في صفة هذه الأمة إنهم حكماء علماء وهم في الفقه أنبياء " في صدور الذين أوتوا العلم " أي ليس هذا القرآن كما يقوله المبطلون من أنه سحر أو شعر ولكنه علامات ودلائل يعرف بها دين الله وأحكامه وهي كذلك " في صدور الذين أوتوا العلم " وهم أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم والمؤمنون به يحفظونه ويقرءونه ووصفهم بالعلم لأنهم ميزوا بأفهامهم بين كلام الله وكلام البشر والشياطين وقال قتادة وابن عباس بل هو يعني محمدا صلى الله عليه وسلم آيات بينات في صدور الذين أوتوا العلم من أهل الكتاب يجدونه مكتوبا عندهم في كتبهم بهذه الصفة أميا لا يقرأ ولا يكتب ولكنهم ظلموا أنفسهم وكتموا وهذا اختيار الطبري ودليل هذا القول قراءة ابن مسعود وابن السميقع بل هذا آيات بينات وكان عليه السلام آيات لا آية واحدة لأنه دل على أشياء كثيرة من أمر الدين فلهذا قال بل هو آيات بينات وقيل بل هو ذو آيات بينات فحذف المضاف وما يجحد بآياتنا إلا الظالمون أي الكفار لأنهم جحدوا نبوته وما جاء به . وقال ابن كثير في تفسيره (6/286-287) : وقال ههنا " بل هو آيات بينات في صدور الذين أوتوا العلم " أي هذا القرآن آيات بينة واضحة في الدلالة على الحق أمرا ونهيا وخبرا يحفظه العلماء يسره الله عليهم حفظا وتلاوة وتفسيرا كما قال تعالى : " ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر" (القمر : 17) وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما من نبى إلا وقد أعطي ما آمن على مثله البشر وإنما كان الذى أوتيته وحيا أوحاه الله إلي فأرجو أن أكون أكثرهم تابع ( رواه البخاري 7274) وفي حديث عياض بن حمار في صحيح مسلم : يقول الله تعالى إني مبتليك ومبتل بك ومنزل عليك كتابا لا يغسله الماء تقرؤه نائما ويقظان ( مسلم 2865) أي لو غسل الماء المحل المكتوب فيه لما احتيج إلى ذلك المحل لأنه قد جاء في الحديث الآخر : لو كان القرآن في إهاب ما أحرقته النار . ( رواه أحمد في مسنده 4/151) . ولأنه محفوظ في الصدور ميسر على الألسنة مهيمن على القلوب معجز لفظا ومعنى ولهذا جاء في الكتب المتقدمة في صفة هذه الأمة أناجيلهم في صدورهم واختار ابن جرير أن المعنى في قوله تعالى : " بل هو آيات بينات في صدور الذين أوتوا العلم " بل العلم بأنك ما كنت تتلو من قبل هذا الكتاب كتابا ولا تخطه بيمينك آيات بينات في صدور الذين أوتوا العلم من أهل الكتاب ونقله عن قتادة وابن جريج وحكى الأول عن الحسن البصرى فقط قلت ( ابن كثير ) : وهو الذى رواه العوفي عن ابن عباس وقاله الضحاك وهو الأظهر والله أعلم .ا.هـ. فابن كثير يرجح القول الأول وهو أنه محفوظ في صدور المسلمين أي القرآن . وقال الشوكاني في فتح القدير (4/207) : ( بل هو آيات بينات ) يعني القرآن ( في صدور الذين أوتوا العلم ) يعني المؤمنين الذين حفظوا القرآن على عهده صلى الله عليه وسلم وحفظوه بعده ، وقال مقاتل وقتادة : إن الضمير يرجع إلى النبي صلى الله عليه وسلم : أي بل محمد آيات بينات : أي ذو آيات . وقرأ ابن مسعود " بل هي آيات بينات " قال الفراء : معنى هذه القراءة : بل آيات القرآن آيات بينات .... واختار ابن جرير ما قاله قتادة ومقاتل ، وقد استدل لما قالاه بقراءة ابن السميفع " بل آيات هذا آيات بينات " ولا دليل في هذه القراءة على ذلك ، لأن الإشارة يجوز أن تكون إلى القرآن كما جاز أن تكون إلى النبي صلى الله عليه وسلم بل رجوعها إلى القرآن أظهر لعدم احتياج إلى هذا التأويل .ا.هـ. والله تعالى أعلم .
| كتبه عَـبْـد الـلَّـه بن محمد زُقَـيْـل
|
| |
|