موضوع: فوائــد التــمر الأحد يوليو 24, 2011 1:06 pm
**التمــر**
الفاكهة العجيبة المباركة التي لم يستطع العلماء إحصاء ما فيها من فوائد وأنا أحب أن أسميه فاكهة الفقراء لأنه كان قوت الفقراء على عهد النبي صلى الله عليه وسلم ولا يزال إلى اليوم قوت الفقراء في المناطق التي يكون وافرا فيها وقد جاء عن التمر وفوائد تناوله الكثير من الروايات عن النبي صلى الله عليه وآله فقد قال صلى الله عليه وسلم لعائشة : ((يا عائشة بيت ليس فيه تمر جياع أهله)) . وعنها رضي الله عنها قالت كان يمر الأسبوع والأسبوعين ولا يوقد في بيت رسول الله نار، قيل لها بما كنتم تقتاتون قالت بالأسودين التمر والماء وعنه صلى الله عليه وآله : ((من أصبح بتمرات من عجوة لم يضره ذلك اليوم سم ولا سحر)). ولدينا سنة ثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم وهي تحنيك الأطفال وقد كان صلى الله عليه وسلم يلين تمرة فيمضغها بفمه الشريف صلى الله عليه وسلم ثم يضعها في فم المولود الجديد.
وكان رسـول الله صلى الله عليــه وسلم يواظـب في رمضان على الإفطــار برطبات فإن لم تكن رطبــــات فتمرات والرطب يقصد به التمر الذي ما زال جديدا أي لم تجف منه السوائل التي فيه أما التمر فما يخزن عند الناس لينتفعوا به، لم يكن اختيار رسول الله صلى الله عليه وسلم عبثا فقد ذكر التمر في القرءان في أكثــــر من موضعقوله سبحانه وتعالى لمريم (عليها السلام) حينما جأهاالمخاض إلى جذع النخلة إذ نقرأ في القرآن الكريم قوله تعالى : (وهزي إليك بجذع النخلةتساقط عليك رطباً جنياً فكلي واشربي وقري عينــاً). وله فوائـــد عظيمة خصوصا للصائم بل إنه يسمى أحياناً بالمنجم لكثرة ما يحتويـه من العناصر المعدنية ، مثل: الفوسفور و الكالسيوم والماغنســيـوم والحديــد والصوديــوم والبوتاسيــوم والكبريت والكلور، كمـا يحتــوي التمر أيضــاً على فيتاميـنـات (أ) و (ب1) و (ب2) و (د) ، فضـلاً عـن السكريات السهلة البسيــطة السهلة الهضم التي ترجع لك نشاطك كأنك لم تكن صائما ولا تحس حتى بثقلها في بطنك وقد أظهر تحليل التمر الجاف حسب المصادر الطبية - أن فيه حوالي60 % من الكربوهيدرات و2% من الدهن و 25% من الماء و 1.5 % مـن الأملاح المعدنيـة و 10% من الألياف وكميـات من الكورامين وفيتامينات أ - ب1 - ب2 - ج، ومن البروتين والسكروالكلس و الحديد و الفوسفور و الكبريت و البوتاس والمنغنيـــز والكلوريــن و النحـاس و الكالسيــوم والمنغنيزيوم.
طبــعا هذه النسب ليــست ثابتة فللتمر أنواع عديدة لا يحصي ما فيها من الفوائد إلا الله . للتمر قيمة غذائية عظيمة كما قلنا فهو مقوٍ للعضلات والأعصاب و مرمم و مؤخر لمظاهر الشيخوخة، و إذا أضيف إليه الحليب كان من أصلح الأغذية وخاصة لمن كان جهازه الهضمي ضعيفاً.
إن القيمة الغذائية في التمر تفوق ما في اللحوم من قيمة وهي ثلاثة أمثال ما للسمك من قيمة غذائية، وهو يفيد المصابين بفقر الدم والأمراض الصدرية و يعطى على شكل عجينة أو منقوع يغلى ويشرب على دفعات، و يفيد خاصة الأولاد و الصغار والشبان والرياضيين والعمال والذين هم في فترة نقاهة والنحيفين والنساء الحاملات.
ويزيد التمر في وزن الأطفال (ولعل هذه هي الحكمة من تحنيك المولود الجديد) ويحفظ رطوبة العين وبريقهـــا ويمنع جحوظ كرتـها و يكافح العشا و يقوي الرؤيـــة و أعصاب السمع و يهدئ الأعصاب و يقويها ويحارب القلق العصبي وينشط الغدة الدرقية ويشيع السكينـــة والهدوء في النفس بتناوله صبـاحاً مع كأس حليـب، ويلـين الأوعيـة الدمويـة و يرطب الأمعاء و يحفظها من الضعف والالتهاب ويقوي حجيرات الدماغ والقوة الجنسية ويقوي العضلات و يكافح الدوخة و زوغان البصر والتراخي و الكسل - عند الصائمين والمرهقين.
والتمرسهل الهضم سريع التأثير في تنشيط الجسم ويدر البول وينظف الكبد ويغسل الكلى، ومنقوعه يفيـــد ضد السعـــال والتهـاب القصبات و البــلغم و أليــافه تكافح الإمساك، وأملاحه المعدنية القلوية تعدل حموضة الدم التي تسبب حصيات الكلى والمرارة والبواسير وارتفاع ضغط الدم و إضافة الجوز و اللوز عليه أو تناوله مع الحليب يزيد في مفعوله، ولا يمنع التمر إلا عن البدينين والمصابين بالسكري.
ولقد وجد أن الرطب يحوي مادة مقبضة للرحم تشبه الأكسيتوسين فتناول الرطب يساعد على خروج الجنين وتقليل النزف بعد الولادة، بما أن الرطب فيه مواد حافظة للضغط الدموي فهذا يساعد أيضاً على تقليل النزف، وكذلك عملية الولادة مجهدة مما يتطلب طاقة والرطب غني بالسكر الذي يعطي هذه الطاقة. ولعل ذلك هو السر في قوله سبحانه وتعالى لمريم (عليها السلام) حينما جأهاالمخاض ((وهزي إليك بجذع النخلةتساقط عليك رطباً جنياً فكلي واشربي وقري عيناً )).
أما فيتامين (أ) الذي يحتويه التمر هو يساعد على النمو ويقي من العشا (عمىالليل) ويساعد الجلد والأغشية الناعمة الرطبة التي تبطن الأنف والحلق علىأن تظل سليمة.
والفيتامين ب في التمر يحافظ على سلامة الجهاز العصبي و يقي من توتر الأعصاب وانسداد الشهية ويحافظ على سلامة اللسان و الشفتين والجنون ويقي من البلاجر (علة يصحبها طفح جلدي وضعف واضطراب الأمعاء والجهاز العصبي).
وأما سكريات التمر فهي الغليكوز والليكولوز والسكاروز يمتصها الجسم ويتمثلهابسهولة فتصل سريعاً إلى الدم فإلى الأنسجة والخلايا في الدماغ والعضلاتفتمنحها القوة والحرارة وهي مدرة للبول ونافعة للكليتين والكبد.
وتحتل البلدان العربية دائما المراتب الأولى في إنتاج التمور وهذه نعمة يجب أن نحمد الله عليها إذ عوضنا به عن كثير من الفواكه والحمضيات التى لا تنتج إلا قي المناطق الرطبة و زراعة النخيل تتواجد أساسا في المناطقالحارة والجافة من العالم، و تختلف أنواع التمر باختلاف مكان غرسها، فمثلا عندنا في الجزائر بلغ إجمالي أنواع التمور التي تم إحصاؤها أكثر من ألف نوع ففي بعض المناطق تجده طريا وغير قابل لتخزين لمدة طويلة تقريبا يكون للاستعمال الفوري وفي مناطق أخرى يكون العكس و تجد نوعا يكون بسره أحمر اللون ونوعا آخر يكون اصفر، هناك وجوه عديدة للتنوع لكن على العموم التنوع مفيد جدا بل إنه يوجد بعض الأنواع خاصة للحيوانات طبعا لرداءتها وهناك أنواع أخرى تقل فيها نسبة السكر و يقبل عليها أصحاب مرض السكري ( يعني ريجيم) ... الخ
الحمد لله رمضان هذا العام جاء في موسم التمور لأن موسم إنتاج التمور يبدأ من شهر جويلية في بعض المناطق الشديدة الحرارة ويمتد حتى لشهر نوفمبر في مناطق أخرى لذلك لن تواجه كثير من البلدان نقصا في توفيره لعل هذا ينسينا شدة الحر ...