موضوع: ما هي الشياطين التي لا تصفد في رمضان؟ الأحد يوليو 31, 2011 7:40 am
ما هي الشياطين التي لا تصفد في رمضان؟
اخواني الكرام
إن الشياطين من الجن تصفد في رمضان كماصح الحديث قال القرطبي بعد أن رجح حمله على ظاهره: فإن قيل كيف نرى الشرور والمعاصي واقعة في رمضان
كثيراً فلو صفدت الشياطين لم يقع ذلك؟
فالجواب: أنها إنما تقل عن الصائمين الصوم الذي حوفظ على شروطه وروعيت آدابه، أو المصفدبعض الشياطين وهم المردة لا كلهم كما تقدم في بعض الروايات، أو المقصود تقليل الشرور فيه وهذا
أمر محسوس فإن وقوع ذلك فيه أقل من غيره، إذ لا يلزم من تصفيد جميعهم أن لا يقع شر ولا معصية
لأن لذلك أسبابا غير الشياطين كالنفوس الخبيثة والعادات القبيحة والشياطين الإنسية.
وقال غيره: في تصفيد الشياطين في رمضان إشارة إلى رفع عذر المكلف كأنه يقال له قد كفت
الشياطين عنك فلا تعتل بهم في ترك الطاعة ولا فعل المعصية .فتح الباري 4/147.
إذا تقرر هذا فإن وقوع المعاصي في رمضان لا ينافي تصفيد الشياطين لأننا إذا حملنا الحديث على
ظاهره فإن بعض الشياطين هي التي تصفد وهم مردتهم أو أنهم يصفدون في ليالي رمضان دون نهاره
كما سبق في كلام الحافظ ابن حجر العسقلاني.
اقول ولكن من لنا بشياطين الإنس الذين تفلتوا من كل قيد وتحللوا من كل رباط .
لقد ظهر شياطين من الانس ربما يتعلم الشيطان وجنوده منهم، ظهروا على المسلمين عبر الشاشات الصغيرة والكبيرة يبشرونهم ببرامج خلابة ومشاهد جذابة يعدونهم ويمنونهم بما سيقدمون لهم من أغنيات ماجنة ورقصات آثمة وأفلام ساقطة ولا يستحيون حينما يتبجحون فيقولون للناس: إن ذلك بمناسبة رمضان المبارك وأي بركة وقد برك إبليس على قلوبهم وجثم الباطل على صدورهم وعشعش في ثنايا نفوسهم واعماق حياتهم؟! (وَاللّهُ يُرِيدُ أَن يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَن تَمِيلُواْ مَيْلاً عَظِيماً ) النساء: 72
واننا ندعو كل مسلم أن يتقي الله في هذا الشهر الكريم فوالله لا ينفع إمساك عن الطعام والشراب مع إطلاق للجوارح في هذه المآثم وتلك المخازي، قال صلى الله عليه وسلم: «الصيام جنة ، فاذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب» رواه البخاري
وقال صلى الله عليه وسلم : «ليس الصيام عن الأكل والشرب وإنما الصيام من اللغو والرفث» صحيح ابن خزيمة
وقال جابر رضي الله عنه: «اذا صمت فليصم سمعك وبصرك ولسانك عن الكذب والمحارم»
وإننا ندعو وسائل الإعلام في بلادنا أن تحارب هذه الرذائل ولا تنشر الفاحشة
قال تعالى : ( إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ) (النور:19)
واذا كان هذه عقوبة من احب الانتشار للفاحشة فكيف بمن نشرها والعياذ بالله
ولا تجعل من هؤلاء الساقطين والساقطات قدوة
وأن تعمر أوقاتها بما ينفع المسلمين وما يتناسب مع هذا البلد الطيب والمجتمع المسلم وأن يكونوا قدوة حسنة وأنموذجا فريدا ليديم الله علينا أمننا وأماننا وأنسنا ورخاءنا نسأل الله أن يحفظهم من كل سوء وأن يقيهم من كل مكروه ولنعلم أن الذي يمكث في الارض هو ما ينفع الناس وأما الزبد فيذهب جفاء، قال سبحانه ( فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ) النور63 ألا فاتقوا الله إخواني الكرام وأروا الله من أنفسكم في هذا الشهر المبارك فإن لله نفحات من حرمها حرام خيرا كثيرا وأبشروا بقول المصطفى صلى الله عليه وسلم في الحديث القدسي: «يقول الله جل وعلا: كل عمل ابن آدم له كفارة والصوم لي وأنا أجزي به» رواه البخاري.
اللهم اجعل مواسم الخيرات لنا مربحا ومغنما وأوقات البركات والنفحات لنا الى رحمتك طريقا وسلما واغفرلنا ولوالدينا ولجميع المسلمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين