اللؤلؤ والمرجان
عدد المساهمات : 697 تاريخ التسجيل : 10/05/2011
| موضوع: الأصول الخمس التي اتفقت عليها الشرائع الأحد يونيو 19, 2011 9:13 pm | |
| الأصول الخمس التي اتفقت عليها الشرائع الشيخ سعيد عبدالعظيمبسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد،قال -تعالى-: (قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ) [الأعراف: 33]هذه الآية تشتمل على الأصول الخمس في جميع الشرائع كما يقرر ابن تيمية، فالفواحش كالزنا واللواط، والإثم وهو ما يوجب الذم، ويتناول كل معصية يتسبب عنها الإثم، والبغي بغير الحق أي: التعدي على الناس في دمائهم وأموالهم وأعراضهم من غير أن يكون على جهة القصاص والمماثلة، وفيها تحريم الشرك به -سبحانه-، والقول عليه بلا علم في أسمائه وصفاته وشرعه.وهذه المحرمات الخمس التي حرمها جميع الرسل والشرائع والكتب هي محرمات على كل أحد في كل حال لا تباح قط.وأصل الشرك والكفر القول على الله بلا علم، فكل مشرك قائل على الله بلا علم دون العكس؛ إذ اقول على الله بلا علم قد يتضمن التعطيل والابتداع في الدين، فهو أعم من الشرك.وهذه المحرمات المذكورة فيها مفاسد عامة وخاصة، وضررها شديد، وهي عظيمة الخطر على الأنفس وعلى الأمة جمعاء.وفي هذه الآية إشارة إلى أن أصول الإيمان لا تُقبل إلا بوحي من الله يؤيده البرهان.ودلت على عظم شأن الدليل في الدين، وأنه لا يحل لأحد أن يُحرم شيئاً تحريماً دينياً على عباد الله، أو يُوجِب عليهم شيئاً إلا بنص صريح عن الله ورسوله، وأن من تهجم على ذلك فقد تجرأ على الله، وأساء إلى نفسه، وإلى عباد الله، وأن من تبعه على ذلك فقد جعله رباً له.ومن ثم كان فقهاء الصحابة والتابعين ومن تبعهم من السلف يتحاشون القول في الدين بالرأي.وفيها الإنكار على من نسب إلى دين الله تحليل شيء أو تحريمه من عنده لا دليل عليه من كتاب ولا سنة، قال -تعالى-: (وَلَا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَذَا حَلَالٌ وَهَذَا حَرَامٌ لِتَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لَا يُفْلِحُونَ) [النحل: 116]- كما أن فيها تحريم تشبيه الله بخلقه، لأنه قول على الله بلا علم.- وفيها لطف الله بخلقه حيث حرم عليهم ما فيه مضرة عليهم، وحذرهم من الشرك، فكل الأدلة على تحريمه، وأوجبت التوحيد لله -تعالى وتقدس-.وَآخِرُ دَعْوَانا أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ. |
| |
|