اللؤلؤ والمرجان
عدد المساهمات : 697 تاريخ التسجيل : 10/05/2011
| موضوع: فَـوَائِـدُ مُـنْـتَـقَـاةٌ مِـن تَـفْـسِـيـرِ ابِـنِ كَـثِـيـرٍ (5) الأحد يونيو 19, 2011 12:00 pm | |
| بسم الله الرحمن الرحيم | فَـوَائِـدُ مُـنْـتَـقَـاةٌ مِـن تَـفْـسِـيـرِ ابِـنِ كَـثِـيـرٍ (5) |
فَـــــائِـــدَةٌ ( 5 ) فَـــــائِـــدَةٌ إِسْـنَـادِيَّـةٌ
قال ابن كثير في تفسيره (5/194) عند قوله تعالى : " فَمَا اسْطَاعُوا أَنْ يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْبًا " [ الكهف : 97 ] :
قَوْل الْإِمَام أَحْمَد حَدَّثَنَا سُفْيَان ، عَنْ الزُّهْرِيّ ، عَنْ عُرْوَة ، عَنْ زَيْنَب بِنْت أَبِي سَلَمَة ، عَنْ حَبِيبَة بِنْت أُمّ حَبِيبَة بِنْت أَبِي سُفْيَان ، عَنْ أُمّهَا أُمّ حَبِيبَة ، عَنْ زَيْنَب بِنْت جَحْش زَوْج النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ سُفْيَان أَرْبَع نِسْوَة - قَالَتْ : اِسْتَيْقَظَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ نَوْمه وَهُوَ مُحْمَرّ وَجْهه وَهُوَ يَقُول : " لَا إِلَه إِلَّا اللَّه وَيْل لِلْعَرَبِ مِنْ شَرّ قَدْ اِقْتَرَبَ ، فُتِحَ الْيَوْم مِنْ رَدْم يَأْجُوج وَمَأْجُوج مِثْل هَذَا " وَحَلَّقَ ، قُلْت : يَا رَسُول اللَّه أَنَهْلِكُ وَفِينَا الصَّالِحُونَ ؟ قَالَ : " نَعَمْ إِذَا كَثُرَ الْخَبِيث " .
هَذَا حَدِيث صَحِيح اِتَّفَقَ الْبُخَارِيّ وَمُسْلِم عَلَى إِخْرَاجه مِنْ حَدِيث الزُّهْرِيّ ، وَلَكِنْ سَقَطَ فِي رِوَايَة الْبُخَارِيّ ذِكْر حَبِيبَة ، وَأَثْبَتَهَا مُسْلِم .
وَفِيهِ أَشْيَاء عَزِيزَة نَادِرَة قَلِيلَة الْوُقُوع فِي صِنَاعَة الْإِسْنَاد مِنْهَا :
- رِوَايَة الزُّهْرِيّ عَنْ عُرْوَة وَهُمَا تَابِعِيَّانِ .
- وَمِنْهَا : اِجْتِمَاع أَرْبَع نِسْوَة فِي سَنَده ، كُلّهنَّ يَرْوِي بَعْضهنَّ عَنْ بَعْض ، ثُمَّ كُلّ مِنْهُنَّ صَحَابِيَّة ، ثُمَّ ثِنْتَانِ رَبِيبَتَانِ وَثِنْتَانِ زَوْجَتَانِ .ا.هـ.
الحديث أخرجه البخاري (3346 ، 3598 ، 7059 ، 7135) ، ومسلم (2880) ، والترمذي (2187) ، وابن ماجة (3953) ، والنسائي في الكبرى (11249 ، 11270) ، وأحمد في مسنده (6/428 ، 429) .
قال الترمذي عقب الحديث : هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ .
وَقَدْ جَوَّدَ سُفْيَانُ هَذَا الْحَدِيثَ هَكَذَا رَوَى الْحُمَيْدِيُّ ، وَعَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ ، وَغَيْرُ وَاحِدٍ مِنْ الْحُفَّاظِ ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ نَحْوَ هَذَا .
و قَالَ الْحُمَيْدِيُّ : قَالَ سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ : حَفِظْتُ مِنْ الزُّهْرِيِّ فِي هَذَا الْحَدِيثِ أَرْبَعَ نِسْوَةٍ : زَيْنَبَ بِنْتَ أَبِي سَلَمَةَ ، عَنْ حَبِيبَةَ ، وَهُمَا رَبِيبَتَا النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، عَنْ أُمِّ حَبِيبَةَ ، عَنْ زَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ ، زَوْجَيْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ . وَهَكَذَا رَوَى مَعْمَرٌ وَغَيْرُهُ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ الزُّهْرِيِّ ، وَلَمْ يَذْكُرُوا فِيهِ عَنْ حَبِيبَةَ ، وَقَدْ رَوَى بَعْضُ أَصْحَابِ ابْنِ عُيَيْنَةَ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ ابْنِ عُيَيْنَةَ ، وَلَمْ يَذْكُرُوا فِيهِ عَنْ أُمِّ حَبِيبَةَ .ا.هـ.
وقد رد الحافظ ابن حجر في الفتح (13/14-15) على القائلين بأن في إسناد البخاري انقطاع وذلك لعدم ذكر حبيبة في إسناد البخاري وأطال النفس كما هي عادة هذا الإمام - رحمه الله - .
ثم قال بعد ذلك : وَزَعَمَ بَعْض الشُّرَّاح أَنَّ رِوَايَة مُسْلِم بِذِكْرِ حَبِيبَة تُؤْذِن بِانْقِطَاعِ طَرِيق الْبُخَارِيّ , قُلْت : وَهُوَ كَلَام مَنْ لَمْ يَطَّلِع عَلَى طَرِيق شُعَيْب الَّتِي نَبَّهْت عَلَيْهَا , وَقَدْ جَمَعَ الْحَافِظ عَبْد الْغَنِيّ اِبْن سَعِيد الْأَزْدِيُّ جُزْءًا فِي الْأَحَادِيث الْمُسَلْسَلَة بِأَرْبَعَةٍ مِنْ الصَّحَابَة وَجُمْلَة مَا فِيهِ أَرْبَعَة أَحَادِيث , وَجَمَعَ ذَلِكَ بَعْدَهُ الْحَافِظ عَبْد الْقَادِر الرَّهَاوِيّ ، ثُمَّ الْحَافِظ يُوسُف بْن خَلِيل فَزَادَ عَلَيْهِ قَدْرهَا وَزَادَ وَاحِدًا خُمَاسِيًّا فَصَارَتْ تِسْعَة أَحَادِيث وَأَصَحّهَا حَدِيث الْبَاب , ثُمَّ حَدِيث عُمَر فِي الْعِمَالَة وَسَيَأْتِي فِي كِتَاب الْأَحْكَام .ا.هـ.
ومع فائدة اخرى قادمة بحول الله وقوته . وآخر دعوانا أن الحمدلله رب العالمين
| كتبه عبد الله زقيل
|
| |
|