يين العقد والبناء
العقد زواج وتوثيقه عند المأذون إنما هو لضمان حقوق الطرفين ، غير أنه يختلف عن البناء ( الدخول )
فالمعقود عليها لها تطليقة واحدة ولا عدة عليها إلا عدة الوفاة ( أربعة أشهر و عشرة أيام ) فإذا طلقت واحتاج الزوج لمراجعتها فبمهر جديد وعقد جديد , و المعقود عليها لها نصف المهر .
وقد قضى الخلفاء الراشدون الأربعة : أن الرجل إذا أغلق الباب و أرخى الستر فقد دخل , فلها المهر كاملا و عليها العدة ، و لا يُعلم في الصحابة مخالف لهذه المسألة ـ كما ذكر ابن قدامة في المغني ـ
و قد أقام جمهور العلماء الخلوة مظنة الدخول بالمرأة ، و هي التي يأمنان فيها إطلاع أحد عليهما ، و لم يكن بأحد منهما مانع شرعي ، يمنعه من الدخول .
والحقوق في مقابلها واجبات فالدخول بالمرأة كحق في مقابله واجب النفقة و السكنى ، فإذا أراد الرجل أن يبني ( يدخل ) بزوجته المعقود عليها فعليه أن يُعلمهم إذ المسلمون عند شروطهم و لابد من الوفاء بالوعد و مراعاة العرف وعدم استدخال المضرة والأذى , والفضيحة على الزوجة إذا حملت أو طُلقت بعد العقد ، و خصوصا مع وجود أزمة المساكن و غيرها .
أفـراح أم أحـزان
النفس المسلمة تفرح بطاعة الله وتحزن بمعصيته سبحانه ، فهو أحق أن يُطاع فلا يُعصى، و أن يُذكر فلا يُُنسى ، و أن يُشكر فلا يُكفر ، قال تعالى:
" فمن اتبع هداي فلا يضل و لا يشقى ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا "
و في الحديث أيضا:" لعن الله المصورين"، " إن الملائكة لا تدخل بيتا فيه تصاوير"
و يُستثنى من ذلك ما فيه مصلحة راجحة كالبطاقات والجوازات والتصوير للطب والجغرافيا و تعقب المجرمين، و لعب البنات, فهذا لا حرج فيه .
و لا تخلو احتفالات الخطبة من جلوس العروسين جنبا إلى جنب لتلقي التهاني ، مع أن الخطبة مجرد وعد بالزواج ، كما يقوم الخاطب بإلباس مخطوبته الدبلة ( و هذه بدعة ) كما لا يحل له مسها أثناء الخطبة و يختلط الرجال بالنساء وسط الغناء و الموسيقى ، كما تتفنن النساء في العري والخلاعة والتفنن في الزينات وارتداء أحدث الموضات ، مع ما يصاحب ذلك من رقص و فجور، و تعاطي الدخان و المخدرات، و إتلاف المال في البهرجة و سائر صور الضياع... فكيف نفرح بذلك ؟! اللهم فقهنا في ديننا و اجعلنا ممن يُحل حلالك و يُحرم حرامك حتى وإن وُصفنا بالغربة و الشذوذ .
فساد الانتهاء من فساد الابتداء
اعتادت المرأة في مثل هذه الأفراح ، الذهاب لحلاق السيدات ( الكوافير) حيث يقوم الرجل بتزيينها , ووضع طلاء الأظافر , وإزالة شعر الحواجب ,وإلباسها الباروكة , وتسريح شعرها ووضع العطور لها ، ثم تخرج من عنده تُظهر زينتها وتبرجها للرجال الأجانب عنها ، وتعصف ريحها بكل من تمر بهم ، و كل هذه المنكرات و غيرها كثير يفعلونه باسم الفرح !!! و كأن هذا اليوم يُباح فيه المعاصي و الفجور ، بل من عجيب الأمر أن الكثيرات من هؤلاء يتركن الاغتسال و الصلاة ـ إن كانت تصلي ـ بعد الزفاف ، لأن الماء يفسد ماكياجها ، ولا ندري كيف يشارك المسلم في مثل هذه الأفراح ؟!
وقد كان سلفنا الصالح يرجعون إذا وجدوا في الوليمة ونحوها شيء من المخالفة لشرع الله.
و لا ندري أيضا كيف يُبارك في مثل هذه الزواج ، فلكل مقدمة نتيجة ، و لكل عقيدة تأثير , وإذا رأيت الرجل يعمل بطاعة الله ، فاعلم أن لها عنده أخوات ، و معظم النار من مستصغر الشرر، وكان شداد بن أوس رضي الله عنه يقول : إذا رأيت الرجل يعمل بمعصية الله فاعلم أن لها عنده أخوات ، لأن المعصية تدل على أختها ، ما الذي يمنع من أن تقوم المرأة بتزيين العروس بزينة مباحة مشروعة لا حرمة فيها و بحيث تستر زينتها عن الرجال الأجانب ، ويتم استدخال السرور على المرأة وسط النساء وبعيدا عن أعين الرجال ، و يجتمع الناس في المسجد لعمل العقد وسط تلاوة القرآن ودعوات الطيبين الحاضرين
وإذا كان الزواج طاعة وسنة فلا تصح بسببه ترك الواجبات كالصلاة ، و لا بورك في ماكياج وزينة تدعو إلى ترك الصلاة , وورود نيران الجحيم
فالعبد إذا فسدت بدايته فسدت نهايته , وإذا فسدت نهايته فربما هلك .
سعيد عبد العظيم
الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ