موضوع: محطات مضيئة مع الصيام وشهره .. الإثنين يونيو 27, 2011 5:51 pm
محطات مضيئة مع الصيام وشهره ..
للشيخ محمد بن غيث حفظه الله ...
بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له واشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً.
أما بعد فهذه وقفات موجزة عن الصيام وشهره نقدمها عبر هذا المنبر الفتي للمسلمين كافة ، قياماً ببعض المسؤولية وأداءً للأمانة ، ونصحاً وتذكيراً.
فضل شهر رمضان
قال الله تعالى : شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ وقال صلى الله عليه وسلم : إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنة وغلِّقت أبواب النيران وصفدت الشياطين متفق عليه.
وكل هذا يتم في أول ليلة من الشهر المبارك ، لقوله صلى الله عليه وسلم : إذا كان أول ليلة من شهر رمضان صفِّدت الشياطين ومردة الجن وغلِّقت أبواب النار فلم يفتح منها باب ، وفتِّحت أبواب الجنة فلم يغلق منها باب ، وينادي مناد : يا باغي أقبل ، ويا باغي الشر أقصر ، ولله عتقاء من النار وذلك كل ليلة رواه الترمذي وهو حسن.
صفِّدت الشياطين : أي شدت بالأغلال.
وعن أنس رضي الله عنه قال : دخل رمضان فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن هذا الشهر قد حضركم وفيه ليلة خير من ألف شهر ، ومن حُرمها فقد حرم الخير كله ، لا يحرم خيرها إلا محروم رواه ابن ماجه وهو في صحيح الترغيب والترهيب برقم 1000
وجوب صوم رمضان
قال الله تعالى : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُون وقال تعالى : فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ .
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أتاكم شهر رمضان ، شهر مبارك فرض الله عليكم صيامه ...الحديث. صحيح الترغيب برقم999.
الترغيب في صوم رمضان
عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه متفق عليه.
وعنه رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : كل عمل ابن آدم يضاعف له ، الحسنة بعشر أمثالها ، إلى سبعمائة ضعف ، قال الله تعالى : إلا الصوم ، فإنه لي وأنا أجزي به ، يدع شهوته وطعامه من أجلي ، وللصائم فرحتان : فرحة عند فطره ، وفرحة عند لقاء ربه ، ولخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك رواه مسلم .
وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة ، يقول الصيام : أي رب منعته الطعام والشهوة ، فشفِّعني فيه ، ويقول القرآن منعته النوم بالليل فشفِّعني فيه ، قال : فيشفعان حديث حسن رواه الإمام أحمد والحاكم وغيرهما.
الترهيب من إفطار شيء من رمضان عمداً
عن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : بينما أنا نائم أتاني رجلان فأخذا بضبعي فأتيا بي جبلا وعراً فقالا : اصعد فقلت : إني لا أضيقه ، فقالا: إنا سنسهله لك فصعدت ، حتى إذا كنت في سواء الجبل إذا بأصوات شديدة ، قلت : ما هذه الأصوات ، قالوا : هذا عواء أهل النار. ثم انطلق بي ، فإذا أنا بقوم معلقين بعراقيبهم ، مشققة أشداقهم ، تسيل أشداقهم دماً ، قال : قلت : من هؤلاء ؟ قال : الذين يفطرون قبل تحلة صومهم ..الحديث صحيح الترغيب برقم 1005.
قوله : بضبعي : أي بعضدي.
قوله : قبل تحلة صومهم : أي يفطرون قبل وقت الإفطار.
وأما ما يروى أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : من أفطر يوماً من رمضان متعمداً ، ولا يجزئه صيام الدهر وإن صامه فهو حديث ضعيف لا يصح .