نقد كبار علماء الحنابلة للتصوف و أهله
يعتبر علماء الحنابلة من أكثر علماء أهل السنة انتقادا للتصوف وأهله ، لأنهم ورثوا عن إمامهم موقفه المتشدد من الصوفية عندما ذم طريقتهم ،و حذر من صحبتهم[1] . و لما رأوه في سلوكهم من انحرافات كثيرة عن الشرع [2] .و من أشهرهم نقدا لهؤلاء ثلاثة من كبار علمائهم ، هم : ابن عقيل ، و ابن الجوزي ، و ابن تيمية .
أولا : نقد ابن عقيل للتصوف و الصوفية :
انتقد أبو الوفاء بن عقيل(ت513 ه/1119م) ، الصوفية في منهاجهم و سلوكياتهم ، فمن ذلك أنه ذكر أن مما يسقط مشايخهم في عينيه ،هو أن أحدهم إذا خوطب بمقتض الشرع قال :عادتي كذا و كذا .يشير إلى طريقة قد قننها لنفسه تخرج عن سمت الشرع ؛فهو إذن مختلق طريقة ،وكل مختلق مبتدع ولو كان في ترك السنن ، لأن الاستمرار على تركها خذلان[3]. و أعاب عليهم كذلك تغيير أسماء بعض المحرمات ،و اطلاق عليها عبارات أخرى ، كقولهم في الاجتماع على الغناء : الأوقات ،و في المعشوقة :أخت ،و في المرأة المحبة :مريدة ،وفي الرقص و الضرب :الوجد ،وفي اللهوي والبطالة : رباط ،و هذا تحريف و تمويه غير مباح شرعا[4].
و قارنهم بالمتكلمين فإنتهى إلى أن أهل الكلام يفسدون عقائد الناس ،بتوهيمات شبهات العقول ،و الصوفية يفسدون الأعمال ،و يهدمون قوانين الأديان ،و يحبون البطالات و سماع الأصوات ,و ما كان السلف الصالح على ذلك المنهاج ،فقد كانوا في العقائد عبيد تسليم ،و في الأعمال أرباب جد[5].و فضل عليهم أي الصوفية المتكلمين الذين يزلون الشك ،أما هم فيوهمون التشبيه في مجال الصفات[6].وهو قد فضل عليهم المتكلمين لغلبة علم الكلام عليه لأن من طغى عليه النظر العقلي كان ذمه لمنحرفة العباد ،أكثر من ذمه لمنحرفة المتكلمين[7].
واتخذ ابن عقيل موقفا حازما من دعوى الصوفية :يسلّم للشيخ حاله .فيرى أنها دعوى اتخذها مشايخ الصوفية للتسلطن بها على اتباعهم ،و دفعا للاعتراض عليهم .وإلاّ فإن الاعتراض مشروع على كلّ إنسان ، ألم ترى أن الصحاب- رضي الله عنهم –قد اعترضوا على النبيّ –عليه الصلاة و السلام –عندما أظهر لهم أشياء لم يفهموها يوم الحديبية .و حتى الملائكة تسألوا عندما قالوا لله تعالى : ((أتجعل فيها ))-سورة البقرة/ 30- وقال موسى عليه السلام : ((أتهلكنا بما فعل السفهاء منا ))[8]-سورة الأعراف -/155- .ثمّ أننا نجد شيخ رباط يخلوا بأمرد و يسمع منه أو من امرأة حرة الغناء ،و يأكل الحرام و يرقص ، ولا يسأل الفقهاء ،ولا يبني أمره على الشرع و يتصرف انطلاقا من وجدانه و واقعاته ، و يقول اتباعه : (( الشيخ يسلم إليه طريقته )) . ثم قرر ابن عقيل أنه لا طرقة مع الشريعة ولم يبق لأحد معها قول ،و ما جاءت هي إلاّ بهدم العوائد ،و نقض الطرائق ، و (( ما على الشريعة أضرّ من المتكلمين و المتصوفة ))[9].و على العكس منه نجد الفقيه تاج الدين السبكي الشافعي يدعوا إلي الاعتقاد في الصوفية و التسليم لهم في أحوالهم و حسن الظن بهم ، و انتقد الفقهاء الذين يحكمون على ظاهر هؤلاء[10] .
وردا عليه أقول : إن الله –عز و جل- قد أوجب على كل مسلم الخضوع لشرعه، (( فلا و ربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم))-سورة النساء/65- و من ثم لا يحق للصوفية ن و لا لغيرهم من الناس أن يستثنوا أنفسهم من الخضوع للشرع و الاحتكام إليه .و أما انتقاده للفقهاء في حكمهم على الصوفية من خلال ظاهرهم ، فهم على صواب و هو على خطأ ، لأن الشريعة الإسلامية تحكم على الناس بناء على ظاهرهم ، و تترك بواطنهم لعلام الغيوب ، لذا كان الرسول-عليه الصلاة و السلام- يعامل المنافقين معاملة المسلمين ، و هو يعلم ما يكنونه في صدورهم من كفر و نفاق و خداع[11] . لذا فإني أوافق ابن عقيل في اعتراضه على الصوفية ،،و رده عليهم في دعوى: تسليم للشيخ حاله . لأن حجته في ذلك قوية دامغة .
و أوجب ابن عقيل ذمهم-أي الصوفية- و وصفهم بأنهم : زنادقة في زي عباد شرهين ،و مشبهة خلعاء . لأفعالهم المنكرة المخالفة للشرع ، فهم يحبون البطالات و الاجتماع على الملذات، و ويعتمدون على بواطنهم و يتكلمون كالكهان ،و يقول أحدهم: (( قال لي قلبي عن ربي ))[12]. و يستميلون المردان و النسوان بإلباسهم خرقة التصوف و جمعهم في السماعات . كما أنهم يفسدون قلوب النساء على أزواجهم ،و يقبلون طعام الظلمة و الفساق ، و لا عمل لهم في أربطتهم إلا الأكل و الرقص و الغناء، مع تمزيق الثياب ،و الصعق و الزعق و التماوت ، و تحريك الطباع و الرعونات بالأسجاع و الألحان[13] .
ثانيا: نقد ابن الجوزي للتصوف و الصوفية:
اشتد الفقيه عبد الرحمن بن الجوزي (ت597 ه/1200م) في انتقاد الصوفية ،و خصص لذمهم و انتقاد مذهبهم قسما كبيرا من كتابيه : تلبيس إبليس ، و صيد الخاطر . فمن ذلك أنه أعاب عليهم تركهم للعلم و تنفير الناس منه ، و اقتصار بعضهم على القليل منه ن بدعوى الاكتفاء بعلم الباطن ، و لا حاجة للوسائط ، و إنما هو: قلب و رب[14] . لذلك انحرف أكثرهم في عباداتهم ،و قلت علومهم، و تكلموا في الشرع بآرائهم الفاسدة ، فإذا أسندوا فإلى حديث ضعيف أو موضوع ، أو يكونوا فهمهم منه رديئا ؛ و إذا خاضوا في التفسير كان غالب كلامهم خطأ و هذيانا.و لجهلهم بالشرع و ابتداعهم بالرأي ابتكروا مذهبا زينه لهم هواهم ، ثم تطلبوا له الدليل من الشرع ، فاستدلوا بآيات لم يفهمونها ،و بأحاديث لها أسباب و جمهورها لا يثبت[15] .
و عن موقف الصوفية من العقل و النقل ،و اعتزازهم بمذهبهم نقل ابن الجوزي عن الصوفي عبد الكريم القشيري(ت465 ه/1072م) قوله: (( حجج الصوفية أظهر من حجج كل أحد ، و قواعد مذهبهم أقوى من قواعد كل مذهب ، لأن الناس إما أصحاب نقل وأثر ، وإما أرباب عقل و فكر ، وشيوخ هذه الطائفة ارتقوا عن هذه الجملة ، و الذي للناس غيب فلهم ظهور ، فهم أهل الوصال ،و الناس أهل الاستدلال )) ثم عقب عليه ابن الجوزي بقوله: (( من له أدنى فهم يعرف أن هذا الكلام تخليط ، فإن من خرج عن النقل و العقل فليس بمعدود في الناس ،و ليس أحد من الخلق إلا و هو مستدل .و ذكر الوصال حديث فارغ ، فنسأل الله العصمة من تخليط المريدين و الأشياخ ))[16] . و ما قاله القشيري خطير جدا ينتهي بمن يأخذ به إلى إبعاد الشرع ،و تعطيل العقل ، ليعبد الله –بعد ذلك- على هواه ، فلا يفرق بين الحلال و الحرام ،و لا بين ما يجب لله ما لا يجب له ، فيضل و يضل و يصدق عليه قوله تعالى: (( ومن أضل ممن اتبع هواه بغير هدى من الله ))-سورة القصص/50- .
و أعاب على مشايخهم تكلمهم في القرآن الكريم بغير علم ،و قولهم فيه خلاف أقوال المفسرين، فذكر أن الصوفي أبا عبد الرحمن السلمي(ت412 ه/1021م) صنف تفسيرا[17] جمع فيه أقوالا لهم أكثرها هذيان . منها أن الصوفي أبا القاسم بن محمد الجنيد البغدادي(ت298 ه/910م) فسر قوله تعالى: (( سنقرئك فلا تنسى ))-سورة الأعلى / 6- بمعنى لا تنس العمل به .و فسر قوله تعالى: (( و درسوا ما فيه ))-سورة الأعراف/169- بتركوا العمل به . وهذان التفسيران عند ابن الجوزي غير صحيحين ظاهرين الغلط ، فقوله في الآية الأولى ، هو خلاف إجماع العلماء ، إذ فسرها على أن فيها نهي ، و الصحيح إنما هو خبر لا نهي و تقديره : فما تنسى-أي فيها نهي- و لو كان نهيا لجزم الفعل .و أما قوله في الآية الثانية بأن معناها: تركوا العمل به ن فهو خطأ ، لأن معناها الدرس الذي هو التلاوة ، من قوله تعالى: (( بما كنتم تدرسون ))-سورة آل عمران /79-، لا من دروس الشيء الذي هو هلاكه[18] . ثم ختم ابن الجوزي تعقيباته على تفسيراتهم بقوله: (( و إنما العجب من هؤلاء –و كانوا يتورعون من الكلمة و اللقمة- كيف انبسطوا في تفسير القرآن الكريم إلى ما هذا حده ))[19] .
و أشار ابن الجوزي إلى أن كبار مؤلفي الصوفية كالحارث بن أسد المحاسبي البغدادي (ت 243 ه/857م) ،و أبي نعيم أحمد الصفهاني(ت430 ه/1038م) ،و أبي حامد الغزالي(ت505 ه/1111م)، جمعوا في مصنفاتهم الأكاذيب و العجائب ، و الاعتقادات الباطلة ، والكلام المرذول ، و ملؤوها بالأحاديث غير الصحيحة و الدقائق القبيحة، و أمروا فيها بأشياء مخالفة للشريعة ، و لم يستندوا فيها على أصل ، وغنما هي واقعات تلقفها بعضهم عن بعض ، ثم دونوها و سموها علم الباطن[20] .
و انتقدهم في بعض سلوكياتهم داخل الأربطة ، فمنها أنهم أخلدوا فيها إلى البطالة ،و أراحوا أنفسهم من طلب الرزق و إعادة العلم ، و لا صلاة نافلة و لا قيام ليل . و إنما أكثر همهم التظاهر بالمرقعات و طلب الملذات ،و سماع الأغاني من المردان ،و المبالغة في المأكول و المشروب[21] . ثم قارنهم ابن الجوزي بمتقدميهم ، فقال أن أولئك قد لبس عليهم الشيطان بتقليل الطعام ،و عدم شرب الماء البارد ؛و أما المتأخرون فقد لبس عليهم بكثرة الأكل و رفاهية العيش ،و استراح هو من التعب و اشتغل بالتعجب منهم [22] .
و أخذ ابن الجوزي على بعض مشايخ الصوفية الأوائل دعوتهم إلى الجوع و تقليل الطعام ،و مجاهدة النفس بترك مباحاتها . و نبه إلى أن اتباع الشرع و ما كان عليه الصحابة أولى من اتباع هؤلاء ، و أن النفس مطية ، على الإنسان أن يرفق بها ليصل إلى مقصوده ، فيعطيها ما يصلحها و يمنعها ما يضرها ،و الحسم في حاجة ماسة إلى مختلف أنواع الغذاء [23] . وقوله هذا صحيح لأن الاعتدال في الأكل هو المطلوب ، فلا إفراط و لا تفريط ، لقوله تعالى: (( كلوا و اشربوا ولا تسرفوا ))-سورة الأعراف/31-،و لأن الجسم يتضرر من كثرة الأكل ، كما يتضرر من قلته .و قد روي أن الصوفي أبا محمد بن شكر اليونيني البعلي(ت647 ه/1249م) داوم على خشونة العيش ،و كثرة الجوع و المجاهدة ن فحصل له يبس أفسد مزاجه و أورثه تخيلات ، فتارة يتخيل أن جماعة تريد اغتياله ،و تارة يتوهم أنه اطلع على أماكن فيها كنوز و أموال كثيرة [24] .
و انتقدهم كذلك في تميزهم بلباس الفوط المرقعات و تظاهرهم بها ، و هو أمر مكروه و ليس من الشريعة لعدة و جوه ، منها : أنهم لبسوها من غير فقر ،و لم يلبس السلف الثياب المرقعات إلا ضرورة . و أنهم ادعوا الفقر و قد أمرنا بإظهار نعم الله علينا .و أنهم أظهروا الزهد-الذي قد يورث فيهم الكبر- و المطلوب منهم ستره[25] .و في ذلك يروى أن عالما قال لجماعة من أصحاب المرقعات : (( إخواني إن كان لباسكم موافقا لسرائركم ، لقد أحببتم أن يطلع الناس عليها ،و إن كانت مخالفة لسرائركم ، فقد هلكتم و رب الكعبة ))[26] .و في حرصهم على ارتداء الخرق المرقعات ، أشار ابن الجوزي إلى أنهم اختلقوا حديثا في لبسها، له إسناد متصل كله كذب و محال[27] .
و يلاحظ على هؤلاء القوم أنهم بقدر حرصهم على التظاهر بالاهتمام بتطهير النفوس من أمراضها ،و ترويضها على الصبر و القناعة بالقليل، فإنهم من جهة أخرى تبدوا عليهم جليا مظاهر الكبر و التعالي ، و الاهتمام بالشكليات . فيدعون أنهم أرباب القلوب و البواطن و الوصال ، و يزدرون أصحاب العقل و النقل ، و يحرصون على التميز عن الناس بلباس صوفي مرقع . أوليس من الأحسن لقلوبهم و أخلاقهم ، ستر أحوالهم و عدم التميز عن غيرهم بالمرقعات ؟ ! .
و أشير هنا إلى أن المظاهر السلبية التي ذكرها ابن الجوزي عن الصوفية ، قد وجدت قبل زمانه و استمرت إلى ما بعده . فمن ذلك أن حجة الإسلام أبا حامد الغزاليـ505 ه/1111م) ، روى أنه لما شاعت دعاوى الصوفية العريضة بين العوام ، كالعشق و المشاهدة ، وارتفاع الحجاب ، و الوصال المغني عن الأعمال الظاهرة ، ترك أناس أعمالهم اليومية و تصوفوا ، و أظهروا تلك الدعاوى و استلذوا مناخ البطالة[28] . و روى الفقيه تاج الدين السبكي(ت 771ه/1369م) أن الصوفية في عصره قد كثر عددهم ن واتخذوا الخوانق طريقا للدنيا ، فارتدوا لباس الزور ،و أكلوا الحشيش-المخدر- ،و انهمكوا في طلب الملذات ن حتى قيل فيهم : (( أكلة بطلة سطلة ، لا شغل و لا مشغلة )) ،و قيل كذلك: (( نعوذ بالله من العقرب و الفار ، ومن الصوفي إذا عرف الدار ))[29] .
و لم يكتف ابن الجوزي بانتقاد عوام الصوفية و ذمهم ، بل انتقد كذلك خواصهم و أعلامهم ، كأبي حامد الغزالي ،و محمد بن طاهر المقدسي(ت507 ه/1113م) ،و عبد القادر الجيلاني(ت 561 ه/1165م) . ففيما يخص الغزالي فذكر عنه أنه خالط الصوفية ،و أخذ بنصائحهم ، ونظر في كتب قدمائهم ، فاجتذبه ذلك كلية[30] و أبعده عن قانون الفقه . ثم تعجب منه كيف نزل من رتبة الفقيه إلى رتبة الصوفي ؟ ! حتى أنه-أي الغزالي- قال: لا ينبغي للمريد إذا تاقت نفسه للجماع ، أن يأكل و يجامع ، فيعطيها شهوتين فتقوى عليه . و هذا-في نظر ابن الجوزي- مخالف للسنة ، فقد جمع النبي-عليه الصلاة و السلام- في مأكله شهوتين ، فأكل القثاء[31] بالرطب ، وطاف على نسائه بغسل واحد . فهلا اقتصر على شهوة واحدة [32] .
و تعجب منه في سلبيته تجاه الصوفية و أخذه بنصائحهم المخالفة للفقه ، مع معرفته و فهمة . فمن ذلك أنه أخذ بنصيحة أحد كبار الصوفية أمره فيها بترك المواظبة على تلاوة القرآن الكريم ،و أن لا يلتفت قلبه إلى أهل و ولد ،و لا إلى مال و علم ، و يتفرغ لقول: الله ، الله ،و يواظب عليه حتى يفتح بما فتح على الأنبياء و الأولياء[33] . ثم قال عنه أنه باع الفقه بالتصوف بأرخص الأثمان ، عندما ذكر أشياء تخالف الشريعة و لم ينكرها ، بل حكاها و استحسنها كوسيلة للتربية و التعليم ، منها أنه روى أن بعض الشيوخ عن القيام في الليل ، فلزم نفسه القيام على رأسه طول الليل لتطاوعه على القيام . و حكى أن عابدا كان شديد الحب للمال ، فعالج نفسه بأن باع كل ما يملك ، ورمي بالمال في البحر ، ولم يفرقه على الناس خوفا على نفسه من الرياء ، و رعونة النفس[34] . و إقدامهما على هذين الفعلين منكر مخالف للشريعة ، فهي قد نهت عن إضاعة المال و إذاء الجسم ، فالقيام على الرأس يؤدي إلى انعكاس الدم إليه ، وهذا يضر بالإنسان و يسبب له أمراضا[35] . كما أن تصرف هذين الرجلين دافعه-على ما يبدو- الجهل أو حب المحمدة ، أو كلاهما معا . فالذي جمع ماله-مثلا- و رماه في البحر خزفا من الرياء ، كان في مقدوره البحث عن و سيلة أخري يربي بهتا نفسه و لا يضيع بها ماله ، و إن أصر على التخلص منه ، فليخرج به ليلا أو باكرا –في وقت لا يراه فيه الناس- و يتركه في أي طريق ، ليأخذه الناس ، أحسن له من أن يرميه في البحر .
و أما محمد بن طاهر المقدسي ، فذكر عنه عبد الرحمن بن الجوزي أنه صنف كتابا في التصوف ، يضحك (( من يراه ،و يعجب من استشهاده على مذاهب الصوفية بالأحاديث التي لا تناسب ما يحتج له من نصرة الصوفية ))[36] . و روى عنه أنه كان يقول بمذهب الإباحية في النظر إلى المردان ؛ وله قصيدة فيها التحلل من الشريعة ، و مدح النصارى[37] .و حكي عنه أنه قال : من سنن الصوفية التي ينفردون بها ،و ينتسبون إليها ، صلاة ركعتين بعد ارتداء الخرقة و التوبة ، واحتج على ذلك بحديث الصحابي ثمامة بن آثال فإنه عندما أسلم أمره الرسول-صلى الله عليه وسلم- بالاغتسال . ثم عقب عليه بقوله: إن ما ذهب إليه ابن طاهر هو من أقبح الجهل ، لأن ثمامة كان كافرا فأسلم ، فوجب عليه الغسل ؛ و ليس في الخبر صلاة ركعتين فيقاس عليها ، و لا قال بها العلماء ،فهذا ابتداع لا سنة . و من أقبح الأشياء قوله أن الصوفية ينفردون بسنن ، فهي و إن كانت من الشرع فالمسلمون كلهم مطالبون بها ، وإن لم تكن منه فهم الذين اخترعوها[38] .
ثم أشار ابن الجوزي إلى أن العلماء الذين مدحوا ابن طاهر المقدسي، إنما أثنوا عليه لأجل حفظه للحديث ، وإلا فالجرح أولى به . وتعجب من الحافظ أبي سعد عبد الكريم السمعاني(ت563 ه/1167م) من انتصاره لابن طاهر بلا شيء ، إلا قوله: (( لعله تاب ))[39] . لكن المحدث محمد بن عبد الهادي المقدسي(ت744 ه/1343م) أنكر أن يكون ابن طاهر يقول بالإباحة المطلقة ، لأنه من أهل الحديث المعظمين للآثار ، لكنه أخطأ في إباحة السماع و النظر للمرد[40] .
و آخرهم الشيخ عبد القادر الجيلاني ، لم يكن على وفاق مع ابن الجوزي ، فقد روى أن هذا الأخير كان يغض من قدره و لا ينصفه ، و صنف كتابا في ذمه ، نقم فيه عليه أشياء كثيرة[41] . لكنني لم أعثر لابن الجوزي على أي نقد أو ذم صريحين لعبد القادر الجيلاني ؛و إن كان يوجد ما يوحي إلى أنه لم يكن على علاقة حسنة معه . فمن ذلك أنه ترجم له في كتابيه : مناقب الإمام أحمد ، و المنتظم في تاريخ الملوك و الأمم ، فلم يمدحه و لم يقدح فيه ،و لم يترحم عليه ،و سماه : عبد القادر ، دون عبارة أخرى تدل على مكانته ، كالشيخ ، و الفقيه ، و العالم ، و جاءت ترجمته في ثمانية أسطر و كلمات[42] . و في هذا يقول المؤرخ الذهبي : (( و لم تسع مرارة ابن الجوزي بأن يترجمه بأكثر من هذا ، لما في قلبه له من البغض ، نعوذ بالله من الهوى ))[43] .و هو-أي ابن الجوزي- و إن لم يتوسع في معظم تراجم عصره –الذين ذكرهم في تاريخه- فقد كان في إمكانه أن يذكر للشيخ الجيلاني ترجمة حافلة ، مرصعة بجواهر كلامه الوعظي ، لكنه لم يفعل ذلك ؛ في حين ترجم لأبي الوفاء بن عقيل في ثلاث صفحات ،و للوزير ابن هبيرة في نحو أربع صفحات[44] .
فمها هي أسباب تنافر الرجلين و هما حنبليان بغداديان يجمعهما مذهب واحد ، أصولا و فروعا ؟ يبدو لي أن أهمها سببان ، الأول هو التصوف ، فإنه قد فرق بينهما ، فالجيلاني قطب من أقطاب الصوفية ، و ابن الجوزي من كبار العلماء المنتقدين للتصوف و الناقمين على أتباعه ، لذا قيل أنه أنكر على الجيلاني تصرفات صدرت منه في كتابه الذي ذمه فيه .و الثاني هو الحسد ، فيبدو أن ابن الجوزي كان يحسد الشيخ عبد القادر و ينافسه ، لما له من جاه في بغداد و خارجها ، مما دفعه إلى بغضه و عدم إنصافه . وهذا لا يليق بعالم مثله ، و الجيلاني ليس من أقرانه ، فهو بمثابة والده إذ يكبره بأكثر من خمس و ثلاثين سنة[45] .
و عن سبب اشتداد ابن الجوزي في نقد الصوفية ،يرى الحافظ ابن رجب الحنبلي أنه لما كان ابن الجوزي عظيم الخبرة بأحوال السلف الأول ،و لما له من حظ من أذواق الصوفية و مشاركتهم في بعض معارفهم ، اصبح لا يعذر المشايخ المتأخرين ، في مخالفتهم لطريق المتقدمين ، ويشتد في الإنكار عليهم . و من ساق المتأخرين مساق الأوائل و طالبهم بسيرتهم في العلم و العمل ، و الورع و كمال الخشية ، فلا ريب أنه يزدري المتأخرين ، و يمقتهم و يهضم حقوقهم ، فالأولى تنزيل الناس منازلهم ،و توفيتهم حقوقهم ، و معرفة مكانتهم ن و إقامة معاذيرهم[46] . وهذه مبالغة في تبرير سلوكيات هؤلاء و الاعتذار لهم ؛ لأن ابن عقيل و ابن الجوزي-مثلا- قد أنكرا عليهم تصرفات كثيرة-سبق ذكرها- مناقضة للشرع ، و ليس لهم فيها عذر مقبول ، إلا الانحراف و اتباع الهوى ، و الجهل بالشرع .
و أما الباحث زكي مبارك فقد علق على انتقادات ابن الجوزي للصوفية ، بقوله: (( و قد شغل ابن الجوزي نفسه بتعقب الصوفية ، فنقل عنهم حكايات غريبة ؛ و علق عليها تعليقات تدل على بصر بدقائق علم النفس و الأخلاق ))[47] و (( قد أطلنا الاقتباس من ابن الجوزي لأن الصفحات التي كتبها في هذا الموضوع ن من خير ما قرأنا في الدرسات النفسية و الخلقية ، لأنها تصور ما كان يعرض للصوفية من الحيرة المطبقة ، في تفهم مسالك الرشد و الغي ، ومعالم الهدى و الضلال ))[48] ، ثم انتقل إلى التعريض بابن الجوزي فقال: (( و من الذي يضمن أن بكون ابن الجوزي صادقا في كل ما كتب عن مغامز الصوفية )) ،و (( أي مظهر للجبن و أقبح و أبشع أن تصنف الكتب الطوال العراض في مثالب الصوفية ، على حين يترك الملوك الظالمون في العصور الماضية ، بلا رقيب و لا حسيب ؟ و ما وضع ابن الجوزي و أمثاله في نقد الاستبداد ،و كان يعيش في عصر لا تحترم فيه ملكية ،و لا تحتفظ حقوق ؟ أين ما كتب هؤلاء المتفيهقون في الفساد الخلقي و الاجتماعي ، الذي كان يندلع لهيبه من قصور الوزراء و الأمراء ))[49] .
وأقول-ردا عليه- : إنه بالغ في تعظيم الأمر و نفخه ،لأن ابن الجوزي لم يخص الصوفية بالانتقاد دون غيرهم من الطوائف ، فقد انتقد المتكلمين و الفلاسفة ، و الشيعة و الخوارج ، و الفقهاء و الوعاظ ، و الولاة و السلاطين ، و القراء و عامة الناس [50] .و لم يكن ساكتا عن كل ما يجري في مجتمعه ، فكثيرا ما كان في مجالسه الوعظية ن يأمر بالمعروف و ينهى عن المنكر ، ويحذر الناس و الأمراء و الأعيان من مغبة الظلم ، و الانحراف عن الشرع[51] .و كان أبو الوفاء بن عقيل ينكر على الصوفية و رجال الدولة على حد سواء ، وله إلى بعضهم رسائل تحذير و انتقاد[52] . و للفقيه أبي الفضل بن أحمد العلثي الحنبلي (ت643 ه/1236م) مواقف شجاعة في الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر ، على الخليفة ومن دونه من المسؤولين ، و الفقهاء و الصوفية ، فتعرض للمضايقات ، ودخل السحن[53] . كما أنة كثيرا من الصوفية كانوا طرفا في اللعبة السياسية ، لأن معظم أربطتهم بناها لهم الخلفاء و السلاطين و الأمراء ، و أوقفوا عليها أوقافا كثيرة تضمن لهم فيها العيش الرغيد ، و شجعوهم على مجالس الغناء ؛ مقابل الولاء و الدعاء لهم بتخليد الملك و استمرار المدد .
كما أن ابن الجوزي لم ينفرد بانتقاد الصوفية و ذمهم ، فقد انتقدهم ابن عقيل ، و أبو حامد الغزالي ، وتاج الدين السبكي[54] ، وقال عنهم الأديب كمال الدين بن جعفر الأدفوي الشافعي(ت748 ه/1347م): إن الغفلة و الجهل فيهم كثير،و أن بعضهم ينكر بداهة العقول ،و يؤمن باجتماع النقيضين لفرط جهلهم [55] .و أنكر على طائفة منهم حضور مجالس الغناء بالشبابات و الدفوف ، مع الرجال و النساء ، و الشباب و المردان ، و وصف أفعالهم هذه بأنها بدع فظيعة شنيعة [56] .
ثالثا : نقد ابن تيمية للتصوف وأهله :
انتقد شيخ الإسلام بن تيمية الصوفية في منهاجهم الصوفي ، فهم-في نظره- قد عظموا الإرادة القلبية و ذموا الهوى ، و أهملوا النظر العقلي . ثم كثيرا منهم لم يميز بين الإرادة الشرعية الموافقة للكتاب و السنة ، و بين الإرادة البدعية المخالفة لهما ز فهم على عكس المتكلمين الذين عظموا النظر ، واعرضوا عن الإرادة القلبية ، لكنهم مثل الصوفية في عدم الاعتصام بما جاء به الرسول-عليه الصلاة و السلام- . لكنه اعترف بأن في طريق الصوفية أمورا محمودة في الشرع ، قد لا يعرفها منتقدوهم من المتكلمين[57] .
و أشار إلى أن من أخطاء الصوفية أنه تقع لهم في بواطنهم أشياء ، فيظنون أنها في الخارج ؛ فمن ذلك أن جماعة منهم عندما يغلب عليهم الذكر و المحبة و المعرفة ، و ينعكس ذلك على قلوبهم و يحصل لهم ذوق و استغراق ، يظنون أن ما يجدونه في باطنهم أمرا مشهودا بعيونهم ، فيدعون أنهم يرون الله تعالى بأبصارهم ، و هذا غلط و ضلال ، لأن أهل السنة متفقون على أن الله لا يراه أحد بعينيه في الدنيا ، لما رواه مسلم من أن النبي-عليه الصلاة و السلام- قال : (( و اعلموا أن أحدا منكم لن ير ربه حتى يموت ))[58] .
و انتقدهم في بعض سلوكياتهم ، منها أن طائفة منهم تدعي أن أكل الحشيشة المخدرة تنشط على أداء الصلوات و تعين على استنباط العلوم و تصفية الذهن . حتى أنهم يسمونها معدن الفكر و الذكر ،و محركة الغرام الساكن .و هذا كله من خدع النفس و مكر الشيطان بهؤلاء لأن تلك الحشيشة هي عمى للذهن ،تجعل آكلها أبكما مجنونا لا يعي ما يقول [59]. و منها أنهم يروون احاديث في السماعي عن النبي-عليه الصلاة و السلام – ليست صحيحة ،بل هي باطلة موضوعة باتفاق أهل العلم كقولهم أنه-عليه الصلاة والسلام-:تواجد حتى سقطت بردته و أنه مزق ثوبه ،و أخذ جبريل بعضه و صعد به إلى السماء[60].
و أعاب ابن تيمية على أبي حامد الغزالي تقسيمه للذكر إلى ثلاثة مراتب ،الأولى : قول العامة لا اله إلاّ الله . و الثانية : قول الخاصة الله ، الله . و الثالثة : قول خاصة الخاصة ، هو ،هو .و بدّعه في ذلك لأن الذكر المفرد : الله ،الله و المضمر : هو ، هو بدعة في الشرع ،و خطأ في القول و اللغة . لأن الاسم المفرد ليس هو كلاما ، ولا إيمانا ، ولا كفرا .و المضمر ليس بمشروع ،ولا هو بكلام يعقل ،ولا فيه إيمان ،و هو معارض للشرع . لأنه قد ثبت في الصحيح أن النبي –صلى الله عليه و سلم- قال : (( أفضل الذكر بعد القرآن وهي من القرآن : سبحان الله و الحمد لله ، ولا إله إلاّ اللّه ،و الله أكبر )) و في حديث آخر : (( أفضل الذكر لا اله إلاّ اللّه ))[61].
و كفّر ابن تيمية كبار الصوفية الإتحاديين القائلين بوحدة الوجود كعمر بن الفارض المصر (ت 632 ه /1234 م، و محي الدين بن عربي الطائي الأندلسي (ت 638 ه/ 1240 م )و قطب الدين بن سبعين الإشبيلي (ت 669 ه/ 1270 م ،و عفيف الدين التلمساني (ت 690 ه/ 1291 م ) ،و عدهم من ملاحدة الإتحادية و جعل كفرهم أظم من كفر اليهود و النصارى .و ابن عربي مع كونه كافر فهو أقرب الإتحاديين إلى الإسلام ،لما يوجد في أقواله كثير من الكلام الجيد ،و لأنه لا يثبت على الاتحاد ثبات غيره ،بل هو كثير الاضطراب فيه ،و الله اعلم بما مات عليه[62].و ذكر ابن تيمية أن الشيخ العز بن عبد السلام كان قد كفر ابن عربي لقوله بقدم العالم ، فبل أن يظهر قوله بوحدة الوجود ، من أن العالم هو الله ، و صورة له ؛ و هذا أعظم من كفر القائلين بأزلية الكون. و حكى-أي ابن تيمية- عن نفسه أنه كان ممن يحسن الظن بابن عربي و يعظمه ، لما في كتبه من فوائد ، كما في الفتوحات المكية ، و الدرة الفاخرة . لكنه غير رأيه فيه عندما اطلع على كتابه فصوص الحكم و نحوه ، لما فيه من الكفر الباطن و الظاهر ، وباطنه أقبح من ظاهره ،و هو يمثل مذهب و حدة الوجود [63] .
و يستنتج مما ذكرناه عن نقد علماء الحنابلة للتصوف وأهله-خلال القرنين:6-7ه/12-13م- أنهم وجهوا لهم انتقادات مست منهاجهم و سلوكياتهم ، فانتقدوهم في أنهم أقاموا منهجهم على أساس من العاطفة و الإرادة القلبية ، و لم يلتزموا بالشرع في تأسيسه و تقويمه ، ولم يعطوا للعقل مكانته . و في سلوكياتهم أنكروا عليهم كثرة المظاهر السلبية المنتشرة بينهم ، و المخالفة للشرع ؛ الأمر الذي فتح مجالا واسعا لكبار علماء الحنابلة ، من انتقادهم ، و التشهير بهم ، كما فعل ابن عقيل ،و ابن الجوزي ،و ابن تيمية ، و هي مجهودات تصب كلها في تيار نشاطهم العلمي النقدي ، الذي مس مختلف العلوم النقلية و العقلية و الأدبية .
-----------------------------------
[1] ابن الجوزي : تلبيس إبليس ص : 189 .
[2] سنذكر بعضها فيما يأتي من هذا المبحث .
[3] ابن تيمية :درء تعارض العقل و النقل ج4 ص: 136.
[4] ابن الجوزي : تلبيس ابليس ص :391.
[5] نفس المصدر ص: 416.
[6] نفس المصدر ص :417.
[7] ابن تيمية :المصدر السابق ج4 ص :136 ، 137.
[8] ابن الجوزي : المصدر السابق ص :416
[9] ابن تيمية : المصدر السابق ج 4 ص :135.
[10] السبكي : معيد النعم ص : 88 .
[11] انظر : ابن هشام : مختصر سيرة ابن هشام ص : 151 ، 184 .
[12] ابن تيمية : المصدر السابق ج 4 ص : 134 ، 135 .
[13] ابن الجوزي : المصدر السابق ص : 415 .و ابن مفلح : الأداب الشرعية و المنح المرعية ج 2 ص : 333 ، 334 .
[14] ابن الجوزي : نفس المصدر ص : 359 .و صيد الخاطر ص : 339 .
[15] نفس المصدر ص : 240 ، 371 و ما بعدها .و نفسه ص : 25 ، 27 ، 412 .
[16] ابن الجوزي : تلبيس إبليس ص : 246 .
[17] سماه حقائق التفسير ، قال عنه الذهبي : (( أتى فيه بمصائب و تأويلات الباطنية )) ،و نقل عن الخطيب البغدادي ، أن عبد الرحمن السلمي غير ثقة ، كان يضع الأحاديث للصوفية . الذهبي : تذكرة الحفاظ ج 3 ص : 1046 .
[18] ابن الجوزي : المصدر السابق ص : 370 .
[19] نفس المصدر ص : 374 :
[20] ابن الجوزي : المصدر السابق ص : 186 و ما بعدها .و صيد الخاطر ص : 470 .
[21] ابن الجوزي : صيد الخاطر ص : 338 ، 411 .
[22] ابن الجوزي : تلبيس إبليس ص : 232 .
[23] نفس المصدر ص : 172 ، 173 ن 240 .
[24] اليونيني : ذيل مرآة الزمان ج 3 ص : 135 .
[25] ابن الجوزي :صيد الخاطر ص : 338 .و تلبيس إبليس ص : 214 .
[26] ابن الجوزي : تلبيس ص : 215 .
[27] ابن الجوزي : نفس المصدر ص : 216 .
[28] أبو حامد الغزالي : إحيار علوم الدين ج 1 ص : 61 .
[29] السبكي : معيد النعم ص : 125 .
[30] انتقل الغزالي إلى التصوف في سنة 486 ه/1093م . أبو بكر بن العربي : العواصم من القواصم ج 2 ص : 30 .
[31] القثاء ، هو ثمرة يشبه الفقوس . علي بن هادية : قاموس الطلاب الجديد ص : 815 .
[32] ابن الجوزي : تلبيس إبليس ص : 240 .
[33] ابن الجوزي : صيد الخاطر ص : 344 .
[34] ابن الجوزي : تلبيس إبليس ص : 394 .
[35] ابن الجوزي : المصدر السابق ص : 395 .
[36] ابن الجوزي : المنتظم ج 9 ص : 178 .
[37] نفسه ج 9 ص : 178 . و الذهبي : تاريخ الإسلام ج : 501-520ه/ ص : 174 .
[38] ابن الجوزي : تلبيس إبليس ص : 198 .
[39] ابن الجوزي : المنتظم ج 9 ص : 178 .
[40] محمد بن عبد الهادي : طبقات علماء الحديث ج 4 ص : 16 .
[41] الذهبي : سير أعلام النبلاء ج 21 ص : 376 . و ابن رجب : المصدر السابق ج 1 ص : 295 .
[42] ابن الجوزي : المصدر السابق ج 10 ص : 219 . و مناقب الإمام أحمد ص : 531 .
[43] الذهبي : تاريخ الإسلام ج : 561-570ه/ ص : 89 .
[44] انظر : ابن الجوزي : المنتظم ج 9 ص : 212 و ما بعدها .و 214 و ما بعدها .
[45] و لد الجيلاني في سنة 471 ه/ 1078م و ابن الجوزي و لد ما بين سنتي 507-510 ه/1113-1116م . ابن رجب : الذيل على طبقات الحنابلة ج 1 ص : 299 .و ابن العماد الحنبلي : شذرات الذهب ج 4 ص : 329 .
[46] ابن رجب : المصدر السابق ج 1 ص : 295 .
[47] زكي مبارك : التصوف الإسلامي في الأدب و الأخلاق ، بيروت المكتبة العصرية ،ج 2 ص : 195 .
[48] نفس المرجع ج 2 ص : 198-199 .
[49] نفس المرجع ج 2 ص : 202 ، 204-205 .
[50] انظر : تلبيس إبليس ص : 49 و ما بعدها .
[51] انظر : المنتظم : ج 10 ص : 263 ، 264 ، 265 ، 276 ، 270 ، 272 ، . ابن رجب : المصدر السابق ج 1 ص : 407 ، 408 ، 409 ، و ما بعدها .
[52] انظر : ابن الجوزي : نفس المصدر ج 9 ص : 86 .
[53] ابن رجب : المصدر السابق ج 2 ص : 205 .
[54] سبق ذكر أقوالهم
[55] الأدفوي : الطالع السعيد ص : 133 ، 653 .
[56] نفس المصدر ص : 724 .
[57] ابن تيمية : درء تعرض العقل و النقل ج 4 ص : 136-137 .
[58] ابن تيمية : مجموع الفتاوى ج 5 ص : 490 .
[59] ابن تيمية : التفسير الكبير ج 4 ص: 150.
[60] ابن تيمية : منهاج السنة ج 4 ص :116. و خلاف الأمة ص :117 . 118.
[61] ابن تيمية : مجموع الفتاوى ج 10 ص :396 .
[62] نفس المصدر ج 2 ص :143 .
[63] نفس المصدر ج 2 ص " 131 ، 464 ، 465 .
نقد كبار علماء الحنابلة للتصوف و أهله
الدكتور خالد كبير علال – الجزائر-