شهود المؤمن لآثار الله في تقليب القلوب والأقوال والآراء أمر من أعظم أمور الإيمان التي تكرر ذكرها في الكتاب والسنة قال تعالى (وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ كَمَا لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ)(الأنعام: من الآية110) وقال تعالى (وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تُؤْمِنَ إِلا بِإِذْنِ اللَّهِ وَيَجْعَلُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لا يَعْقِلُونَ) (يونس:100) وقال تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ) (لأنفال:24) وكان قسم النبي -صلى الله عليه وسلم- (لا ومقلب القلوب) وكان من دعائه -صلى الله عليه وسلم- (اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك) وقال -صلى الله عليه وسلم-: (قلوب العباد بين أصبعين من أصابع الرحمن، يقلبها كيف يشاء. فأيما قلب يريد أن يقيمه أقامه، وأيما قلب يريد أن يزيغه أزاغه).
وما نشهده الآن حول قضية الحجاب، نرى من قدرة الله في ذلك العجب، فإن الله إذا أراد إقامة أمر ونشره في الناس أقام له من يعارضه، وكم تعرضت قضية الحجاب لأنواع الهجوم ومحاولات صرف الناس عنها بالشبهات والشهوات، ولكن عجبا في هذه المرة قلب الله قلوب أقوام حتى طعنوا في الحجاب، واتهموه بالتخلف والرجعية، وصرحوا بأنهم يكرهونه ولا يحبونه، ولا دخل لهم إن كان فريضة أو غير فريضة، وهذا كله من الخذلان ، ووالله لولا الخذلان من الله لهم لما تفوهت ألسنتهم بهذا ولا اعتقدت قلوبهم هذا بما فيه من الطعن في القرآن الذي نص على الحجاب للمؤمنات عموما فقال تعالى (وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ)(النور: من الآية31) فنص على الخمار وقال تعالى (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ )(الأحزاب: من الآية59) فنص على الجلابيب وهي مما يغطى البدن كله.
ومع هذا الطعن العجيب من أقوام أحسن أحوالهم أن يعذروا بجهلهم، ولا ندري أيكون عذرا لهم بين يدي الله يوم القيامة. فإن الله قدر أن ينتفض لمحاربة هذا الباطل ألسنة طالما تكلمت بالباطل، وأقلام طالما كتبت المنكر، حتى كثير من المتبرجات دافعن عن الحجاب، حتى صار بالفعل معلوما من الدين بالضرورة، وتكلم رجال الأزهر وإن كنا ننتظر منهم أكثر من ذلك. وتكلم الدعاة إلى الله في كل مكان ، وتكلم الناس عن شروط الحجاب وصفته وكيفيته، فوصل الأمر إلى أكثر مما كنا نتصور لو قمنا بحملة للدعوة إلى الحجاب بوسائل بدائية من ورقة أو كتيب أو لوحة، فاليوم تبرع هؤلاء الذين يكرهون ما شرع الله وأنزله كما صرحوا بألسنتهم، بأسابيع من الدعوة إلى الحجاب وفي كل وسائل الإعلام، وبكل وسائل الحوار حتى صارت القضية على مستوى العالم. فسبحان مقلب القلوب والأبصار.
وهكذا نبشر إخواننا في كل قضية من قضايا الدين تتعرض للطعن والهجوم، فإن عاقبة ذلك إلى الخير إن شاء الله تحقيقا لا تعليقا، فإن الله قد أخبر فقال (وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى)(طـه: من الآية132) وقال (فَاصْبِرْ إِنَّ الْعَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ)(هود: من الآية49) فالشرط أن نحقق التقوى وأما التهم الباطلة التي يتهم بها أهل الحق فمآلها إلى الاضمحلال والذهاب (إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقاً)(الإسراء: من الآية81) وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
الاسم : علي عمر التعليق : الحمد لله وكفى وسلام على عباده الذين اصطفى وعلى آله وأصحابه المستكملين الشرفا وبعد فجزى الله بالخيرات شيخنا ومعلمنا الشيخ ياسر على ما كتبه ونعم ما قال فإن العاقبة للمتقين وأن هذا الدين يعلودائما ولا يُحط من قدره بل يحط من قدرأقوام انتسبوا لهذا الدين،والله سبحانه مطلع عليهم رقيب فهو سبحانه يؤخرهم ليوم تجد فيه كل نفس ما عملت محضرا، وكل من تكلم في أمر الحجاب فهوبذلك أساء لكل امرأة مسلمةفإنا لله وإنا إليه راجعون سبحانك اللهم وبحمدك نستغفرك ونتوب إليك وصلى اللهم على بينا محمد والحمد لله رب العالمين. الاسم : ناصر زيتحار (ابوعبدالله) مكة الكرمة التعليق : اسأل الله ان يبارك في شيخنا (خاصة) وفي مشايخنا عامة . وان يجعلهم زخرا للاسلام والمسلمين . امين الاسم : محمد الشيخ التعليق : الضربة التي لا تقسم ظهرك ... تقويك الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله. أما بعد ؛ فإن هذه الهجمات التي تطل علينا برأسها بين الحين والآخر على مسلمات ديننا الإسلامي العظيم ، فيها من العبر و العظات و الفوائد الشىء الكثير . فمن ذلك :ــ 1ـ هذه الهجمات على أحكام شرعنا دليل على قوة الصحوة الإســلامية المـباركة و سرعة انتشارها و صلابة نموها . فإن الضعيف الذى لا نمو له لا هجوم عليه لأنهم يأمنون جانبه . 2ـ ثم إن الشجرة المثمرة هي التى يقذفها الناس بالأحجار . فعندما أثمرت الصحوة هؤلاء الأخوات المحجبات فلابد من قذفهن بمثل هذه التهم حتى يرجعن إلى الوراء . ( وراء التبرج والسفور ) ولن يرجعن بإذن الله بل يتحجب غيرهن . 3ـ من سنن الله تعالى المبــاركه سنة التدافع . فالمؤمن يدفع أهل الكــفر للإيمـان و ترك العصيان ، والكافر و المنافق يدفع أهل الإيمان إلى ترك إيمانهم و الإبتعاد عن دينهم باختــلاق الشبهات ووضع العقبات . { ولو لا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت السموات و الأرض } .(البقرة / 251) 4ـ من حكمته سبحانه و تعــالى أنه يريد أن يميز أهل النـفاق الكاذبين عن أهل الإيمــان الصادقين . فيهيأ سبحانه المناخ المناسب لظهور النفاق فيُخرج المنافقــون ما فى صـدورهم بكل ما أوتوا من قوة ليتميزوا عن أهل الإيمان و لتــقام عليهم الحجة فى الدنيا كى لا يكـون لــهم أجر فى الآخرة . { ليميز الله الخبيث من الطيب } .( الأنفال/ 37) 5ـ و مثل هذه الأحداث كالكلام على الحجاب والنقاب والختان والثــوب القصير والســواك وغيرها من الأمــور الشرعيه التى بـها يتميز المسلم ، عنــدما يتم الكــلام عنها ، تنتشر وينتشر العلم بـها بين عموم الناس فتصبح من المعلوم من الدين بالضرورة ، وبذلك يتم إقامة الحجة على كل الناس فيعرف من لم يعرف فيلتزم من كان فى قلــبة حب للدين ، ويعــارض من كان فى قلـبة مرض . { ليهلك من هلك عن بينه ويحي من حي عن بينه } .(الأنفال/42) 6ـ يقول سبحانه : " قد بدت البغضاء من أفواههم و ما تخفى صدورهم أكبر " ( آل عمران /118) فكثير من المبغضين للإســلام ولأحكام الإســلام ربــما لا يعرفهم كـــثير من الناس فينخدعوا فيـــهم ويظنوهم من زمرة المؤمنين فعــندما تخرج مثل هذه الكلمات من أفواهــهم ، تخرج لتدل على ما فى صدورهم فيظهر لنا صـدق كلام ربنا سبحانه : { ومن أصدق من الله حديثاً }(النساء/87) { ومن أصدق من الله قيلاً }(النساء/ 122)، فيزداد المؤمن إيماناً مع إيمانه ، ويقيناً بدينه وعقيدته . 7ـ أهل النفاق كالفئران لا يتحركون إلا فى الظلام بل فى الأنفاق الأرضـية المظلمة ، ولا يخرجون لسطح الأرض إلا فى الظــلام ، وأثنــاء غفلة الناس . فإذا انتبه لــهم الناس بأن أضاؤوا فى وجوههم النور . " نور الشرع و الدين " سارعوا بالدخول فى جحورهم فهذا نور الإسلام يوقد فى بــقاع شتى من المعمورة فيقـلقهم و يضج مضاجعهم فيريدون أن يطفئوا هذا النور بأقوالهم و هيهات . { يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم والله متم نوره .... } .(التوبة /33)(الصف/ 8 ـ من فضل الله تعالى أن هذه الهجمات او الضربات لاتزيد الإسلام والمسلمين إلا قوة على قوتهم فيصدق في المسلمين قول القائل (الضربة التي لا تقسم ظهرك ... تقويك) وجزى الله تعالى شيخنا على هذه الكلمات التي نسحبها خرجت من القلب لنصرة دين الرب سبحانه كما أنها تنم عن علم غزير وعالم بصير بأحوال الأمة وتقلب قلوب العباد كلما ابتعدوا عن نبع النبوة الصافي ومعينها الوافي . جزى الله تعال فضيلة الشيخ / ياسربرهامي خير الجزاء محمد الشيخ الحالية 1/1
8 ـ من فضل الله تعالى أن هذه الهجمات او الضربات لاتزيد الإسلام والمسلمين إلا قوة على قوتهم فيصدق في المسلمين قول القائل (الضربة التي لا تقسم ظهرك ... تقويك) وجزى الله تعالى شيخنا على هذه الكلمات التي نسحبها خرجت من القلب لنصرة دين الرب سبحانه كما أنها تنم عن علم غزير وعالم بصير بأحوال الأمة وتقلب قلوب العباد كلما ابتعدوا عن نبع النبوة الصافي ومعينها الوافي . جزى الله تعال فضيلة الشيخ / ياسربرهامي خير الجزاء محمد الشيخ